الأمن والحماية والحريات والحب والعطف واحترام وجهات النظر وغيرها ، تحتاج إلى شخص وجدها واستفاد منها ليستطيع أن يعطيها لغيره ، فالابن عندما يفقد حنان والديه يصبح بشعاً بالغير وبحقوقهم فكيف سيجعل أجياله الصاعدة من بعده أحسن حالا ؟ كيف ذلك والقدوة هي التي تبني شخصية الإنسان والمجتمع ذات التأثير الفعال على سلوك الإنسان .
فاقد الشيء لايعطيه
بقلم : رشاد فياض
الأمن والحماية والحريات والحب والعطف واحترام وجهات النظر وغيرها ، تحتاج إلى شخص وجدها واستفاد منها ليستطيع أن يعطيها لغيره ، فالابن عندما يفقد حنان والديه يصبح بشعاً بالغير وبحقوقهم فكيف سيجعل أجياله الصاعدة من بعده أحسن حالا ؟ كيف ذلك والقدوة هي التي تبني شخصية الإنسان والمجتمع ذات التأثير الفعال على سلوك الإنسان .
الشعب الفلسطيني الذي عانى ومازال يعاني من معايشة الواقع المرير والمصطلحات المليئة إجرام وعنف مما خرج وبتفوق شعب يعشق القتل واستباحة حقوق الغير والسرقة ولا ألومهم بهذا إنما الملام وبدرجة أولى الأب والأم المتعصبين والمجتمع السياسي والأمني الذي يشهد تصاعد وتيرة الصراعات على المناصب واللعنة التي حلت بهذا الشعب من ويلات ، فقد رأوا كبارهم يتقاتلون ويتناولون السب والشتم والصغير يهين الكبير والمرأة تهين الشيخ وختلط الحابل بالنابل .
فاليوم أصبح كل مايهمنا الكجول والشياكة على وسائل الإعلام وأمام الوفود الأجنبية منددين ونطالب بحقوقنا ، حق الأمان والحرية وتحقيق مصير اللاجئين وكيف ذلك وهم لم يتعلموا كيف يطالبون بحقوقهم ويعتبرونها مطالب وليست حقوق فأصبحنا أغراب على هذا الوطن وأعطوا الحق لإسرائيل بأن تسميه موطنها والقدس عاصمتها ، حماس وفتح أكبر فصيلين بفلسطين أصبحوا اليوم عاجزين عن استعادة حقوقهم بنفس القوة التي يتنازعون بها على الحكم ، اليوم أصبحت حماس تدعي بأن السلطة حق لها وفتح تدعي بأن ليس لأحد حق بالسلطة إلا هي أو الرجوع لصناديق الاقتراع وتبحث عن استرداد قطاع غزة بكل السبل الدبلوماسية من حركة حماس ، وهذا الشعب بالداخل والشتات من الذي سيبحث عن حقوقه ويستجيب لمطالبه ؟
حركة حماس فقدت شرعيتها منذ اليوم الأسود بحق أبناء شعبها وفتح فقدت شرعيتها لدى حماس ولدى نفسها ؟ كيف ذلك وهي لاتستطيع أن تؤمن على نفسها وعلى شعبها ، فمن يفقد العزة والكرامة لا يستطيع أن يعطيها لأحد ومن يفقد الحب والتسامح لا يجده من ما حوله ، فحماس لا تعيش وحيده بقطاع غزة فهي في مجتمع عدد سكانه مليون ونصف المليون كلاً منهم يبحث عن حقه ليكون إنسان بسيط على الأقل وكلاً منهم يحتاج لحنان فــ فتح وحــماس هما الأب والأم للشعب الذين هم الأطفال فعندما يفقدونه فهم بطريق الانحراف والفساد والضياع .
هم من يتحدثون عن مجتمع مسالم ديمقراطي أبناء متمسكون بدينهم الذي يأمر بالحب والتقوى والعطف على الجار والمسكين ونبذ الكراهية وغيره من أمور ديننا الحنيف الذي أمرنا به ، فكيف سيمنحونه للشعب ففاقد الشيء لايعطيه .
ماذا لو اتفق الأب والأم ولتم شمل الأسرة وبدءوا بترتيب الأسرة من جديد والمجتمع بأسره ؟ قال تعالى : ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ) ، فإن وجد الحب وعطف الكبير على الصغير واحترام الصغير للكبير فغداً ستجد الأسرة أنها أنشأت فعلا على كل ماهو صلاح وخير ، لكن اليد الواحد لاتصفق ولاتبني فمن كان منهم يضن غير ذلك فهو مخطأ ، المجتمعات العربية والغربية التي تدعم كلاً منها ما يتناسب مع أهوائها وتطلعاتها المستقبلية زرعت بنا في أرض المقدس أقذر الصفات والعادات التي تدمر حياتنا ، قديما كان يبحث الرجل عن مستقبله بالخارج ويكمل تعليمه بالدول الغربية ويعود حاملاً بجعبته أفكار سوداء بعيده عن ديننا الإسلامي فقدو حب الوطن وأهل شعبهم ورأوا بالخارج الحياة المليئة بشهوة الدنيا فلم يستطيعوا تركها فأصبحت منافساتهم على المناصب والمال والنساء وشعارهم الدين فكيف من فقد محبة الوطن والأهل سيعطي الدين حقه والأهل والوطن حقوقه ففاقد الشيء لا يعطيه .
حان الوقت لنعيد لحمتنا ووحدتنا لنبني دولة على أسس عربية وإسلامية بعيده عن النزاعات الحزبية فهي لا تغني من جوع ، اليوم هم المتصارعون الذين يأكلون ويشربون ولا يعانون وغيرهم يتصارع مع الفقر والحياة ليستطيع أن يطعم أهله ، أعزائي من يريد أن يجعل الإسلام شعار له يجب أن يتحلى بمكارم الأخلاق وبما نص عليه كلام الله سبحانه وتعالى وليس فقط شعارات إعلامية مزورة من أجل اكتساب النقود فالدين ليس دين نقود ولا مقاعد وانتخابات حماس وفتح ليس كما يتحدث البعض أنهما خطان متوازيان لايلتقيان فهناك ما يجمعهما من حب للوطن وحب للدين لكن تنقصهم العزيمة والنية الصادقة.
Rashad Fayyad
Journalist and writer
Palestine/Gaza
Mobile: 00972-599620236
Email:r-press@hotmail.com