www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

قصائد مختارة للشاعر السوري/مهند حليمة

0

إلى منتدى فرسان الثقافة بفرسانه المبدعين , وإدارته وفارسته , وأميرته ريمة الخاني

 

إلى منتدى فرسان الثقافة بفرسانه المبدعين , وإدارته وفارسته , وأميرته ريمة الخاني

ثقافة , وخيول العزّ فرسانها
أقلامها شهب , مدادها شيم
أنوارها ألق , أسماؤها كثر
بحورها قيم , أمواجه قمم
ريمة ومملكة , دروبها درر
فرسانها قزح , ألوانه رسموا
كلّ القوافي على أسوارها صعدت
فازّيّنت عنبا , شرابه نغم
حتّى ثملنا شربنا نخب من زرعوا
ونخب من عصروا من فكرهم نعم
واحاتها بنخيل العرب قد ملئت
تسّاقط الحبّ ليس مثله مثل
أنهارها دجلة , العاصي , الفرات وفي
راحاتها السّمر يزهو النيل والهرم
فيها جراح لأقصانا مقدّسة
من طيب عطر الجراح يدمع الحرم
قد أبدع الشعر في توحيد فكرتنا
في منتد انا جميع واحد قلم
لم يبق إلاك يا أوطان حالمة
في أن يضمّ ثراها واحد علم

مهند حليمة

قراءة وتحليل لقصيدة( لا ترحل ) للشاعرالسوري مهند حليمة
بقلم : الناقد والأديب  الأردني : هشام أيوب موسى
لا ترحــــــل … قصيدة تحكي قصة .. وقصة تحكي القصيدة ، في الشعر عامة يختار الشاعر قضية عن فئة عن شعب عن وطن عن زمن او مكان ويكتب عنه مشاعره ألمـــه أحساس المكان ولكن شاعرنا اختار الشيء الصعب حيث تقمص الشاعر دور الحبيبـــة واخترق مشاعرها ووصل الى قلبها وعاش زمانها ومكانها وصعد على امواج الأحساس فكانت هذه الدرة المبدعة من القصيدة العابقة بهذه الأحاسيس المتوهجــــة المشتعلة شوقاً وحرمان من هذا الحبيب الذي جاء فجأة يخبرها بانه مسافر خلف الحدود خلف الضباب ، فكانت هذه القصيدة حافلة بالتصاوير الشعرية المبدعة من ساكنة ومتحركة ومن رموز وايحاء وتراكيب لغوية قوية لها دلالالتها الرومانسية والوجدانية لقد وضع الشاعر هنا جل طاقته اللغوية في هذه الأبيات ونحت الكلمات وابرز المشاعر المتدفقة لهذا الحدث العاطفي ، حيث يشعر المتلقي بهذا الكم من السحر وهذه البداية القوية :

كيف لهذا الظل الطويل أن يرحل

كيف لهذا الصوت الحنون أن يزأر

كيف ؟

وقد دعوت الله سنينا لا ترحل

ونشعر هنا بهذه النفثات الرومانسية وشفيف الحزن الذي يغلف أبيات القصيدة والأشواق الحارة التي نشعر بحرها ونشوتها بين الحروف وهذا العالم الجديد الذي خلقه وابدعه الشاعر في هذه الأبيات :

من أين آتي بحزن جميل .. بحجم وجودك الأجمل

وكيف أحول نغمة النسيان من حب إلى مقتل ..

صغيرة رائحة الياسمين .. بعدك لن تكبر ..

ثقيل هو الخريف يا عمري .. وموت ربيعك الأثقل

ونعيش في الأحـــــلام التي اخترقت النور وسكنت في العيون فهنا نشعر بهذا الوهج الوجداني وارتحال في عالم النسيان ضمن مفردات تتجاوز الواقع الحسي الى عالم الخيال الرحب الذي ابدعه الشاعر في هذه الأبيات :

كيف أشيع الأحلام في عينيك ..

كيف أكفن الأنوار بين يديك ..

وأنت نور العين والمكحل

كيف سأعزف النسيان مع الذاكرة ؟

كيف سأشرب النسيان من غيماتك الماطرة ..؟

أنت مطر دائم لا عابر ..

وعطرك طعنة سيف في الخاصرة

رواياتك الحبلى يا سيدي ولدت ضحية

فنهاية مشوهة آخر العنقود

وغروب بلا أفق ..

وقصيدة بلا لغة ..

وحبر جف حين تنفس آمال الوعود

وفي هذه الأبيات الشعرية نرى كيف استخدم الشاعر الطاقة اللغوية بصورة مبدعة متميزة تقوم على الايحاء والرمز والتكثيف وعلى تراسل الحواس وتجاوز الدلالات الوضعية على مستوى الصورة والتراكيب ونشعر بهذه الدلالات تأخذ البعد المناسب للحالة النفسية للمشاعر وتمثل المنحنى النفسي لتفصح عن الوعي القلبي والذهني والروحي للشاعر ضمن لوحة فنية باهرة ابدعها الشاعر في رسمها على شواطىء الشعر و (زورق عينيك) و ( امواج محبرتك ) وضمن صورة شعريةرائعة :

جميلة هي شواطئ شعرك الغائم ..

جميل هو زورق عينيك الهائم

في عمق البحر..

وقلبي العائم على أمواج محبرتك ..

ماذا أقول له؟ وأنت في جفنه نائم

واستخدم الشاعر ألفاظ الوجع .. الصوت في رسم يؤجج المشاعر ويشعل النار بحيث تكتسب هذه الأبيات حيوية مدهشة ضمن صور متحركة في مشاعر المتلقي :

وجع .. صوت الحنين لصدرك العاري

حرب.. أن تذيب الشهد على شفتي

وتزيد النار من ناري

وترميني وأوزاري .. يداك

على شفا سفح وأحجار ….

يداويني السقوط من كفيك ,,

والصمت له عنوان كبير وعلامات أستفهام غارقة في المجهول :

من صمتي ومن عاري

من المذبوح؟ أنا ؟ أم أنت ؟

من يحمل دم الثاني ؟

كلانا في الهوى موج يكلم الصخر

فمن يحرر موتي المقسوم من قيدك وأسواري؟

ونعيش حالة الهيام ومراقبة انبلاج الفجر ورغبة المساء بعد الرحيل والبقاء ضمن صور شعرية مؤثرة وخلابة :

وأسواري أداة نداء ..

أستظل بفيئها صباح مساء

وأرقب انبلاج الفجر ورغبة المساء

لعلك تأتي لعلك تظهر لعلك لا ترحل

من صفاء الماء..

وهنا صورة مدهشـــة ولغة بليغة يطلقها الشاعر هنا (( أمد يدي لأقطف بها وعدك )) ضمن صورة تجريدية جميلة واحساس مرهف بهذه العلاقة بين أثنين وفي هذه الأبيات نرى استشراق آفاق المجهول (( لمن الحصاد )) ويحاول الشاعر ضمن هذه الأطر الأمساك بالشيء المحسوس وان يحتويه في قلبه وكيانه حيث لجأ الشاعر الى الصورة المكثفة حتى يعطي المتلقي صورة هذه المشاعر المتئججة في اطار الرمز تارة وفي اطار الصورة الشعرية المفهومة تارة اخرى مما يعطينا صورة فنية مقصودة لإثراء الدلالة الشعرية وتعميقها حيث تتحقق للمتلقي لذة الكشف والارتياد في هذه الأبيات الشعرية وصورها الفخمة ولغتها الساحرة :

أمد يدي لأقطف بها وعدك ..

كزهرة عشق .. تهوى بفيئها خدك

وشفتاي سر يبايع في عشقه سرك

فأية قبلة مجنونة ترضى بمن بعدك .؟

وأية كف ستربط شعري وقد خبأت في ليله كفك

وجسدي ….؟ حقل من سنابل قمحية

لمن الحصاد؟

وكل سنبلة تسقى من ماءهمسك

وأي ربيع جديد سيأتي وأية قصيدة عذراء تكتب

وكل حرف في رحمها يهتف بنشيد فتحك

شروق صباحي ..

وبحار..

وقبل ..

وأول السطر . فاكتب إذن :

أنت واسع جدا

لكني أراك المعتقل

ونكمل مع الشاعر ضمن هذا التشكيل الشعري الذي يعبر فيه عن الخيال وافضاء الذات ، ونعيش في هذه الأبيات التي تعبر عالمها النفسي وتكشف عن رؤية جديدة تزيد وعينا بالحياة وتعمق احساسنا نحوها وتضيف للمتلقي خبرة متولدة من الاثارة والدهشة وارتياد افاق المجهول وهروب الذات من الواقع الحسي الى الذات الداخلية الراغبة بعدم الرحيل للآخر والبقاء على الحال حيث نشهد هنا الخيال الجامح والاحلام والعذابات وتنتهي القصيدة في صورة الأنكفاء على الذات وفي صورة سريالية حزينة (( أعانق فيه ضحكتك )) و (( مـــــــــــــــــوتي )) .

كل الطيور ستهجر المكان بعد غروب وجهك

فكيف أقنعها أن تبقى بدونك؟

وكل الياسمين يذوب أمام رحيل همسك

فكيف أقنع الياسمين بالعيش بعدك

 

لذاك.. أعرني صوتك

أرتديه في شتاء فقدك ..

أتدفأ بنبرته ..

أنحني بداخله ..

أخبئ فيه أحلامي.. صباحاتي.. عذاباتي ..بظل عذوبته

أعانق فيه ضحكتك

وموتي ..
 
هشام أيوب موسى

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.