ذكرْتُ أخي بعدَ نوْمِ الخَليّ
ذكرْتُ أخي بعدَ نوْمِ الخَليّ | فانحَدَرَ الدّمعُ مني انحِدارَا |
وخيلٍ لَبِستَ لأبطالِها | شليلاً ودمَّرتُ قوماً دمارا |
تصيَّدُ بالرُّمحِ ريعانها | وتهتصرُ الكبشَ منها اهتصارَا |
فألحَمْتَها القَوْمَ تحتَ الوَغَى | وَأرْسَلْتَ مُهْرَكَ فيها فَغارَا |
يقينَ وتحسبهُ قافلاً | إذا طابَقَتْ وغشينَ الحِرارَا |
فذلكَ في الجدِّ مكروههُ | وفي السّلم تَلهُو وترْخي الإزارَا |
وهاجِرَة ٍ حَرّها صاخِدٌ | جَعَلْتَ رِداءَكَ فيها خِمارَا |
لتُدْرِكَ شأواً على قُرْبِهِ | وتكسبَ حمداً وتحمي الذّمارَا |
وتروي السّنانَ وتردي الكميَّ | كَمِرْجَلِ طَبّاخَة ٍ حينَ فارَا |
وتغشي الخيولَ حياضَ النَّجيعِ | وتُعطي الجزيلَ وتُردي العِشارَا |
كانَّ القتودَ اذا شدَّها | على ذي وسومٍ تباري صوارا |
تمكّنُ في دفءِ ارطائهِ | أهاجَ العَشِيُّ عَلَيْهِ فَثارَا؟ |
فدارَ فلمَّا رأي سربها | احسَّ قنيصاً قريباً فطارا |
يشقّقُ سربالهُ هاجراً | منَ الشّدّ لمّا أجَدّ الفِرارَا |
فباتَ يقنّصُ ابطالهَا | وينعصرُ الماءُ منهُ انعصارَا |