www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

تكريم العلماء .. طريق إلى النهضة !! /عُمر عاصي

0

كُلما شاهدت أحد شبابنا العلماء مُهمل اجتماعيا ومادياً ، فإن عمق الجرح وعِظَم المصيبة ومرارة الواقع يُضرم نيران الألم فيّ .. ويا لفظاعة الموقف حين ترى فلاناً يحصل على البكالوريوس فيتابع بقوته وقوّتِه نحو الماجستير فيتابع بحزم نحو الدكتوراه ولا زال المجتمع يُمارس كل القوى السلبية على ذلك المناضل المجاهد في سبيل العلم ليقول له : ” لشو كل هاذ ؟؟ ” ، ” فلان صار هيك هيك وهيو قاعد بشتغل بالـ .. !! ” .

تكريم العلماء .. طريق إلى النهضة !!
بقلم : عُمر عاصي – OmarTalk.com

كُلما شاهدت أحد شبابنا العلماء مُهمل اجتماعيا ومادياً ، فإن عمق الجرح وعِظَم المصيبة ومرارة الواقع يُضرم نيران الألم فيّ .. ويا لفظاعة الموقف حين ترى فلاناً يحصل على البكالوريوس فيتابع بقوته وقوّتِه نحو الماجستير فيتابع بحزم نحو الدكتوراه ولا زال المجتمع يُمارس كل القوى السلبية على ذلك المناضل المجاهد في سبيل العلم ليقول له : ” لشو كل هاذ ؟؟ ” ، ” فلان صار هيك هيك وهيو قاعد بشتغل بالـ .. !! ” .

كما يعلم جميعنا فإن المناضل – طالب العلم – مهما كان قوياً فهو بحاجة إلى طاقة إيجابية، حاله حال أي إنسان يحتاج إلى الثناء تارة والدعم المعنوي تارة أخرى، فعوامل الإحباط والتثبيط كثيرة، في ظل الأزمة الفكرية والاقتصادية المعاصرة !! فمن لذلك المناضل ؟ ؟

لن أخفي عليكم أن أحد ابرز وأحدث ” احتفالاتي ” بانتصار العلماء كانت يوم تغطيتي لأحد المهرجانات حيث تم تكريم الدكتور الشاب محمد سعيد عكاشة بمناسبة حصوله على الدكتوراه في الفيزياء الفضائية !! فيومها قررت ممارسة طقوسي الخاصة حين جعلت التقطت له الصور أكثر من غيره باعتبار أنه لا يقل أهمية عن أي قائد ديني أو سياسي وكذلك فقد اجتهدت أن أصل إليه لأصافحه بينما كان الجميع يتقدم نحو القادة السياسيين ليصافحهم ، كان شعوراً مميزاً بلا أدنى شك جعلني أكتفي به لأتسلل من بين تلك الحشود نحو المخرج !!

” احتفال ” آخر كان قبل أيام عندما شاهدت خبرا سرّني جدا عن جنى مواسي من باقة الغربية الحاصلة على شهادة التمييز في الماجستير في موضوع التربية الرياضية . وآخر كان عند دخولي لأحد المواقع المحلية فشاهدت خبراً آخر عن تكريم الدكتور عامر دهامشة لحصوله على دكتوراة في الأدب العبري جعلني ” احتفل ” مرة أخرى .. هكذا أحداث لا بد وأن تكون،، كونها تحوي بوادر لنهضة علمية تتمثل بـ :

 دعم المتعلمين معنوياً، إن لم يكن مادياً.
 التوعية بأهمية العلوم الدنيوية إلى جانب العلوم الدينية.
 التأكيد على ضرورة استكمال الدراسات العليا.
 غرس مقاصد الآية الكريمة: ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )
 استقطاب العلماء للنهضة العلمية بدلاً من أن يكون خيرهم لغيرهم !

هذه النقاط وغيرها ، لا بُد من العمل عليها في هذه المرحلة ، ومع أن التكريم ليس هدفاً ولا يفترضه به أن يكون ، إلا أنني أؤكد أنه مطلوب جداً حتى لو كان معنوياً فقط – كالتكريم الإعلامي وفي المهرجانات والمناسبات –  فالثمار المرتبة عليه عظيمة قد تُجنى فوائدها بعد حين ، تماما كما حصل عندما حث النبي الكريم ، محمد صلى الله عليه وسلم على طلب العلم والتفكير في دعوته فكان أن حصدت الأمة ثمار ذلك بعد قرون حين خرّجت جابر بن حيان صاحب الجبر والرياضيات وإبن سينا صاحب الطب والفلسفة .. وإبن البيطار صاحب الأعشاب .. والجزري صاحب الميكانيكيات وغيرهم كثيرون !!

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.