www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

من روايات حرب غزة

0

غزة /خاص النهار/ كتب الصحفي سلطان جحا/ الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة تركت في كل فلسطيني رواية سوف يخبر عنها أبنائه لتبقى شاهد على دموية الاحتلال , معين العبد محمود جحا 56عام من سكان حي الزيتون شارع صلاح الدين جنوب مدينة غزة يروي لمراسل وكالة النهار الاخبارية ما حدث معه وعائلته الذي فقد واحد من أبناءه , وهدم بيتها بشكل جزئي

غزة /خاص النهار/ كتب الصحفي سلطان جحا/ الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة تركت في كل فلسطيني رواية سوف يخبر عنها أبنائه لتبقى شاهد على دموية الاحتلال , معين العبد محمود جحا 56عام من سكان حي الزيتون شارع صلاح الدين جنوب مدينة غزة يروي لمراسل وكالة النهار الاخبارية ما حدث معه وعائلته الذي فقد واحد من أبناءه , وهدم بيتها بشكل جزئي .

يقول معين ” مساء يوم السبت الموافق 3/1/2009 كانت الساعة تجاوزت الثامنة مساءً تقريبا , وكنت أسمع صوت القصف وكل لحظة كان القصف يزيد الانفجارات متتالية المنزل يتحرك مع سقوط كل قذيفة رعب وخوف شديد جدا خاصة وأنا أب لـ18 فرد وأمي سيدة كبيرة بالعمر , ولم أستطيع النظر من النافذة من الخوف أن يكون هناك قناصة وكنت أسمع تحركات للدبابات من بعيد ولم أستطيع تحديد المسافة , ولم نعرف طعم النوم طول الليل وخاصة أن القذائف بدأت تسقط على البيت مباشرة حيث سمعت تقريبا صوت تسع انفجارات داخل الطابق الثالث بالمنزل , ومع كل نفجر كنت أسمع تسقط الحجار على الدرج , وفى هذه اللحظات الجميع يتشهد , وستمر ذلك الوضع حتى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد 4/1/2009 .

ويتابع معين ” وبعد الساعة السادسة صباحاً سمعت زخات مطر من الرصاص تخترق جدران البيت والقذائف كانت تسقط في محيط البيت ,وكنت أشعر أن البيت سيهدم علينا في اى لحظة , حيث نظرت من النافذة فشاهدت عدد كبير جدا جدا من الجنود في ارض السوفيرى من الجهة الجنوبية للبيت , وعندما سمعوا أصوات صراخ النساء والأطفال , فتوجهوا علينا وصرخوا ” أفتح باب أفتح باب ” فأنزلت أحد أبنتي أخوها ليفتح الباب الغربي لهم حيث كانوا قد خلعوا الباب وأطلقوا النار على الولد وأخته حيث أخبروني ذلك فيما بعد ومن حمد الله لم يصابوا , ودخلوا علينا 12 جندي وطلبوا منا النزول تحت وكان يلبسون بدله الجيش ويضعون على رؤوسهم قبعات كبيرة الحجم , ويحملون سلاح غريب لم استطيع التعرف عليه حيث كان منهم أسود البشرة والأبيض وكانت الساعة تقريبا تجاوزت السابعة رعب شديد خاصة أن الأطفال كانوا يموتون رعب وأمي المسكينة التي تجاوزت الثمانين من عمرها .

ويتابع معين ” وأنزلونا على الدور الأرضي ثم على الفور طلبوا منا مرة أخري الصعود إلي الطابق الثلاث الدي كانت القذائف دمرته , ثم طلبوا من مرة أخرى النزول على الفور ونزلنا من الباب الغريب للبيت وطلب منا الجنود أنا نذهب باتجاه الجنوب إلي رفح وقالوا لنا أنهم سيهدمون البيت , وقلت له وين نروح على رفح كيف بدنا نروح على رفح أنا أمي سيدة كبيرة بالعمر ولا تستطيع السير وأحدي زوجاتي مريضة بالقلب وأطفالي كيف بدنا نروح على رفح والقصف شغال , وأنا معي السكر ما بنقدر نمشى وخرجت بدون علاجي حتى أني جرحت وهذا يشكل خطر عليا مما أدى فيما بعد لبتر أحد أصابعي , ثم سحبوا السلاح علينا وقال راح تمشوا ولا نطلق النار , وقتها لم نعرف أي نذهب أحد أبناء قال نذهب إلي الجامع قلت له أن المساجد مستهدفة ثم أشار عليا أن نذهب إلي منزل أبو زور الذي يبعد عنا ما يقارب 200متر , ورحبوا فينا حيث كنا تقريبا 50 فرد عائلة جحا والسوفيري وأبو زور , وكل دقيقة كنت أسمع صوت قذيفة رعب شديد , حيث بقينا حتى اليوم الثاني عند بيت أبو زور حيث كانت لليلة صعبة جدا رعب شديد خوف فزع في قلوبنا .

ويتابع معين لمراسل النهار ” في صباح يوم الاثنين 5/1/2009 وحوالي الساعة الثامنة صباحاً سمعت صوت انفجارات متتالية ولم تمر ثانية إلا بانفجار بصراحة كان يوم مشئوم جدا حيث بدأت القذائف تسقط على منزل أبو زور وزخات من المطر الرصاص حيث أصبح يدخل علينا من الشبابيك ,وأصبحنا نتنقل من غرفة إلي أخرى زحف , وكنت أشاهد الرصاص وهو ينفجر بالجدران , حيث تجمعنا في أحد الممرات , وقتها من شدت الخوف أحدى بناتي قوت قلبها ووقفت على أمام أحد الشبابيك ورفعت أيدها وأوقف الجنود أطلق النار ووقفنا خلفها , وقالوا لنا خرجوا من البيت وقالوا الرجال يقفوا في الأمام والنساء في بالخلف واعتقلوا أبني محمد ثلاث من أبناء أبو زور وهم وليد وفارس وهاني ومن شدت الخوف لم أستطيع النظر حولي ولكن شاهدت عدد كبير مكن الجنود وقتها لم أعرف اى ساعة كان الوقت ولكن كانت الشمس مشرقة وربما كانت الساعة العاشرة , ثم أجلسونا في الشارع وأخذوا يطلقون قنابل الصوت نحونا حيث من شدت صوت القنابل كانوا يضعون أصابعهم في أزانهم وكنت أشاهدهم حيث كانوا ينادونا على بعض قبل أن يضربوا القنبلة , وشاهدت جرافة كانت تجرفة أحد أراضي عائلة السموني, ثم طلب أحد الجنود منا ان نغادر المكان مشير بيده إلي جهة الجنوب وكان يتحدث العربية , وتحركنا في اتجاه الجنوب من شارع السكة حتى وصلنا إلي موقع أبو جراد حيث كانت الطريق مقطوعة نتيجة القصف الذي احدث حفرة كبيرة قطعت الطريق, وقتها قررنا العودة وكان عددنا تقريبا 80شخص حيث كان الخوف والرعب يسيطر علينا , حيث لا نعلم ما حدث ما أبنى محمد الذي اعتقلوه الجنود , وزاد الأمر صعبة حيث كانت أمي تعاني من عدم القدرة على السير لأنها أمرآة تجاوزت 80من عمرها حيث دخلنا عند منزل عائلة المغربي المقابل لشركة الهندسية للباطون على خط شارع صلاح الدين وكانت الساعة تقريبا واحدة ظهراً , وطلبنا منهم أنا يحضروا لنا ماء وجلسنا عندهم ساعة وثم قررنا أن نذهب إلى غزة وخرجنا بشكل طابور وكنت أن أول هذا طابور , وسرنا مسافة 100متر وما أن وصلنا إلي محطة رجب حتى بدأ الرصاص ينهمر علينا مثل المطر .

ويتابع معين وفي أقل من ثانية سمعت الجميع يقولون” تصوب تصوب إبراهيم تصوب ” وتفرقنا من الخوف وشاهدت أخونه وهم يحمله ويكبرون “الله أكبر الله أكبر ” ثم عدنا إلي منزل عائلة المغربي وشاهدت زوجتي التي اعتقدت أن إبراهيم استشهد وهي تزغرت وتقول الحمد الله أنا أبني شهيد , وقتها كانت الساعة تجاوزت الثانية ظهراً حيث فقد إبراهيم الوعي الذي لم يتجاوز من عمرها 14 عام , في منزل المغربي عاد الوعي لإبراهيم وكانت الإصابة في الصدر مباشرة .
إبرة وخيط
ويقول معين شاهدت زوجتي وهي ترجف وتحاول توقيف النزيف وفجأة صرخت وقالت ” هاتوا إبرة وخيط وهاتوا “كالونية” وعقمت الإبرة والخيط وبدأت تخيط مكان الجرح وكانت تبكى وترجف , بقى 13 ساعة ونناشد الإسعاف والصليب والعالم حتى فارقة الروح جسد إبراهيم وهو في أحضان أمه المسكين.

ويتابع معين انقسمنا قسمين النساء صعدت إلي البيت والرجال جلسوا بالكراج وأم الشهيد نامت بجانب أبنها , وكانت كل لحظة تمر وكأنها عام القصف يشتد وكان نتوقع في أي لحظة سقوط قذيفة علينا وكانت ليلة في غاية الرعب والخوف .

وفى صباح اليوم الثلاثاء 6/1/2009 طلبنا من أبو نبيل المغربي أن نصعد إلي البيت لان الكراج غير أمن وتجمعنا أكثر من عشرين شخص في غرفة واحدة ,وبيقين في هذه الغرفة حتى دخل الوقت 8 مساءً , سمعت صوت أطلق نار كثيف من الطائرة وكان في الكراج الذي كنا فيه الليلة السابقة .

ويقول معين بقين في بيت أبو نبيل ثلاث ليالي وفي ليلة الأربعاء نمنا جميعاً تحت الدرج وكانت القصف مازال متواصل وفي كل لحظة يزداد وكان البرد سديد ويأكل أجسادنا ولا يوجد ما نلتحف به , وكنت أضم أبناءِ , وكنا قد أخرجنا جثمان الشهيد ووضعناه على سرير على باب المنزل على أمل أن يمر إسعاف ويأخذه.

وفي صباح يوم الخميس8/1/2009 كنت أتفقد الشهيد وشاهد ما يقارب أربع أشخاص من الهلال الأحمر أثان من الأجانب ,أخذ الشهيد ونسقوا لنا للخروج من المكان وحملنا الراية البيضاء وسرنا على الإقدام وحملنا الشهيد وحملنا عدد من الشهداء منهم إياد السمونى وكنتا أسمع أصوات انفجاريات تزداد وأطلق نار مكثف , حتى وصلنا سوق السيارات وكانت تنتظرنا هناك سيارات الإسعاف وباض نقلنا إلي الهلال الأحمر , وكانت الساعة تجاوزت الساعة السادسة مساءً حيث أدخلوا أم الشهيد إلي المستشفي لأنها كانت تعانى من مرض القلب وأيضا ادخلوا أمي إلي المستشفي.

وتابع معين وقال لنا أحد العاملين في الهلال أنه سوف نستلم الجثمان إبراهيم من مستشفى دار الشفاء وفي صباح يوم الجمعة 9/1/2009م استلمنا جثمان الشهيد ودفناه في مقبرة الشجاعية ..

 

رابط التقرير على الوكالة //http://www.alnaharnews.net/ar/news.php?maa=View&id=2513

الصحفي الفلسطيني  / سلطان ناصر
0599480776
j.soltanpress@hotmail.com
سعدتُ بوجودي بينكم ولكني قد أرحل في أي وقت ….. تحياتي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.