صَحَا الْقَلْبُ عَنْ سَلْمَى وَشَابَ الْمُعَذَّرُ
صَحَا الْقَلْبُ عَنْ سَلْمَى وَشَابَ الْمُعَذَّرُ | وأقصرت إلا بعض ما أتذكر |
وَمَا نِلْتُهَا حَتَّى تَوَلَّتْ شَبِيبَتِي | وحتى نهاني الهاشمي المغرر |
فإن كنت قد ودعت عمار شاخصاً | وبصرني رشدي الإمام المبصر |
فوالله ما يجري بعمارٍ … | نوارٌ ولا بدرُ السماء المنورُ |
هجان عليها حمرة ٌ في بياضها | تَرُوقُ بِهَا الْعَيْنَيْنِ وَالْحُسْنُ أَحْمَرُ |
فَيَا حَرَبَا بَانَ الشَّبَابُ وَحَاجَتِي | إِلَيْهِنَّ بَيْنَ الْعَيْنِ والْقَلْبِ تَسْجُرُ |
أقُولُ وَقَدْ أبْدَيْتُ لِلَّهْوِ صَحَّتِي | ألاَ رُبَّمَا أَلْهُو وِعِرْضِي مُوَفَّرُ |
فَدَع مَا مَضى لَيْسَ الْحَدِيثُ بِمَا مَضى | وَلَكِنْ بِمَا أهْدَى إِلَيْكَ الْمُجَشِّرُ |
أتُهْدِي لِيَ الْفَحْشَا وأنْتَ.. | مَطِيَّة ُ كِنْدِيرٍ تَرُوحُ وَتُبْكِرُ |
ألَمْ يَنْهَكَ الزِّنْجِيُّ عَنِّي وَصِيَّة ً | وَقَالَ احْذَرِ الرِّئْبَالَ إِنَّكَ مُعْوِرُ |
وما زلت حتى أوردتك منية ٌ | عَلَى أُخْتَها مَا بالمَنيّة ِ مَصْدرُ |
وأعثرت من كان الجواد إلى الخنا | أبَا حَسَن والسَّائقُ الْعُرْبَ يُعْثِرُ |
أبَا حَسَن لَمْ تَدْرِ مافي إِهَاجَتي | وفي القوم من يهدي ولا يتفكرُ |
أتروي علي الشعر حتى تخبأت | كِلاَبُ العِدَى مني ورُحتُ أُوَقَّرُ |
فإن كنت مجنوناً فعندي سعوطهُ | وَإِنْ كُنْتَ جِنِّياً فَجدُّكَ أعْثرُ |
جَنَيْتَ عَلَيْكَ الحَرْبَ ثُمّ خَشِيتَهَا | فأصبحت تخفى تارة ً ثم تظهرُ |
كَسَارِقَة ٍ لَحْماً فَدَلَّ قُتَارُهُ | عَلَيْهَا وَأخْزَاهَا الشِّوَاء المُهَبَّرُ |
وَمَا قَلّ نَفْسُ الخَيْرِ بَلْ قَلّ أهْلُهُ | وَأخْطَأتَهُ وَالشَّرُّ فِي النّاسِ أكْثَرُ |
أبَا حَسَنٍ هَلاَّ وَأنْتَ ابنُ أعْجَمٍ | فَخَرْتَ بِأيَّامِي فَرَابَكَ مَفْخَرُ |
فَلاَ صَبْرَ إِنِّي مُقْرَنٌ بابْنِ حُرَّة ٍ | غَداً فَاعْرِفَانِي وَالرَّدَى حِينَ أضْجَرُ |
دعا طبقي شر فشبهتما به | كَأنَّكُمَا أيْرَانِ بَيْنَكُمَا حَرُ |
ستعلمُ أني لا تبلُّ رميتي | وأن زنجي وراءك مجمرُ |
أبَا حَسَنٍ شَانْتَكَ أمُّكَ بِاسْمِهَا | ومعسرة ٌ في بظرها أنت أعسرُ |