قم خليلي فانظر أراك بصيرا
قم خليلي فانظر أراك بصيرا | هَلْ تَرَى بالرَّسِيسِ ذِي النخلِ عِيرَا |
صَادِرَاتٍ ذَاتَ الْعِشَاءِ عَلَى الْجَفْرِ | سراعاً لا بل بكرن بكورا |
ظعناً من بني عقيل بن كعبٍ | مُشْرِفَاتِ الوُجُوهِ عِيناً وَحُورا |
يتصبحن في الحجال ويلبسن | إِذَا رُحْنَ للِّقَاء الْعَبيرَا |
ثاويات على البليخ محلاًّ | في قِبَابٍ أوْ يَنْثَنِينَ قُصُورَا |
رُبَّمَا سُمْنَنِي عَوَاطِفَ أَعْنَا | ق كما ترمق العيون الصبيرا |
يتعرضن في البرود لذيا | لٍ يجر الصبا ويرعى الستورا |
هام قلبي منهن يا بنة مسؤو | رٍ وَأَوْدَى صَبْرِي وكُنْتُ صَبُورا |
لم أسهد من المراح ولكن | طَالَ لَيْلي بِهَا وَكَانَ قَصِيرا |
إن سعدى صبت علي من الحب | أَنَاة ً منْ حُسْنِهَا تَوْقِيرَا |
وإِذَا مَا انْبَعَثْتُ أَجْرِي إِلَيْهَا | كنت كالمبتغي مع الشمس نورا |
لا تلوموا بني سلامة فيما | قدر الله للفتى تقديرا |
تُسْعِفُ الدَّارُ بِالأَحِبَّة ِ وَالْهَمُّ | يشفُّ…….والعصفورا |
أعجب الدهر ما تضمنت منها | فنمى في الحشا وكان صغيرا |
كَانَ مَا كَانَ من هَواهَا بِقَلْبِي | لوعة ً كدرت علي السرورا |
ثم أربى على الصبابة حتى | مَلأَ الْقَلْبَ والْحَشَى والضَّمِيرَا |
كمخيل الكانون ضرمت فيه | عامداً فاستطار ضوءاً منيرا |
أو كحب الزراع وافق أرضاً | وافقته وحائراً مفجورا |
بَدَأتْ نَظْرَة ً فَكَانَتْ حِمَاماً | وكَذَاكَ الصَّغير يَنْمَى كَبِيرا |
فَسَقَى الْمُزْنَ بِالتَّجَافِي فَتَاة ً | كان حبي وسيرها مقدورا |
سَارَ أَهْلُ الْغَدِيرِ في شَفَقِ الصُّبْحِ | فأصبحت لا أزور الغديرا |
وَأَرَى الدَّهْرَ فإنني يابنة الغَمْرِ | وأبقى شوقاً ودمعاً غزيرا |
فَدَعِ الغَيَّ لِلْغُوَاة ِ وقُلْ في | رجُلٍ لا يَزَالُ يُهْدِي زَفِيرا |
ليت شعري ما يحبس الملك الأعـ | ور بعد الخنزير يغشى الأميرا |