سبح خليلي وقل يا حسن تصوير
سبح خليلي وقل يا حسن تصوير | راحَتْ سُليْمَى تَهَادَى فِي الْمَقاصِيرِ |
خَليفَة ُ الشَّمْسِ تكْفِي الْحَيّ غيْبَتهَا | كأنما صاغها الخلاق من نور |
تَمَّتْ قَوَاماً وعمَّتْ فِي مَجَاسِدِهَا | كأنها من جواري الجنة الحور |
ورُبَّمَا شَاقَنِي طيْفٌ بِصُورَتِها | وزرتها قبل أصوات العصافير |
لما رأتْ مَضْرَحِيّاً خَلْفَ دانِيَة ٍ | من الدَّوَاع سَرَى فِي سِتْرِ مَأثُور |
تشمست في الجواري ثم قلن لها | سيري فقالت أمير غير مأمور |
حتى إذا غر فتق تحت وسنتها | وَرَاجَعَتْ بَعْدَ تَسْبِيحٍ وتَكْبِيرِ |
وكان منها لنا شيء وكان لها | منا شبيهٌ به في غير تغيير |
نعى لنا الليل ناعٍ بين أغشية ٍ | تدعو الصباح بصوتٍ غير منزور |
فزلت عنها وزالت في لعائبها | كأنَّمَا كان حُلْماً غَير مَعْبُور |
يَا طِيبَهَا بَيْنَ رَيْحَانٍ ومُلْتثِمٍ | نَطْوِي الدُّجَا بسُجُودٍ لِلقَوارِير |
من اللواتي إِذا حَنَّ الكِرَانُ لها | صلت بأذنٍ لصوت البم والزير |
لولا الخليفة شارفنا زيارتها | لكِنْ عَهِدْنا أَمِينَ اللَّه في الخِير |
قد كُنْتُ لا أَتَّقِي عيناً مُبَصَّرَة | ولا أراقبُ أهل الفحش والزور |
حتَّى إِذا القائِم المَهْدِيّ أَوْعَدَنِي | في اللهْوِ خَلَّيْتُه للْعاشق الزِّير |
فالآن أقصرت عن سلمى وزينني | عهد الخليفة زين البرد بالنير |
يا سلم إنا تأياني لكم ملكٌ | حِبُّ الوَفَاءِ وشَوْقي غيرُ تَعْذِير |
روحي عليك سلام الله وادعة ٍ | لا يقطعُ الإِلْفَ شَيءٌ غيرُ مقْدُور |
إني يشيعني قلبي بقافية ٍ | راحت تحرقُ في كلبٍ وخنزير |
أنا المرعث يخشى الجن بادهتي | ولا ينامُ الأعادي من مزاميري |
رفعت قوماً وفي أحسابهم ضعة ٌ | وقد كَعَمْتُ رجالاً بعد تَهْرِير |
ومُقْبِلٍ مُدْبرٍ في وَجْههِ ضَخَمٌ | كأنه قرص زادٍ غير مكسور |
عَلَّلْتُهُ بِسِنَانِ الرمْحِ مُنْفَرِداً | دون الأحبة في سوداء ديجور |
يا حسنه منظراً في حسن كاملة ٍ | طارَا عَلَى النَّفْسِ بل قالاَ لها طِيرِي |
حتّى إِذا شُقَّ عنْهُ اللَّيْلُ وَدَّعَنِي | بعبرة ٍ ولثامٍ في التنانير |
كأنه في بياض الصبح منصرفاً | بدر السماء تمادى في التماصير |