يا قلبُ مالي أراك لا تقرُّ
يا قلبُ مالي أراك لا تقرُّ | إيَّاك أعني وعندك الخبر |
أبْناءُ ذِي التَّاجِ ذُو رُعَيْنٍ ورَهْـ | ط المصطفى ليس فوقهم بشرُ |
قومٌ لهم تشرقُ البلاد إذا | رَاحُوا ومَدَّتْ عليهِمُ الْحُجَرُ |
صفا لهم منحرُ الهديَّ فبـ | يتُ الله فالموقفان فالسُّورُ |
فزمزمٌ فالجمارُ فالحوض فالـ | ـمَسْعَى فَذَاكَ الْمَقَامُ مُحْتَظَرُ |
ميراثُ من بوركت نبوءته | فالدِّينُ فِيهِم فالأَمْر ما أمْرُوا |
آباؤكَ الصِّيدُ من قُرَيشٍ إِذا | زَعْزَعَ رَيْطَ المَنِيَّة الذُّعُرُ |
منهُم سُقَاة ُ الْحجيج قد عُلِمُوا | وقاتلُ المحلِ مالهُ جزرُ |
فُرسَانُ حَربٍ إِذَا الْتقَتْ بهم | فيهم غناءٌ وعندهم غيرُ |
يسقون من حاربوا بحدِّهمُ | سمَّا ولا يعتدون إن ظفروا |
زَانُوا بِأقْصَاصِهِمْ مَنَابرَهُم | وزانهم منظرٌ ومفتخرُ |
بِيضٌ مَصَالِيتُ دُونَ ضَيمهِمُ | وعرٌ وما دون سيبهم وعرُ |
خير قريشٍ منهم وسيفهم | يوم حنينٍ والبأس منتحرُ |
بهم رعت حميرٌ وناصرها | أمناً وعزت جيرانهم مضرُ |
يَلْقَوْنَ رُوَّادَهُمْ إِذَا نَزَلوا | بِالْجُودِ قَبْلَ السُّؤَالِ يُنتَظَرُ |
إن تأتني منهم مشيَّعة ٌ | فإنَّما أولعوا بما همروا |
نعم دعاة ُ الإمام حلمهم | راسٍ ومرعى جنابهم خضرُ |
يَرْضَوْنَ بِالْحَمْدِ منْ صنَائِعِهم | فينا وبالعفوِ بعد ما ظفروا |
منهم أتانا المهديُّ معتصباً | بالتَّاج نعم الدُّوارُ والغفرُ |
عِزًّا إِذَا أزْمَعَتْ ذَلاَذِلَهَا | حَرْبٌ وَرَاحَتْ أمامَها شَرَر |
مَا زَالَ بَيْن الْخَلِيفَتيْنِ لَهُ | نَبْتٌ مُنِيفٌ يَحُفُّهُ الشَّجَرُ |
بَيْنَ أبي جَعْفَرٍ وبَيْنَ أبَي الْـ | ـعبَّاسِ ذَاكَ الشِّتا وذا الْمَطرُ |
إن ابن عمِّ النبيِّ يهدي إلى الحـ | ـقِّ ومَا دُونَ نَبْثِهِ وَزَرُ |
حَاز الْوَلاَءَ الْمُحَمَّدَانِ لَهُ | هذا نبيٌّ وذاك يقتفرُ |
مَنْ كَانَ غَمْراً مِنَ الْمَكَارِم والمَجْـ | ـد فإنَّ المَهْدِيَّ مُحْتَبِرُ |
تَفِيضُ كَفَّاهُ مِنْ فوَاضِلِهِ | ومُشْرِقُ الْوَجْه حِينَ يُحْتَضَرُ |
ما أحْسَنَ الْحَمْدَ في دَوَائِرِهِ | وحَمْدُ قَوْمٍ كأنَّهُ عَوَرُ |
لاَ بَلْ هِي الْبحْرُ تَحْتَ حَوْمَلة ٍ | تَسْرِي له بالرَّدَى وتَنْهمر |
أفنى عفاريتها الكبارَ أبوكَ الـ | ـخيْرُ حتَّى الْتوتْ به الكُبَرُ |
نجلُ ملوكٍ عمَّت صنائعهُ | يهدى إليه المنارُ والأثرُ |
من معشرٍ إن أردت جودهمُ | جادوا وإن رمتَ جهلهم وقروا |
هذا وإِنْ عُرِّيَتْ سُيُوفُهُم | فَالمَوْتُ غادٍ ما دُونَهُ سُتُرُ |