www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

مختارات من قصائد الشاعر الكبير فؤاد بركات

0

فـؤاد بـركـات قـدمت بـرامـج كثيرة فـي الـتـلـفـزيـون الـسـوري . درّست عـلـم الـشـعـر العربي والـعـروض والإلقاء للإذاعيين في الكثير من الفضائيات والأكاديميات العربية , لي أكثر من 20 كتاباً في الشعر وفي علوم اللغة ، وأنا خريج من جامعة دمشق – لغة عربية

فـؤاد بـركـات/سيرة ذاتية
قـدمت بـرامـج كثيرة فـي الـتـلـفـزيـون الـسـوري . درّست عـلـم الـشـعـر العربي والـعـروض والإلقاء للإذاعيين في الكثير من الفضائيات والأكاديميات العربية , لي أكثر من 20 كتاباً في الشعر وفي علوم اللغة ، وأنا خريج من جامعة دمشق – لغة عربية
آلة البوق الترومبيت كانت مدخلي إلى أجواء الفن وكانت بدايتي مع الجاز فإن كلمة جاز ذات سحر خاص .. هي عالم من الموسيقا الرافضة للقيود  , اكتشفت بعض أسرارها , وبدأت أعزفها في حفلات الجامعة والسفارات وحفلات نقابة الفنانين التي انتسبت لها, وقد عزفت مع فرقتي في الجامعة مع فرقة ديوك إلنغتون عندما زار دمشق , وبالمناسبة فقد شاركت في فيلم يروي قصة حياة نهاد قلعي بعزفي على البوق لأن لقب حسني البورظان كان بسبب وجود ولد من جيران مكتب دريد لحام في حي  الحبوبي يتعلم العزف على البوق  “البورظان” واسم هذا الولد فؤاد بركات
سافرت إلى أوروبا وأمريكا ودرست مع الكبار وعدت إلى سوريا بعد15 عاماً , وفي كوبنهاغن عملت في حدائق التيفولي, وكان طاقم شركة الطيران السورية يحضر حفلاتي , كانت صورتي على باب التيفولي أكبر صورة لي في حياتي فقد وضعت على لوحة قماش يزيد طولها عن سبعة أمتار
عدت إلى دمشق وسجلت الكثير من المعزوفات العالمية أشهرها أرانخويث مون أمور  وقدمت الكثير من البرامج الفنية وخاصة في القناة الثانية السورية . قدمت محاضرة عن الجاز في المعهد العالي للفنون المسرحية,   لم أتوقف عن تقديم حفلات تحت عنوان : نزهة مع الشعر والموسيقا ,
في القاهرة وبعد تقديم عدة حفلات في دار الأوبرا المصرية كموسيقي ومغنٍّ .. دعيت إلى تدريس إيقاع الشعر العربي في بيت أمير الشعراء أحمد شوقي بالجيزة,  وافتتحت فيه دورات تدريس الشعر العربي , ضاق الشعراء بفكرتي أن الشعر يُعلَّم لكنني لم أتوقف عن تعليم الشعر, حتى صار المعارضون أصدقاء.
نلت جائزتين عالمييتين في الموسيقا : جائزة أحسن شارة موسيقية لبرنامج أطفال في العالم ( ولا يزال البرنامج بشارتي يذاع صباح كل جمعة من إذاعة دمشق )  وجائزة أحسن موسيقا تصويرية عن فيلم النجمة . 
ما زلت أؤمن أن العاقل يستطيع أن يكون ما يريد بالتعلُّم والمثابرة وأظن أني اكتشفت الطريقة الأسهل لتعليم نظم الشعر , لذا أحلم بتشكيل بيت للشعر في دمشق    
                                                          شكراُ لإصغائكم
**********************

                                  السلطان

 

 

جاءت تسائل من هو السلطانُ
أم بخت نصّر أم ترى إسكندر
جنكيز تيمورلنك كسرى هانبعـ
من ذا أعد وكلهم ملك الزما

قلت اسأليهم هل بهم متمدنٌ
إن الحضارة سخرت لي مركباً
كم قال سلطان ليقرأ في الظلا
بل كان من خدش يموت وإن نأى

كومبيوتري والكهرباء وهاتفي
وأمامي الدنيا فاسمعُ هزّةً
وأرى جَمالا في علوم خصها الر
فملوك أمس إن رأوني كيف أحـ
 هو قيصرٌ أم ذا أنوشروانُ
أو أنّه فرعونُ أو هامان
ـلُ رشيد نابليون أم ساسان
نَ ومالهم في عصرنا أقران

مثلي حبتْه عطاءَها الأكوان
في الجو لم تحلم به التيجان
م صلته نارٌ وابتلاه دخان
في سفرةٍ طالت به الأزمان

وتَزين تلفزيونيَ الألوان
في الهند يهدم سورهم ألمان
حمنُ كي يهنا بها الإنسان
يا اليوم قالوا هاهو السلطان

***********

                                      اللقاء السري
   هذا الزوج يحلم أن يختلي بزوجته .. ولكن (العيال كبرت)

أرجوكِ استمعي يا سوسنْ
أولادُكِ ناموا فانتبهي
فكبيرُكِ دوماً مشتبهٌ
إنْ شَعَروا ..  بؤسٌ ليلتُنا
 
لا تمشي في الضَوءِ .. انسلّي
فُكّي جَرَسَ التلفونِ  فـكَـم
أنا في البوّابةِ منتظرٌ
تأتينَ معي أو مِنْ بَعدي

الآنَ وَصَلْنا فَلْنَجْلِسْ
ظَمِيءٌ  لِعيونِكِ سيِّدتي
ذا قِرْصُ فياجرا أشْرَبُهُ
ما عِصْمَةُ إلا  مِنْ قَتْلا

مَنْ  ذا  ؟   مَن جـــاءَ  يُلاحِقُنــا          
جاؤوا كالجيشِ لِمَخْبَئِنا
يا أمَّ  كِباري ما عادتْ
لِنَعُدْ  للدارِ .. سأخْنُقُهُمْ

قد ضاع القرص اليومَ سُدىً
ما عندي قرصٌ آخرُ .. كم
مَفعولُه قد يبقى لِغَدٍ
و بكأس ِ الدوري قد يلهوا
   
لِعَشيق ٍ  لغرامِكِ  أدمنْ
قد يصحو   أحدٌ في المسكنْ
و الصغرى للعبةِ تفطنْ
و العشقُ لِخَيبَتِنا يحزنْ

فالعَتْمُ لنا .. دوماً أضمنْ
أخشى من تلفونٍ أرعنْ
ولعل الظَرفَ لنا يأذنْ
ما عُدْتَ  لأدري ما الأحسنْ

في رُكْنِ الرومانسِ الأركنْ
لِجَمالٍ كالوردةِ مُتْقَنْ
و أحسُّ بأشواقي  أسخنْ
كِ و مَنْ في حسنكِ لم يُفْتَنْ

مَنْ أخْبَرَهُمْ عَنّا ..! مَنْ ! مَنْ
كجواسيسٍ عَرَفوا المَكْمَنْ
أسرارُ هَوانا في مَأمَنْ
أنُرَبّيهمْ حتى نُسْجَنْ

و الخيبةُ من قرصي أثمنْ
أتذكّرُ ذاكَ ..  و كمْ أحزنْ
و لَعلّي فيه أتمكنْ
الأولادُ .. فنَصفو  يا سوسنْ

**********

                                  أنين الكرمة (1 )

   كان لي شرف تدريس علم الشعر العربي في دارة أميـر الشعراء أحمد شوقي في القاهرة
   لكن معارض الرسم كثرت فيها فأرسل لي أمير الشعراء شيطان شعره .. وأملى عليَّ هذه
   الأبيات لأبلغها للوزير الفنان فاروق حسني        القاهرة  3  1  2002

أنا شوقي زُلْزلَ مَرقدُهُ
فَـلـَعَّـلـَكَ يا فاروقَ الفَـ
يا أرْوَعَ  مَنْ بَدَعَ اللوحا
و عَلا بثقافةِ مـِصرَ و كُلُّ

مازلتُ أميراً للشُعَرا
و الشِعْــرُ سَيُخْـبـرُ يا سيِّـدَ
ما زالتْ أبياتي الغَرّا
و أراكَ كَبـِرْتَ على شِعري

إنْ قُـلْـتـُمْ شوقي قِـيلَ الشعـ
دافينشي(2) يَرْسُمُ بـِالكَـلِما
أبْياتي لَـوحاتٌ عَـلَّـقَـها الـ
 مـَوْجٌ  فيهِ  مِنْ مـَوْج الـنِـيـــ

يا أرْقى فَنّــانٍ  ..  عِنْـدي
أتَـقَـلَّبُ في الـقَبْـر  ِ  حَـزينــاً
فَـالـكَرْمَــةُ .. دارُ  أبي نوّا
صارَتْ حانوتاً لِـلَّـوْحا

الشاعر يَسْعَدُ باللوحةِ
وَ يَـلَـذُّ  لَهُ  نَـحْتُ الإزْميـ
إنْ يُـنْـشدْ في الكَرْمَـةِ شِـعْـرٌ
أو يَرشَدْ غاو  ٍ  مِنْ فِــكَري

مِوْلايَ  وَ داري في يَد ِه ِ
ناقوسُ القَـلْبِ  بـها يَـبْـكي 
أ نَـسوا في عُشِّ البُـلْبُـل(5)لحـ
غَـنَّتْـهُ  الـدُنيا في لَهَف ٍ

شِعْـري بابٌ  يَـأتي  بالشمــ
مِـنْ  أ ُلْفَـةِ  مِـصرَ  تَودُّده
إنْ جَـفَّ الشِعْــرُ اليومَ فَـمِـنْ
قَدْ بُـحْتُ بـعِـطْري لِـلشُعَــرا

مَنْ خَـلَّـدَ رائِـعَةً لِـلْــمُبْــ
فَأعِــدْ لِـلْـكَرْمَــةِ بَـسْمَـتَـها
واجعلها بيتَ الشعــر ِ (7)  به
و لعلَّ جوابَكَ يَـحْـمِـلُ لي
 
و زها شُمّاتاً حُسَّدُهُ
ـنِّ .. تُغيثُ الشعرَ  و تُنْجـِـدهُ
ت ِ .. و إشراقاً خَـطَّتْ يَدُهُ
الكونِ .. عُيونٌ تَشْهَدُهُ

ءِ .. مَقامي مَنْ ذا يَـجْـحَـدُهُ
مَنْ  رَسَموا  أنّي سَيِّدُهُ
ءُ .. تُـقيمُ  الجـِيلَ .. و تُـقْـعِـدُهُ
و أراكَ  تُــحِبُّ  تُرَدِّدُهُ

ـرُ .. أميرُ الشِعْــرِ .. و أوْحَدُهُ
تِ .. و يَـكْـفُرُ  مَنْ  لا يَـعْبُـدُهُ
ــفِــكْرُ.. فَـأشْرَقَ  مَـعْـهَـدُهُ
ـل ِ .. أصالَـتُــهُ .. و تَـجَـدُّدُهُ
 
ضِيــقٌ  في صَدْري يُـكْـمِـدُهُ
مِنْ ظُـلْـم ٍ  بَـيـْتي  يَـشْـهَــدُهُ
سَ عُـكـاظُ الشِعْـر ِ(3) ومِـرْبـَـدُهُ
تِ .. خَلا  مِنْ شِـعْـري مَـعْـبَـدُهُ

لـكن في الشِعْــرِ  تَـفَرُّدُهُ
ــل ِ .. ونَـحْتُ الكِـلْمَةِ مَـقْـصَـدُهُ
خَـفَّـفَ مِنْ ذَنْــبي مُنْـشِـدُهُ
سَأ ُثابُ  بـِــأنّي مُـرْشِدُهُ

صارتْ جالُري(4) سَلِـمَــتْ يَــدُهُ
 فالشِعْــرُ تَرَحَّــمَ عُوَّدُهُ
ـناًَ كانَ العُشُّ يُرَدِّدُهُ
و زَهَا بالعُـشِّ (6)  مُـحَـمَّـدُهُ

ـس ِ  و لستُ أراكَ سَتُـوصِـدُهُ
وكَغَـضْبـَةِ  مِـصرَ  تَـمَرُّدُهُ
دافِق ِ نَـبْـعي يُـسْقَـى غَـدُهُ
ءِ .. فَــقامَ  الزَهْـرُ يُـقَـلِّـدُهُ

ـدِع ِ .. فَـالتـاريــخُ  يُـخَـلِّـدُهُ
يَـهْـدأ ْ بالشاعر ِ مَرْقَــدُهُ
 يَـرْجِــعُ  لِـلشِعْـر ِ تَـوَقُّـدُهُ
سلوى في القلبِ تُبرِّدُهُ

 

1- الكرمة : أمير الشعراء سمّى بيته كرمة ابن هانيء وهو الشاعر العباسي أبو نواس واسمه الحسن بن هانيء
2- ليوناردو دافنشي : من أشهر رسامي عصر النهضة
3- عكاظ والمربد :  من أسواق الشعر عند العرب
4- جالوريGALLERIE :   كلمة فرنسية أصبحت عالمية تعني صالة عرض
5- عش البلبل : مكان في بيت أمير الشعراء كان موسيقار الجيل محمد عبد الوهاب ينشد فيه روائعه
6- محمَّده : محمد عبد الوهاب
7- بيت الشعر : مدرسة لتعليم الشعر .. يتمنى كاتب هذه الأبيات أن تـقام في دارة أمير الشعراء .. وتعليمُ الشعر
كَـفَـنٍّ متفرِّد سابقةٌ لم يُسْمـَع بمثلها لافي البلاد العربية ولا الأجنبية .. فلتضف إلى إنجازات عهدكم الطيّب   

 

 

                                                                        

                                                                  كم عمرها كم عمره

 

        

     لم تسلبه الأيام كل شبابه  ..  وهي لم تكن قاصرا .. وكان فرق السنوات يبدو هزيلا أمام كل هذا الحب        دمشق  5  2  1993 

 

 

يجري الزمانُ .. وتُسرعُ الأيامُ
الناس همُّـهُـمُ النجاحُ .. لأجله
المالُ والأبناءُ حلمٌ رائعٌ
أما أنا فأموت من دون الهوى

وكومضةٍ .. تتراكم الأعوامُ
لا تهدأ الأرواحُ والأجسام
درجتْ على تقديسه الأقوام
وتنفّسي حتى أعيشَ، غرام

وكأن بي من آل عذرة جِنّةٌ
قَفرٌ هي الدنيا بدون عواطفٍ
للعمر معنى حين يجرحك الهوى
ويلذ في الحب السعير كأن نا

يحلو بها للعاشقين سَقام
هو جاءَ والقلب الخليّ حطام
والليل أروع إن جفاك منام
ر العشق بردٌ آمنٌ وسلام

مرّت بي السنواتُ لم ألحظ بها
تحت الغصون أحسّ بعدُ طفولتي
وبأضلعي بركان أشواقٍ، خبا
لا يستريح بدون حبٍ صادقٍ

كِبَري فما تركتني الأحلام
ما زال رغم الشيب، فيّ غلام
في السطح والأعماق منه ضرام
تُرعى عهودٌ عنده وذمام

كم من سرابٍ خلت فيه سعادتي
حتى بدت في العمر سوسنةٌ بها
من سحرها نثر الربيع مواسماً
كم عمرها كم عمره سألوا فحتى

لمّا دنوتُ إذا به أوهام
صفت السماءُ وطابت الأنسام
بجوانحي، وتفتّحت أكمام
في الهوى تتحدث الأرقام

كثر الكلام، وليس يبعد عاشقاً
لم يسمعون حديثها لم يعذلوا
هي مهجتي، وأنا فؤاد فؤادها
متجانسان .. إذا ترانا خلتنا

عمن يحب، ملامةٌ، وكلام
لو يشعرون بنشوتي، ما لاموا
ويشد روحينا .. هوىً ووئام
قد ضمّنا في لوحة رسام

شغلت حياتي فانتشى شعري وعا
وتوقّد الإلهام من أشواقنا
رضيت بحبّي رغم ألف متيّمٍ
لا قاصراً كانت، ولا مقهورةً

دت، تزدهي في صدري الأنغام
وبدون عشقٍ ينضب الإلهام
فبها كما بي، لهفة وهيام
فهل الهوى، للبالغين حرام

 لا تكبر الأضلاع عن عشق ٍ ولا
كم عمرها كم عمره .. سيرد عشقٌ
فالحب، إن ملأ الحنايا نورُه
كم عمرها كم عمره .. سنجيبهم

تسرى على أحلامنا الأحكام
لن تمسّ شبابَـهُ الأيام
سقطت فروقُ العمر .. والأعوام
في عرسنا  .. وستهزم الأرقام

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.