يَا حُبَّ طَالَ تَمَنِّينَا زِيَارَتَكُمْ
يَا حُبَّ طَالَ تَمَنِّينَا زِيَارَتَكُمْ | وأنتم الجيرة الأدنون في البلد |
أدويتني ودواء الحب عندكم | لوْ كُنْتِ تشْفِيننِي مِنْ داخِلِ الْكَمَدِ |
لا يَعْدِلُ الحُبَّ عِنْدي لوْ بَذلتِ لنا | ما يجمع الناس من مالٍ ومن ولد |
أرجو نوالك في يومي فيخلفني | وفي غدٍ قد أرجيه وبعد غدِ |
وأنت عما ألاقي فيك لاهية ٌ | بِالْعِطْرِ وَالْمَلْبَسِ الْقَزِّيِّ وَالسَّبَدِ |
أبيت أرمد ما لم أكتحل بكم | وفي اكتحال بكم شافٍ من الرمد |
وكل حب سيستشفي بحبته | ساقت إلى الغي أو ساقت إلى الرشد |
إِنِّي وَعَيْشِكِ يَا عبَّادَ فاسْتمِعِي | لوْ أَبْتِغِي فوْق هذَا الْحُبِّ لمْ أَزِدِ |
كَأنَّ قَلبِي إِذَا ذِكْرَاكُم عَرَضَتْ | من سحر هاروت أو ماروت في عقد |
ما هبت الريح من تلقاء أرضكم | أَلاَّ وَجدْتُ لَهَا بَرْداً على الْكَبِدِ |
ولا تيمّمْتُ أخرى اسْتَسِرُّ بها | إلا وجدت خيالاً منك بالرصد |
فهل لهذا جزاء من مودتكم | مروع القلب بالأحزان والسهد |
يروق قلبي وتزدادين لي غلظاً | ما ذاك فيما أرجي منك بالسدد |
تحرَّجِي بِالْهوى إِنْ كُنْتِ مُؤْمِنة ً | بالله أن تقتلي نفساً بلا قود |
إن كنت تخشين شركاً في مودتكم | فقد تَثَبَّت بَيْن الرّوح والجسَدِ |