يَا طَلَلَ الْحَيِّ بِذَاتِ الصَّمْدِ
يَا طَلَلَ الْحَيِّ بِذَاتِ الصَّمْدِ | بِالله حَدِّثْ: كَيْفَ كُنْتَ بَعْدِي |
أوْحَشْتَ مِن دَعْد وَنُؤْيَ دَعْدِ | بَعْدَ زَمَانٍ نَاعِمٍ وَمَرْدِ |
عهداً لنا سقياً لهُ منْ عهدِ | إِذْ نَحْنُ أخْيَافٌ بِمَا نُؤَدِّي |
يُخْلِفْنَ وَعْداً وَنَفِي بِوعْدِ | فَنَحْنُ مِنْ جَهْدِ الْهَوَى فِي جَهْدِ |
نلهو إلى نور الخزامى الثَّعدِ | فِي زَاهرٍ مِنْ سَبِطٍ وَجَعْدِ |
ما زال من حرج الصِّبا في رند | يَخْتَالُ فِي مَاء النَّدَى الُمْنَدِّي |
حَتَّى اكْتَسَى مِثْلَ عُيُونِ الْبُرْدِ | رَوْضاً بِمَغْنَى وَاهِبِ بْن فِنْدِ |
أهْدَى لَهُ الدَّهْرُ وَلَمْ يَسْتَهْدِ | أفوافَ أنوار الحداء المجدي |
يَلْقَى الضُّحَى رَيْحانُهُ بِسَجدِ | بدِّلتُ من ذاكَ بكى ً لا يُجدي |
آذَنَ طِلْبَاتُ الصِّبَى بِصَدِّ | طالبني أمرٌ وليسَ يُجدي |
فَهَنَّ لا يَشْفِينَنِي بِبَرْدِ | وَقَدْ أرَانِي فِي الصِّبَى الأَجَدِّ |
كالبدِّ فيهنَّ لأهلِ البدِّ | هذا وَبَلاَّنِي مَسِيرُ الأَزْدِ |
سِرْبٌ تَراءَى كَنِظَام الْعَقْدِ | حلوُ الحديثِ حسنُ التَّصدي |
واهاً لأسماءَ ابنة ِ الأشدِّ | قامت تراءى إذ رأتني وحدي |
كالشَّمسِ بين الزَّبرجِ المنقدِّ | سلطان مبيضٍّ على مسودِّ |
ضَنَّتْ بِخَدٍّ وجَلَتْ عنْ خَدِّ | ثم انثنت كالنَّفس المرتدِّ |
ورحتُ من عرق الهوى أصدِّي | يَا عجَبَا لِلْعَاجِزِ الْمُسدِّي |
حُدِدْتُ عَنْ حَظِّي وَلَمْ أجَدِّ | ما ضرَّ أهل النُّوكِ ضعفُ الكدِّ |
وافق حظّاً من سعى بجدِّ | قُلْ لِلزُّبَيْرِ السَّائِلِي عَنْ وُلْدِي |
الْحُرُّ يُوصَى وَالْعَصَا لِلْعَبْدِ | وليسَ للملحف مثل الردِّ |
فارض بنصفٍ وأزح في القصد | النّصفُ يكفيك من التَّعدِّي |
وصاحبٍ كالدُّمَّل الممدِّ | أراقب منه مثل يوم الوردِ |
حتَّى انطوى غير فقيدِ الفقد | وما درى ما رغبتي من زهدي |
وطامسِ السَّمتِ جموحِ الورد | خالٍ لأصوات الصَّدى المصدِّي |
أرْضاً تَرَى حِرْبَاءَهَا كَالْقِرْدِ | يَمِيدُ فِي رَأدِ الضحَى الْمُمْتَدِّ |
للقورِ في رقراقها تردِّي | زوراءَ تُخفي عجباً وتبدي |
من لامعاتٍ كالسَّعالي البدِّ | تَلْمَعُ قُدَّامِي وطوْراً بعْدِي |
كأنَّ قُصْوى أُكْمِهَا تُسدِّي | لا، بَلْ تُصَلِّي تَارَة ً وَتَرْدِي |
ترقدُّ في يعانها المرقدّ | وَعَاصِفٍ مِنْ آلِهَا الْمُشْتَدِّ |
صدعتها بالعيهم العلندِ | يَلْقَى الضُّحَى بِمَنْسِمٍ مُكِدِّ |
وَنَظَرٍ رَاعٍ وَهَادٍ نَهْدِ | وهامة ٍ ملمومة ٍ كالصَّلدِ |
جَشَمْتُهُ أفْضَى وَشِيحَ الْجلْدِ | طَيَّ السَّخَاوِيِّ بِغَيْرِ نِدّ |
مَا زَالَ يَشْدُو تَارَة ً وَيَخْدِي | في بطن عيثٍ وظهرٍ صلد |
أمْلَسُ لا يُهْدَى بِهِ مُهَدِّ | حتى انتهى مثلَ صليف القدّ |
فانصدعت عن راكبٍ مجدِّ | وَرَّادِ أمْوَاهٍ كَمَاء السِّخْدِ |
وَغَارِبٍ أخْفَى لِخَافِي الْبَلْدِ | رَيَّانَ يَلْقَى مَعَ طُولِ الشَّدِّ |
مكعبراً نداءه المثدِّي | فِيهِ لِصيرَانِ الْفَلاَ تَغَدِّي |
لَمْ يُغْذَ بِالْفَيْضِ وَلاَ بِالْعِدِّ | إلاَّ بماءِ المعصراتِ الهُدِّ |
مُخْتَلِفَ التِّيجَانِ فِي التّنَدِّي | كُلَّلَ بِالأَصْفَرِ بَيْنَ الْوَرْدِ |
وبالبنفس المشرق الرَّخودَّ | وَالْجَوْنِ مَشْبُوباً بِلَوْنِ الْفَهْدِ |
مُوفٍ عَلَى حَوْذَانِهِ كَالنَّقْدِ | مِنْ زَاهِرٍ أحْمَرَ لَمْ يَسْوَدّ |
يغدو كغادي الشَّرق في التَّغدِّي | مُنْبَلِقاً مِثْل عُيُونِ الْجُرْدِ |
تَحَارُ فِيهِ الشّمْسُ ذَاتُ الْوَقْدِ | إذا حدا ذبابهُ المحدِّي |
عارضهُ المكَّاءُ كالمستعدي | صَبَّحْتهُ فِي ظِلِّ مُزْنٍ سَمْدِ |
غُدَيَّة ً قَبْلَ غُدُوِّ السُّبْدِ | بعاقرٍ جدَّاء أو أجدِّ |
يطلبُ شأو اليعملات الجد | بَلْ هلْ ترى لمْعَ الْحبيِّ الْفَرْدِ |
وافى من العين بنجم السَّعد | تَحْدُو بِهِ رِيحٌ وريحٌ تَهْدِي |
كَأنَّ أنْوَاح النِّسَاءِ الْجُدِّ | فِي عَرْصَة ٍ يَلْمَعْنَ بِالْفِرَنْدِ |
قدْ طبَّقَ الْغَوْرَ وأعْلَى نجْدِ | يستنَّ فيه كالنَّعام الرُّبد |
إذا سناه انشقَّ غير المكدي | أضَاءَ لِلشَّامَة ِ بَعْد الرَّقْدِ |
جُونَ الرُّبَى مِثْلَ جِبَالِ الْكُرْدِ | مُنْبعقِ الْقصْفِ هَزيم الرَّعْدِ |
قلتُ لهُ حينَ حفا في العهدِ | وَغرَّق الْوَهْد وَغَيْرَ الْوَهْدِ |
بِسَبَلٍ مِثْلِ زُلاَلِ الشَّهْدِ: | اسْلَمْ وَحُيِّيتَ أبَا الْمِلَدِّ |
أنت جنى العود وموتُ الرِّئد | متوَّج الآباء ضخمُ الرَّفد |
مفتاح باب الحدث المنسدِّ | نِعْمَ مَزَارُ الْمُعْتَفِي وَالْوَفْدِ |
وأنت للجندِ وغير الجندِ | مُشْتركُ النَّيْل وَرِيُّ الزَّنْدِ |
تسبقُ من جاراكَ قبل الشدِّ | بالحلم والجودِ وضربِ الكردِ |
ما زلتَ معروفاً مع الأردِّ | أغَرَّ لبَّاساً ثِيابَ الْمَجْدِ |
ما كان منِّي لك غيرُ الودِّ | ثمَّ ثناءٌ مثل ريح الوردِ |
نسَجْتُهُ في الْمُحْكَمَاتِ النَّدِّ | فَالْبسْ طِرَازِي غَيْرَ مُسْتَبَدِّ |
لله أيامك في معدِّ | ثُمَّ بَني قَحْطَانَ ثُمَّ عَبْدِ |
يوْماً بِذِي صبْية عِنْد الْحدِّ | وعِنْدَهُ اسْتَوْدَعْتَ أرْضَ الْهِنْدِ |
بِالْمُقْرِباتِ الْمُبْعِدَاتِ الْجُرْدِ | إِذا الفَتَى أكْدَى بِها لَمْ تُكْدِ |
تلحمُ أمراً وأموراً تسدي | وابْن حَكِيمٍ إِذْ أتَاكَ يَرْدِي |
في العدد المعلنكسِ الأعدِّ | راح بحدٍّ وغدا بحدِّ |
يحفز دفاعاً كطردِ الصَّرد | حفْز الأَّوَاذِيِّ عُبَابُ الْمَدِّ |
كَأنَّهُ مِنْ غُلَوَاءِ الْجُرْدِ | فِي الْعَسْكَرِ الْمُسْلنْطِحِ الْمُقوَدِّ |
أصَمٌّ لاَ يَسْمَعُ صَوْتَ الرَّعْدِ | حَيَيْتهُ بِحَتْفِهِ الْمُعَدِّ |
بَعْدَ طِعَانٍ صَادِقٍ وَجَلْد | فانهدَّ مثلَ الجبلِ المنهدِّ |
وانْفَرَجَتْ عَنْ أسَدٍ ألَدِّ | وَعَنْ نُمُورٍ حَوْلَهُ وأسْدِ |
صرعى كصرعى الخندريسِ المردِ | بعداً ولا ترث لهم من بعدِ! |
كلّ امرئٍ رهن بما يؤدِّي | وربَّ ذي تاجٍ كريم المجدِ |
كآلِ كسْرى وكآل بُرْدِ | أنْكَبَ جَافٍ عَن طَرِيق الرُّشْدِ |
فصلتهُ عن ماله والولد | يا بنت أفصى من بني العرندِ |
قولي لعبدِ القيسِ إن لم تجدِ: | لا تَفْرَحِي بِالْجَلَبِ الأَشَدِّ |
قد يخرجُ الَّليث سهام الوغدِ | قُومِي …. ـد ما أوْ صِدِّى |
فَانْتَظِري عُقْبَة َ بَعْدَ الْوَخْدِ | سِيَّان مَنْ يغْزُو وَمَنْ فِي اللَّحْد |
قد جاءك الدَّهرُ بأمرٍ إدِّ | بعقبة المشغبِ ثمَّ المجدي |
يهُزُّ أعْلَى سَيْفِهِ الأَحَدِّ | في جحفلٍ كالعارضِ المسودِّ |
يشقُّ متن الصَّحصحانِ الجرد | بِالْعَلَمَينِ فِي الحَدِيدِ السَّرْدِ |
وكلَّ جيَّاشِ العشايا نهدِ | في لبدهِ والموتُ فوقَ الَّلبدِ |