آبَ لَيْلِي لَيْتَ لَيْلِي لَمْ يَؤُبْ
آبَ لَيْلِي لَيْتَ لَيْلِي لَمْ يَؤُبْ | إنما الليل عناء للوصب |
أرقب الليل كأني واجدٌ | راحة ً في الصبح من جهد التعب |
وَلَقَدْ أعْلَمُ أنِّي مُصْبحٌ | مثلما أمسيتُ إن لم تحتسب |
فأرتني ثم شطت شطة ً | تَرَكَتْ قَلْبي إِلَيْهَا يَضْطَربْ |
ما أقل الصبر عنها بعدما | كثرت فينا أحاديث العرب |
قَرَّ عيْناً بحَبيبٍ نَظْرَة ً | لاَ يُقرُّ الْعَيْنَ إِلاَّ مَا تُحِبْ |
وَكَلَتْ بِي جَارَتِي أسْهُودَة ً | شر ما وكل بالجار الجنب |
ونصيحين ألما باكرً | بطبيبٍ وطبيبي المجتنب |
سألاني وصف ما ألقى ولا | أسْتَطِيعُ الْوَصْفَ، إِنِّي مُكْتَئِبْ |
غَيْرَ أَنِّي قُلْتُ فِي قَوْلِهِمَا | قَوْلَة ً أخْفَيْتُهَا كَالْمُنْتَيِبْ |
بينا من قربه لي حاجة ً | ثم لا يقربُ والدار صقب |
يَا خَلِيلَيَّ ألِمَّا بِي بِهَا | نظرة ً ثم سلاني عن وصب |
شغلت نفسي عن وصف الهوى | بِاشْتِيَاقِي أنْ أرَاهَا وَطَرَبْ |
فَاتْرُكَا لَوْمِي فَإِنِّي عَاشِقٌ | كَتَبَ اللَّه عَلَيْهِ مَا كَتَبْ |
ولقد قلت لقلبي خالياً | حين لم يلق هواها ودأب |
أيها الناصبُ في تطلابها | بَعْدَ هَذَا مَا تُبَالِي مَا نَصَبْ |
لاَ يُرِيدُ الرُّشْدَ إِلاَّ نَاصِحٌ | وَيَلي قَتْلَكَ إِلاَّ مَنْ تَعِبْ |
كِلْ لِمَنْ يُقْصِيكَ مِثْلاً صَاعَهُ | وَإِذَا قَارَبَ وُدًّا فَاقْتَرِبْ |
والق من قد ذاقَ فيما لم يذق | لاَ يُدَاوِي السٌّقْمَ إِلاَّ مَنْ يَطِبْ |
قَتَلَتْنِي فَأبَى قَلْبِي وَقَدْ | آنَ مَا كَلَّفَنِي حَتَّى أحَبْ |
فهي عجزاء إذا ما أدبرت | وَإِذَا مَا أقْبَلَتْ فِيهَا قَبَبْ |
لَمْ تَرَ الْعَيْنُ لعينٍ فِتْنَة ً | مِثْلَهَا بَيْنَ جُمَادَى وَرَجبْ |
تيمتني بقوام خرعبٍ | وبدل عجبٍ يا للعجب! |
صُورَة ُ الشَّمْسِ جَلَتْ عَنْ وَجْهِهَا | بَعْدَ عَيْنَي جؤْذَرٍ فِي الْمُنْتَقَبْ |
حُلْوَة ُ الْمَنْظَرِ رَيَّا رَخْصَة ٌ | بَعَثَ الْحُسْنَ عَلَيْهَا أنْ تُسَبْ |
تَأمَنُ الدَّهْرَ وَلاَ تَرْجُو لَنَا | فرجاً مما بنا ذاك الكذب |
كَمْ رَأيْنَا مِثْلَهَا فِي مَأمَنٍ | قلب الدهر عليه فانقلب |
لا يغرنك يومٌ من غدٍ | صَاحِ إِنَّ الدَّهْر يُغْفِي وَيَهُبْ |
صَادِ ذَا ضِغْنٍ إِلَى غِرَّتِهِ | وإذا درت لبون فاحتلب |
ليس بالصافي وإن صفيته | عيش من يصبحُ نهباً للرتب |
ما أبو العباس في أثباتهِ | لعب الدهر به تلك اللعب |
أقْبَلَتْ أيَّامُهُ حَتَّى إِذَا | جاءهُ الموت تولى فذهب |