www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

للموت في فلسطين طعم آخر/ بقلم- عطا مناع

0

الموت هو الموت، والموت بالنسبة للبشر كل البشر هو الحتمية، وان تموت يعني أن لا تعود للدنيا، فهو الحد الفاصل للحياة، هكذا يقولون، ولكن هناك الموت الطبيعي، قال الكاتب المصري يوسف إدريس في تعليقه على روايات العظيم الفلسطيني الأديب غسان كنفاني مخاطبا شعب فلسطين…… احذروا الموت الطبيعي، ، رحمهم اللة فقد غادرونا جميعا دون رجعة وارتاحوا من وجع الانتظار الطويل، والهزيمة التي لاحقتهم حتى الممات رغم أنة تمسكوا بفردوسهم المفقود للرمق الأخير، وكانوا يتلذذون بسرد الحكايات عن الحياة الضائعة أو التي ضيعت.

للموت في فلسطين طعم آخر
 
بقلم- عطا مناع

الموت هو الموت، والموت بالنسبة للبشر كل البشر هو الحتمية، وان تموت يعني أن لا تعود للدنيا، فهو الحد الفاصل للحياة، هكذا يقولون، ولكن هناك الموت الطبيعي، قال الكاتب المصري يوسف إدريس في تعليقه على روايات العظيم الفلسطيني الأديب غسان كنفاني مخاطبا شعب فلسطين…… احذروا الموت الطبيعي، ، رحمهم اللة فقد غادرونا جميعا دون رجعة وارتاحوا من وجع الانتظار الطويل، والهزيمة التي لاحقتهم حتى الممات رغم أنة تمسكوا بفردوسهم المفقود للرمق الأخير، وكانوا يتلذذون بسرد الحكايات عن الحياة الضائعة أو التي ضيعت.
 
في فلسطين إمكانيات الموت متوفرة، قد تموت برصاصة من جندي إسرائيلي، أو من قنبلة تزن طن من المتفجرات تلقيها عليك طائرة أف 16 ويذلك تكون محظوظا مقارنة مع إمكانية الموت تحت بساطير وعصي جنود الاحتلال، ومن أشكال الموت المزعج في فلسطين الموت على الحواجز أل 540 التي تقطع أوصال الأرض والحجر والبشر، على الحواجز يتسلل الموت إلى جسمك جرعة بعد جرعة تتلقاها يوميا من جنود أتقنوا المشهد، هنا ممنوع عليك أن تمارس طقوسك البشرية، فأنت متلقي وتخضع للممنوع، فعلى الحواجز ممنوع عليك الكلام  وممنوع عليك الضحك بسبب أو بدون سبب، أنت ليس بشراً، أنت من الاغيار الذين احلوا حاخاماتهم دمك، أنت “حي” ولكنك في نظرهم جثة تمشي على الأرض.

هو الاحتلال الموت الذي يتربص بك وأنت في بطن أمك، ما أكثر الأجنة التي لم ترى نور اللة في بلدنا، وما أكثر الأمهات اللواتي صعدن إلى اللة لان الخواجا الذي يقف على الحاجز أو البوابة تلقى جرعة عنصرية من الحاخام الأكبر الذي أفتى بقتلك لأنك فلسطيني، أنة الموت المحتم القادم من التلمود.
الغريب أن بلدنا فلسطين أنتجت شكلاً جديداً من الموت، أنة الموت الجماعي الذي عكسه الوضع الداخلي، فمن السهل على المواطن الفلسطيني أن يموت همً وكمداً جراء عدم قدرته على فك طلاسم قيادته التي لم تعد قيادة، فالقيادة الفلسطينية تتفن في تصدير الموت لشعبها الذي لم يعد يفهمها، فقيادتنا تجمع بين الديمقراطية واللاديمقراطيه، هي قيادة شفافة وفاسدة، وهي تعرف اللة وتعمر مساجده وتقصف المساجد وتدمرها على رؤوس من فيها، يحرمون الدم الفلسطيني ولا يتورعون في سفك دماء الأبرياء، ينادون بحقوق الإنسان وحرية الرأي وفي أول فرصة تنهال العصي على رأس الفلسطيني المغلوب على أمرة، أليس هذا أبشع أشكال الموت التي من الممكن أن يتعرض لها البشر.

في بلدنا فلسطين تفعل القوانين الاقتصادية والاجتماعية فعلها، فهناك من يكدس عشرات الآلاف من الدولارات يومياً من تجارة الأنفاق وهناك من يدفن حياً، ومنهم من ينادي بالفضيلة نهاراً ويمارس الرذيلة بأبشع صورها ليلاً، يقولون لك اصمد ويكفيك الزيت والزعتر وتراهم يزدادون تكرشاً، رحم اللة ناجي العلي…..

الموت في فلسطين لا يقتصر على البشر، فالأرض تموت وتتألم، ليس بفعل إجراءات الاحتلال الذي يصادر ويهدم ويستولي على المنازل ويطر سكانها، ولكن بفعل العادية في التعاطي من تلك الجرائم، وهذا السلوك يكرس الموت الحقيقي الذي يطال الوطن والقيم والفعل السياسي الذي مات وشبع موتاً، لماذا؟؟؟؟ لأننا أصبحنا نستجدي الحياة لاعتقادنا أننا أحياء.

لقد أدرك الأديب الفلسطيني الشهيد غسان كنفاني هذه الحقيقة مبكراً عندما قال في رواية أم سعد”خيمة عن خيمة بتفرق”، فهو الذي عرف بنفاذ بصيرته ووضوح رؤياه أن الإنسان قضية وتجلى ذلك في رواية عائد إلى حيفا، تلك الرواية التي سبرت أغوار الوعي الغائب، وقالها في رواية رجال في الشمس على لسان أبو الخيزران، لماذا لم تقرعوا جدران الخزان، كلمات تاهت في صحراء التيه في البدايات ليرتد صداها للزمن الحاضر، أقرعوا جدران الخزان ولا تموتوا قهراً وكمداً بصمت، ألا نستحق كشعب حي ان نحتقر الموت على طريقتهم.

 

 
 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.