www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

ذاكرة القدس/فؤاد عباس

0

يدل الاسم القديم للقدس (يورو شالايم) على عروبة القدس، باعتبار أن هذه الكلمة كنعانية، وقد ذكر الأستاذ مصطفى مراد الدباغ في كتابه القيم بلادنا فلسطين (الجزء التاسع – القسم الثاني في بيت المقدس (1)، صفحة ،22) : «لبيت المقدس أسماء كثيرة، أقدمها الاسم الذي أطلقه عليها أقدم سكانها العرب الكنعانيون، وهي مدينة السلام – نسبة إلى سالم».

الأربعاء, 22 أبريل 2009
إبراهيم فؤاد عباس

يدل الاسم القديم للقدس (يورو شالايم) على عروبة القدس، باعتبار أن هذه الكلمة كنعانية، وقد ذكر الأستاذ مصطفى مراد الدباغ في كتابه القيم بلادنا فلسطين (الجزء التاسع – القسم الثاني في بيت المقدس (1)، صفحة ،22) : «لبيت المقدس أسماء كثيرة، أقدمها الاسم الذي أطلقه عليها أقدم سكانها العرب الكنعانيون، وهي مدينة السلام – نسبة إلى سالم».
شهادة التاريخ:
شغلت فلسطين بسكانها القدماء منذ أكثر من عشرة آلاف سنة وهؤلاء السكان استقروا في الأراضي المنخفضة من فلسطين مثل أريحا (جيريكو) وبيسان(بيت شان). وفي أواخر الألف الرابع ق.م. تعرضت فلسطين لموجة هجرة عربية كبيرة هي المعروفة بالأمورية الكنعانية فنزل الأموريون داخل بلاد الشام وجنوبها الشرقي واستوطن الكنعانيون ساحلها وجنوبها الغربي أي فلسطين.
ويذكر د.أحمد صدقي الدجاني أن الإنسان سكن في منطقة القدس منذ فترة ما قبل التاريخ – حسب اصطلاح المؤرخين- وهناك آثار له فيها تم اكتشافها تعود إلى العصور الحجرية (البيلستوسيني، والباليوليثي، والنيلوليثي) وحيث شهد العصر الحجري الحديث (النيلوليثي) حدوث الثورة الزراعية. وظهرت القدس مدينة في بدايات العصر البرونزي حين بناها الكنعانيون مع مجموعة مدن على طريق المياه بين الشمال والجنوب حوالي الألف الرابعة قبل الميلاد، على مرتفع الضهور قرب عين ماء جيمون في موقع حيوي، واكتسبت القدس منذ إنشائها مكانة دينية وكان ملكها هو عبد الإله «السلام» وهي مدينة سالم «أور سالم» وقد عرفت باسم سالم، وكونت مملكة مدينة، وعرفت من أسماء ملوكها: قدوم سالم وملكي صادق، وجاء ذكرها في نصوص مصرية قديمة تعود إلى القرنين التاسع عشر والثامن عشر قبل الميلاد، (نصوص اللعنة Execration Texts).
وهنالك شبه إجماع بين الباحثين على أن الوجود الكنعاني في فلسطين كان راسخًا خلال الألف الثالثة قبل الميلاد. ويروي «هيرودوت» على لسان علماء صور أن الكنعانيين قدموا إلى فلسطين في القرن الثامن والعشرين ق.م.
وتؤكد شواهد التاريخ أن القدس سكنها منذ نشأت جزء من شعب فلسطين، وأن هذا الشعب هو واحد من شعوب المنطقة التي تعود جميعها إلى أصول واحدة تحركت بين أجزائها في هجرات متتالية، وحملت هذه الهجرات إلى فلسطين من قلب الجزيرة العربية: العموريين والكنعانيين ثم العبرانيين والآراميين، وكان للهجرة الكنعانية أثر كبير فسميت فلسطين أرض كنعان مع أجزاء من سوريا ولبنان، واندمجت في الكنعانيين موجات هجرة تالية، وانصهرت في بوتقة شعب فلسطين جماعات من شعوب أخرى مرت بالبلاد أو اقتربت منها مثل الحيثيين والحوريين أو استقرت بها مثل الفلسطينيين الذين أعطوا أرض كنعان اسمهم، كما انصهرت في بوتقة شعب فلسطين جماعات من شعوب حكمت البلاد من فرس ويونان ورومان وروم آثرت البقاء وتوطنت بعد أن استأمنت. واستكمل لشعب فلسطين صورته وتحددت هويته في أعقاب الانطلاقة العربية بالإسلام، والفتح الذي حمل موجة جديدة من عرب الجزيرة، وانتقل من الحديث بالآرامية إلى اللسان العربي بسهولة: لأن اللغتين تنحدران من أرومة واحدة.
وكان اسم العرب قد تردد في تاريخ فلسطين من قبل، واعتنق جزء من شعب فلسطين الإسلام وبقي جزء آخر يدين بالنصرانية واليهودية، واستمرت فلسطين بعد الفتح وطناً لشعبها العربي هذا بملله كلها، واندمج في هذا الشعب مهاجرون جاءوا إليها آمنين ومتأمنون حملتهم غزوات اندحرت.
ويؤكد د. فيليب حتى (كتابه تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين) أن العبرانيين الذين جاءوا إلى فلسطين ليسوا إلا جماعة من جماعات عدة أتوا «بشكل متجولين ومغامرين ومرتزقة وجنود استقروا تدريجيًا بين سكان كانوا أرقى منهم فتعلموا الحرث والبناء والقراءة والكتابة، وورثوا المظاهر الأساسية للحضارة الكنعانية».
ويقول المؤرخ والمستشرق الفرنسي المعروف غوستاف لوبون : «… غير أن استقرار العبريين بفلسطين تم بالتدريج على ما نرى، فالعبريون قضوا زمناً طويلاً ليكون لهم سلطان ضئيل في فلسطين لا أن يكونوا سادتها». ويضيف : «وفي فلسطين كان يعيش اليبوسيون …، وكان السلطان في فلسطين للفلسطينيين …، وكان ذلك حتى عهد داود».
وفي الإصحاح العاشر من سفر التكوين نقرأ هذه العبارة:»وكنعان ولد حيدون بكره وحثًا واليبوسي والجرحاشي والحوي والعرقي والسني والأروادي والصماري والحماني ، وبعد ذلك تفرقت قبائل الكنعاني»- أي انتشرت في أرض كنعان . والعبارة تفيد أن هذه الشعوب – ومنها اليبوسي- تجمعها الجامعة الكنعانية العربية.
وفي الإصحاح الخامس والعشرين من سفر التكوين خبر زواج سيدنا إبراهيم بقطورة الكنعانية بعد وفاة زوجته سارة. وقد أنجبت له ستة أولاد هم: زمران ويقشان ومدان ومدين وبشناق وشوحا.
دراسة «عروبة فلسطين ثابتة عبر التاريخ والدين والتراث» للمؤلف (الشرق الأوسط،عدد السبت 10/10/1981، الحلقة الثانية).
وقد توالت على القدس غزوات عدة وحكمت من قبل الفراعنة والفرس واليونان والرومان الغربيين والروم الشرقيين لكن الطابع الكنعاني ظل الطابع الأغلب الذي حدد هويتها طيلة تلك العصور ، وهو ما لاحظه المؤرخ البريطاني هنري بريستيد من أن تأثير هؤلاء (الغزاة) تركّز في المدن وبقي الريف كنعاني الطابع في فلسطين.
وخضعت القدس لحكم الفراعنة في عهد فراعين مصر تحتمس الثالث 1479ق.م، أمنحتب الثالث 1413ق.م، إخناتون 1375ق.م، توت عنخ آمون 1351 ق.م، سيتي الأول 1314 ق.م، ورمسيس الثاني 1292ق.م. وبعد موت داود خلفه ابنه سليمان (973 ق.م تقريبًا) الذي بنا الهيكل ودعم المملكة التي أسسها والده فيما عرف بالمملكة الموحدة Monarchy التي دامت حوالي 70 عامًا. وبعد وفاة سيدنا سليمان انقسمت المملكة الموحدة إلى مملكتين متنافستين ومتحاربتين (يهودا وعاصمتها القدس وإسرائيل وعاصمتها شكيم).
ويقول الكاتب اليهودي جون إيه. جريدJohn A. Greed إن اليهود الذين كونوا جماعة «إسرائيل» بعد وفاة سيدنا سليمان عليه السلام حوالي القرن العاشر ق.م. امتزجوا بالسكان الكنعانيين «مما أدى إلى اختفاء النقاء العرقي للجنس اليهودي». ويضيف في كتابه: The Next Twenty Years»وفي عام 670 ق.م توقفوا عن الوجود كتجمع. وما تبقى منهم انتشر وامتصتهم الأمم الأخرى».
وظلت القدس تحت سيطرة مملكة يهودا إلى أن دخلها نبوخذ نصر سنة 586ق.م ودمرها ونقل سكانها اليهود إلى بابل (السبي البابلي) . وحول هذه الحقبة يذكر د. زئيف هيرتزوج الأستاذ في جامعة تل أبيب في مقال نشر في شهر نوفمبر 1999 في صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن الدولة اليهودية التي أسسها داود وابنه سليمان «لم تولد مملكة عظيمة ، بل تعود إلى القرن التاسع قبل الميلاد حين أقامت مجموعتان من الرعاة دولتين صغيرتين متخاصمتين هما يهوذا وإسرائيل». [صحيفة النهار اللبنانية، عدد 30/11/1999.]
وبعد استيلاء الفرس على سوريا وفلسطين سمح الملك قورش سنة 538ق.م بعودة اليهود إلى أورشليم وأمر بإعادة بناء الهيكل . وكان العائدون بقيادة «زوربابل» الذي عمل على بناء هيكل جديد (515ق.م) وظلت القدس تحت الحكم الفارسي إلى أن فتحها الإسكندر الأكبر (332ق.م) ، وهنا كانت المفاجأة عندما تحالف اليهود مع الإسكندر المقدوني ضد الفرس الذين أعادوهم إلى القدس!.
وتأرجحت السيطرة على القدس في عهد خلفاء الإسكندر البطالسة والسلوقيين. وقام الملك السلوقي أنطوخوس الرابع حوالي سنة 165 ق.م بتدمير الهيكل، وأرغم اليهود على اعتناق الوثنية ، وكانت نتيجة ذلك أن اندلعت ثورة المكابيين ، وتمكن اليهود من نيل الاستقلال تحت حكم الحشمونيين (135ق.م- 78ق.م). وفي عام 63 ق.م خضعت القدس للحكم الروماني . وفي عهد الإمبراطور نيرون بدأت ثورة أخرى لليهود ، فقام طيطوس باحتلال المدينة (سنة 70م) ، وحرق الهيكل . وعندما تكررت ثورة اليهود سنة 132م بقيادة باركوكبا أسرع الإمبراطور أدريانوس إلى إخمادها ودمر الهيكل وأقام على أنقاض المدينة مدينة جديدة أسماها (إيليا كابيتيولينا) . ولما اعتنق الإمبراطور قسطنطين المسيحية أعاد إلى المدينة اسم أورشليم وقامت والدته (هيلانة) ببناء الكنائس فيها.
وقد تكرست عروبة القدس بالفتح الإسلامي لها . فبعد أن هزم المسلمون الروم في معركة اليرموك وفتحوا الشام ، توجه أبو عبيدة بن الجراح إلى فلسطين وحاصر إيلياء (القدس) فترة أربعة أشهر، وتم تسليم مفاتيحها في السنة الخامسة عشرة من الهجرة (636م) إلى الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي أمن عند دخوله المدينة أهلها على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم فيما عرف بالعهدة العمرية.

ذاكرة القدس (2) أرض الأنبياء .. ومدينة الإسراء والمعراج



الجمعة, 10 أبريل 2009
د.إبراهيم فؤاد عباس

لا تكمن أهمية القدس في موقعها الاستراتيجي فقط، وإنما أيضًا بسبب احتلالها مكانة روحية عظيمة في نفوس المسلمين في جميع أنحاء العالم ، كونها ثالث المدن المرتبطة بالعقيدة الإسلامية بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة لقوله تعالى في أولى آيات سورة الإسراء :
« سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ» ، وللحديث النبوي الشريف ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :”لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، والمسجد الأقصى ، ومسجدي هذا» – حديث صحيح رواه البخاري.
ويذكر الأستاذ فؤاد إبراهيم عباس استنادًا إلى الجغرافي العربي الكبير المرحوم الدكتور جمال حمدان أن موقع القدس هو نقطة التقاء طريق الحركة التاريخي من الشمال إلى الجنوب على طول الهضبة الوسطي بالطريق العرضي المتجه إلى شمال البحر الميت. أما موضعها، فقد بدأت على قمة تل منيع وتلك كانت ميزة هامة في الماضي القديم.
ويمكن القول أن المكانة المرموقة التي تتمتع بها القدس في نفوس المسلمين في كافة أنحاء المعمورة تعود إلى الأسباب الآتية:
– أنها مدينة الإسراء والمعراج، وهذه الذكرى لها حب وارتباط عاطفي شديد في قلوب المسلمين، حيث كانت تسرية عن نبيهم (صلى الله عليه وسلم)، والثانية أنها فرض فيها عليهم ركن من أركان دينهم وهو الصلاة، ولذا فهي تمثل جزءًا من عقيدة المسلمين.
ـ أنها أرض الأنبياء. والمسلمون يعتبرون أن ميراث كل الأنبياء هو ميراث لهم؛ لأن نبيهم هو النبي الخاتم، والإسلام حث المسلمين على أن يؤمنوا بهؤلاء الأنبياء السابقين لنبيهم، ولذا فكل مقدس عند أي ديانة أخرى أي خاص بنبي من الأنبياء هو مقدس كذلك عند المسلمين.
ـ القدس كانت قبلة المسلمين الأولى، والتي يتوجهون إليها وهم يعبدون ربهم.
ـ تبشير النبي (صلى الله عليه وسلم) بأن أرض القدس هي أرض الرباط إلى يوم القيامة فعن معاذ بن جبل (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (يا معاذ إن الله عز وجل سيفتح عليكم الشام من بعدي من العريش إلى الفرات. رجالهم ونساؤهم وإماؤهم مرابطون إلى يوم القيامة، فمن اختار منكم ساحلاً من سواحل الشام أو بيت المقدس فهو في جهاد إلى يوم القيامة).
وعن أبي إمامة الباهلي (رضي الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم، حتى يأتيهم أمر الله عز وجل وهم كذلك، قالوا يا رسول الله: وأين هم ؟ قال بيت المقدس وأكناف بيت المقدس».
ـ أن بيت المقدس هو أرض المحشر والمنشر، ففي حديث ميمونة بنت سعد مولاة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قالت يا رسول الله أفتنا في بيت المقدس؟ قال أرض المحشر والمنشر.
وجاء في أنس الجليل عن فضائل بيت المقدس:
* أول أرض بارك الله فيها بيت المقدس، والأرض المقدسة التي ذكرها الله في القرآن فقال «الأرض التي باركنا فيها للعالمين» هي بيت المقدس.
* وتاب الله على داود وسليمان – عليهما السلام – في بيت المقدس.
* وردّ الله على سليمان ملكه في بيت المقدس.
* وبشّر الله زكريا بيحيي – عليهما السلام – في بيت المقدس.
* وسخر الله لداود الجبال والطير في بيت المقدس.
* وتكلّم عيسى في المهد في بيت المقدس.
* وماتت مريم – عليها السلام – في بيت المقدس.
* وصلى النبي صلى الله عليه وسلم زمانًا إلى بيت المقدس وأسري به إلى بيت المقدس وتكون الهجرة في آخر الزمان إلى بيت المقدس ، والمحشر والمنشر في بيت المقدس.
* ومن المعروف أن مدينة القدس، كانت من بين جميع المدن التي افتتحها المسلمون الأوائل، المدينة التي تسلّمها الخليفة الراشد عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- شخصيًا.
وتحتل القدس أيضًا مكانة روحية بارزة عند النصارى بكافة طوائفهم. وهي أحد الأماكن الفلسطينية الأربعة (هي وبيت لحم والناصرة والجليل) التي يحجّ إليها النصارى ، وذلك منذ القرن الرابع الميلادي ، وحيث تعتبر كنيسة القيامة في القدس وكنيسة المهد في بيت لحم أهمّ معلميْن دينيين مسيحيين يحرص النصارى على زيارتهما عند حجّهم إلى فلسطين.
وكانت القدس لمكانتها موضع أطماع الغزاة، فقد تناوب على غزوها وحكمها في العهود القديمة: العبرانيون، الفارسيون، السلوقيون، الرومانيون، والصليبيون.
أما في العهد الحديث فكان العثمانيون، والبريطانيون، كلهم رحلوا وبقيت القدس صامدة في وجه الغزاة على مرّ العصور.
وتعتبر القدس – إلى جانب ما سبق – من أشهر المدن السياحية، وهي محط أنظار سكان العالم أجمع، يؤمها السياح لزيارة الأماكن المقدسة، والأماكن التاريخية الهامة، فهي تضم العديد من المواقع الأثرية الدينية، ففيها : الحرم القدسي الشريف، مسجد الصخرة، المسجد الأقصى، حائط البراق، الجامع العمري، كنيسة القيامة، كما يقع إلى شرقها جبل الزيتون، الذي يعود تاريخه إلى تاريخ القدس، فيضم مدافن ومقامات شهداء المسلمين، وتوجد على سفحه بعض الكنائس والأديرة مثل الكنيسة الجثمانية التي قضى فيها المسيح أيامه الأخيرة قبل رفعه .
هذه المكانة السامية للقدس جعلت منها قضية كل مسلم – عربيًا أم أعجميًا – فهي القبلة الأولى، وهي أرض الإسراء والمعراج، وثالث المدن المعظمة في الإسلام، وهي أيضًا، أرض النبوات، وأرض الرباط، وقضية كل عربي، سواءً أكان مسلمًا أو مسيحيًا.
وتشكل القدس عند اليهود المكان الذي عاش فيه ملكهم وبني فيه هيكلهم، وإليها سيعود المسيح حتى يقودهم إلى سيادة العالم، على حدّ زعمهم.
ويقدّس اليهود حائط البراق ، أو ما يسمى عندهم حائط المبكى The Wailing Wall ، وهو الحائط الذي بني في زمن اليبوسيين العرب الأوائل الذين بنوا القدس ، والاعتقاد السائد عند اليهود أنه البقية الباقية من سور القدس القديم، وأنه الحائط الخارجي للمعبد الذي رجمه هيرودوس (18 ق.م)، ودمر جانبًا منه طيطوس (70م)، وأتى على ما تبقى منه أدريانوس (135م) . ويقوم اليهود بزيارته وتقبيله وقراءة بعض النصوص التوراتية والتلمودية إلى جواره، وكذلك البكاء على ما يعتقدون بأنه مجدهم الضائع.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.