www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

بدون مؤاخذة4/جميل السلحوت

0

بثت الفضائية اللبنانية LBC يوم الأربعاء 652009 في برنامج ” أحمر بالخط العريض ” مقابلة مع ” عدنان ” أحد ضباط الحرس الجمهوري العراقي في عهد الرئيس صدام حسين

التعذيب في العراق وغيره
بثت الفضائية اللبنانية LBC يوم الأربعاء 652009 في برنامج ” أحمر بالخط العريض ” مقابلة مع ” عدنان ” أحد ضباط الحرس الجمهوري العراقي في عهد الرئيس صدام حسين ، وتحدث فيها عن اعتقاله لمدة حوالي أربع سنوات ، وعن التعذيب الذي تعرض له هو وزملاؤه المعتقلون العراقيون على أيدي جنود الاحتلال الأمريكي، هذا التعذيب الذي يندى له جبين الانسانية ، ويشكل وصمة عار للرئيس الأمريكي المنصرف جورج دبليو بوش ونائبه ديك تشيني ولإدارته أيضاً .
فالضابط العراقي الذي أُقتحم بيته ليلة اعتقاله بطريقة وحشية ، أرعبت زوجته وأطفاله وجيرانه ، وصل مركز التحقيق ويده مكسورة نتيجة للضرب الوحشي الذي تعرض له. وتحدث الضابط العراقي عن أنواع من التعذيب ربما لا يستعمله الا من تخلوا عن انسانيتهم ، ومن أساليب هذا التعذيب عدا عن الضرب بالأيدي والعصى والركل بالأرجل ، وتقييد المعتقل عارياً معصوب العينين، ووضعه في درجة حرارة باردة قد تصل الى تحت الصفر ، وحشر ما بين عشرين الى ثلاثين معتقلاً عراة في غرفة واحدة، وتعرُّض المعتقلين الى الاغتصاب مرتين ، مرة باللواط ومرة بالتحرش الجنسي من قبل مجندات وجنود أمريكيين ، كما تحدث عن اطلاق الكلاب البوليسية لتنهش لحم المعتقلين ، وتحدث أيضاً عن اطلاق الرصاص على المعتقلين وقتل بعضهم واصابة البعض الآخر .
واذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن الرئيس الأمريكي المنصرف قد رفع شعار ” تحرير ” العراق من ديكتاتورية نظام صدام ، ومن أجل نشر الديمقراطية وحقوق الانسان، فإننا نرى أن أفعاله في العراق المحتل وفي أفغانستان المحتلة ، وفي دعمه للاحتلال الاسرائيلي الغاشم ، ولحركات التمرد في السودان وغيرها إننا نرى ان ” انجازات ” هذا الرئيس تضعه في خانة مجرمي الحروب الذين يجب أن يقفوا أمام العدالة الدولية لينالوا العقاب الذي يستحقونه . فهو لم يكتفِ بتدمير العراق وتدمير منجزاته وإرثه الحضاري العريق ،بل إنه يتحمل مسؤولية قتل أكثر من مليون مدني عراقي ، وهومسؤول عن تيتيم ملايين الأطفال العراقيين ، ومسؤول عن آلام ملايين الآباء والأمهات الثكلى والنساء الأرامل ،وهو مسؤول عن تشريد أكثر من ربع الشعب العراقي خارج وطنهم، وكل هذه الجرائم تضاف الى معاناة مئات آلاف الأشخاص الذين تعرضوا للاعتقال والتعذيب الهمجي في العراق وفي غوانتنامو وغيرهما، والتي تترك آثارا لا تزول عن أجسام ونفسيات ضحاياها .
والعراق العظيم الذي يشكل منارة الحضارتين العربية والاسلامية قادر على اعادة بناء نفسه بسواعد الأشراف من أبنائه ، وهو في الوقت نفسه لن يغفر لمن دمروه وقتلوا شعبه ، ومجرمو الحروب هؤلاء لم يخجلوا من أنفسهم عندما كانوا يرفعون شعار ” الديمقراطية وحقوق الانسان ” ، فإذا كانت هذه الحرية التي يدعون اليها فمن حق المرء أن يتساءل عن فهمهم للظلم ؟ الذي يبدو أنه يصل الى درجة ابادة شعوب بأكملها .
لقد أحسنت ادارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما صنعا عندما أبدت رغبتها في فتح ملفات التعذيب والتجاوز في الاعتداءات على حقوق الانسان ، وتأكيدها أن لا أحد فوق القانون، واذا كنا نثق ونقدر مبادىء الدستور الأمريكي ، ونعلم أن أمريكا دولة قانون ، فإن من حق الشعب العراقي ، ومن حق كل ضحايا الرئيس السابق جورج دبليو بوش أن يروا كل من له علاقة أخلاقية أو قانونية أو تنفيذية بهذه الجرائم أمام العدالة الدولية لينالوا جزاء ما اقترفت أيديهم من جرائم بحق الانسانية .
فالرئيس الأمريكي السابق المسؤول الأول عن تدمير العراق وأفغانستان واثارة الفتن في السودان والصومال وغيرها ، دعم المحتلين الاسرائيليين مادياً وعسكرياً وسياسياً بلا حدود لتثبيت احتلالهم للأراضي العربية ، بل انه وفي أواخر عهده ، زوّد الاسرائيليين بالقنابل الفسفورية الحارقة والمحرم استعمالها دولياً لحرق البشر والشجر والحجر في قطاع غزة في حرب اسرائيل الأخيرة على القطاع المنكوب .
وبما أن تعذيب الانسان لأخيه الانسان لأي سبب كان أمر مرفوض ومدان ، الا أن تعذيب المعتقلين العراقيين على أيدي جنود الاحتلال الأمريكي يفوق التصور ، وبهذا فإنه يستحق الادانة بشكل أكبر ، وهذه الادانة يجب أن تترجم الى فعل من خلال محاكمة كل من قام بها قولاً أو فعلاً أو تقريراً .
واذا ما تم ذلك وتم تطبيقه على مسؤولين أمريكيين سابقين فإنه سيشكل رادعاً لكل أنظمة الحكم في العالم اذا ما أراد أحدها ممارسة التعذيب بحق رعاياه أو رعايا الغير .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.