www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

غزة تنتظر القائد المنتصر…. بعد طلوع الفجر /منذر ارشيد

0

بناء ً على دعوة الأخ أحمد عصفور دخلت موقعا ً تحت مسمى منتدى فلسطين .. كان لي تجربة سابقة ومريرة مع هذه المنتديات”وقد رأيت العبث والاصرارفي عدم الفهم بأننا فلسطينيون وليس لنا هدف إلا تحريرفلسطين وأنه وبعد القائد أبا عمار, ما عاد هناك قائد يستطيع أن يشغل مكانته لا من حيث الرمزية أو الأهلية ولا القدرة على استيعاب كل أطياف الشعب الفلسطيني “فأبو عمار كان حالة إستثنائية لمرحلة من مراحل قضيتنا ” فرعى فتح ومنظمة التحرير وحمى مشروعنا الوطني بحدقات عيونه ودفع حياته ثمناً لثوابتنا الوطنية ”

 

بسم الله الرحمن الرحيم
 
غزة تنتظر القائد المنتصر…. بعد  طلوع الفجر 
 
بقلم : منذر ارشيد
 
 
بناء ً على دعوة الأخ أحمد عصفور دخلت موقعا ً تحت مسمى منتدى فلسطين .. كان لي تجربة سابقة ومريرة مع هذه المنتديات”وقد رأيت العبث والاصرارفي عدم الفهم بأننا فلسطينيون وليس لنا هدف إلا تحريرفلسطين
وأنه وبعد القائد أبا عمار, ما عاد هناك قائد يستطيع أن يشغل مكانته
لا من حيث الرمزية أو الأهلية ولا القدرة على استيعاب كل أطياف الشعب الفلسطيني “فأبو عمار كان حالة إستثنائية لمرحلة من مراحل قضيتنا “
فرعى فتح ومنظمة التحرير وحمى مشروعنا الوطني بحدقات عيونه
ودفع حياته ثمناً لثوابتنا الوطنية “
 ربما سيأتي شخص بعد عقود من الزمن  بعد إنتهاء المرحلة الحالية  ودخولنا في مرحلة تختلف عن ما شهدناه منذ نصف قرن ,فالشعب الفلسطيني الذي أنجب أبا عمار وأبو جهاد وأبو علي إياد والشيح ياسين
وأبو علي مصطفى وكل اقادة العظام سينجب قادة عظام
إلا أن  البعض يُصر على أن هناك شخص ملأ مكانة أبا عمار من خلال الكاريزما والقدرة “ويبدو أن إرتفاع الصوت مع الدعم الخارجي والمال  وامتلاك الحضور الشخصي , كافياً لأي شخص أن يكون قائداً .!
 
وهؤلاء الاخوة وللإسف الشديد .. وهم من جيل الشباب الذين هم أمل المستقبل ” ولكنهم  غارقون بالعشق الشخصي  لدرجة أن أحدهم قال لماذا تقدسون شخص مثل أبو علي إياد ولا تريدوننا أن نُعبر عن حبنا وولائنا لقائد شاب أثبت ومن خلال التجربة والعمل أنه قائد شجاع
 يحبه كل الناس وأصبح أملهم المنتظر .!
 
هؤلاء أيضاً  يرون فيه كل الصفات التي تؤهله لأن يقود ليس فلسطين فحسب.! وإنما ليقود الأمة العربية” حتى أن أحدهم قال …هو خليفة عبد الناصر,  وليس هناك بعد عبد الناصر من يحمل ما يحمله قائدنا من مواصفات  ستؤهله لقيادة العالم العربي  ..!  (يرون صورته في القمر )
كتب أحدهم مقالا بعنوان ( أين انت يا بطل ..! غزة بانتظارك )
 
حاولت بشتى الطرق أن أفهم هؤلاء الشباب من خلال الحوار البناء والإقناع أنهم يجب أن يخرجوا من هذه البوتقة التي حصروا أنفسهم بها
وأنه يجب عليهم عدم تقديس الشخص أكثر من القضية
إتهموني بالغيرة والحسد والحقد ونعتوني  بصفات كثيرة
وبعد أن وجدت أني أنفخ في قربة مخرومة
رويت لهم هذه الرواية ……..”وخرجت من منتداهم  ولم أعُد “
 
وقلت ما يلي  …
 
يحكى أن بدوياً من الأعراب في أرض الجزيرة العربة
كان شاعراً عرمرما ً  ,  وخطيبا بالغاً  “
يهاب منه القوم لطوله وعرضه وصوته العالي وفروسيته
التي كان يستعرضها على فرسه في الأفراح والمناسبات ,
 وقد جمع حوله خيرة فتيان القبيلة , وشكلوا حالة يُحسب لها حساب
وزَعَمَهُ القوم عليهم رغم وجود شيخ للقبيلة كان له إحترامه بين القبائل
ولكن سطوة هذا البطل وقوة بأسه وثرائه الفاحش من خلال جمع الاموال
واحتكار كل موارد القبيلة جعل منه فوق الجميع ..
وبدا بإثارة الشائعات حول شيخ العشيرة والتحريض عليه حتى قضى الشيخ فمات مقهوراً
فتفرد البطل بالعشيرة وهو يستعرض قوته التي دعمها بتأييد من خارج القبيلة ومن القبائل المعادية للقبيلة
كان الناس في تلك الفترة يعيشون على رعاية الإبل والماعز والخراف وأيضا التجارة بين الجزيرة العربية وبلاد الشام
ولكن قطاع الطرق أرهقوهم من خلال الغارات التي كانوا يشنونها على تجارتهم
 
وبعد سنوات من توقف الحال ونضوب الحاجيات التي كانوا يستوردونها من بلاد الشام  “تداولوا بينهم حول أحوالهم وما وصلوا إليه نضوب حاجياتهم الضرورية وخلو الأسواق منها
فكانوا بحاجة لتجارة جديدة ولكن الخوف من قطاع الطرق كان هاجسهم
فجاء هذا البطل  وقال لهم : أتخشون الإتجار وأنا بينكم ..!!
ما بالكم وأنا معي أكبر قوة في الجزيرة ويهابنا كل الناس ..!
نظر القوم إلى بعضهم وهتفوا بحياته وباركوه وقالوا …بارك الله بيك  والله كنا نخجل بأن نكلفك بهذه المهمة وأنت البطل والزعيم ..!!
جمعوا كل ما لديهم من أموال كانوا قد ادخروها طوال سنوات
وأعطوه قائمة بطلباتهم  مما يساعدهم في التجارة وينمي أموالهم
وسار في قافلة كبيرة من الإبل ومعه خيرة شباب القبيلة وتوجه عبر الصحراء إلى بلاد الشام
 
 بعد شهرين ومع انتظار طويل عاد البطل ومعه عدد من أصدقائه المقربين  …فاستقبله القوم وانتظروا بقيه القافلة ,   ظنا ً منهم أنها  تتبعه خلف الوادي
 
وظنوا أنه سبق القافلة ليبشر الناس بقدومها مع تجارتها وبعرانها (الجمال)
 
فأقاموا له الوليمة ودقوا الطبول ورقصوا وغنوا إحتفاءً به
 
وكلما بادره أحدهم بالسؤآل عن القافلة …قال (إنتظروا حتى أستريح )
ذبحوا له الذبائح ووضعوا له خاروفاً مشويا ً ..فأكله   (بطل)
 
فلما استراح …سأله أحدهم أين القافلة ..!!!!
 
قال وهو يعتدل في قعدته وقد إمتلاء بطنه بالطعام والشراب
 
قال :  إنتظروا  حتى أخفف من حمل بطني
 
أخذ غفوة ونام مطولاً  والجميع يعمل على راحته
 
فمنهم من حمل الهفوف  ليهف عن وجهه الذباب ويدخل اليه الهواء
 
 ومنهم من يرش رذاذاً من الماء(كوندشن ) ليخفف عنه قيض الصيف
 
ومنهم راح ليخبر أهله لإعداد طعام العشاء  وترتيب الاجواء للأحتفال بالقافلة القادمة خلف البطل
 
فلما استفاق …نظر حوله وقال أين الرجال  ..!!
 
أين الرجال …!!  اين الرجال ..!!
 
ظنوا أنه يسأل عن رجال القافلة  …
فقال أحدهم …يا بطل  لم يصلوا بعد  “وكيف يصلوا بهذه السرعة وأنت الفارس المغوار ….وقد  وصلت قبلهم كالسهم ..!!
 
قالوا : لا   أنا أسأل عن رجال جدد ليتحضروا للقافلة القادمة ..!!
 
ضحكوا وفرحوا  ظناً منهم أنه يريد أن يريح السابقين ممن رافقوه في رحلته.!
 
فقالوا… ولا يهمك يا بطل  إنت على إيش مستعجل ..!!
علينا أن ننتظر من كانوا معك أولا ً , وترتاحوا شهراً كاملاً ..لمَ العجلة .!
 
المهم …الان نسألك    أين القافلة ..!!
 
فقال ….القافلة …القافلة… ها    القافلة !!!
 
لو تعلمون   …..ولو أخبرتكم لعرفتم قيمتي وشجاعتي ..!!
 
قالوا   :    اللي فيك مخبور يا بطل … إنت جاي تقول لنا .!
 
 المهم أين القافلة ..!
 
قال : أتقصدون القافلة الماضية ..!!   آه  والله إني كدت أنسى
نعم    نعم تذكرت وسأخبركم
 
وأنا عائد بتجارتكم وقد اشتريت ما لذ وطاب من بضائع ثمينة وبأرخص الأسعار
 
والتي ستدر عليكم أرباحاً كثيرة  وستسعدكم وعيالكم
 
ومنكم من سيتزوج ……منكم من سيبني بيتاً جميلاً   …ومنكم من سيزوج أبنائه وستشترون الحرائر والذهب ” يا لها من بضائع أحضرناها لكم
 
والله إنها لا رأت مثلها عيونكم وما سبق أن أحضرها غيري لكم .
 
فرحوا ورقصوا  وقبل بعضهم بعضاً  وبدأت  النسوة باطلاق الزغاريد
 
وعلى صوت الشعراء  والمغنين يتغنون ببطلهم
 
وقد أالفوا له الأغاني مسبقاً منها   ( يا بطل العرب تبت يدا أبي لهب )
( ونكتب إسمك على سيوفنا )
 
وهو يتمختر بينهم كالطاووس وقد أحضروا  له  عبائة جديدة ” وكما أحضروا له أجمل فتيات  القبيلة عروساً
 
كهدية ما من ورائها جزية” وزفوه إلى عروسه زفة ما بعدها زفه , مع ضرب السيوف ورقص الخيول ..وبات ليلته معها  والجميع على أمل أن ياتي الصباح وتصل القافلة ..!
وفي الصباح خرج إلى الساحة والكل ينتظر ..
 
قالوأ:  أين هي  …أين هي ………
قال :وهو يضحك : ويحكم ….أهديتموني إياها وتسألوني عنها …!
قالوا: أهديناك إياها ..!! كيف يا بطل ..وهي ملكنا جميعاً وقد دفعنا فيها كل أموالنا ..!!
 
قال : يا إلاهي ألم تقولوا أنها هدية وما من ورائها جزية .!وقد أصبحت عروسي و ملكي  …!
 
قالوا : يا بطل نحن لا نسألك عن العروس  فهي مباركة لك ”
 
إنما   نسألك عن  القافلة والإبل  .!
 
قال :  نعم     نعم    القافلة والإبل ….نعم   سأخبركم  الآن
 
إسمعوني جيدا …. بينما كنا قد شارفنا على أرض الجزيرة
 
وإذا باللصوص قد   أغاروا علينا 
قالوا …..ها  وماذا حصل ..!
قال :فاجأونا  ليلاً  وعلى حين غرة بينما كنت أن اغط في نوم عميق …  هكذا ….فنام ………
 
نظروا إلى بعضهم …..وصرخ أحدهم به وقال ..أتنام يا هذا ..!
 
فقال آخر….. أصمت بالله عليك هل جننت حتى تقول له يا هذا ..!
والله لو سمعك لقطع رأسك …دعه يستريح   ربما قد أخذه التعب من قتال اللصوص ” ولا تنسى ما أُضيفَ إليه من تعب  (ليلة الدخلة ) ..!
 
إنتظروا ساعات طويلة  حتى استيقظ …..وقال إني جائع
 
أحضروا له الوليمة  ..وأعصابهم تكاد أن تنهار 
 
وبعد أن إستراح …..قال ..ما لي أراكم مجتمعين حولي ..!!
 
قالوا ننتظر بقية الحكاية … لنعرف مصير تجارتنا والإبل
 
قال : والله إني نسيت وقد أعياني السفر  وكما أعياني الصراخ
 
قالوا ……..الصراخ …ولمَ الصراخ ..!
 
قال…….. ألا تدرون  ..!!
 
قالوا …..لا والله   لا ندري ..!!
 
قال… بعد أن استيقظت من نومي …وجدت إخواني الأبطال قد
 
دافعوا عن القافلة  وقاتلوا قتالاً  مستميتاً   ..
 
ولأكثر من خمس ساعات والقتال كٌر وفر
 
ولا تعلمون كم قتلوا من اللصوص ..!
 
قالوا …الحمد للله ”  طبعاً كيف لا يقاتلوا ونحن نعرفهم .!
وقد إخترت من أشد الرجال شجاعة وفروسية ولم يبقى عندنا في القبيلة  من
 
الرجال أمثالهم إلا القليل…. فكيف  لا يقاتلون ..!
 
كيف وأنت على رأسهم …كيف لا يقاتلوا ..!   كيف والأسد قائدهم .!
 
الحمد للله  أنك على رأسهم  …..  المهم أين القافلة ..!
 
قال …….قتل جميع رجالي ..
 
 
قالوا  ماذا …!   وأنت أين كنت ..!!!!
 
قال :   هذه هي المشكلة يا أحبائي ويا ربعي ويا أنوار عيوني
 
قالوا : أي مشكلة   …أين كنت …..أين كنت ..!!
 
 
قال : تصوروا  أن رجالي كانو يطعموني أشهى الطعام
 
 
فكنت آكل كثيراً حتى  يمتليء بطني  وهذا  يقول لي
 
كل هذه اللقيمة …. وذاك يقدم لي الحلوى
 
هذا يقول  خذ هذه مني   وآخر  يقول …هذه قطعة من الكتف
 
وآخرين يجلبوا لي الفاكهة  التي كانوا يخبئونها بين الأمتعة لتبقى رطبة
 
 فعندما أنام لا أصحى إلا بعد ساعات كثيرة من شدة التعب
 
وليلتها كانوا قد أغدقوا علي بالأطعمة فلم أستيقظ
إلا بعد إنتهاء المعركة
 
صرخوا ……..ويحك …..ويحك …..ويحك
 
خمس ساعات من القتال .وقتل جميع مرافقيك  وأنت نائم
 
قال …..لالالالا   لا تخطؤا   لا تخطئوا ببطلكم
 
فلو تعلمون ما ذا فعلت بهم …!!!  لقبلتموني من رأسي إلى أخمص قدمي
 
أعاد إلى قومه الأمل من جديد ….وقالوا ها  ماذا فعلت بهم ..!
 
قال لن أقول لكم حتى أتعشى وأستريح
 
طبعا صدقوه  فهو بطلهم… وكيف لا يصدقوه..!
 
أحضروا له الطعام مرة أخرى  .فأكل ونام …
 
إنتظروا حتى المساء …
 
إستيقظ ونظر حوله وهو منشرح الصدر
 
قالوا : أخبرنا يا رجل   أخبرنا بالله عليك
 
نظر حوله ……….وقال حتى تعرفوا أني
 
لا يمكن أن أخذلكم أو أترك كرامتكم  وأرواح شهدائكم
 
أتدرون ماذا فعلت …!!
 
قالوا وقد فاض بهم الأمر  وأصاب بعضهم الوهن والمرض والإعياء
 
قالوا بصوت واحد ……..هااااااااااااااااااا  ماذا فعلت …  وأين الإبل ..!!
 
قال : صرخت …وهددتهم   تهديداً خطيراً حتى  صعقتهم
قالوا : هل صعقتهم بضربات سيفك  البتار يا بطلنا ..! هل أعدت لنا قافلتنا والإبل 
قال …نعم صعقتهم من صراخي وأشبعتهم شتماً  …..وفازوا بالإبل
 
وما زال يصرخ ….. فهل من يسكته ويحمي ما تبقى من الإبل ..!!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.