فِتَية َ الصَّهباءِ خيرَ الشَّاربينْ
فِتَية َ الصَّهباءِ خيرَ الشَّاربينْ | جَدِّدُوا باللّهِ عَهْدَ الغائِبِينْ |
واذكُرُوني عند كاساتِ الطِّلا | إنّني كنتُ إمامَ المُدمِنينْ |
وإذا ما استَنْهَضَتْكُم ليلة ً | دَعَوة ُ الخَمرِ فَثُورُوا أجمَعينْ |
رُبَّ لَيْلٍ قد تَعاهَدْنا عَلَى | ما تَعَاهَدْنَا وكُنّا فاعِلِينْ |
فقَضَيْناهُ ولم نَحفِلْ بما | سَطَّرَتْ أيْدِي الكِرامِ الكاتِبِينْ |
بين أقداحٍ ورَاحٍ عُتِّقَتْ | ورَياحينٍ ووِلدانٍ وعِينْ |
وسُقاة ٍ صَفَّفَتْ أكوابَها | بَعْضُها البَلُّورُ والبَعْضُ لُجَيْنْ |
آنَسَتْ مِنّا عِطاشاً كالقَطا | صادَفَتْ وِرداً به ماءٌ مَعينْ |
فمَشَتْ بالكاسِ والطاسِ لَنا | مِشْية َ الأفراحِ للقَلْبِ الحَزِينْ |
وتَواثَبنا إلى مَشمُولَة ٍ | ذاتِ ألوانٍ تَسُرّ الناظِرِينْ |
عَمَدَ السّاقي لأنْ يَقتُلَها | وهيَ بِكرٌ أحصَنَتْ منذُ سِنِينْ |
ثمَّ لمَّا أنْ رأَى عِفَّتَهَا | خافَ فيها الله رَبَّ العالَمينْ |
وأجَلْنَا الكاسَ فيما بيننَا | و علَى الصَّهباءِ بتنَا عاكفينْ |
وشَفَينا النَّفسَ من كلِّ رَشاً | نَطَقَتْ عَيناهُ بالسِّحرِ المُبينْ |
وطوَى مَجْلِسنَا بعدَ الهَنا | وانشراحِ الصَّدْرِ تكبيرُ الأَذِينْ |
هكذا كُنّا بأيّامِ الصَّفا | نَنْهَب اللذّاتِ في الوقتِ الثَّمينْ |
ليتَ شِعري هل لنا بعدَ النَّوى | مِنْ سبيلٍ للقِّا أمْ لاتَ حِينْ |