أوشَكَ الدِّيكُ أن يَصيحَ ونَفسي
أوشَكَ الدِّيكُ أن يَصيحَ ونَفسي | بين هَمٍّ وبين ظَنٍّ وحَدسِ |
يا غلامُ، المُدامَ والكاسَ، والطّا | سَ، وهَيِّءْ لَنا مَكاناً كأَمْسِ |
أطلِقْ الشمسَ من غَياهِبِ هذا الدَّ | نِّ وامَلأ من ذلك النُّورِ كأسي |
وأذنِ الصُّبْحَ أنْ يَلُوحَ لعَيْنِي | من سَناها فذاكَ وَقتُ التَّحَسِّي |
وادْعُ نَدمانَ خَلوتي وائتِناسي | وتَعَجَّلْ واسْبِلْ سُتُورَ الدِّمَقْسِ |
واسقِنا يا غُلامُ حتّى تَرانا | لا نُطِيقُ الكَلامَ إلاّ بهَمْسِ |
خَمرة ً قيلَ إنّهم عصَرُوها | من خُدودِ المِلاحِ في يَومِ عُرسِ |
مُذْ رآها فَتَى العَزِيزِ مَناماً | وهو في السِّجْنِ بَيْنَ هَمٍّ ويَأْسِ |
أعْقَبَتْهُ الخَلاصَ مِنْ بَعْدِ ضيقٍ | وحَبَتْهُ السُّعودَ من بَعدِ نَحسِ |
يا نَديمِي باللهِ قُل لِي لِماذا | هَذه الخَنْدَرِيسُ تُدْعَى برِجْسِ؟ |
هيَ نَفْسٌ زَكيَّة ٌ وأَبُوها | غَرسُه في الجِنانِ أكرَمُ غَرسِ |
هيَ نَفْسٌ تَعَلَّمَتْ حُسْنَ أخْلا | قِ المُولحِيِّ في صَفاءٍ وأُنسِ |
خَصّه اللهُ حيثُ يُصْبِحُ بالإقْـ | ـبالِ، والعِزِّ والعُلا، حيثُ يُمسي |