وَتَرامى الصَباحُ فَوقَ الهِضابِ
وَتَرامى الصَباحُ فَوقَ الهِضابِ | بِخُيوطٍ شَفّافَةٍ مِن ضَبابِ |
وَبَياضُ الثُلوجِ تَحتَ ضِياءِ ال | فَجرِ يَبني بَينَ الكُرومِ رَوابي |
وَأَطَلَّ الرهبانُ من شُرفَةِ الدَي | رِ عَزاءُ النُفوسِ في الأَتعابِ |
فَرَأوا نُقطَةٌ عَلى القَبرِ سَودا | ءَ كَرُؤيا تبينُ خلفَ السحابِ |
قالَ صَوتٌ هذي عروسٌ من الج | نِّ تَزورُ الضَريحَ لِلإِرهابِ |
قالَ ثانٍ لا بَل ذهِ روحُ ميتٍ | تَستَغيثُ الإِله تَحتَ العَذابِ |
وَمَضى ثالِثٌ يَقول هِيَ | الرَمزُ لِيَومِ الدَينونةِ الغَلّابِ |
وَأَخيراً مَضوا إِلى القَبرِ حَتّى | يَطمَئِنّوا لِلمَشهَدِ العُجّابِ |
فَرَأوا جُثَّةً مُبَعثَرَةَ الشَع | رِ تُناجي وَعَينها في التُرابِ |
لَم يُبقِّ السقامُ وَالحُزنُ مِنها | غير رُؤيا بقيَّةٍ من شَبابِ |
ما جَرى لِلفَتاةِ بَعد فَتاها | أَيُّها الحُبُّ يا سَليلَ الخَرابِ |
ما جَرى لِلفَتاةِ أَينَ هيَ اليَو | مَ أَجِبني يا باعِثَ الأَوصابِ |
هَل طَواها الَّذي طَوى مَن أَحَبَّت | أَم تُراها عادَت لِذاكَ التَصابي |
عِش طَويلاً وَضَحِّ ما شِئتَ يا | حُبُّ إِلى أَن يثنيكَ يَومُ حسابِ |