في ذِمَّةِ الماضي اِنطَوَت
في ذِمَّةِ الماضي اِنطَوَت | ساعاتُ أَحلامي العِذاب |
أَيّامَ لا هَمٌّ سِوى | هَمِّ المعلِّمِ وَالكِتاب |
أَيّامَ كانَ أَبي الشَبا | بَ وَكنتُ نوراً لِلشَّباب |
أَيّامَ حُلمي لَم يَكُن | إِلّا شُعاعاً من شِهاب |
إِن أُنسَ لا أَنسَ الهِضا | بَ وَما عَلى تِلكَ الهِضاب |
وَالشَمسُ توشِكُ أَن تَغي | بَ وَيعلنَ الجَرسُ الغِياب |
وَأَبي عَلى صَخرٍ يُحَدِّ | قُ في عَشِيَّةِ صيفِ آب |
فيما تُراهُ كانَ يفكُرُ | وَهو يَنظُرُ في الضَباب |
لَم أَنسَ أَترابي الأولى | كانوا وَكنتُ لَهُم مداما |
إِن جِئتُهُم مُتَبَسِّماً | أَلقَ اِرتِياحاً وَاِبتِساما |
وَإِذا غَضبتُ تشاوَروا | فيما يُعيدُ ليَ السَلاما |
عَبث الشَبابُ بِهِم | فَغَيَّرَ خُلقَهُم عاماً فَعاما |
إِن الشَباب ملاعِبُ ال | أَيّامِ فَاِحذَر أَن تُضاما |
في ذِمَّةِ القَصيّ | حُشاشَةٌ ذابَت هِياما |
خَفَّت إِلَيها في التُرا | بِ يَتيمَةٌ بَينَ اليَتامى |
هيَ نَفسيَ الثَكلى وَقَد | صَلّى العَذابُ لَها وَصاما |
أُمي وَقد وَجَدَ الضَنى | في مُقلَتَيها مُدخَلة |
تَرثي الحَياةَ كَأَنَّها | مِن نِصفِ شَهرٍ أَرمَلَه |
كَم مَرَّةٍ نَظَرَت إِلَيَّ | فَتَمتَمَت ما أَجمَلَه |
لَو كُنتُ أَقرَأُ من خِلا | لِ عُيونِهِ مُستَقبَلَه |
أَنا في سَبيلِ لا أَكا | دُ اليَومَ أُدرِكُ أَوَّلَه |
يا أُمِ رِفقاً وَاِصبِري | لا بُدَّ لي أَن أُكمِلَه |
أَنجَزتُ مَرحَلَةَ الشَقا | وَعَلَيَّ أَيضاً مَرحَلَه |
حَملَ المَسيحُ صَليبَهُ | حَتّى أَعالي الجَلجَلَه |