هكذا هي الحياة قصة قصيرة يستمر فيها البحث دون توقف طرقت ذلك الباب العتيق الموصد وقد اتكأت عليه سنين طويلة منهكة متعبة . قد أكون في داخله أو يكون بعضا مما فيه هو جزء مني .
ويستمر البحث … بقلم : سمير جمول
|
مساهمات القراء
|
هكذا هي الحياة قصة قصيرة يستمر فيها البحث دون توقف طرقت ذلك الباب العتيق الموصد وقد اتكأت عليه سنين طويلة منهكة متعبة . قد أكون في داخله أو يكون بعضا مما فيه هو جزء مني . طرقته بشدة حتى أدميت يداي بالرغم من أنه لم يكن مغلقا ولكني ما دخلته حتى أستأذن فذلك جزء من ارثي الثقيل الذي مازال ينقض ظهري .في تلك اللحظة تحركت نسمة ما دافعة الباب قليلا . فهبت في وجهي رياح ملونة بكل ألوان الطيف , صعقتني لأنها كانت داكنة لا تكاد تختلف عن بعضها حتى اللون الأرجواني بدا قاتما أما الأصفر فظل براقا يتوعدني , ينشر رائحة دماء الأنبياء ويتفث دخان شواء أجسادهم فتدخل في جسدي قشعريرة تدفع يدي لتمسك ذلك المقبض الغليظ الصدئ وتوصده فما رأيته كان أثقل من أن تقبله حتى الخلايا المتعفنة في جسدي ونفسي . تابعت وأنا أتفقد بعضا مني وأرمم ما تآكل من آمالي وألملم خيبتي عل نفسي تتسع لتخفي حوافها المتشظية والتي مافتئت تدمي عري جسدي . لقد تعلمت درسا أن ورثة قتلة الأنبياء ذئابا توحشت وتخلت عن طبيعتها الناصعة وزورت اللون الأبيض وشاحا يخطف بصيرة كل العميان الذين تكاثروا على باقي الأبواب وفي داخلها يقتاتون الفتات من على حواف موائد هؤلاء الورثة . لقد أحجمت عن قرع الأبواب ولكن مازال الأمل يحدوني لأجد ذلك المدخل المفتوح أبدا لنور الشمس . توقفت فقد كلت يداي على الرغم من شعوري بوجود قوة سحرية قد تساعدني في الزحف اذا لم اقو على الوقوف فلا أكون الأخير وتنسج العناكب بيوتها على مداخل الشمس ,فأنا اعتقد أنني نطفة من الآلاف التي ما زالت تتنقل قارعة الأبواب تنشد الوصول الى ساحة لم تلوث بها الألوان بعد وما تزال تحمل دما ء حمراء نقية لم تسفك على مذابح الشيطان |