www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

الخياميات

0

الخياميات

أفِقْ يا نديمُ استهلَّ الصّباحْ وباكِرْ صَبوحَكَ نَخْبَ المِلاحْ
فمُكْثُك بينَ النَدامَى قليلٌ ولا رَجعةٌ لكَ بَعدَ الرواحْ

**

لقد صاحَ بي هاتفٌ في السُباتْ: أفيقوا لرشفِ الطِّلا يا غُفاةْ!
فما حقَّقَ الحُلْمَ مثلُ الحَبابِ ولا جَدَّدَ العُمْرَ غيرُ السُّقاةْ

**

ألا أترِعِ الكأسَ نَخبَ العَدَمْ فمَنْ نامَ منّا كمَنْ لم ينَمْ
ولا أمْسِ ظَلَّ ولا الغَدُ حَلَّ فما يَمنعُ اليَومَ أن يُغتنَمْ؟

**

فهاتِ حبيبي لي الكأسَ هاتِ سَأنسَى لها كلَّ ماضٍ وآتِ
غَداً؟ ويحَ نفسي غداً قد أعودُ وأَعْرقُهم في البِلى مِن لِداتِي

**

إلهيَ! رُحماكَ أينَ الصَباحْ؟ فقلبي يَكاد أسًى يُستباحْ
وغُفْراً.. لساقٍ سَعتْ بي إليها جُنوناً، وراحٍ تَمادتْ بِراحْ

**

وكم لِيَ من توبةٍ عن جَناها فهل كنتُ أصْحو وقد عِفتُ فاها؟
ويَنفحُنِي الوردُ وَرْدُ الربيعِ فلا أملكُ النفسَ حتّى تَراها

**

لَئِنْ قُمتُ في البَعثِ صُفْرَ اليَدينِ وعُطّلَ سِفْرِيَ من كُلِّ زَيْن
فيَشْفعُ لي أنَّنِي لم أكُنْ لأُشركَ باللّهِ طَرْفَةَ عَيْنِ

**

أَ آلهةَ الخَمْرِ! بئسَ التَجنّي قَلَبْتُنَّ للصَبِّ ظَهْرَ المِجَنّ
طرَحْتُنَّ في الكأس بُرْدَ وقاري عرَضْتُنَّ جِدّي لِلَهوِ المُغنِّي

**

نَذرتُ لحُسنِكِ نَجْوى صَلاتي وفي غَمْرَةِ العِشقِ ضَيَّعتُ ذاتي
فلوْ خَيَّرونيَ.. لَمْ أرضَ إلاّ بتِلكَ حَياتي – فأنتِ حياتي

**

سيَحيَا لحبّك قَلبي المُعنّى لِـجَوْرِك، ما دام وعدُكِ مَنّا
لطَرْفِكِ، يَسقي مع الخمرِ خَمراً فيُبدعُ – فَنّاً – وأُبدعُ فنّا

**

ويا لَيتَ شِعري أتِلكَ الزُهورُ عرائسُ نُعمَى جَلتْها السُّتورُ؟
فمِنْ قُبلةِ الشَمسِ هذا الحياءُ ومن لُؤلُؤِ الطَلِّ ذاك السُرورُ

**

فَجَدِّدْ معَ الكأسِ عَهدَ غَرامِكْ وحَلِّ مَرارتَها بابْتِسامِكْ
وعَجَّلْ فَجَوقَةُ هذِي الطُيورِ قد لا تُطِيلُ الطَوافَ بجامِكْ

**

ويا وهَجَ القلبِ كُنْ مُحرِقا صَبوتَ فزادَ الصِّبا رَونَقا
وما أضيَعَ العُمْرَ لو أنَّني حَملتُكَ من غَيرِ أن تَخفِقا

**

لئن عادَ عِندَك مَدعاةَ نُكْرِ بُكوري لِشُربٍ ونَومي بسُكر
فما أسفي غَيْرَ أنّيَ ضَيّعتُ في الصَّحْوِ أجْملَ أيامِ عُمري

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.