الخياميات
أفِقْ يا نديمُ استهلَّ الصّباحْ | وباكِرْ صَبوحَكَ نَخْبَ المِلاحْ |
فمُكْثُك بينَ النَدامَى قليلٌ | ولا رَجعةٌ لكَ بَعدَ الرواحْ |
** |
|
لقد صاحَ بي هاتفٌ في السُباتْ: | أفيقوا لرشفِ الطِّلا يا غُفاةْ! |
فما حقَّقَ الحُلْمَ مثلُ الحَبابِ | ولا جَدَّدَ العُمْرَ غيرُ السُّقاةْ |
** |
|
ألا أترِعِ الكأسَ نَخبَ العَدَمْ | فمَنْ نامَ منّا كمَنْ لم ينَمْ |
ولا أمْسِ ظَلَّ ولا الغَدُ حَلَّ | فما يَمنعُ اليَومَ أن يُغتنَمْ؟ |
** |
|
فهاتِ حبيبي لي الكأسَ هاتِ | سَأنسَى لها كلَّ ماضٍ وآتِ |
غَداً؟ ويحَ نفسي غداً قد أعودُ | وأَعْرقُهم في البِلى مِن لِداتِي |
** |
|
إلهيَ! رُحماكَ أينَ الصَباحْ؟ | فقلبي يَكاد أسًى يُستباحْ |
وغُفْراً.. لساقٍ سَعتْ بي إليها | جُنوناً، وراحٍ تَمادتْ بِراحْ |
** |
|
وكم لِيَ من توبةٍ عن جَناها | فهل كنتُ أصْحو وقد عِفتُ فاها؟ |
ويَنفحُنِي الوردُ وَرْدُ الربيعِ | فلا أملكُ النفسَ حتّى تَراها |
** |
|
لَئِنْ قُمتُ في البَعثِ صُفْرَ اليَدينِ | وعُطّلَ سِفْرِيَ من كُلِّ زَيْن |
فيَشْفعُ لي أنَّنِي لم أكُنْ | لأُشركَ باللّهِ طَرْفَةَ عَيْنِ |
** |
|
أَ آلهةَ الخَمْرِ! بئسَ التَجنّي | قَلَبْتُنَّ للصَبِّ ظَهْرَ المِجَنّ |
طرَحْتُنَّ في الكأس بُرْدَ وقاري | عرَضْتُنَّ جِدّي لِلَهوِ المُغنِّي |
** |
|
نَذرتُ لحُسنِكِ نَجْوى صَلاتي | وفي غَمْرَةِ العِشقِ ضَيَّعتُ ذاتي |
فلوْ خَيَّرونيَ.. لَمْ أرضَ إلاّ | بتِلكَ حَياتي – فأنتِ حياتي |
** |
|
سيَحيَا لحبّك قَلبي المُعنّى | لِـجَوْرِك، ما دام وعدُكِ مَنّا |
لطَرْفِكِ، يَسقي مع الخمرِ خَمراً | فيُبدعُ – فَنّاً – وأُبدعُ فنّا |
** |
|
ويا لَيتَ شِعري أتِلكَ الزُهورُ | عرائسُ نُعمَى جَلتْها السُّتورُ؟ |
فمِنْ قُبلةِ الشَمسِ هذا الحياءُ | ومن لُؤلُؤِ الطَلِّ ذاك السُرورُ |
** |
|
فَجَدِّدْ معَ الكأسِ عَهدَ غَرامِكْ | وحَلِّ مَرارتَها بابْتِسامِكْ |
وعَجَّلْ فَجَوقَةُ هذِي الطُيورِ | قد لا تُطِيلُ الطَوافَ بجامِكْ |
** |
|
ويا وهَجَ القلبِ كُنْ مُحرِقا | صَبوتَ فزادَ الصِّبا رَونَقا |
وما أضيَعَ العُمْرَ لو أنَّني | حَملتُكَ من غَيرِ أن تَخفِقا |
** |
|
لئن عادَ عِندَك مَدعاةَ نُكْرِ | بُكوري لِشُربٍ ونَومي بسُكر |
فما أسفي غَيْرَ أنّيَ ضَيّعتُ | في الصَّحْوِ أجْملَ أيامِ عُمري |