هل لاحظ سيادتكم عودة ظاهرة كانت قد اختفت على أقل تقدير منذ عقدين من الزمن …… ( ظاهرة ظهور بعد اختفاء . الراقصات الشرقيات فى الأفراح والمناسبات السعيدة
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة مفتوحة إلى :
جهابذة علم الإجماع فى مصر .
**********
هل لاحظ سيادتكم عودة ظاهرة كانت قد اختفت على أقل تقدير منذ عقدين من
الزمن …… ( ظاهرة ظهور بعد اختفاء . الراقصات الشرقيات فى الأفراح
والمناسبات السعيدة)
عادت…. إن لم تلحظوا ! بثوب متبجح ووجه سافر, وجسد كالحيّة الرقطّاء ..
عاد متسللاً .. وسكن من جديد أحشاء المجتمع واستقر, تنسابً سمومه فى
أوصال وخلايا المجتمع ( أعالي القوم . والحرافيش ) .. عادت وكأنها لم تكن
غائبة .. فأمها الكبرى السينما , والراحل حسن الإمام ( مخرج الأفلام
المعروف ) .. كانا يذكراننا دائماً بالرقص الشرقي .. وعلى يد حسن
الإمام (يغفر الله ذنوبنا .. كلنا مذنبون ) .. ومن قبله أساتذة عظام ..
تركوا وصنعوا هذا الفن الرخيص .. وظهرت له نجمات أصبحن مع تدهور القيّم .
نجمات للمجتمعات .. وقدوة لكل متبجحة ومنفلتة من بنات حواء ..
من أجل ذلك عادت الظاهرة , كأنما كانت غير ممحاة من مجريات الأمور .. لها
الدور والتواجد .. لكن على استحياء ..
ونتيجة لإرهاصات ومخاضا . تحمله هذا المجتمع المسكين .. أصبحت الآن لا
عجب .. أن تقضى الساعة من وقتك أمام التلفاز , وساقطة من شارع محمد على
أو الهرم .. يحاورها مذيع شاب .. وهى تتثنى وتتلوى تظهر مفاتن أكل عليها
وشرب الزمان والرجال. لكن عذراً . ليس أى رجال .. بدأت السلم
بالحرافيش .. وانتهت بالكبار جداً .. رضيت عليهم , فرضوا هم عليها ..
فالتف حولها الإعلام بكل وسائله .. زيادة فى سياسة تسفيه العقول ومسلسل
شغل البال والتخدير, أو خلق شئ يشغل الشباب والمتصابين من الرجال
والنساء ..
أصبحن يراقصن العقول منا والوجدان يوجّهون المجتمع إلى طريق أقل جهداً ,
وأوفر حظاً في كل شئ .. وأي شئ ..
وترى الآن فى أي فرح أو زفاف فى حى شعبي … أو قرية صغيرة متناثرة
بعيداً من الصعيد والدلتا .. أو فى صالات الأفراح والنوادى والنقابات ..
وأصبحت كثير من النقابات والنوادى الخاصة .. صالات أفراح تدر الكثير من
أرباح . توزع بالتساوى دون ظلم أو إجحاف . لكن بين أعضاء مجلس الإدارة ..
عفواً لنعود ………… فى كل تلك الأفراح وفى أي مكان .. تجد أكثر من
راقصة فى الفرح الواحد … يرقصن دفعة واحدة .. أو تباعاً .. وحسب مقدرة
أصحاب الفرحة .. إن شاءوا .. عشرة راقصات .. الطلب متواجد . فقط أظهر
نقودك .. تجد الجميع بلا استثناء تحت إمرتك , ورهن إشارتك
تعالوا الآن نتجادل فى الأسباب .. تعالوا فليدافع المدعين للثقافة
العربية والشرقية , أو السفسطائيين الذين يدفنون رؤوسهم فى الرمال
ارضاءاً فقط لمآرب ومنافع…, أو طالب فقط الرضا والقبول من س أو ص أو
حتى لام ألف ….. من السادة المسيطرين
تعالوا وهاتوا ملئ جعبتكم الحجج والبراهين .. وتجرأوا ما شاء لكم ضلالكم
على مقدسات أو أساسيات هويتنا التى تبغي الانفلات من أيدينا .. لأننا
وللأسف لم نعد نستحقها ..
عاد مصاحباً لهذه الظاهرة .. ظهور أغنياء الحرب ( طبقة من المجتمع المصري
فى الخمسينيات والستينيات )
وتكلم المال والنفوذ والسطوة .. واختفى خجلاً .. الخجل والكرامة
والنخوة ..والشهامة والصدق والأمانة … والأمان..
وصار أصحاب الأعمال والتجار والمقاولون , وأشاوس السجون وفتوات
الليمان .. هم وجهاء تلك الأفراح .. تراق الخمور وتدخين المخدرات .
عياناً بياناً .. والأعيرة النارية تتطاير فى السماء تبجحاً .. على وسمع
رجال الشرطة الشرفاء .. وان رفعت سماعة تليفونك تستغيث بمن هم فى خدمتك
والقانون ( شعار الشرطة المعروف ) .. تتصل يستمعون لك بكل اهتمام
وترحيب .. ويوعدونك صادقين أنه سيتم عمل اللازم .. على الأكثر خلال
ساعة .. فتنتظر .
وعبر اللاسلكى .. يتصل الضابط النوبتجى بالفرقة السيارة فى الدرك
المقصود .. يتوجه العسكرى بصحبة المخبر إلى مكان الاحتفال الذى يعلمون
تماماً مكانه .. يهنئون ويقومون بالواجب .. ويأخذوا واجب الضيافة
وينصرفوا تصحبهم السلامة … لا يملكون سوى ذلك .. لأنهم يعلمون مسبقاً
من صاحب الليلة .. ومن ضيوفه ..
يخشى على مستقبل أولاده . بعضاً من وجوه المدعوين الكبار . يراهم كثيراً
فى مكتب سيادة المأمور .. أو مع كبار التنفيذيين .. أو ممن هم عاشوا أكثر
من نصف حياتهم فى السجون .. ومن يملك شجاعة مواجهة هؤلاء .. ولحم الأكتاف
من خيرهم .. وخير القائمة الطويلة من(الجبايات) المفروضة قهراً ..
بالطبع ولن تكون . بغير مقابل ..
وتتواجد بنات حواء عاريات كاسيات .. وتأخذ كل واحدة منهن على عاتقها .
إثارة كل هؤلاء .. والمحترفة منهن تعى تماماً أنها تثير مخدرين وسكارى ..
فتعرف طريقها سريعاً للجيوب المنتفخة بالمال الحرام .. وترى الأوراق
المالية تنسال الهوينا على رؤوسهن .. طمعاً فى المقابل من لطفها
ووقتها ..
ومن بعيد فوق أسطح المنازل المطلة على السهراية الساطعة … هناك فتيات
يجلسن متقاربات متضاحكات .. وشباب وشابات . ونساء ورجال .. والصورة
واضحة .. وليبحث من يبحث عن ضالته وهدفه وأمنيته ..
• السؤال الأول : من تتخذها الفتاة قدوة :
العروس التى ترقص مع عريسها دون استحياء .. ويتمتع بالنظر الى مفاتنها كل
المدعوين ؟
أم الراقصة التى تبدو بالمكياج .. جميلة الجميلات .. تلحس عقول كل
الرجال .. تنهال فوق رأسها أموال . وأوراق لم تراها إلا نادراً فى بيت
أهلها .. لمجرد أنها ترقص .. وكل فتياتنا ماهرات فى الرقص . إلا من رحم
ربى .
تتمنى أن تكون مثل من .. إنها تسهر وتحرم نفسها من النوم فقط للفرحة ..
ولا حتى تتابع تطور الفن الشرقى الخالد .. وتفتخر بأنها أبرع من تلك
الراقصة .. لكن الظروف والزمن !
• السؤال الثانى : والأخطر
الشباب .. من يقلد ويتمنى أن يكون مكانه :
1- تاجر الممنوعات الذى اشترى كل الناس .. والشرطة بجلالة قدرها لا
تستطيع ردعه .. فجندته .. وافقت على تواجده وممارسة نشاطه . شرط أن يقدم
لهم كل فترة . ضحية وكبش فداء .. ملابسه وقصره وسياراته .. وسطوته ..
يأخذ بعقل الصغار .. وثير حنق الشرفاء والبسطاء..
هو لا يريد مثل والده … يعمل أربعة وعشرين ساعة فى اليوم والليلة ..
بالكاد .. يكفى ..
2- أم يحمل فى الصباح سكيناً .. ويصنع لنفسه سيفاً .. ( سكين طويل )
وينتقى ممن حوله شخصاً . يجد فيه الصلاحية ليكون أول ضحية ..
ويصنع فى جسده بلا رحمة مجده وسمعته . حتى وان دخل السجون بجناية القتل
الخطأ . يسبقه مجده .. ويستمر فى العطاء لذلك المجد . فيصنع لنفسه مملكة
وسلطنة داخل الأسوار .. ويخرج للمجتمع معلماً كبيراً .. والشرطة فى الحى
لا تريد مشاكل … يجنده قلم المخضرات .. فى اتفاق غير مكتوب ولا معلن ..
سنتركك تتاجر ولكن لشروطنا . وتحت أعيننا ..
3- تاجر لص أو مقاول غشاش ..
4- أم يقلد شباب مفتول العضلات تبرز ملامح رجولته المتقدة فيه .. يرقص
بالبنطال الضيق .. ويتلوى متخنثاً .. وتتلوى وتتمايل أردافه
ويبارى الراقصة المحترفة فى الرقص والتراقص .. والبنات والنساء يأكلنه
بأعين الإشتهاء والتمنى ..
من يقلد .. وبمن يقتضى… ذلك الشاب وتلك الفتاة .. !!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟
من يا سادة .الذين تركناهم بسلبيتنا يصنعون وجدان وأحلام الأجيال
القادمة .. كيف نترك لهم بلداً تلفظ أمام أعيننا أنفاسها الأخيرة ..
ونحن جيل 23يوليو وحرب الاستنزاف ونصر أكتوبر ومعاهدة السلام .. بكل بما
فينا معايشة للوطن .. وصنع أيامه .. والمشاركة الفعالة فى مجرياته ..
والاعتصار ألماً لمّا أصابه ويصيبه … نقضى الليل نفكر فى همومه . لأنها
أصبحت.. شئنا أم أبينا همومنا ..صرنا لا نملك أن ننقذها .. لا نملك إلا
الكلمة التى ربما لن تصل .. برغم ما بنا من الإحساس والألم .. والخزي من
كوننا متخاذلين .. فما بالك بهؤلاء المساكين .. كيف يكونون بعد سنوات
مصر .. وما كان هناك وطن إلا بمواطنيه … كيف يكونون مصر ….. راحت
مصر .. وضاعت ملامحها .. التى لم يلحظوها ويتتبعوا آثارها فى نفوسهم ..
بل أغفلوها وطمسوها ..
يا سادة .. الأموال التى تنفق فى كل طرق الفساد والإفساد فى مصر ..
كفيلة أن لا تترك فيها محروماً… فى صباح عيد( لكل الناس) .. أما
عيده .. فلم ولن يأتى بعد .
يا علماء الاجتماع .. أنقذوا بلدكم .. هذا واجبكم الأول .. تداولوا معنا
أو فيما بينكم .. ولطفاً لا نريد منكم تمحيصاً للأسباب أو حتى تحذيراً من
خطر التداعيات ..
نريد منكم فقط حلولاً … بالله عليكم ماذا نفعل ..
أغيثونا رحمكم الله .