www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

بدون مؤاخذة2/جميل السلحوت

0

اسرائيل دولة يهودية وللفلسطينيين التيه عندما يشترط بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل اعتراف العرب باسرائيل كدولة لليهود قبل استئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية ، فإن الذي لم يقله في نفس اللحظة وقاله سابقاً بأن لا انسحاب من كافة الأراضي العربية المحتلة في حرب حزيران 1967 ، ولا تنازل عن القدس المحتلة ، ولا لوقف الاستيطان ، ولا لتفكيك المستوطنات .

اسرائيل دولة يهودية وللفلسطينيين التيه
عندما يشترط بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل اعتراف العرب باسرائيل كدولة لليهود قبل استئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية ، فإن الذي لم يقله في نفس اللحظة وقاله سابقاً بأن لا انسحاب من كافة الأراضي العربية المحتلة في حرب حزيران 1967 ، ولا تنازل عن القدس المحتلة ، ولا لوقف الاستيطان ، ولا لتفكيك المستوطنات .
ونتنياهو واضح وضوح الشمس في معتقداته وفي رؤيته للسلام المنشود ، وقد ذكر ذلك في كتابه ” Place Between Nations ” الذي تُرجم الى العربية تحت عنوان ” مكان تحت الشمس ” فهو يريد السلام مقابل السلام في ظلّ اسرئيل قوية وعرب ضعفاء ، ويتنازل للعرب عن أراضي المملكة الأردنية الهاشمية لتكون وطناً بديلاً للفلسطينيين ، فهي حسب رأيه أراض اسرائيلية، لأن أراضي اسرائيل تطل على الصحراء العربية ، والمقصود الجزيرة العربية .
ونتنياهو يزداد في مطالبه ،ففي حين لا يعارض بوجود ” أقليات ” في دولة اسرائيل ويستشهد في كتابه برأي معلمه ( جابوتنسكي ) ” بأنه لا يضير الديمقراطيات وجود أقليات فيها” ، فباشترطه الجديد ومطالبته بدولة يهودية فإن ما لم يقله هو طرد الفلسطينيين من وطنهم لتبقى اسرائيل دولة يهودية نقية من ” الغوييم ” الغرباء .
ونتنياهو بهذا يدغدغ عواطف حليفه وزير خارجيته ليبرمان الذي تنكر لقرارات مؤتمر أنابوليس وخارطة الطريق ، ودعا سابقاً الى ضرب السدّ العالي في مصر لاغراق مصر وابادة شعبها بالكامل .
ونتنياهو بتصريحاته هذه أكثر وضوحاً من أسلافه الذين فاوضوا منذ مؤتمر مدريد في أكتوبر 1991 وحتى الآن ، ولم يقدموا أيّ تنازل ، وقد صدق اسحق شامير رئيس وزراء اسرائيل في حينه عندما ضغط عليه جورج بوش الأب لحضور مؤتمر مدريد عندما قال : سأفاوض العرب عشر سنوات ولن أعطيهم شيئاً ” وقد مضى على مؤتمر مدريد عشرون عاماً ، ولم تقدم اسرائيل شيئاً ، اللهم إلا اقامة السلطة الفلسطينية على السكان وليس على الأرض ، لتبرئة ذمة اسرائيل كدولة احتلال من التزاماتها تجاه مواطني الأرض المحتلة .
والعرب الذين طرحوا ” المبادرة العربية ” التي تقدم بها العاهل السعودي ، عبد الله بن عبد العزيز في قمة بيروت عام 2002 عندما كان ولياً للعهد ، لم يسوقوا هذه المبادرة ،ولم ينشطوا دبلوماسياً لتطبيقها، وتركوا اسرائيل تحقق أطماعها التوسعية في الأراضي المحتلة بعد أن أسقطوا خيار الحرب بعد حرب أكتوبر 1973 ، ولم يستعملوا أيّ وسيلة ضغط لتحقيق خيار السلام بالمفاوضات .
وكان الأجدر بالعرب عموماً وبالفلسطينيين تخصيصاً أن يشترطوا على اسرائيل قبل البدء بأي مفاوضات شروطاً عادلة ، ولا تتناقض مع القانون الدولي ومع قرارات الشرعية الدولية ومنها : اعتراف اسرائيل الواضح بأن الأراضي المحتلة في حرب حزيران 1967 هي أراضي محتلة لا يجوز استيطانها ، ولا ترحيل مواطنيها ، ولا يجوز تغيير ملامحها ، وأن لا سلام عادل ودائم دون الانسحاب الكامل منها ، ويجب وضع فترة زمنية محددة للمفاوضات ولتحقيق هذا الانسحاب. ولو فعلوا ذلك لما وصل الشطط والتعنت الاسرائيلي الى ما وصل اليه .
لقد اقتطعت اسرائيل من المبادرة العربية جزئية ” اقامة الدول العربية والاسلامية علاقات طبيعية مع اسرائيل ” وأرادت الحصول على ذلك قبل تحقيق شرط الانسحاب، وقد نجحت في ذلك ولو جزئياً ، واقتطاعها هذه الجزئية شبيه بموافقتها على قرار التقسيم 181 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 نوفمبر 1947 والذي ينص على اقامة دولتين هما اسرائيل ودولة فلسطين ، فقبلت بجزئية اقامة دولة اسرائيل ورفضت جزئية اقامة الدولة الفلسطينية .
ان العالم الذي قاطع حكومة حماس التي تشكلت بناء على انتخابات ديمقراطية في العام 2006 لعدم رضوخها لشروط الرباعية ومنها اعترافها باسرائيل ، ومحاصرته لقطاع غزة منذ انقلاب حماس في حزيران 2007 ومشاركة الدول العربية في هذا الحصار ، لم يحرك ساكناً أمام حكومة نتنياهو التي ترفض شروط الرباعية ، ومنها الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته على الأراضي المحتلة في حرب حزيران 1967 وفي مقدمتها القدس الشريف ، كما ترفض اتفاقات أنابوليس وخارطة الطريق وكافة قرارات مجلس الأمن الدولي ، وما الكيل بمكيالين في الصراع العربي الاسرائيلي الا نتيجة حتمية للضعف العربي وللتشرذم العربي ، واذا ما قالت الحكمة : “بأن العزم يأتي على قدر أهل العزائم ” فإن لا عزم لدولنا العربية مع الأسف ، واذا ما أكدت الدول العربية أن المبادرة العربية لن تبقى على الطاولة الى الأبد ، فإن أحداً لم يسمع شيئاً عن البديل
17-4-2009

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.