www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

إشارة تأديبية … (من عِبَر الحياة)/بقلم: شامل سفر

0

مضى على المبلغ الذي في يده عامٌ كامل ..

أي أن المبلغ ـ بحسب المصطلح الشرعي ـ حالَ عليه الحَوْلُ ووجبَ إخراجٌ زكاته .. فوراً.


ومنذ أن أبلغ والدته بالموضوع وهي تذكره كل يوم، وتلحّ عليه في كل مناسبة أن يسارع إلى دفع زكاة المال، وصاحبي مشغولٌ بأمور العمل ومشكلات الحياة … ومن أمور العمل ومشكلات الحياة يا سادة يا كرام، أن صديقي هذا (وهو تاجر وصناعي معروف) اعتاد على الذهاب إلى سوق الهال برفقة صاحب سيارة صغيرة (سوزوكي) ، وهو زبونٌ دائمٌ عنده يرافقه في مشاويره التي فيها تحميل بعض الأغراض أو البضاعة .. لكن السائق في هذه المرة كان شاهداً على قصةٍ قصيرة من أعجب ما سمعت.
أوقف السائق سيارته .. نزل مع صديقي .. ونسي هذا الأخير أن يرفع زجاج نافذة السيارة التي بجانبه، ولم ينتبه السائق إلى ذلك … وما إن ابتعدا عن السيارة مسافةً ما، حتى سمعا الناسَ يقولون: (حرامي) ….. طفلٌ من أولاد الشوارع، مدَّ رأسه عبر النافذة المفتوحة .. فتح الحقيبة الجلدية الصغيرة التي نسيها صديقي ـ هي الأخرى ـ على المقعد … فتحت اليدُ الصغيرةُ تلك الحقيبة .. وأخذت من النقود التي كانت فيها قدرَ ما استطاعت … الرزمة كانت أسمك من أن تمسكها يد الطفل بالكامل، فأخذ ما استطاع أن يأخذ …. ومن العجيب أنه لم يأخذها كلها .. بل أخذ ما أخذ وركض هارباً.
ولقد حلفَ صديقي وهو يروي لي الحادثة .. أنه عندما عاد إلى البيت، وقام بعدِّ المبلغ المتبقي .. اكتشف أن اليد الآثمة الصغيرة قد أخذت مبلغاً يساوي ـ بالتمام والكمال ـ مبلغَ الزكاة الذي (كان) واجباً دفعُه .. و (ما زال) واجباً دفعُه … فكان أن ذهب في نفس اليوم، وكما يقول المثل الشامي العتيق: (مثل الشاطرين الأوادم) .. ودفع المبلغ .. للمرة الثانية.
أروي هذه القصة لكم كي أذكّر نفسي وأذكركم بوجوب دفع زكاة الفطر .. تقبّل الله طاعتكم وأعتق رقابنا جميعاً من النار .. وكل عام وأنتم بخير.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.