www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

ما يريده القارئ .. وما يحتاج إليه/بقلم: شامل سفر

0

اشترى شهادة دكتوراه وهمية بمبلغ لا بأس به ..

ساوم وفاصل ، فأخذها بثلاثة آلاف دولار ، مع حبة بركة و (بوسة شوارب)

بعد أن طالت مدة البازار وكثر فيه الأخذ والرد .. لا بأس ، فكله في سبيل العلم … ولم ينس قبل عودته ، أن يتفق مع أحد الكتبة بالقطعة ، على أن يدبّج له بضع صفحات بشكلٍ جيد السبك والحبك .. فماذا لو طلب منه أحد المعجبين نسخةً من (الأطروحة) ؟! من فريدة العصر ويتيمة الدهر التي .. يغار منها كل ديوك الدنيا ـ بل ودجاجاته ـ ويتعجبون ؛ كيف باضها وهو في هذه المرحلة العمرية ؟! .. « ألم تكن هنالك مضاعفات؟! » ؛ تساءلت دجاجةٌ ذات خبرة !
لكن الدرجة ( الأكاديمية ! ) الجديدة .. لم تشغله عن متابعة اهتماماته العملية في هذه الحياة … فهو حليفٌ مستور ، ومصدرٌ من مصادر الرزق الميسور ، لكثيرٍ من أطباء القلب … يدعون له جميعاً بطول العمر .. كيف لا ، وضحاياه يصلون في النهاية إليهم .. ضحاياه ممن تُصاب قلوبهم بالعلل .. والملل .. ثم تعاني نبضاتها من التباطؤ والكسل … لمجرد أنهم تعاملوا معه في يومٍ من الأيام … ولو أنه أغلق دكانه الذي يسميه: مؤسسة ، واكتفى بأخذ عمولات .. ونسبة من الأرباح ، على كل مسكينٍ تعيس أصيب ـ بسببه ـ بجلطة .. أو سكتة .. أو احتشاء … لأصبح من الأثرياء.
عدة الشغل .. معروفة … الألبسة دائماً أنيقة .. الكلمات مختلطة غالباً بمفردات دينية .. والابتسامة البلهاء تطفو كل حينٍ على السطح ، فتثير في الناظر نوعاً من التعاطف ، ما يلبث أن يزول سريعاً … سريعاً جداً ؛ بمجرد انتقال الحديث إلى مرحلة الكلام عن المال …… تنطفئ البلاهةُ كي يحل محلها اصفرارٌ مفاجئ … وتتبدل طبيعة المفردات .. تكون الاقتباسات من كلام أصحاب السبحات الطويلة … فتصير اجتراراً لنغمات نشاز ؛ حفظناها عن ظهر قلب … الأسواق متعبة .. الأمور في ضيق … الأرباح على قدر الحال .. مستورون بالبركة … إلى آخر تلك المسرحية اليومية التي تتكرر مئات الآلاف من المرات .. كلما قطع أحدهم يده كي ( يشحذ ) عليها.
إلا أن العجيب الغريب .. أنه ـ في بعض أحاديثه ـ نال مني ! … مني أنا ؛ كاتب هذه السطور … عاب على شامل سفر أنه ( لم يعرف بعدُ .. ما الذي يريده القارئ ) … !
يا صاحب قطعة الكرتون المذيّلة بتوقيعٍ وختمٍ مزوّرين .. تلك التي وضعتَها في إطارٍ أنيق ، وعلّقتها على جدار مكتبك … أنا أعرف تماماً ما الذي (يريده) القارئ وما الذي (يرغب) به … لكني أعرف أيضاً ، أكثر منك ومن أمثالك ، ما الذي (يحتاج) إليه القارئ .
فنسبةٌ كبيرة ممن يقولون عن أنفسهم أنهم قراء ـ ولعلهم مثلك ـ يريدون كتب العهر المتواري خفيةً بين السطور .. وكتب الترّهات التي أُلبِسَتْ قوالب من الكلام المنمّق .. ثم كتب الجيل الجديد من الـ (أبراج) و (قراءة الكف) التي صار لها تسميات مبتكرة ؛ تعرفها أنت جيداً ……. أولئك ليسوا كل القراء … هذا أولاً ….. وثانياً فأولئك (يريدون) تلك الأنواع الهابطة و (يرغبون) بها ………. بكلمات أكثر بساطةً .. هؤلاء يريدونك أنت ، ويرغبون بك .
وأما القراء الحقيقيون .. فهم ( يحتاجون ) إلى قراءة أنواع مختلفة … صدقني .. و ثق تماماً .. أنها من مجرةٍ أخرى .. تبعد عنك آلاف السنوات الضوئية .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.