www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

ثقافةالجهل/الدكتور عادل عامر

0

إن للجهل والتجهيل أعمدة. أولها: التشبث بالقديم، والعيش في الماضي، وتقليدموتى القرون الوسطى وعصر الظلمات، والاقتداء بهم، باعتبارهم مثالا يُحتذى، وهذا ماجعل العرب والمسلمين، سجناء التاريخ، يفتشون عن مستقبلهم فيه. وثانيها: الخوف والتخويفمن الجديد، ومن مخالفة المفاهيم السائدة، والخروج على قوانين وعلوم السلف، وقمع رغبةالإنسان في التحقق من صحة المعلومات المتوارثة، مما يمنع ظهور أية أفكار جديدة، وبحوثجديدة، وحقائق جديدة.

ثقافةالجهل

الدكتور عادل عامر

إن للجهل والتجهيل أعمدة. أولها: التشبث بالقديم، والعيش في الماضي، وتقليدموتى القرون الوسطى وعصر الظلمات، والاقتداء بهم، باعتبارهم مثالا يُحتذى، وهذا ماجعل العرب والمسلمين، سجناء التاريخ، يفتشون عن مستقبلهم فيه. وثانيها: الخوف والتخويفمن الجديد، ومن مخالفة المفاهيم السائدة، والخروج على قوانين وعلوم السلف، وقمع رغبةالإنسان في التحقق من صحة المعلومات المتوارثة، مما يمنع ظهور أية أفكار جديدة، وبحوثجديدة، وحقائق جديدة.

 إن المناخ السائد في المجتمعاتالعربية والإسلامية مناخ قائظ مظلم موبوء لا يساعد على نمو شجرة المعرفة والإبداع،لأنه يفتقد إلى أبسط وأهم شروط الحياة، ألا وهما ضوء الشمس، والماء. أعني الحرية، والدعموالتشجيع. وثالث أعمدة الجهل والتجهيل يتمثل في تزوير الحقائق التاريخية والعلمية والتعتيمعليها أو إخفائها خدمة لأفكار قديمة مسبقة. لكنني أود الخوض قليلا في ثقافة اسمها ثقافة الجهل، يشعلها بعض اخوتنافي الدم تجاهنا، وثقافة اخرى هي ثقافة التسامح، نحن المصريون من ابتكرها، عشنا بها،سافرنا بها، وما زالت هي الثقافة المهيمنة على سلوكنا في اي وقت، من الثابت ان الاسلاملم يكن يصادف نجاحا  الا عندما  كان يهدف الى الغزو ” . حين يغيب الممتاز ، يصبح للجيد قيمة ، وحين يغيب الجيد ، يصبح للضعيفقيمة ..

ولعلنا نعايش عصر انقلاب الموازين ، وضياع المكانات والغايات ..فكل شيءيصبح جائزاً ، ولا يُعرف فرق بين غث وسمين ، وصالح وطالح . . إذا انصرف الراعي عن قطيعهـ لا يلام الذئب على مكره ! كذلك أقول : إذا حل التفهاء محل العظماء ، لا يُلام التفهاءعلى صنعهم ! فتلك بضاعتهم .. وذلك مكان ” حر ” ، حيز من فراغ لم يشغله أحدقبلهم …إنهم أحرار ، يفعلون ما يريدون ، ويقولون ما يشاءون ! ولكن ، من الجاني ؟أقرر هاهنا بلوعة وأسى أن الجاني هي أمة المليارين ..ومن المجحف حقا في حق هذه الأمةأن ينسحب أصحاب الكفاءات ويختبئوا وراء الحجب ليخلفهم أصحاب التفاهات وتدوّن أسماءهمفي الكتب !! وسندرك خطورة الأمر حين يُنمى الى علمنا

أن الثقافة أو المعرفة هي الرغيف الذي يتغذى عليه العقل على أن الثقافةculture مفهوم حمال أوجه ، وشيوعه يجعلمن الصعب تعريفه .. فإننا نحاول أن نأخذ مفهوما موجزا جامعا فنقول أن الثقافة هي مجموعةالمعارف والمهارات المرتبطة بجميع شؤون الدنيا ..والتي تشكل في مجملها منهج حياة.. ولكم فقدنا من رجال -عرفنا بهم الثقافة الحقة -عاشوا بيننا نسوراً ، ومدوا أجسامهمجسوراً..ليعبر عليها العابرون بأمان ..هؤلاء الموتى الذين لا يزالون بيننا أحياءا.. فلله درهم ! لقد انسلت خيوطهم واحدا بعد واحد ، وفقدنا الكثير من المعادن .. حتىكادت ساحة الجهاد أن تبقى فارغة ..لا رجال عندنا ولكن أشباه رجال..انتشر القبح حولناواندثر الجمال .. فما كان للمهمات إلا أن تسند لغير أهلها ، وتركت مواريثنا الحضاريةنهبا لأعداء الأمة يصولون فيها ويجولون .. وظهر في زمننا هذا ، من يدعون الثقافة والعلم.. بعد أن تعلموا كلمة هنا ، وجملة من هناك ، وانبرى هؤلاء المتثقفون بثقافة الغربفأخذوا يمجدونها .. ثم يهضمونها ، ثم ينشرونها ويروجون إليها ..! فهذه هي البلادة التيانتهت عندها أمتنا !

إن نهضتنا لن تكون إلا بالعلم الصحيح النافع ، وكذلك انتكاستنا لن تكونإلا بالعلم الفاسد الكاسد .. ألا فليعلم أدعياء الثقافة أن رجال الإسلام سلمت سواعدهم، لن يسمحوا لهم بتسويق بضاعتهم الخَرِبة لأجل تحقيق حشو دماغي وجوده لا ينفع وغيابهلا يضر !

 إن انتشار مثل هذه الآفات فيهذا الوقت بالذات يخدم العدو الذي يشن اليوم حرب إبادة على هويتنا العربية الإسلامية. و وجود أدعياء الثقافة وأنصاف المتعلمين بيننا ، لا يشرفنا في شيء .. فهم كغثاء السيلكثير عددهم قليل نفعهم !! إن عرائضا من مثل هذا النوع هي كالسموم القاتلة التي تشيعفينا روح الإنهزامية وثقافة الإستسلام لتوجه لنا بعد ذلك ضربات من الداخل وهي أعلمالناس بنا ، إنهم يأكلون في صحوننا ويعيشون في بيوتنا ، يعرفون نقاط ضعفنا ونقاط قوتنافهم أخطر علينا وعلى بني جلدتنا من اليهود أنفسهم .. إنهم يعرفون من أين تؤكل الكتف، وليتهم اكتفوا بالكتف ! لقد نهشوا من كل الجسم فلولا يقفون عند العظم !! لقد تربىالكثير من أبناءنا على فضلات الثقافة الغربية ، فكانت اللبن الذي فتق أمعاءهم .. فليتشعري لماذا آسي عندما أجدهم يذودون عنها ويروجون لها وهم أبناءها من الرضاعة

خلق الله لكل إنسان عينين، ولكن أكثر الناس لا ينظرون إلا بعين واحدة،وخلق لكل إنسان لساناً وأذنين، ولكن أكثر الناس يتكلمون بلسانين، ويسمعون بأذن واحدة،وخلق لكل إنسان يدين: يداً يستعملها ليعين نفسه، ويداً أخرى يستعملها ليعين غيره، ولكنأكثر الناس لا يستعملون إلا يداً واحدة، وخلق لكل إنسان رجلين: رجلاً يسعى بها للدنيا،ورجلاً يسعى بها للآخرة، ولكن أكثر الناس لا يستعملون إلا رجلاً واحدة، وخلق الله لكلإنسان قلباً واحداً، يحمل هموم حياته القصيرة، ولكن يجلب لنفسه من الهموم ما تنوء بحملهاالقلوب الكثيرة، وجعل لكل إنسان عمراً واحداً، فأضاع من أوقاته كأن له مائة عمر، وقضىالله على كل إنسان بالموت مرة واحدة، ولكنه رضي لنفسه بجهله وشقائه أن يموت كل يوم.

من ادَّعى العلم وهو يمالئ الفاسدين فهو تاجر، ومن ادعى الإصلاح وهو يتقرَّبإلى الظالمين فهو فاجر، ومن ادَّعى التقوى وهو يجري وراء الدنيا فهو دجَّال، ومن ادَّعىالوطنية وهو يفرِّق الصفوف فهو خائن، ومن ادَّعى الحكمة وهو منحرف فهو سفيه، ومن ادَّعىالبطولة وهو عبد لأهوائه فهو رعديد. ومن ادَّعى الزعامة وهو حقود فهو مقود، ومن ادَّعىالتحرُّر وهو ملحد فهو مخرِّب، ومن ادَّعى الهدى وهو مخالف للكتاب والسنة فهو ضال،ومن ادَّعى الإرشاد وهو مخالف لهدي الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو جاهل أو محتال.

 

كاتب المقال
دكتور في الحقوق و خبيرفي القانون العام

ورئيس مركز المصريين للدراسات السياسيةوالقانونية والاقتصادية

 عضو  والخبير بالمعهدالعربي الاوروبي للدراسات الاستراتيجية والسياسية بجامعة الدول العربية

محمول

01224121902

الدكتور عادل عامر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.