www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

ط،،،،،،،،،،،،،،،،،ق/محمود المختار الشنقيطي المدني

0

تُطْلِقُ علينا أختنا “تهاني أم بدر ” مصطلح”قبيلتي” أي “آل تويتر” …

وقد وصلتني “زفرة”من إحدى بُنيات العم من”آل تويتر الكرام” ذكرت أنها”طُلقت”.

ولا أعرف أكثر من اسمها “المستعار”الذي تكتب به في “تويتر”.

كانت الفكرة أن أكتب عن”الكسر” .. ثم هجمت عليّ،على حين غرة،قصة قديمة،عتبُ،أو غضبُ صديق لي لأن “قطاره”و”قطار”زوجته اختلفت طرقهما .. وكانت تلح .. وحدثني معاتبا .. أنه فقط ينتظر أن يحصل له ما”يُمتعها”به. .. أي يمنحها “متعتها” .. فعن لي أن أسأل أولا .. حول إعطاء تلك”المتعة”المنصوص عليها في القرآن الكريم (ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره) : البقرة 236

وقد عُرفت المتعة بأنها ( اسم لمال يدفعه الرجل لمطلقته التي فارقها بسبب إيحاشه إياها بفرقة لا يد لها فيها غالبا ).

هل يُعمل بهذا الأمر الآن ؟

سألت شرقا،وغربا،وجنوبا – وصولا إلى اليمن – وشمالا .. فلم يرجع لي صدى السؤال إلا بالحديث عن”مؤخر الصداق” .. وأرتال من الهموم لو فُتح ملف الطلاق .. مما تشيب له الرؤوس .. وإشارة إلى أن كلا الزوجين بعد الطلاق يُلصق في “رفيقه” كل عيوب الدنيا .. ويصرخ صدى صوت إحداهن “إذا النفقة للزوجة ما يدفعوها تبغوهم يدفعوا نفقة للمطلقة”!!! وتضيف … أن الشرع لا يُطبق إلا في مثنى وثلاث ورباع بس!!

وقد لخصت الأمر بُنيتي – وابنة العم التويترية –  “أم محمود شريفة المدنية” ،في كلمة جامعة .. (ما أعرف متعة المطلقة إلا في القرآن الكريم ..وما أعتقد أن أحدا يطبقها).

ولا يدري الإنسان أهذا من باب “هجر القرآن”أم من باب ( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعضٍ).

عدتُ بالسؤال إلى أحفاد شنقيط الأول .. لعل الأمر اختلف عن تلك القصة التي رويتها قبلُ .. فقيل لي .. أن “المتعة”تُدفع للمطلقة بالجملة .. وإن بدأ البعض يتفلت منها .. خصوصا حال خلو أسرة المُطلق من”كبيرة”تحفظ ذلك التقليد الشرعي…الذي يدور بين الوجوب والاستحباب .

نعود إلى الحديث عن تغير مسار “القطار”الذي يحمل “الزوجين” ..

عذرا .. بل لن نغادر “محطة”ذلك الأمر المهجور”المتعة” .. إنها تبدو كـمهرٍ”ثان تزف به “المطلقة”إلى بيت أهلها .. مكرمة .. كما أُخذت منه مكرمة .. معززة .. فقط اختلف “الطريق”بين الزوجين ..

الآن نعود للحديث عنه .. أو عن  ذلك الأمر البغيض .. وفي الحديث – الذي جاء في فتوى للجنة الدائمة أنه موصول – (ما أحل الله شيئا أبغض إليه من الطلاق).. وفي الحديث الشريف أن “اللعين”يُقرب ابنه الذي يخبره قائلا .. (ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله .. نِعْمَ أنت أنت).

هذا الأمر البغض إلى الرحمن – جل وعلا – الحبيب إلى الشيطان لعنه الله .. تقول عنه الدكتورة فوزية الدريع :

 

 

 

(غالبا الرجال أكثر من النساء تكيفا مع الطلاق ،الرجال أقل ضررا أقل ألما،أقل خسارة هذه حسبة منطقية كلنا ندركها.

دعك من حكاية”وصمة الطلاق”على المرأة ومعاناتها وخسارتها المادية والمعنوية،هناك الخسارة الأعظم التي تحصل عند المرأة المطلقة،خسارة صحتها،هناك نساء هن طلبن الطلاق،ولكنهن مرضن عند حدوثه.

هناك نساء كان عليهن ضرر نفسي وربما بدني ومادي من بقائهن في الزواج ولكنهن تعبن ومرضن أكثر بعد الطلاق ،فلماذا تمرض المرأة حين يتركها رجل،سواء كانت تحبه أم لا تحبه،تريده أم لا تريده،متضررة من بقائها معه أم غير متضررة؟!

هناك في العلاقة بين الرجل والمرأة تفاعل كيميائي ،دراسات عديدة تجريبية وجدت بالفحص الطبي أن المناعة في جسم المرأة والرجل تتأثر بنوع العلاقة التي يعيشانها من تفاهم وشجار.

ولكن وجد أيضا أن درجة تأثر المرأة أكثر بكثير من درجة تأثر الرجل (..) الحاصل من وجهة نظري أن المرأة بعد أ، تنفصل عن الرجل يبقى هذا الرجل بداخلها.

المرأة بفطرة تركيبها تملك خيالا،وخيالها درامي عاطفي سريع اجتراري،كثيرات يتصرفن في حياتهن وكأنهن ما زلن على ذمة ذلك الرجل (..) البعض الآخر من النساء تدرك جيدا أنها مطلقة،هو ذهب من حياتها ولكنها ما زالت غاضبة منه،تجتر الايام المرة ،تتحدث عنه بغضب،تعيد وتزيد تجربتها المرة،هي تعيش مع شبحه،وهنا نقول أنه وجد علميا أنك حين تفكر في إنسان وبشكل قوي فإن ذاكرتك وخيالك يستحضران كيمائية بدنه حين كان معك يتفاعل جسمك بتعب ومرض كما لو كنت معه،بل أكثر لماذا؟ (..) في حالات التواجد الفعلي هناك انفعالات لفظية والتلافظ فيه مجهود مشترك فعلي بين الرجل والمرأة ،ولكن حين يكون التصارع مجرد أفكار فالمرأة تؤدي الدورين معا وخيالها يرهق بدنها،بالضبط مثل الممثل الذي يقرأ دورين  في وقت واحد .. لفيلم واحد ){ مجلة “فواصل” العدد 95 / إبريل 2002 }.

صلى الله على من أعطي جوامع الكلم .. (وكسرها طلاقها) أو كما قال صلى الله عليه وسلم .. و”كسرها”احتوت نتائج ما أشارت إليه الدكتور”فوزية”.

أعتقد أن مربط الفرس .. يُكمن في”عشم” المرأة في الرجل . . وربما في عقله .. وأنه لن يفض شركة عقدت بكلمة الله – سبحانه وتعلى – تلك الأجنبية التي كانت تقع تحت الأمر بـ”غض البصر” بكلمة الله تحولت إلى”لباس” .. وليس أقرب من “لباس “الإنسان .. إلا جلده.

ولعلها حتى حين تلح في الطلاق .. يكون ذلك “العشم” يقسم لها أن الزوج لن يفعل .. ولعل “ابن اللعين”هو الذي يصور لها ذلك .. بينما يحرض الزوج .. بـ”الغضب”على الوقوع في أبغض الحلال ..

لعلي أطلت .. أو خرجتُ عن الموضوع .. فحين فكرتُ في الكتابة .. كانت الفكرة هي أن تنظر المطلقة إلى ما جاء في تلك الدراسة التي عرضتها الدكتورة”الدريع” .. والإنسان إذا عرف”الداء”ربما سَهُل عليه تجنب الوقوع في مضاعفاته ..

ونختم بهذه الومضة .. من حديث أخينا محمد أسد – رحم الله والديّ ورحمه – وقد كان يتحدث مع رفيقه”زيد”عن ذهاب”ملكهم”فتلا “زيد”قوله تعالى( قل للهم ما لك الملك ) إلى آخر الآية .. وعلق “أسد” .. (ولقد كان في صوت زيد تسليم حلو،تسليم لا يتضمن أكثر من قبول شيء قد حصل فعلا فليس بالإمكان إبطاله. هذا الإذعان في الروح الإسلامية لثبات الماضي وعدم إمكانية تبديله – التسليم بأن كل ما حدث كان لابد أن يحدث بهذه الطريقة عينها،وأنه لم يكن ممكنا أن يحدث بطريقة أخرى – كثيرا ما يحسبه الغربيون خطأ “قدرية”  في الاستشراف الإسلامي.ولكن إذعان المسلم للقدر يتعلق بالماضي وليس بالمستقبل : إنه ليس رفضا للعمل و الأمل و التحسين،بل رفض لاعتبار الواقع الماضي أي شيء سوى شيء من صنع الله.){ص 197 – 198 (( الطريق إلى الإسلام) – نقله إلى العربية : عفيف البعلبكي / بيروت / دار العلم للملايين / الطبعة الخامسة }.

نعم. الإيمان بالقدر بمعناه الصحيح .. يجنب غزو تلك الأفكار التي ترهق الروح والبدن.

 

العنوان : ( ط،،،،،ق) هو تلك الهوة التي قد تسقط فيها المطلقة .. أو صوت”الانكسار” ..

 

أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني

  

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.