www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

الفوضى المعرفية الخلاقة…./د. ريمه الخاني

0


مازالت الحقائق تظهر تباعا ، ومتأخرة جدا- وذلك لأن الحقائق المزيفة حجزت مساحات كبيرة من سلم المعرفة عن قصد-

تظهر الحقائق بعد فوات الأوان ، خلال  زمن غير قليل، هل فعلا يعود الفضل للتقنيات الحديثة؟

وطول أذرع البحث، وتواصل كل الأطراف المعرفية من خلال تلك الشبكة المعقدة؟.


المفروض أن تجعلنا نتثبت أكثر من كل المعلومات التي تنتشر كل يوم ،إنها كطوفان يصعب صده…
في وقت من الأوقات…علت الأصوات من هنا وهناك:
أوقفوا ذاك المسلسل السوري الذي يزيف الحقائق، وبيطعن في البيئة الشامية،  ولكن ليالي الصالحية كانت أكثرالأعمال صدقا، بحيث تظهر التاجر الشامي الحقيقي، الذي يبيع كل مالديه من مال وذهب زوجته ومدخرات أولاده، لإعادة جرة الذهب بما ففيها لمودعها.
ذاك التاجر ذور الضمير الحي، ورغم أن لكل قاعدة شواذ ، فهذا لايصرح لنا بتوسيع الخرق الذي في ثوبنا إعلاميا.
والسؤال لمصلحة من؟.
لقد كان الحانوت  البسيط للتاجر الشامي، يطعم عائلات كثيرة، ويسد رمق فقراء كثيرين، والإقطاعي الذي يتهمونه بالعمالة ،كان داعما للاقتصاد الوطني،  من خلال تنميته للثروة الوطنية، والمهن اليدوية  التي كانت واجهة حضارية مشرفة،أين منا الآن؟، وماذا حصل لها؟.
توثيقيا لايوجد لها مرجعا موسوعيا جامعا شاملا ، سوى مجهودا يتيما قديما سمعت به من باحث سوري مخضرم، أخبرني  من قريب أن مستشرقا فرنسيا، حاول توثيق البيئة السورية،منذ 60 سنة،  ولأنه لاينتمي إليها ، ماكانت الصورة واضحة ولا مفيدة كثيرا، ووجب تجديد العمل…
ماهو الشاهد على كلامنا:
إن الفيضان المعرفي يكتسح كل المنابر، حتى غدا التزييف فيه يمر بسهولة جدا، كسهم شعاع في العين، كضوء عاكس في المرآة، يعمينا.
نعم الفيس يعتمد في معلوماته على موقع الكتروني بكل غثه وثمينه، ونحن بدورنا نترجم وننشر ويمر الزيف بكل سهولة، متى ننتهي من عقدة الخواجة؟.
هل كل مالديه يفيدنا؟.
إن الزيف يبدأ بتوظيف فكرة ما لخدمة قضية أو نسف أمر ما بطريقة سلبية، ليصيب حقيقة ثابتة في مجتمع ما ،لاعلاقة لها بالتطور الحضاري الذي يزعمونه مثلا، فتثور ثائرة المجتمع، ويشتهر صاحب المبادرة السلبية..وتباع بضاعته الكاسدة، بسعر عالٍ، وهو المطلوب.
قالوا قديما :
خالف تعرف، يبدو أننا نسينا هذا المثل أيضا، فالذاكرة العربية قصيرة المدى على مايبدو…
بكل الأحوال، يمر موضوعنا  من جديد ، بقناة النسخ واللصق، إلى متى ننشر بلا وعي ولا بحث وتأكد؟
الثقافة المبسترة مخيفة بكل المقاييس، إنها سريعة مريحة ولذيذة ، تمر بلاتروٍ، تقرأها كل شرائح المجتمع بثقة عمياء.وكأنها أتت بفريد غريب عجيب، كلعبة البرنامج التصميم الصوري الفوتوشوب الذي أعمانا بعبثه بالصور، وغيرها من الوسائل الإعلامية الجديدة.

تتراوح المعارف المنتشرة مابين تجارية وعلمية، تاريخية، ودينية وعامة.
ولقد طال التزييف بيئتنا الأولى وقدواتنا الذين نفخر بهم على تنوعهم، لينشأ الجيل مبينا على الهواء بلاقاعدة ثقافية بيئية قوية، فكوني أيتها الأسرة الحاضن الأول ، لحمايته من ريح المعرفة المزيف.
مسبر أولي للوصول للحقيقة:
1- اقرأ النص مرات.
2- اعرضه على ماتعرفه سابقا.
3- حاول التثبت منه بداية  سريعا عن طريق غوغل.
إن حصل تضارب في المعلومات فعليك البحث بجدية ، ومن جديد ، وعدم تصديق ماوصلت إليه إن لم تجد له أساسا صحيحا.
4- يمكنك الاستعانة بصديق مختص بهذا المجال.
5- لاتنشر من جديد ، إن كانت المعلومة على صحتها غير مفيدة……
6- إنما الأعمال بالنيات لاتكفي هنا ، للوصول للحقيقة، فالنية الحسنة لاتجعلنا ننشر كل مايصل إلينا .
مثال: نظرية علمية نشرها الفيس قديما:

عندما تطعم الكلب شوكولاه سوف يموت.
جربها طفل صغير على كلب في الشارع فما مات..
قالها أخيرا:

إذن كان الفيس يكذب علي …

تتوالد صفحات عبر النت بحجة : تبينوا،فتصحح ماورد عبر قنوات التواصل من معلومات، والاحرى بها مساعدة القراء على التصحيح، والتثبت من المعلومة بأنفسهم.

(همسة: طبقها سياسيا بنبش أسرار  التاريخ ، لتضحك طويلا).
ودمتم بخير ونجاح.
8-6-2017

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.