www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

من أبحاث الأستاذ مصطفى إنشاصي

0

عندما لا تكون الكتابة وظيفة أو للتعبير عن رأي حزب أو جماعة ما ينتمي لها الكاتب أو بهدف الارتزاق بها من خلال نفاق هذا وتملق ذاك أو يحرص عليها لأنه يطرب عندما يرى اسمه في المواقع الالكترونية ولكن يكتب لأنه منتمي إلى أمة ووطن ويشعر بعبء المسئولية التي تقع على عاتقه بحكم أنه مكلف ومسئول أمام الله تعالى، وبحكم علمه وثقافته وخبرته وتجربته تكون صعبة، ويجد الكاتب أوقات نفسه عاجز عن كتابة شيء يشعر أنه مفيد أو يُعتبر متميز. وبمعنى آخر قد تكون هناك أمور يجب التنبيه لها والكتابة عنها ولكن التوقيت غير مناسب لأن المعنيين ليسوا على استعداد لسماع النصيحة لأسباب كثيرة خاصة بخلل لديهم في شخصياتهم ولقلة علم وثقافة ووعي وخبرة وتجربة، والأسوأ من ذلك ضعف الإخلاص والصدق للقضية التي نصبوا أنفسهم على الناس والعباد مدافعين عنها دون أن يختاروهم أو يكونوا أهلاً لذلك، وإلا كانوا استفادوا من كل الآراء والخبرات وخاصة التي يعلمون مدى حرصها على مصلحة الأمة والوطن وأنها تمتلك من العلم والثقافة والخبرة والتجربة ما يفتقدونه!.

تأملات في واقع المقاومة الفلسطينية (الحلقة الأولى)
مصطفى إنشاصي

عندما لا تكون الكتابة وظيفة أو للتعبير عن رأي حزب أو جماعة ما ينتمي لها الكاتب أو بهدف الارتزاق بها من خلال نفاق هذا وتملق ذاك أو يحرص عليها لأنه يطرب عندما يرى اسمه في المواقع الالكترونية ولكن يكتب لأنه منتمي إلى أمة ووطن ويشعر بعبء المسئولية التي تقع على عاتقه بحكم أنه مكلف ومسئول أمام الله تعالى، وبحكم علمه وثقافته وخبرته وتجربته تكون صعبة، ويجد الكاتب أوقات نفسه عاجز عن كتابة شيء يشعر أنه مفيد أو يُعتبر متميز. وبمعنى آخر قد تكون هناك أمور يجب التنبيه لها والكتابة عنها ولكن التوقيت غير مناسب لأن المعنيين ليسوا على استعداد لسماع النصيحة لأسباب كثيرة خاصة بخلل لديهم في شخصياتهم ولقلة علم وثقافة ووعي وخبرة وتجربة، والأسوأ من ذلك ضعف الإخلاص والصدق للقضية التي نصبوا أنفسهم على الناس والعباد مدافعين عنها دون أن يختاروهم أو يكونوا أهلاً لذلك، وإلا كانوا استفادوا من كل الآراء والخبرات وخاصة التي يعلمون مدى حرصها على مصلحة الأمة والوطن وأنها تمتلك من العلم والثقافة والخبرة والتجربة ما يفتقدونه!.
وقفات مع خطاب المقاومة الإعلامي
هذا العالم الأعمى الأصم لم يرى ولم يسمع أن العدو الصهيوني العام الماضي قتل في غزة 114 شهيد بينهم 15 طفلاً وسيدتين، وجرح 467 بينهم 120 طفلاً و25 سيدة، ودمر 152 منزلاً سكنياً بينها 10 منازل دمرت كلياً، كما دمر 31 محلاً تجارياً و23 منشأة صناعية و73 منشأة عامة، إضافة لتعرض 23 مركبة لأضرار. كما استهدف الصيادين الفلسطينيين في عرض البحر 69 مرة وأصاب 6 صيادين بجروح واستولى على 7 قوارب صيد فلسطينية، كما تعمد تخريب شباك ومعدات الصيد في 7 حوادث على الأقل. وقد بلغت مساحة الأراضي الزراعية المجرفة 8410 متراً مربعاً، واقتطع نسبة 35% من إجمالي الأراضي المزروعة في قطاع غزة، وحوالي 17% من إجمالي المساحة الكلية لقطاع غزة التي يبلغ 360كم2 التي يعيش عليها مليوني نسمة وحولها لمناطق عازلة! كل ذلك في قطاع غزة المحاصر والمشلول اقتصادياً الذي يعاني أهله ظروف معيشية صعبة، وصلت فيه البطالة إلى حوالي 76% وارتفعت نسبة الفقراء إلى أكثر من 80%! تخيلوا كيف هي حياة الناس هناك؟ لم يرى ولم يسمع عن معاناة أهل غزة من انقطاع الكهرباء والبنزين وغاز الطبخ، ولا رأى ولا سمع أن العدو الصهيوني قتل هذه المرة 27 شهيداً بينهم 3 أطفال و4 مسنين وفتاة، وأصيب أكثر من 100 بينهم 30 طفلاً و15 امرأة و5 مسنين في ظلمة ظلام غزة الدامس، زاعماً أن الشهيد زهير القيسي كان يُعِد هو وإخوته لتنفيذ عملية في الأراضي المحتلة عام 1948 (إسرائيل)!.
كما أن هذا العالم المنافق الكذاب لم يرى ولم يسمع ليكتشف كذب مبررات العدو الصهيوني في كل مرة يهاجم فيها غزة أن: ضباط أمنيون في لقاء خاص مع موقع المجد الأمني يرون أن حادثة الاغتيال الأخيرة للشهيد/زهير القيسي واحدة من العمليات المقررة في بنك الأهداف الأمني المعد- مسبقاً- من قبل أجهزة استخبارات العدو، والذي يتم استخدامه وفق حسابات وتقديرات سياسية وأمنية لتمثل الفرصة المناسبة لتنفيذ الاغتيال، وبالطبع فإن التبريرات جاهزة للقتل، من جهتهم يرى سياسيون أن (إسرائيل) تريد حرب على غزة ولكنها الآن مؤجلة بسبب حسابات داخلية وإقليمية ودولية وان عمليات التصعيد تهدف بالدرجة الأولى الاستكشاف والاختبار.
ويؤكد صحة ما ذكره موقع المجد ما ذكره الكاتب والمحلل السياسي صالح النعامي أنه خلال اجتماع للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست قبل ثلاثة شهور كشف ممثلو جيش العدو الصهيوني في إفاداتهم أمام أعضاء اللجنة أن منفذي عملية “إيلات” التي وقعت في 1/8/2011 جميعاً من المواطنين المصريين، وأنه لا يربط قطاع غزة بهذه العملية أي رابط. وتكمن أهمية هذه المعلومات في أنها تُكذب تبرير العدو الصهيوني لعملية اغتيال الشهيد كمال النيرب الأمين العام السابق للجان المقاومة الشعبية وعدداً من قادة اللجان، بزعم أنهم كانوا وراء تخطيط وتنفيذ عملية “إيلات”.
إن هذا العالم المتواطئ مع العدو الصهيوني لم يسمع أو يرى ولا يقل تواطئاً عنه أولئك المحللين والكتاب الذين لم يعيروا هذه المعلومات أي اهتمام وهم يحللون أسباب العدوان ويستخلصون النتائج المضخمة؛ فهم على كثرة ما كتبوه من مقالات إنشائية مكررة لم أقرأ لأحد منهم أن ذكر أن من ضمن أهداف العدوان الصهيوني الأخير تجربة أسلحة جديدة تحتوي على مواد سامة! وصمت آذانه وآذانهم عم ما قاله الناطق باسم لجنة الإسعاف والطوارئ في غزة أدهم أبو سلمية في لقاء مع الصحافيين 14/3/2012: إن جميع المواطنين الفلسطينيين الذين استشهدوا خلال التصعيد (الإسرائيلي) الأخير وصلوا عبارة عن أشلاء وأجساد محروقة متفحمة وأحشاء متفجرة وأطراف مبتورة. وأضاف: “وجدنا أن قطر مساحة القتل المباشرة 6 أمتار ولاحظنا خروج رائحة حرق غريبة من أجساد بعض الشهداء لأول مرة يشتمها الأطباء ونخشى أن الاحتلال يستخدم أسلحة سامة جداً تقوم بحرق الأنسجة الموجودة داخل الجسد”. وطالب أبو سلمية بضرورة إجراء تحقيق في نوعية الصواريخ التي تستخدمها (إسرائيل)!.
ولكنهم جميعاً رأوا وسمعوا ما قاله أبو أحمد أحد قادة حركة الجهاد في مقابلة نادرة أجرتها معه وكالة رويتر للأنباء بتاريخ: 3/11/2011 عن راجمة الصواريخ على سيارة الدفع الرباعي وأنها سيغير المعادلة في المواجهة مع العدو الصهيوني، عندما اغتال العدو الصهيوني أمين عام لجان المقاومة الشعبية كمال النيرب وقتل 12 قائداً من قيادات اللجان الشعبية والجهاد الإسلامي، كما سمعوا منه أن: “الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقدم لنا الدعم ونحن نفخر بذلك”. و”لقد فاجأت سرايا القدس (إسرائيل) وأجبرتها على إعادة التفكير في حساباتها، أنا لا أعتقد بأنهم كانوا يعلمون بوجود مثل هذا السلاح (قاذفات الصواريخ المحمولة على شاحنات).” وكشف عن عدد عناصر سرايا الجهاد (جيش): إن شبانا كثيرين يطلبون الانضمام إليها … لدينا ما لا يقل عن ثمانية ألاف مقاتل مجهزين عسكرياً بشكل كامل”. وقد وزعت الحركة شريط فيديو لصواريخ الجهاد التي أمطرت بها الراجمة المحملة على سيارة ذات دفع رباعي على وكالات الأنباء تقريباً!
كما أنهم ورأوا المسيرة، مهرجان الانتصار العظيم الذي دعت إليه حركة الجهاد الإسلامي، وسمعوا تصريحات نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي مفاخراً بأنهم فرضوا شروطهم على العدو الصهيوني وأجبروه على توقيع اتفاق شامل بواسطة مصرية مع العدو الصهيوني! كما سمعوا ما قاله المتحدث باسم الحركة داود شهاب في غزة: بأن التهدئة هذه المرة تختلف عن سابقاتها فهي على قاعدة “إن عدتم عدنا “! وسمعوا ما قاله هذه المرة أبو إبراهيم أحد كبار قادة الجناح العسكري للجهاد الإسلامي في مقابلة مع وكالة فرانس برس بتاريخ 16/3/2012: حيث كشف عن نوعية الصواريخ الجديدة وهذه المرة نوعية الصواريخ تصل إلى أسدود! ورداً على سؤال عن الرد الصهيوني المحتمل في حال إطلاق صواريخ على مدنه، قال “في حال تطور العدوان ممكن أن تُستخدم صواريخ تصل المدن ما بعد بعد أسدود”!.
لقد سمع العالم ورأى قوتنا وبأسنا وما نشكله من خطورة على وجود كيان العدو الصهيوني ونحن نوزع التصريحات مجاناً لهذا وذاك، مقرونة بأشرطة فيديو راجمات الصواريخ لمركبة على سيارات حديثة ذات الدفع الرباعي وهي تُطلق صواريخها التي تغطي السماء نحو جنوب فلسطين المحتلة عام 1948، وأشرطة فيديو أخرى لمليون من أطفال ونساء وشيوخ العدو وهم يختبئون في الملاجئ المجاري وقنوات الصرف الصحي من شدة الهلع والخوف من صواريخنا. لأن الذي ينشر ذلك هو وكالات الأنباء الغربية الموالية لليهود التي صوتها ومصداقيتها أعلى أكثر، وهي لا تقدمنا للمشاهدين كشعب محتل يقاوم من أجل الحرية، ولا تلك التصريحات على أنها اجتهاد في فن إعلام المقاومة والحرب النفسية ضد العدو، ولكنهم يستغلون كل ما يصدر عنا ليصورنا للعالم أننا نحن المعتدين وأننا (إرهابيين) خاصة بعد أن حصلنا على دولة في غزة! وذلك ما يشجعه الآن على التهيئة لضربة جديدة لغزة أو موجة اغتيالات جديدة وهو مطمئن إلى أن العالم يصدق مزاعمه ويكذب مزاعمنا، فها هو ونحن منتشين ومنشغلين قادة وكتاب باحتفالات انتصارنا وإذعان العدو الصهيوني لشروطنا هو منشغل في استغلال تلك النشوة بالانتصار وتصريحاتنا وأشرطة الفيديو في الدعاية عالمياً بأنه يوجد في غزة خبراء إيرانيين يدربون المقاومة على صواريخ لاستهداف المدن في العمق الصهيوني!.
وإذا ما توجهنا لإخواننا في فصائل المقاومة وقلنا لهم: أن التصريحات والبيانات التي تكررونها على مدار الساعة وقت العدوان وفي غير وقته التي تُعظمون فيها من قوتكم العسكرية وأنكم تهددون وجود الكيان الصهيوني تقدمون بها أعظم خدمة مجانية على صفحات وكالات الأنباء العالمية وفضائيات الغرب المؤيدة للعدو الصهيوني وهم يبالغون في تعظيمها أكثر لتشويه صورتنا كشعب محتل يناضل لأجل حريته، علماً أن الغرب منذ فترة أصبح على قناعة أننا (إرهابيين) ولسنا مقاومين، وأننا لا نستحق دولة وإن كنا نستحقها فهي موجودة في غزة!. كما أنكم في الوقت نفسه تُضعفون من تعاطف عمقنا العربي والإسلامي معنا وتقللوا من شعورهم بالمسئولية بما عليهم من دور وواجب في معركة هي في الأصل معركتهم ويتواكلون على قوتنا التي مهما بلغت لن تقضي على العدو الصهيوني أو تقتلعه من الوجود لأن “فلسطين قضية الأمة المركزية” ونحن طليعة الأمة ورأس حربة.

&&&&&&&&&&&&&&&

تأملات في واقع المقاومة الفلسطينية (الحلقة الثانية)

مصطفى إنشاصي
قلنا أننا إذا ما توجهنا لفصائل المقاومة وقلنا: أن التصريحات والبيانات التي تكررونها على مدار الساعة وقت العدوان وفي غير وقته التي تُعظمون فيها من قوتكم العسكرية يستغلها العدو الصهيوني في تشويه صورتنا كشعب محتل يناضل لأجل حريته، ويقلل من شعور عمقنا العربي والإسلامي بدوره في معركة التحرير لن يرضيهم ولن يرضوا عنا وهم أصلاً غير راضين!.

التناقض بين الشعار والممارسة

وذلك نتيجة لأن كثيرين من الجيل الجديد لا يعلمون من أين جاء شعار أن “فلسطين القضية المركزية للأمة” الذي رفعه الجيل المؤسس وما هي خلفياته وحقيقته؟ ما أدى إلى قصور في إدراكهم لأبعاد الصراع وطبيعة المعركة التي تدور على أرض فلسطين لأنهم لو أدركوا ذلك لأدركوا حدود ودور المقاومة في فلسطين! أما مَنْ تبقَ من الجيل المؤسس والجيل الأول الذي تلقى قدراً من المعرفة والوعي التنظيري بالشعار وليس الوعي الحقيقي الذي يعني (الثقافة) التي هي الممارسة وترجمة الشعار واقعاً عملياً على الأرض، فإنهم أبقوا على ذلك الشعار والخطاب السياسي التنظيري وبحثوا عن المكاسب الشخصية والحزبية والدنيوية! لأنه لو كان كلا الجيلين مدرك حقاً أن فلسطين ليست مستهدفة لذاتها ولكن لمكانتها الدينية والروحية للأمم الثلاثة، ولموقعها الجغرافي والاستراتيجي لمن يريد الهيمنة على الأمة -والعالم كله- والقضاء على مقومات وجودها، بمعنى أنه وقع الاختيار على فلسطين لتحقيق هدف أبعد منها وهو الهيمنة على الأمة التي تمثل فلسطين قلبها ومركزها، كانوا سيدركون أن للقضية الفلسطينية خصوصية مختلفة عن كل قضايا التحرر في العالم، ولثورتها أيضاً خصوصية مختلفة عن كل ثورات العالم، لأن القضية الفلسطينية في حقيقتها هي قضية الأمة كلها، وأن الثورة الفلسطينية مهما عظمت قوتها ومهما أتاها من دعم من الخارج لن تحرر فلسطين وتقضي على الوجود اليهودي فيها وحدها، لأن معركة التحرير هي معركة الأمة ودور أهل فلسطين فيها أنهم طليعة الأمة ورأس حربتها والطائفة الظاهرة على عدوها مهما أصاب الأمة من وهن وهزائم، ظاهرة بالثبات على الجهاد ومقارعة العدو وإبقاء شعلة الثورة والجهاد متقدة لا تنطفئ لتحافظ على الحد الأدنى من تماسك الأمة وعدم انهيارها الانهيار الكامل وعدم تمكن العدو اليهودي-الغربي من فرض هيمنته النهائية عليها، لو كانوا مدركين ذلك حقاً وحاضر في أذهانهم وخططهم لتجلى ذلك في ذكاء القائد والطليعي الفلسطيني في اختيار الأسلوب الأمثل وتوقيته بحيث يلعب الدور الأكبر في تحريك الأمة نحو الهدف المطلوب منها!.
وحتى لا يظن البعض –والظن أكذب الحديث- أننا أصبحنا من دعاة الثورة الشعبية السلمية بدون عنف التي انتهى لها بعض زعماء المقاومة في فلسطين وذلك يؤكد ما ذكرته سابقاً أنهم لم يعوا من معنى “فلسطين القضية المركزية للأمة” إلا وعي تنظيري فقط! نؤكد موقفنا الواضح من مشروع المقاومة في فلسطين وكل بقاع وطننا الكبير والثابت ثبات رؤيتنا، وسبق أن نصحنا به فصائل المقاومة مباشرة أيضاً:
نحن مع مشروع المقاومة في ضوء الفهم لخصوصية فلسطين وطبيعة وأبعاد الصراع وشموليته الذي جعل من قلب الأمة والوطن (فلسطيننا) مركز الهجمة والمشروع اليهودي-الغربي ضد الأمة والوطن، تلك الخصوصية التي تجعل من المقاومة في فلسطين طليعة ورأس حربة للأمة ضد عدوها المركزي (اليهود)، وأن دورها يجب أن ينصب ويتركز على إبقاء شعلة وجذوة المقاومة مشتعلة في قلب الأمة والوطن لإفشال كل مشاريع التسوية، ولإبقاء الروح والحياة في الأمة مستمرة ويحرك فيها عوامل النهضة والوحدة من خلال توحد موقفها خلف المقاومة في فلسطين، واجتماع كلمتها حول دعم ثبات وصمود طليعتها وأهل الرباط والجهاد إلى يوم القيامة في فلسطين وبلاد الشام عامة، إلى أن تتهيأ الأسباب والعوامل الإلهية التي تساعدها للقيام بدورها الرئيس في معركة التحرير واقتلاع ذلك الجسم الغريب (الإسفين) الذي زرعه الغرب التوراتي-النصراني في فلسطيننا مستهدفاً تقسيم الأمة ومنعها من تحقيق وحدتها ونهضتها واستعادة دورها الحضاري بين الأمم. نحن مع مشروع المقاومة الذي يهدف لتوحيد صف الأُمة خلفه واستنهاض هِمم أبنائها لبعث مشروعها الحضاري من جديد الذي يكون جزء من إعادة بناء الذات وإعادة اللحمة لنسيجنا الاجتماعي والسياسي …إلخ. نحن مع مشروع المقاومة الذي يدرك أن البندقية هي أحد أساليب المقاومة التي قد تتقدم في مرحلة وقد تتأخر في أُخرى بحسب المصلحة العامة لمشروع الأمة العام والشامل. نحن مع مشروع المقاومة الذي يجمع بين المقاومة المسلحة وعملية البناء الداخلي والحفاظ على قيم وعوامل الصمود والنصر في المجتمع الفلسطيني والأمة من خلفه. نحن مع مشروع المقاومة الذي يكون على رأس أولوياته في هذه المرحلة إفشال المشروع اليهودي لتكريس واقع تشظي الوطن وتعميق الكراهية بين أبنائه، وتصفية المقاومة وشطب القضية المركزية للأُمة من قاموس حركات التحرر في العالم بعد أحداث غزة في حزيران/يونيو 2007. نحن مع مشروع المقاومة الذي يسعى إلى إصلاح ذات البين بكافة السُبل ويدرك أولويات احتياجات أهلنا المحاصرين في غزة ويخفف عنهم الحصار ويساعدهم على مزيد من الصمود والثبات على خيار المقاومة، لا ليحولهم لمتسولين ينتظرون إحسان المحسنين من مسلمين وغير مسلمين، واستغلال معاناتهم في التسول باسمهم ليزيد أرصدة قادته أي مشروع يسمسر بمعاناة الجماهير ولا يدافع عنهم وعن قضية الأمة!.
وفي الوقت نفسه نحن لسنا مع مشروع المقاومة الفاشل الباحث عن السلطة والكرسي والمنصب بزعم أنه يريد الجمع بين المقاومة والسلطة ولم يتعظ من تجربة منظمة التحرير وفتح وفشلها في ذلك، وها هو انتهى إلى أن أصبح موقف السلطة متقدماً عن موقفه كثيراً لأنه غرق في نعيم الدنيا وملذاتها وترك شعبه يعيش ويلات الأزمات التي لا نهاية لها ويصنعها اهتمام قادته بمكاسبهم الشخصية على حساب مكاسب عفواً نكبات الأمة والوطن، فقد بلغ عدد المليونيرات في خمس سنوات من حكمه أكثر من ستمائة مليونير في الوقت الذي زادت فيه نسبة الفقر وسط الجماهير عن 80% والبطالة عن 76% ناهيك عن الجرائم من كل نوع والعقد النفسية والأزمات الاجتماعية، ولا ننسى أنه أصبح لدى شعبنا حكومتين عفواً أصبحنا شعبين بحكومتين، شعب غزة وحكومته حماس وشعب الضفة الغربية وحكومته سلطة رام الله، ورحم الله بقية الشعوب الفلسطينية (اللاجئين) في الشتات التي تحلم بالتحرير والعودة. ولسنا مع مشروع المقاومة الذي يسعى بكل ما أُوتي من قوة لتكريس الانقسام وتصفية القضية والانفصال بغزة عن بقية الوطن ليحقق بذلك مخطط شارون من وراء فك ارتباطه من طرف واحد مع غزة عام 2005، وذهابه إلى نيويورك بعده بشهرين ليعلن في ذكرى تأسيس الأمم المتحدة الستين على مسامع مئات الملايين في العالم أجمع: أنه تنازل عن جزء عزيز من أرض (إسرائيل) لجيرانه الفلسطينيين ليقيموا عليها دولة لهم ويعيش الشعبان بسلام! لقد أراد أن يجعل غزة مقبرة الحلم الفلسطيني في إقامة دولة فلسطينية في حدودها الدنيا (الضفة الغربية وقطاع غزة)! ودعاة الجمع بين السلطة والمقاومة في غزة يُصرون على إعفاء الاحتلال من مسئولياته عن غزة كمحتل وإلقاء المسئولية كلها على الشقيقة مصر ويقطعوا كل أمل في عودة الوحدة لأبناء الوطن!.
وأيضاُ لسنا مع مشروع المقاومة الذي يختزل قضية الأمة ومشروع مقاومتها في صاروخ أو بندقية فقط لن تحرر فلسطين بدون جهد ومشاركة الأمة، ويكشف أوراقه ويُعظم من قوته ويُعطي للعدو فرصة تشويه ثورتنا وحقوقنا الوطنية ويصورنا على أننا مجموعة من (الإرهابيين)، وفي الوقت نفسه هو شاهد الزور على الواقع الفلسطيني ولا يقل فساداً ورجعية عن سابقيه، ويتحمل المسئولية الأكبر عن ما آل إليه مشروع المقاومة في الأمة وفلسطين خاصة، وما يحدث من تكريس للانقسام وتمزيق لوحدة الوطن وتفتيت لنسيجه الاجتماعي وتفكيك للحمته وتدمير لعوامل الصمود والثبات فيه، لأنه أيضاً شغلته دنياه ونعيمه ومكاسب قادته الشخصية ويسيرون على نهج مَنْ سبقهم صاروخ وتهليل انتصرنا …! ما لهذا قدمت الجماهير الفلسطينية والأمة من ورائها التضحيات في دعم مشروع المقاومة في فلسطين، ولا قدم الشهداء أرواحهم رخيصة ولا تقبل الأسرى معاناة أسرهم راضين ولا صبر الجرحى على جراحاتهم وإعاقاتهم محتسبين، ما لهذا ضحينا وقدمنا ولكن ما كان؛ كان لأجل أن نكرس شعار “فلسطين القضية المركزية للأمة” واقعاً في حياة الأمة ونهجاً لنهضتها ووحدتها والقيام بواجبها في معركة التحرير!.
تلك هي الرؤية التي يجب أن تحكم حركة ودور المقاومة في فلسطين وألا تساوم عليها مهما كان الثمن، وتلك هي طبيعة الصراع وأبعاده التي غابت عن المقاومة أو تراجعت في خضم الصراع على الكرسي والمكاسب الحزبية والشخصية …!.
التاريخ: 25/3/2012

****************
بقية الأبحاث واللحقات نجدونها في الفرسان:
http://www.omferas.com/vb/f244/

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.