www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

التمييز العربي والفلسطيني إلى الهاوية/رشاد فياض

0

في مثل هذه الحياة العربية والإسلامية نرى مدى التفرقة العربية والتهميش الجنسي والعرقي ، نشاهد مدى التدني الأخلاقي والثقافي والأدبي ، نشاهد ماسبب تخلف العرب والزعامات العربية وانجرارهم خلف التمييز بين سكان شعبها والشعوب الأخرى ، في كل بقعه عربية وفي كل دولة عربية نشاهد مدى معاناة الكثير من التمييز بينهم وبين باقي أخوتهم .

التمييز العربي والفلسطيني إلى الهاوية

 

 

بقلم : رشاد فياض

 

في مثل هذه الحياة العربية والإسلامية نرى مدى التفرقة العربية والتهميش الجنسي والعرقي ، نشاهد مدى التدني الأخلاقي والثقافي والأدبي ، نشاهد ماسبب تخلف العرب والزعامات العربية وانجرارهم خلف التمييز بين سكان شعبها والشعوب الأخرى ، في كل بقعه عربية وفي كل دولة عربية نشاهد مدى معاناة الكثير من التمييز بينهم وبين باقي أخوتهم .

فاليوم في جميع الدول العربية هناك صاحب الطبقة العريقة الغنية وصاحب الطبقة المتوسطة وصاحب الطبقة الفقيرة والتي أصبح صاحبها يشعر بأن لعنة من عند الله قد حلت به وأنه أصبح منبوذ بالنسبة لغيرة  وأنه يجب أن لا يعيش عثرة على الدولة وأصحاب الطبقة الغنية ومطالبته لحقه مرفوضة ، واليوم في المملكة العربية السعودية هناك تمييز بين البدوي والحضري صاحب الممتلكات والقصور ، وفي مصر بين سكان كل منطقة ريفية وبين مواطن القاهرة والإسكندرية وشرم الشيخ وأصحاب القصور والفكر الحضاري ، وفي لبنان وسوريا بين الطائفة المسلمة والطائفة الشيعية والشيوعية وغيرها من الطوائف وغيرها من الدول حسب تقسيماتها وتميزاتها القبلية والطائفية فكل حسب حالته الاجتماعية ، حتى الوصول إلى الدولة التي نحلم بها الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف تضم تقسيماتها التي زرعها لنا الغرب بإدعائهم بأنهم يخدمون فئة معينة فقط ربما من اللاجئين أو المواطنين أو الفلاحين أو غيرها من التسميات التي لا مكان لها في قلوبنا لكنها زرعت بنا لتسبب الشرخ الكبير الذي يعيق هدفنا في الاستقلال .

 اليوم ومن خلال المؤسسات الأهلية والمنظمات الدولية تمنح المساعدات حسب الطلب والشروط

هذه المساعدة للرجل المواطن والزوجة المواطنة وهذه المساعدة للزوج اللاجئ والزوجة اللاجئة

وهذه للزوج المواطن والزوجة اللاجئة وهذه للعكس وهكذا ، فأصبح الشعب الفلسطيني مقسماً إلى مواطن ولاجئ وغبي وتافه لا يهمه المسميات لأنه فقير يبحث عن رزقه وقوت عياله ، أصبحنا سلعة بيد المنظمات الحقوقية والدولية الأوروبية والأمريكية يقسمون شعبنا إلى فئات ضالة لكسب أهدافهم و نشر الشائعات حول الاهتمام الإنساني في الوطن العربي ، كم فئة طائفية موجودة في أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وغيرها ؟ لا يوجد

أصبح الفلسطيني يفكر لماذا هوا لاجئ وليس مواطناً وأصبح يشك بمدى الانتماء لوطنه والمواطن أصبح ينبذ اللاجئ لأن المعنى ينبذ صاحبه واليوم أصبح الفلاحين أكثر المنبوذين على أرض الوطن وكأنه إنسان غريب قادم من الخارج لا يحمل قلباً ولا عقلاً ولا دماً فمن المسئول عن هذا التمييز ؟

كل له عاداته الآن الخاصة به وكلاً له عاداته وتقاليده وأصبح من العار أن يناسب الغزاوي سلاوي والقلاعي جبالي والضفاوي غزاوي والسلاوي قلاعي أو فلاحي وغيرها ، أصبح المواطن يشعر بالعار عندما يسكن بجانبه الفلاحين أو يناسبه أو يشتري أرضه وكأنه مسخ من زمن الأفلام .

اليوم صاحب البشرة البيضاء والعيون الملونة وصاحب الشعر المجدل لا يتقبل رؤية وصحبت صاحب البشرة السوداء ويعامله كعبد لتلبية طلباته وكأنه رجل شاذ عن باقي البشرية ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم ” لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى ” .

إذاً الحياة الإنسانية وخاصة العربية والإسلامية مبنية على خطأ فكرها غامض ، ألا يستحق منا أن نفكر بتغييره إلى الصورة اللائقة كما بنيت في عصر نبينا محمد صلى الله على عليه وسلم على مبدأ التساوي والوسط والاحترام وعدم التمييز .

فأنا لا أستغرب عندما أرى تمييز عنصري ضد فلسطينيين داخل 48 من الاحتلال الصهيوني ، ولا أندهش من التمييز الذي يحصل ضد العرب في جميع الدول الغربية من الغرب،  وإنما أكون في شدة اندهاشي عندما أرى أصحاب الدم الواحد والدولة الواحدة والهدف الواحد هم من يميزون بعضهم عن بعض ، فلا أعلم متى سنفيق ونقف بجانب بعض دون أن نرى ما يريدوننا أن نراه الغرب متى سنجعل رؤيتنا هي المشهد الوحيد الذي نجبر الجميع على احترامها وتطبيقها بدل أن نطبق ونحترم ما يريدونه .

 

 

 

الصحفي والكاتب

رشاد فياض

r-press@hotmail.com

 

مدونة القلم الفلسطيني

http://dreams-ps.0fra.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.