www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

أسباب تراجع شعبية الإخوان في الانتخابات الطلابية بالجامعات المصرية/الدكتور عادل عامر

0

أسباب تراجع شعبية الإخوان في الانتخابات الطلابية بالجامعات المصرية

 

يمكن اعتبار الانتخابات الطلابية امتدادًا لتلك التحولات،

إذ إن مراجعة نتائج الجامعات المختلفة تكشف عن علاقة عكسية ما بين مستوى الحراك الاحتجاجي المناوئ لجماعة الإخوان المسلمين في المحافظات

ومستوى تمثيل الطلاب المنتمين إليها، إلى درجة أن القائمة التي يتصدرها نجل القيادي ألإخواني محمود عزت في جامعة عين شمس

 

لم تحصل إلا على مقعدين، كما أن جامعات الإسكندرية وطنطا والبحيرة وبني سويف وأسيوط والمنيا قد شهدت تراجعًا ملحوظًا في التمثيل الطلابي للجماعة. بيد أن الدلالات الأكثر أهمية تتعلق بإصرار طلاب مختلف التيارات السياسية على المشاركة بالمخالفة لمواقف أحزابهم من مقاطعة الانتخابات البرلمانية، وبغض النظر عن تقديرات فرص صمودهم أمام تنظيم يفوقهم في الموارد والخبرات الانتخابية أو الإطار التنظيمي للانتخابات، نظرًا لإدراكهم أن المقاطعة تعني إخلاء وتهميش مساحات العمل الطلابي لصالح السلطة وجماعة الإخوان المسلمين، ولن يحقق أهداف نزع الشرعية السياسية عن اتحاد طلاب إخواني، ربما في أحد أهم الرسائل الضمنية التي تحملها الانتخابات لجبهة الإنقاذ وتيارات المعارضة. على مستوى آخر يمثل تنظيم القوائم الانتخابية في الجامعات المختلفة نموذجًا لتحالفات تتسم بقدر كبير من التماسك بالمقارنة بالتحالفات السياسية المهترئة التي ما تلبث أن تنفجر من داخلها تحت وطأة الخلافات الشخصية والتناحر على المكاسب السياسية اللحظية وفي حين تركز ائتلافات المعارضة على رصد إخفاقات السلطة ومريديها فإن ائتلافات الطلاب ركزت على طرح برامج على قدر من الجدية في التعامل مع القضايا الطلابية المرتبطة بجودة التعليم والخدمات والأنشطة الطلابية والدور المجتمعي للجامعات بما ارتقى بمستوى المنافسة إلى آفاق تتجاوز الصراعات الشخصية والتناحر الحزبي، بما يشي أن مستقبل الممارسات الانتخابية قد لا يكون قاتمًا في حال وصول هذه الكوادر للعمل السياسي عقب كسر احتكار المناصب القيادية ورحيل القيادات التقليدية المتكلسة في مختلف التيارات. هل تعني هذه الاعتبارات أن فرص المعارضة في انتخابات مجلس النواب لا تعدو التمثيل المشرف؟! بالقطع لا، فالمشهد الانتخابي المصري بات يتسم بحراك وديناميكية غير مسبوقة وتغيرات آنية تجعل القطع بتنبؤات دقيقة عملية مستحيلة، فالتغير في معدلات المشاركة الانتخابية وتفصيلات الناخبين لا تخضع للحسابات العقلانية والترتيبات السياسية المفترضة لمختلف القوى السياسية، وربما يُعزى ذلك إلى أننا لم نصل بعد إلى فهم كامل ودقيق للتوجهات السياسية للمواطنين، وأن دراسات الرأي العام لم تشهد طفرات إيجابية في دقة نتائجها وأساليب وأُطر اختيار العينات وإجراءات ضبط النتائج. فقد أظهرت نتائج انتخابات اتحادات الطلاب في الجامعات المصرية تراجعا كبيرا في شعبية الإخوان المسلمين إلى درجة لم يفز منهم بأي مقعد في بعض الجامعات مقابل فوز ساحق للقوى المدنية والمستقلين. ففي جامعة القاهرة فازت قوائم القوى المدنية بجميع مقاعد كلية الإعلام البالغ عددها 56 مقعدا في حين لم يحصل الإخوان إلا على مقعد واحد من المقاعد الـ 55 في كلية السياسة والاقتصاد فينما حصلوا في كلية الهندسة على 11 مقعدا مقابل 59 مقعدا للقوى المدنية والمستقلين فيما لم يفز الإخوان بأي مقعد في كليات الزراعة والتربية النوعية وتماثلت هذه النسب أيضا في كليات الصيدلة حيث حصل الإخوان على 3 مقاعد مقابل 95 مقعدا للقوى المدينة وفي كلية الطب حصلت القوى المدنية على 78 مقعدا ، بينما حصل الإخوان على 20 مقعدا فيما حصلت القوى المدنية في كلية العلاج الطبيعية على 51 مقعدا مقابل 5 مقاعد للإخوان. وفي جامعة حلوان فازت القوى المدنية بكل المقاعد في كليات السياحة والفنادق والتمريض والفنون الجميلة والتربية الموسيقية والفنية والتعليم الصناعي فيما فازت القوى المدينة ب 75 بالمائة من مقاعد كلية التربية مقابل 25 بالمائة للإخوان. فقد حصلوا العام الماضي علي أكثر من خمسة وسبعون في المائة من نتائج الانتخابات وأما هذا العام فلم تتجاوز نسبتهم عن عشرون في المائة  فقد اكتسحت قوائم القوى الثورية المعارضة لجماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة انتخابات اتحاد طلاب جامعة الإسكندرية، لتحقق تقدما ملحوظا في أغلب الكليات في مقابل تراجع نسبي لقوائم الإخوان. فيما حصل طلاب الإخوان في جامعة بنها على نسبة 4.4 في المائة من المقاعد مقابل 0.57 في المائة للطلاب السلفيين. وانتقل الصراع الدائر في الشارع المصري بين جماعة الإخوان والقوى المدنية والثورية بدوره إلى داخل الجامعات، بعد المنافسة الشديدة بينهم من أجل الفوز بالانتخابات الطلابية. ولم تمر العملية الانتخابية مرور الكرام بعد أن شهدت مناوشات بين طلاب جماعة الإخوان المسلمين وطلاب الحركات الثورية بالجامعات أثناء عملية الاقتراع خلال الأيام الماضية. وشهدت جامعة الإسكندرية مناوشات بين الطلاب من الجانبين أثناء عملية التصويت، مما أدى إلى وقف العملية الانتخابية لمدة ساعة،انعكست الحالة السياسية الراهنة على المشهد السياسي داخل الحرم الجامعي بجامعة الأزهر التي تتوحد على مستوى الجمهورية تحت قبة الأزهر بقوة 67 كلية على مستوى القطر، حيث تقف الحركات السياسية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ما بين مشارك ونصف مشارك ورافض للدفع بأعضائه في غمار انتخابات قد يحسمها تيار الإسلام السياسي الذي يستحوذ على الساحة الدعوية والسياسية. . أن تراجع طلاب جماعة الإخوان المسلمين في عدد من الجامعات مؤشر على تراجع شعبية الجماعة بين صفوف المواطنين، وتدل على حقيقة شعبية الإخوان في الشارع، متوقعين أن تؤثر تلك النتائج على الانتخابات البرلمانية المقبلة التي تجرى الشهر المقبل لم تجر انتخابات حرة نزيهة شفافة في الجامعات المصرية إلا في السنة الماضية في مثل هذا الشهر بعد سقوط مبارك …وقد اكتسح الإخوان المسلمون جميع الجامعات في مشهد عبر عن قوة تنظيمهم…والانتخابات التي جرت في الأيام القليلة الماضية في الجامعات المصرية وخسر فيها الإخوان المسلمون نفوذهم بصورة حاسمة هي ثاني انتخابات حرة نزيهة شفافة بعد الثورة ..فكيف حصل هذا التحول والتبدل خلال عام واحد نعم الإخوان فازوا في بعض الجامعات ولكن المشهد العام والنتيجة الكلية تبين أنهم هزموا هزيمة نكراء في معظم الجامعات بما فيها معاقلهم الحصينة…والقوة التي اكتسحت تنظيم الإخوان هذه المرة هي تنظيمات الطلاب المستقلين…فمجرد أن يقرر الذين صوتوا للإخوان المسلمين السنة الماضية حجب صوتهم هذه السنة عنهم وإعطائها للمستقلين يعتبر هزيمة للإخوان المسلمين بكل المقاييس ومؤشر على أنهم ما عادوا يشكلون الأمل للخلاص وان شعار (الإسلام هو الحل) ما عاد يجتذب احد إلا أن سلسلة الأخطاء وسوء الإدارة التي وقعت فيها السلطة سواء التنفيذية أو التشريعية التي يهيمن عليها الإخوان، أدخلت متغيرا جديدا على المشهد السياسي، يصعب إنكاره، عبر عن نفسه بوضوح بانتخابات الجامعات ويمكن أن يكون له صدى مواز على شعبية الإخوان بالشارع. وهنا تأتي فكرة وجود البديل السياسي القادر على استقطاب الأصوات الغاضبة، إذ تبقى فكرة التأثير وجوبًا وعدمًا مرتبطة بهذا البديل السياسي وما يطرحه من رؤى لتجاوز الأزمات التي تعاني منها مصر حاليًا.  إن طلبة الجامعات هم أمل مصر، الذين يرفضون ما يلجأ إليه الإخوان من شراء الأصوات بالزيت والسكر، وأنه لو جرت انتخابات نزيهة فإن الإخوان لن يحصلوا على الأغلبية وسيتراجع نفوذهم إلى أقل من 30%. إلا أنه حذر جميع القوى المعارضة للإخوان الارتكان لهذا المؤشر، وإنما بذل الكثير من الجهد وعمليات الحشد والتعبئة من أجل الحصول على مقاعد أكبر بالمجلس الجديد. وطالب القوى الحزبية التي ستخوض انتخابات مجلس النواب المنافسة بقوة وفاعلية وعدم الارتكان لتراجع شعبية الإخوان بالشارع.

— كاتب المقال دكتور في الحقوق و خبيرفي القانون العام ورئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية

 عضو  والخبير بالمعهد العربي الاوروبي للدراسات الاستراتيجية والسياسية بجامعة الدول العربية

محمول 01002884967 01224121902 01118984318

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.