تحليلات قيمة وردت تأكيدا للحاضر الحالي في العالم في الإصدار الجديد
( صراعالحضارات وصراعات أخرى ) للدكتور صادق اطيمش
وداد فاخر *
أعيش مع أي كتاب وكانني أسري في ليل داج وحيدا معه ، ينير لي ضوء القمر صفحاتة فأسير على غير هدىً ،
كذلك كان وضعي والاصدار الجديد للاخ والصديق العزيز الدكتور صادق اطيمش الذي انتقى له عنوانا يتوافق والحاضر العالمي
( صراع الحضارات وصراعات أخرى ) ، والذي اهدانياه مشكورا فسعدت بهديتة ونتاجه الرائع .
والحديث حاضرا بين النخبة من مثقفي العالم ، كما جاء أيضا في كتاب الدكتور اطيمش عن (المجتمع الجديد المتعدد الثقافات ) ، ومحاولة كل من السلفية الاسلاموية والغربية تحويل انظار العالم المتمدن عن ما تحقق من ( تعايش بين الثقافات المختلفة ) ، ورميها على نظرية ( المؤامرة ) كما جاء ذلك في الفصل الاول من الكتاب بعنوان ( صراع الحضارات ) .
وبعد ان يفسر المؤلف مفردة كلمة ( الحضارة ) ، ويسهب في الشرح المفصل يصل الى الاستنتاج الذي يقول متحدثا عن فشل نظرية السلفية الغربية التي تفتش عن عدو جديد كما يسميه المتأسلمون الذين يعيشون نفس ازمة السلفية الغربية ولكن بشكل مغاير هو العدو الإسلامي ( لقد اثبت الصراع على المصالح المادية فشله في التصدي للمشاكل العالمية ) .
وعلى هذا المنوال تجددت صفحات الكتاب في فصوله المتنوعة ليرفد القارئ بما غاب عنه من تحركات واجتماعات لقوى تحرر وطنية عالمية ، او اضافة مفردة جديدة ، او معلومة غابت ردحا من الزمن عن الاذهان .
ويتناول المؤلف الحقبة المرعبة من الارهاب العالمي في العصر الراهن ، والتي اعتبرها حلقة من سلسلة حلقات الارهاب العالمي على مدى الدهر ، لكن يظل الـ ( صراع مع الارهاب العالمي .. 11 أيلول مثالا .. ) ، ثم يعرج المؤلف مارا بالصراع مع الصهيونية العالمية ، ويصل لعتبة الصراع مع قتلة ثورة 14 تموز التي نعيشها بكل تفاصيلها حاليا .
بينما يتناول الفصل الثاني من الكتاب وهو بعنوان بارز وحيوي للغاية كوننا خاصة كعراقيين عانينا من هذا الصراع منذ صبيحة يوم 14 تموز 1958 الاغر ولحد يومنا هذا ، الذي تتقاطر فيه فلول الارهاب وعصابات العرب المستنذلة تارة باسم العروبة وتارة باسم الاسلام ، وقد نجحوا فعلا في تخريب بلدنا وتهديم الكثير من القيم والاخلاق والتقاليد ، وهو ما تحدث عنه الكتاب من استغلال للدين في جميع النواح ان كان عن طريق الفتاوى الدينية او التهريج العروبي ويظل الاعراب كما قال تعالى ( الاعراب اشد كفرا ونفاقا ) .
ويصل المؤلف في الفصل الرابع من الكتاب الى طرح تساؤل يهم المرحلة السياسية العراقية وهو : ( لمذا التيار الديمقراطي ؟ ) . والجواب جلي جدا وواضح من خلال ما جرى من تشرذم واختلاف القوى الوطنية العراقية المحبة للديمقراطية ، وصعود مفاجئ لقوى الاسلام السياسي والطائفي بشقية السني والشيعي ، والتخندق القومي العربي والكردي وتجيير كل المصالح الانية لصالح هذه القوى بعيدا عن الاصلاحات الحقيقية واعادة بناء البنى التحتية ، وتطوير العراق اقتصاديا وثقافيا . وبدل كل ذلك اغراقه بالخرافات الدينية ، واستغلال ثرواته من اجل حفنة معينة من الطارئين على الساحة السياسية ، ونهب ثروات العراق وخيراتة . لذلك جرى التوجه نحو تشكيل التيار الديمقراطي الذي يجمع كل القوى المحبة للديمقراطية على الواقع بعيدا عن الشعارات الرنانه .
وما اريد ان اقوله من خلال متابعتي لفصول وابواب الكتاب ان هناك جهدا رائعا مبذولا لتوضيح وتاكيد العديد من الظواهر والنظريات الحديثة التي يجري الحديث عنها الان بصوت عال ، لنصل في نهاية الفصل السادس لسؤال المؤلف المهم الذي يقول : ( هل من خاتمة لهذا الصراع ….؟ ) ، ويرد الجواب جليا واضحا عندما يقول ( فالانسان اذن هو صانع التاريخ وكل الحضارات والتغيرات المرتبطة به ) ، لان ( دراسة قوانين التاريخ التي تعلم الانسان كيف يرى آفاق هذا التاريخ وكيف يتعامل معها ) . لذلك فكل نتاج الحضارة البشرية ( هي منجزات الانسان نفسه ) .
ويختم المؤلف دراساته القيمة بحقيقة تاريخية وهي استمرارية الصراع لأبد الدهر كون السكون وعدم الصراع تعني :
( خاتمة حياته ) .
تحية لاستاذنا وصديقنا المبدع دائما الدكتور صادق اطيمش ، وابداع جديد يضاف لسلسلة ابداعاتة المتواصلة .
- · كاتب وصحفي عراقي
رئيس تحرير جريدة السيمر الاخبارية