www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

مختارات من قصص الأديبة وفاء عبد الرزاق

0

في المكان السهل.. تتربَّصُكَ الرصاصات… أيـُّها الـلـًصُ…..

( لصٌ في الدَّهْس )
————————
في المكان السهل..
تتربَّصُكَ الرصاصات…

أيـُّها الـلـًصُ…..
انتبه!
المدرسة عجوز بلا عكـَّـاز وبوصلة الكتاب عصارة مُرّة.

سأقولها لكم:
– حدّقوا في الخناجر،،لم تتغيَّر الحكاية ،، الشكل فقط أخذ وجهاً تكنولوجياً

كيف للإنسان أن يصبح حيواناً كاسراً؟؟

ربَّما شريعة الغاب اقتضت ذلك..إذاً،، لا بأس إن افترستك الكواسر،، أيها اليتيم الصارخ في داخلي ،، تكحـَّل باليتم وبالصبر وسرْ حيث أسير.

نصف يومي أقضيه في الطرقات،،والنصف الثاني في المزابل..

مَن وهب درع التكريم للقائمين على رعاية أطفال الشوارع أو الاهتمام لم تتقلص معدته جوعاً ولم ينزف جرحه وهو يبحث عن خبز يابس محشور بين القناني القذرة، يمسح عنه الأوساخ ويلتهمه.
سيتصدقون عليَّ بنظرة ويتركون أمـِّي المريضة بالسعال تنتظر عودتي إلى غرفة من صفيح.

تسعل دماً كلما انتابها الخوف على طفولتي ،، تنهض مثلي بنصفين ،، نصف هزيل بانت نتوءات عظامه، ونصف أكله السعال،، لنا الأنصَاف ولهم الكل.

تزحف بنصفها الهزيل وتتوسط مزلة قريبة من كوخ الصفيح… تحفر بنصف عظام ناتئة ونصف تقرَّحت سبله في البحث عن لعبة لأختي الصغرى كي يصمت صراخ الجوع في بطنها.

هي الباقية لي،، احتفظت بها أمِّي في بطنها،، كانت وقتما مات أبي وأخوتي الثلاثة بانفجار في سوق الخضار خارج البيت،، تغسل الملابس في بيت مدير الشرطة وحامل بشهرها السابع.

رحم الله أبي ، رغم شلله كان ينزل السوق بعربة من الخشب يدفعه أخي البالغ عشر سنوات وينزل به السوق ليبيعان الخضار ( الكرَّاث والفجل والبصل الأخضر) ويرجع مع باقي أخوتي بقليل من ربح يقتسمه بين شراء الخبز وشراء الخضار ليوم ثان.. كان عمري خمس سنوات لذلك تعطـّف عليَّ عمري الصغير في البقاء مع أمي لتأخذني إلى بيت مدير الشرطة .

تتحصن بدموعها وتغسل ،، وزوجة المدير تصرخ بها وتشتم زوجها كونه لم يعاقب الشرطي الذي تأخر في جلب الغسَّالة من التصليح.
غنية تهذي وتذرع المطبخ:
– لو لم يتأخر الشرطي في جلب الغسالة من المصلح لوفرنا ثمن هذه الملعونة التي تغسل بيدين نحيلتين.

حين ذهبوا ولا عودة..
لم يكن حصن الدموع واقياً أو كافياً للمّ شمل حزنها .. زوج وثلاثة أولاد في لحظة واحدة،،أي فقد هذا وأية دموع تتحصن بها امرأة تنتظر طفلاً سيرى الدنيا وبخضنها طفل يتعلق بثيابها خشية فقده الطريق كلما توجها صوب بيوت المدراء.

ذات قنبلة،، تهشمت دارنا الأولى ليضعنا رمادها بين يديّ دار من صفيح.
وذات عبوة ناسفة في سيـَّارة ضاع كل شيء لأمِّي .

سمعتُ أنينها الخفوت ساعة الطلق،، أنين،، صراخ،، دعاء،، ورجاء ليد تمتد عوناً في لحظتها العصيبة ،، وأمل برؤية أبي قربها يخفف عنها الألم.. لكن الطلق لم يرحمها ،، ضاقت عليها ساعة الولادة ونزلت أختي مشوهة من نصفها السفل،
صرخة حياتها الأولى كانت برجل قصيرة جداً وكأنها أصبع زائد على جسدها،، ويد يمنى زائدة هي الأخرى عن جسد لدن صغير … أصبعان فقط،،، حين كبرتْ قليلا صارت تُشير به إليَ لأحملها وأدور بها في الشارع.. طفلان يحاولان اسكات الجوع.

حسدتها كثيراً لأنها ترضع من ثدي أمّي،، نعم حسدتها ورجوتُ أمِّي أن تُرضعني معها ،، لكنها قالت لي:
– بُني… لا حليب في صدري،،أختك ترضع رائحتي فقط وتنام.

ذات قنبلة،، ذات عبوة ناسفة ،،، وذات صدفة عبثتُ في القمامة فعثرتُ على لعبة جميلة جداً، استغربتُ كيف رماها أصحابها في المزبلة..
أسرعتُ بها إلى أختي أفرحها بما ملكت يدي..
قذفتُ اللعبة في الهواء واحتضنتها ،، ثم قذفتها ثانية وثالثة والتقفتها،، في الرابعة التقفها منـِّي شرطي كان يراقبني ولا أدري،، شدَّني من أذني:
– كيف سرقت اللعبة مَن أعطاها لمتسول مثلك؟

– مَن هم أصحابك؟ مَن هي العصابة التي اختطفت الطفلة ( مَي) وهي تلعب قرب دارها؟ تكلم أيها الأجرب قل؟
استعطفته بكل الانبياء والأولياء لم يأبه لتوسلي:
– إسمع… نفس اللعبة في الصورة معي،، قل اعترف كيف تساعد العصابة ،، هل تستدرج الأطفال اليك وعصابتك تكمل الباقي؟

– كم كان نصيبك أيها اللـّص؟
قلت له سيدي: لم آخذ نصيباً من الحياة غير الجوع والفقد وها هي حالتي تصف حالتي والطريق شاهد على ما أقول.

دنا منه شرطي آخر،، انتهزتُ فرصة انشغاله معه وهربتُ منه راكضاً لا أدري إلى أين… ركضتُ وركضتُ ،،، ثم لهثتُ كثيراً وتوقفت لثوان حتى أتصالب قليلا وواصلت الركض..

كان الشرطي يركض خلفي ،، العتبات تركض هي الأخرى،، والبيوت… كل شيء تعب من الركض واستقر في مكان ما إلا أنا ،، لم أتوقف ،،، قدماي غمرهما رملٌ متوحشٌ ابتلعهما وغاصا بين سخونته.

أين أنا لا أعرف،، فقط صحراء تمشي خلفي وصراء أمامي ،، وقعت ،، وجدتها رخوة لا تحتضن صغيراً،، لماذا الصحراء لا تُشبه أية أرض؟
أين أمّي ،،، ماذا عساها تفكر الآن ،،، هل مزقها القلق عليَّ،، هل بها قوة لتبقى ظلاً لأختي المسكينة؟

كيف غفوتُ وغاصت أوصالي في خط حفره جسدي في الرمل ؟؟
السماء تضغط على صدري ،،أراها بنصف عين ،، كلِّي مشلول الحركة وعيني تدور نصف دائرة..
سماء وهبتني النصف في كل شيء،، حتى اللعين حين ضمّني لم ينشقّ بقياس جسدي المتخشِّب…
لن أُدفـَن بنصف شبر أيها اللعين …. ثلاث نقاط هنَّ وصمة عار بوجهك،، أية واحدة منهن لا تصلح أن تصبح خال حُسن على خدك .
أنا الإبن الشرعي للطريق،،وأنت وحشٌ في صحراء على هية قبر.
سأنتصر عليك وأنقـِّي جياع المزابل من العُرج …أصنع لهم أرجُلاً صحيحة من لحم ودم وليست صناعية،،، فالأرجُل الصناعية للمبتورين الأثرياء،، ولنا السماء الماطرة بالأرجُل..

**************

( طفلٌ بصحنِ هريس )

قصة / وفاء عبد الرازق

ليت كل التراب يصبح عشباً وليت كل رمل سنابل.

ثلاثة أطفال وامرأة، ثلاث بنات وعويل، أربعون هيكل عظمي وصحن ُرزّ، ألف رمقٍ ٍ بقطرة ماء.

مثلما يحدث مع أي شاعر حين يبحث في ” كوكل” عن عنوان يحتاجه
كنتُ أبحث في جهاز الكومبيوتر خاصتي عن وجوه نساء عراقيات، حقاً كنت بحاجة لأم.
لا أريد أية أم بل أمـِّي الشجرة، وجدت يدي غاصت في بحر البحث ، موقع يفتح لي صدر جدة مسنّة أرفضه ، لا أريد أية جدّة بل أريد جدتي السنبلة.
موقع يفرش لي بيت خالة بعباءة ووشم، لا أريد أية خالة بل أريد خالتي النخلة، موقع يفتح لي قلب عمـّة أرفضه لا أريد غير عمتي القمحة.

رفضت الخالات والعمـَّات رفضتُ كل النساء المتشحات بالسواد المرتديات جوعهن والمتبرِّجات بزينتهن رفضت كل ما يدعو للأنوثة وصرخت:
– أريدكِ أنتِ أمــِّيَ الأرض.

بحثتُ عنها كثيرا وليتني لم أفعل. أعرف فضول يدي الجادّة حين تشتعل بالبحث عن فضيحة كونية أو عن فضيحة إنسانية.

ليلتها لم أعرف نفسي مَن أنا ومَن أكون، ليلتها أصبحتُ سماءً تثرثر دموعها وتنتحب.

لستُ نائمة لكن لابد من أخذ قسطاً من الراحة كيف أعتذر لصديقتي عن عدم حضوري دعوتها لوليمة عشاء مع زوجات كبار شخصيات البلد.

تغلـَّب عليّ التعب والإرهاق والقهر ونمت نصف ساعة، بعدها صحوت مسرعة أستعد كي أكون بوجه جديد مطليّ بالأبيض والأحمر، يعني أخدع نفسي قبل خداعهن لي بحُلي براقة وقلوب طريـَّة وعقول تافهة، لا أجمع حاشا لله فبعضهن لهن هدوءاً وحشمة.
ارتديت ثوبا ونزعته ارتديت رابع وقلعته لم أكن راغبة بالبهجة لكن ما العمل للضرورة أحكام.

بداخلي خيبة ثقيلة، هذا واضح من فتور ابتسامتي في وجه مضيـِّفتي والحاضرات، ضحكت معهن لمُزَح ماجنة اخترقتني سكاكينها وسخرتُ من شفتي بسبب طاعتها لتوافه الحياة.

ثلاث ساعات مررن كدهر، أنقذتني الخادمة وهي توشوش لسيدتها،
لم ندر ما قالت لكن فهمنا من دعوة السيدة لنا إلى العشاء.

ما شاء الله عامر البيت بأهله أزادكم الله من خيره، قلتها بصدق نيـّة لأنِّي أحب السيدة وأحترم مواقفها الإنسانية. دارت الشوَك والملاعق وكؤوس العصير وهبشت الأيدي بما لذ وطاب. إلا أنا تجمدتُ بمكاني حين شاهدت هيكلا عظمياً لامرأة من أفريقيا حبا على طول المائدة خائر القوى يدور حول الأواني ولا يقوى على مد عظام يده لتهبش مع الجميع.

لاحظتْ المضيـِّفة صحني دون أكل أخذته لتصبَّ من القوزي على الرز المحمـَّص والمعطر بالزعفران، سحبتُ الصحن من يدها بقوة:

– لا أريد لحم الخروف، أدركتُ غلطتي وقدمتُ عذرا يقنع الجميع بارتباك معدتي من اللحم. رأيت طفلة لبنانية مشويِّة محمَّصة محاطة باللوز والفستق، قلت في نفسي لا حول ولا قوَّة إلا بالله، لكن السيدة لم تتركني لحالي رضختُ لإصرارها وقبلت منها صحن شاورمة بالخضار والبطاطس، حين غرست الشوكة نبتت شريحة من لحم كف مهروس بقذيفة وقعت في سوق شعبي في بغداد.

ذكرتُ ربـّي وكدتُ أفرغ ما بمعدتي رغم فراغها، شعرتُ بمغص شديد يهرس أمعائي .
هم يضحكون ويتبادلون ورق العنب والدجاج ، غريب أمرهم ألم يروا ألأطفال انتشروا في المكان ازدحموا حولي وحولهم، لماذا أنا فقط أراهم هل هذا عقاب لي كوني تفرجت على صورهم في الكومبيوتر؟

جلستْ صديقتي المضيـّفة بمحاذاتي: اليوم أنتِ على غير عادتك ألم يعجبكِ طبخنا؟
خجلت: حاشا لله يا عمري هي معدتي المرتبكة اليوم وهذا من سوء حظي.
– إذا سأجلب الهريس.
لجم فمي كلامها بينما هي برقتها ملأت الإناء بالهريس وقدمته لي .

تجمع الأطفال كلهم حولي صارت المائدة شاشة كومبيوتر ، هنا طفلٌ مشويّ، هنا رضيع يسبح بالمرق ، هناك مسنٍّ ينام بصحن الفاكهة ، لحم طازج خرج توه من المحرقة ، من النار، من القذائف، من الأنقاض.

انتبهتُ للمضيـّفة تهز كتفي: تفضلي والله أطيب هريس.

الملعقة بيدي اليمين وباليسار الصحن ، ميز الطعام جهاز كومبيوتر، شاشات تلفاز، لم أذق الهريس، لمست في أطراف الملعقة ريش غراب شاهدته في إحدى الصور يتربص لموت طفل أفريقي حبا زحفا على رأسه قاصداً خيمة الإغاثة ، عاينت موضع إناء الهريس على الطاولة رأيت الطفل ذاته يخرج منه وينكبَّ على إطراف الإناء.

صرخت مفزوعة، ركضت خلفي مديرة المنزل ورشَّت على وجهي ماء الورد: هل اطلب الطبيب؟
– لا أنا بخير.
اعتذرتُ من السيدات والمضيـّفة، كنّ يتناولن الحلويات والشاي قلت ربما استسيغ طعم الحلوى، رفعتُ غطاءً من الفضة وضِع على صينية فضيـّة أيضا ، فزعت ما هذا؟ عيون بالقـَطر، امرأة جميلة دنت من الصينية وملأت صحنها عيونا بالقـَطر،
وقت شاهدتْ استغرابي خيـِّل لها أنه من عدد العيون خشيت من الحسد وأرجعت اثنتين:

– أحب لقمة القاضي كثيراً ضعيفة أمامها أضرب الرجيم عرض الحائط لو وقعت بيدي.
يبدو كانت تبرر لذاتها وليس لي.

اكتفيتُ بشرب الشاي أمزمز على مهلي ، بعد برهة دخل الخدم يدفعون عربة الكيك، قالت السيدة عملنا لكم اليوم أطيب كيك واشترينا الزيت الفلسطيني كي نأكل براحتنا .

التفَّ الجمع كله حول الكيك ،مديرة المنزل فتحت التلفاز لتهنئ السيدات بالكيك والموسيقى . لا أدري ما سمعتُ وما عرضه التلفاز،
صدحت الموسيقى وعربة الكيك تدور من واحدة لأخرى وأنا.

أنا وحدي أغنِّي أغنية القمح السنابل.

( طفلٌ بصحنِ هريس )

قصة / وفاء عبد الرازق

ليت كل التراب يصبح عشباً وليت كل رمل سنابل.

ثلاثة أطفال وامرأة، ثلاث بنات وعويل، أربعون هيكل عظمي وصحن ُرزّ، ألف رمقٍ ٍ بقطرة ماء.

مثلما يحدث مع أي شاعر حين يبحث في ” كوكل” عن عنوان يحتاجه
كنتُ أبحث في جهاز الكومبيوتر خاصتي عن وجوه نساء عراقيات، حقاً كنت بحاجة لأم.
لا أريد أية أم بل أمـِّي الشجرة، وجدت يدي غاصت في بحر البحث ، موقع يفتح لي صدر جدة مسنّة أرفضه ، لا أريد أية جدّة بل أريد جدتي السنبلة.
موقع يفرش لي بيت خالة بعباءة ووشم، لا أريد أية خالة بل أريد خالتي النخلة، موقع يفتح لي قلب عمـّة أرفضه لا أريد غير عمتي القمحة.

رفضت الخالات والعمـَّات رفضتُ كل النساء المتشحات بالسواد المرتديات جوعهن والمتبرِّجات بزينتهن رفضت كل ما يدعو للأنوثة وصرخت:
– أريدكِ أنتِ أمــِّيَ الأرض.

بحثتُ عنها كثيرا وليتني لم أفعل. أعرف فضول يدي الجادّة حين تشتعل بالبحث عن فضيحة كونية أو عن فضيحة إنسانية.

ليلتها لم أعرف نفسي مَن أنا ومَن أكون، ليلتها أصبحتُ سماءً تثرثر دموعها وتنتحب.

لستُ نائمة لكن لابد من أخذ قسطاً من الراحة كيف أعتذر لصديقتي عن عدم حضوري دعوتها لوليمة عشاء مع زوجات كبار شخصيات البلد.

تغلـَّب عليّ التعب والإرهاق والقهر ونمت نصف ساعة، بعدها صحوت مسرعة أستعد كي أكون بوجه جديد مطليّ بالأبيض والأحمر، يعني أخدع نفسي قبل خداعهن لي بحُلي براقة وقلوب طريـَّة وعقول تافهة، لا أجمع حاشا لله فبعضهن لهن هدوءاً وحشمة.
ارتديت ثوبا ونزعته ارتديت رابع وقلعته لم أكن راغبة بالبهجة لكن ما العمل للضرورة أحكام.

بداخلي خيبة ثقيلة، هذا واضح من فتور ابتسامتي في وجه مضيـِّفتي والحاضرات، ضحكت معهن لمُزَح ماجنة اخترقتني سكاكينها وسخرتُ من شفتي بسبب طاعتها لتوافه الحياة.

ثلاث ساعات مررن كدهر، أنقذتني الخادمة وهي توشوش لسيدتها،
لم ندر ما قالت لكن فهمنا من دعوة السيدة لنا إلى العشاء.

ما شاء الله عامر البيت بأهله أزادكم الله من خيره، قلتها بصدق نيـّة لأنِّي أحب السيدة وأحترم مواقفها الإنسانية. دارت الشوَك والملاعق وكؤوس العصير وهبشت الأيدي بما لذ وطاب. إلا أنا تجمدتُ بمكاني حين شاهدت هيكلا عظمياً لامرأة من أفريقيا حبا على طول المائدة خائر القوى يدور حول الأواني ولا يقوى على مد عظام يده لتهبش مع الجميع.

لاحظتْ المضيـِّفة صحني دون أكل أخذته لتصبَّ من القوزي على الرز المحمـَّص والمعطر بالزعفران، سحبتُ الصحن من يدها بقوة:

– لا أريد لحم الخروف، أدركتُ غلطتي وقدمتُ عذرا يقنع الجميع بارتباك معدتي من اللحم. رأيت طفلة لبنانية مشويِّة محمَّصة محاطة باللوز والفستق، قلت في نفسي لا حول ولا قوَّة إلا بالله، لكن السيدة لم تتركني لحالي رضختُ لإصرارها وقبلت منها صحن شاورمة بالخضار والبطاطس، حين غرست الشوكة نبتت شريحة من لحم كف مهروس بقذيفة وقعت في سوق شعبي في بغداد.

ذكرتُ ربـّي وكدتُ أفرغ ما بمعدتي رغم فراغها، شعرتُ بمغص شديد يهرس أمعائي .
هم يضحكون ويتبادلون ورق العنب والدجاج ، غريب أمرهم ألم يروا ألأطفال انتشروا في المكان ازدحموا حولي وحولهم، لماذا أنا فقط أراهم هل هذا عقاب لي كوني تفرجت على صورهم في الكومبيوتر؟

جلستْ صديقتي المضيـّفة بمحاذاتي: اليوم أنتِ على غير عادتك ألم يعجبكِ طبخنا؟
خجلت: حاشا لله يا عمري هي معدتي المرتبكة اليوم وهذا من سوء حظي.
– إذا سأجلب الهريس.
لجم فمي كلامها بينما هي برقتها ملأت الإناء بالهريس وقدمته لي .

تجمع الأطفال كلهم حولي صارت المائدة شاشة كومبيوتر ، هنا طفلٌ مشويّ، هنا رضيع يسبح بالمرق ، هناك مسنٍّ ينام بصحن الفاكهة ، لحم طازج خرج توه من المحرقة ، من النار، من القذائف، من الأنقاض.

انتبهتُ للمضيـّفة تهز كتفي: تفضلي والله أطيب هريس.

الملعقة بيدي اليمين وباليسار الصحن ، ميز الطعام جهاز كومبيوتر، شاشات تلفاز، لم أذق الهريس، لمست في أطراف الملعقة ريش غراب شاهدته في إحدى الصور يتربص لموت طفل أفريقي حبا زحفا على رأسه قاصداً خيمة الإغاثة ، عاينت موضع إناء الهريس على الطاولة رأيت الطفل ذاته يخرج منه وينكبَّ على إطراف الإناء.

صرخت مفزوعة، ركضت خلفي مديرة المنزل ورشَّت على وجهي ماء الورد: هل اطلب الطبيب؟
– لا أنا بخير.
اعتذرتُ من السيدات والمضيـّفة، كنّ يتناولن الحلويات والشاي قلت ربما استسيغ طعم الحلوى، رفعتُ غطاءً من الفضة وضِع على صينية فضيـّة أيضا ، فزعت ما هذا؟ عيون بالقـَطر، امرأة جميلة دنت من الصينية وملأت صحنها عيونا بالقـَطر،
وقت شاهدتْ استغرابي خيـِّل لها أنه من عدد العيون خشيت من الحسد وأرجعت اثنتين:

– أحب لقمة القاضي كثيراً ضعيفة أمامها أضرب الرجيم عرض الحائط لو وقعت بيدي.
يبدو كانت تبرر لذاتها وليس لي.

اكتفيتُ بشرب الشاي أمزمز على مهلي ، بعد برهة دخل الخدم يدفعون عربة الكيك، قالت السيدة عملنا لكم اليوم أطيب كيك واشترينا الزيت الفلسطيني كي نأكل براحتنا .

التفَّ الجمع كله حول الكيك ،مديرة المنزل فتحت التلفاز لتهنئ السيدات بالكيك والموسيقى . لا أدري ما سمعتُ وما عرضه التلفاز،
صدحت الموسيقى وعربة الكيك تدور من واحدة لأخرى وأنا.

أنا وحدي أغنِّي أغنية القمح السنابل.

( طفلٌ بصحنِ هريس )

قصة / وفاء عبد الرازق

ليت كل التراب يصبح عشباً وليت كل رمل سنابل.

ثلاثة أطفال وامرأة، ثلاث بنات وعويل، أربعون هيكل عظمي وصحن ُرزّ، ألف رمقٍ ٍ بقطرة ماء.

مثلما يحدث مع أي شاعر حين يبحث في ” كوكل” عن عنوان يحتاجه
كنتُ أبحث في جهاز الكومبيوتر خاصتي عن وجوه نساء عراقيات، حقاً كنت بحاجة لأم.
لا أريد أية أم بل أمـِّي الشجرة، وجدت يدي غاصت في بحر البحث ، موقع يفتح لي صدر جدة مسنّة أرفضه ، لا أريد أية جدّة بل أريد جدتي السنبلة.
موقع يفرش لي بيت خالة بعباءة ووشم، لا أريد أية خالة بل أريد خالتي النخلة، موقع يفتح لي قلب عمـّة أرفضه لا أريد غير عمتي القمحة.

رفضت الخالات والعمـَّات رفضتُ كل النساء المتشحات بالسواد المرتديات جوعهن والمتبرِّجات بزينتهن رفضت كل ما يدعو للأنوثة وصرخت:
– أريدكِ أنتِ أمــِّيَ الأرض.

بحثتُ عنها كثيرا وليتني لم أفعل. أعرف فضول يدي الجادّة حين تشتعل بالبحث عن فضيحة كونية أو عن فضيحة إنسانية.

ليلتها لم أعرف نفسي مَن أنا ومَن أكون، ليلتها أصبحتُ سماءً تثرثر دموعها وتنتحب.

لستُ نائمة لكن لابد من أخذ قسطاً من الراحة كيف أعتذر لصديقتي عن عدم حضوري دعوتها لوليمة عشاء مع زوجات كبار شخصيات البلد.

تغلـَّب عليّ التعب والإرهاق والقهر ونمت نصف ساعة، بعدها صحوت مسرعة أستعد كي أكون بوجه جديد مطليّ بالأبيض والأحمر، يعني أخدع نفسي قبل خداعهن لي بحُلي براقة وقلوب طريـَّة وعقول تافهة، لا أجمع حاشا لله فبعضهن لهن هدوءاً وحشمة.
ارتديت ثوبا ونزعته ارتديت رابع وقلعته لم أكن راغبة بالبهجة لكن ما العمل للضرورة أحكام.

بداخلي خيبة ثقيلة، هذا واضح من فتور ابتسامتي في وجه مضيـِّفتي والحاضرات، ضحكت معهن لمُزَح ماجنة اخترقتني سكاكينها وسخرتُ من شفتي بسبب طاعتها لتوافه الحياة.

ثلاث ساعات مررن كدهر، أنقذتني الخادمة وهي توشوش لسيدتها،
لم ندر ما قالت لكن فهمنا من دعوة السيدة لنا إلى العشاء.

ما شاء الله عامر البيت بأهله أزادكم الله من خيره، قلتها بصدق نيـّة لأنِّي أحب السيدة وأحترم مواقفها الإنسانية. دارت الشوَك والملاعق وكؤوس العصير وهبشت الأيدي بما لذ وطاب. إلا أنا تجمدتُ بمكاني حين شاهدت هيكلا عظمياً لامرأة من أفريقيا حبا على طول المائدة خائر القوى يدور حول الأواني ولا يقوى على مد عظام يده لتهبش مع الجميع.

لاحظتْ المضيـِّفة صحني دون أكل أخذته لتصبَّ من القوزي على الرز المحمـَّص والمعطر بالزعفران، سحبتُ الصحن من يدها بقوة:

– لا أريد لحم الخروف، أدركتُ غلطتي وقدمتُ عذرا يقنع الجميع بارتباك معدتي من اللحم. رأيت طفلة لبنانية مشويِّة محمَّصة محاطة باللوز والفستق، قلت في نفسي لا حول ولا قوَّة إلا بالله، لكن السيدة لم تتركني لحالي رضختُ لإصرارها وقبلت منها صحن شاورمة بالخضار والبطاطس، حين غرست الشوكة نبتت شريحة من لحم كف مهروس بقذيفة وقعت في سوق شعبي في بغداد.

ذكرتُ ربـّي وكدتُ أفرغ ما بمعدتي رغم فراغها، شعرتُ بمغص شديد يهرس أمعائي .
هم يضحكون ويتبادلون ورق العنب والدجاج ، غريب أمرهم ألم يروا ألأطفال انتشروا في المكان ازدحموا حولي وحولهم، لماذا أنا فقط أراهم هل هذا عقاب لي كوني تفرجت على صورهم في الكومبيوتر؟

جلستْ صديقتي المضيـّفة بمحاذاتي: اليوم أنتِ على غير عادتك ألم يعجبكِ طبخنا؟
خجلت: حاشا لله يا عمري هي معدتي المرتبكة اليوم وهذا من سوء حظي.
– إذا سأجلب الهريس.
لجم فمي كلامها بينما هي برقتها ملأت الإناء بالهريس وقدمته لي .

تجمع الأطفال كلهم حولي صارت المائدة شاشة كومبيوتر ، هنا طفلٌ مشويّ، هنا رضيع يسبح بالمرق ، هناك مسنٍّ ينام بصحن الفاكهة ، لحم طازج خرج توه من المحرقة ، من النار، من القذائف، من الأنقاض.

انتبهتُ للمضيـّفة تهز كتفي: تفضلي والله أطيب هريس.

الملعقة بيدي اليمين وباليسار الصحن ، ميز الطعام جهاز كومبيوتر، شاشات تلفاز، لم أذق الهريس، لمست في أطراف الملعقة ريش غراب شاهدته في إحدى الصور يتربص لموت طفل أفريقي حبا زحفا على رأسه قاصداً خيمة الإغاثة ، عاينت موضع إناء الهريس على الطاولة رأيت الطفل ذاته يخرج منه وينكبَّ على إطراف الإناء.

صرخت مفزوعة، ركضت خلفي مديرة المنزل ورشَّت على وجهي ماء الورد: هل اطلب الطبيب؟
– لا أنا بخير.
اعتذرتُ من السيدات والمضيـّفة، كنّ يتناولن الحلويات والشاي قلت ربما استسيغ طعم الحلوى، رفعتُ غطاءً من الفضة وضِع على صينية فضيـّة أيضا ، فزعت ما هذا؟ عيون بالقـَطر، امرأة جميلة دنت من الصينية وملأت صحنها عيونا بالقـَطر،
وقت شاهدتْ استغرابي خيـِّل لها أنه من عدد العيون خشيت من الحسد وأرجعت اثنتين:

– أحب لقمة القاضي كثيراً ضعيفة أمامها أضرب الرجيم عرض الحائط لو وقعت بيدي.
يبدو كانت تبرر لذاتها وليس لي.

اكتفيتُ بشرب الشاي أمزمز على مهلي ، بعد برهة دخل الخدم يدفعون عربة الكيك، قالت السيدة عملنا لكم اليوم أطيب كيك واشترينا الزيت الفلسطيني كي نأكل براحتنا .

التفَّ الجمع كله حول الكيك ،مديرة المنزل فتحت التلفاز لتهنئ السيدات بالكيك والموسيقى . لا أدري ما سمعتُ وما عرضه التلفاز،
صدحت الموسيقى وعربة الكيك تدور من واحدة لأخرى وأنا.

أنا وحدي أغنِّي أغنية القمح السنابل.

( طفلٌ بصحنِ هريس )

قصة / وفاء عبد الرازق
ليت كل التراب يصبح عشباً وليت كل رمل سنابل.
ثلاثة أطفال وامرأة، ثلاث بنات وعويل، أربعون هيكل عظمي وصحن ُرزّ، ألف رمقٍ ٍ بقطرة ماء.
مثلما يحدث مع أي شاعر حين يبحث في ” كوكل” عن عنوان يحتاجه
كنتُ أبحث في جهاز الكومبيوتر خاصتي عن وجوه نساء عراقيات، حقاً كنت بحاجة لأم.
لا أريد أية أم بل أمـِّي الشجرة، وجدت يدي غاصت في بحر البحث ، موقع يفتح لي صدر جدة مسنّة أرفضه ، لا أريد أية جدّة بل أريد جدتي السنبلة.
موقع يفرش لي بيت خالة بعباءة ووشم، لا أريد أية خالة بل أريد خالتي النخلة، موقع يفتح لي قلب عمـّة أرفضه لا أريد غير عمتي القمحة.
رفضت الخالات والعمـَّات رفضتُ كل النساء المتشحات بالسواد المرتديات جوعهن والمتبرِّجات بزينتهن رفضت كل ما يدعو للأنوثة وصرخت:
– أريدكِ أنتِ أمــِّيَ الأرض.
بحثتُ عنها كثيرا وليتني لم أفعل. أعرف فضول يدي الجادّة حين تشتعل بالبحث عن فضيحة كونية أو عن فضيحة إنسانية.
ليلتها لم أعرف نفسي مَن أنا ومَن أكون، ليلتها أصبحتُ سماءً تثرثر دموعها وتنتحب.
لستُ نائمة لكن لابد من أخذ قسطاً من الراحة كيف أعتذر لصديقتي عن عدم حضوري دعوتها لوليمة عشاء مع زوجات كبار شخصيات البلد.
تغلـَّب عليّ التعب والإرهاق والقهر ونمت نصف ساعة، بعدها صحوت مسرعة أستعد كي أكون بوجه جديد مطليّ بالأبيض والأحمر، يعني أخدع نفسي قبل خداعهن لي بحُلي براقة وقلوب طريـَّة وعقول تافهة، لا أجمع حاشا لله فبعضهن لهن هدوءاً وحشمة.
ارتديت ثوبا ونزعته ارتديت رابع وقلعته لم أكن راغبة بالبهجة لكن ما العمل للضرورة أحكام.
بداخلي خيبة ثقيلة، هذا واضح من فتور ابتسامتي في وجه مضيـِّفتي والحاضرات، ضحكت معهن لمُزَح ماجنة اخترقتني سكاكينها وسخرتُ من شفتي بسبب طاعتها لتوافه الحياة.
ثلاث ساعات مررن كدهر، أنقذتني الخادمة وهي توشوش لسيدتها،
لم ندر ما قالت لكن فهمنا من دعوة السيدة لنا إلى العشاء.
ما شاء الله عامر البيت بأهله أزادكم الله من خيره، قلتها بصدق نيـّة لأنِّي أحب السيدة وأحترم مواقفها الإنسانية. دارت الشوَك والملاعق وكؤوس العصير وهبشت الأيدي بما لذ وطاب. إلا أنا تجمدتُ بمكاني حين شاهدت هيكلا عظمياً لامرأة من أفريقيا حبا على طول المائدة خائر القوى يدور حول الأواني ولا يقوى على مد عظام يده لتهبش مع الجميع.
لاحظتْ المضيـِّفة صحني دون أكل أخذته لتصبَّ من القوزي على الرز المحمـَّص والمعطر بالزعفران، سحبتُ الصحن من يدها بقوة:
– لا أريد لحم الخروف، أدركتُ غلطتي وقدمتُ عذرا يقنع الجميع بارتباك معدتي من اللحم. رأيت طفلة لبنانية مشويِّة محمَّصة محاطة باللوز والفستق، قلت في نفسي لا حول ولا قوَّة إلا بالله، لكن السيدة لم تتركني لحالي رضختُ لإصرارها وقبلت منها صحن شاورمة بالخضار والبطاطس، حين غرست الشوكة نبتت شريحة من لحم كف مهروس بقذيفة وقعت في سوق شعبي في بغداد.
ذكرتُ ربـّي وكدتُ أفرغ ما بمعدتي رغم فراغها، شعرتُ بمغص شديد يهرس أمعائي .
هم يضحكون ويتبادلون ورق العنب والدجاج ، غريب أمرهم ألم يروا ألأطفال انتشروا في المكان ازدحموا حولي وحولهم، لماذا أنا فقط أراهم هل هذا عقاب لي كوني تفرجت على صورهم في الكومبيوتر؟
جلستْ صديقتي المضيـّفة بمحاذاتي: اليوم أنتِ على غير عادتك ألم يعجبكِ طبخنا؟
خجلت: حاشا لله يا عمري هي معدتي المرتبكة اليوم وهذا من سوء حظي.
– إذا سأجلب الهريس.
لجم فمي كلامها بينما هي برقتها ملأت الإناء بالهريس وقدمته لي .
تجمع الأطفال كلهم حولي صارت المائدة شاشة كومبيوتر ، هنا طفلٌ مشويّ، هنا رضيع يسبح بالمرق ، هناك مسنٍّ ينام بصحن الفاكهة ، لحم طازج خرج توه من المحرقة ، من النار، من القذائف، من الأنقاض.
انتبهتُ للمضيـّفة تهز كتفي: تفضلي والله أطيب هريس.
الملعقة بيدي اليمين وباليسار الصحن ، ميز الطعام جهاز كومبيوتر، شاشات تلفاز، لم أذق الهريس، لمست في أطراف الملعقة ريش غراب شاهدته في إحدى الصور يتربص لموت طفل أفريقي حبا زحفا على رأسه قاصداً خيمة الإغاثة ، عاينت موضع إناء الهريس على الطاولة رأيت الطفل ذاته يخرج منه وينكبَّ على إطراف الإناء.
صرخت مفزوعة، ركضت خلفي مديرة المنزل ورشَّت على وجهي ماء الورد: هل اطلب الطبيب؟
– لا أنا بخير.
اعتذرتُ من السيدات والمضيـّفة، كنّ يتناولن الحلويات والشاي قلت ربما استسيغ طعم الحلوى، رفعتُ غطاءً من الفضة وضِع على صينية فضيـّة أيضا ، فزعت ما هذا؟ عيون بالقـَطر، امرأة جميلة دنت من الصينية وملأت صحنها عيونا بالقـَطر،
وقت شاهدتْ استغرابي خيـِّل لها أنه من عدد العيون خشيت من الحسد وأرجعت اثنتين:
– أحب لقمة القاضي كثيراً ضعيفة أمامها أضرب الرجيم عرض الحائط لو وقعت بيدي.
يبدو كانت تبرر لذاتها وليس لي.
اكتفيتُ بشرب الشاي أمزمز على مهلي ، بعد برهة دخل الخدم يدفعون عربة الكيك، قالت السيدة عملنا لكم اليوم أطيب كيك واشترينا الزيت الفلسطيني كي نأكل براحتنا .
التفَّ الجمع كله حول الكيك ،مديرة المنزل فتحت التلفاز لتهنئ السيدات بالكيك والموسيقى . لا أدري ما سمعتُ وما عرضه التلفاز،
صدحت الموسيقى وعربة الكيك تدور من واحدة لأخرى وأنا.
أنا وحدي أغنِّي أغنية القمح السنابل.
 
 
 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.