www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

معكرون الماء العذب بقلم:اسلام الحصري

0

لا اله الا الله محمد رسول الله زملائى الصحفيين والإعلاميين والباحثين والكتاب،وكل صاحب رساله في كل مؤسسة صحفية أو فكرية …..أنتم نخبة تصنع السياسة وتحدد المفاهيم. قول الإمام الغزالي رحمه الله ” إن انتشار الكفر في العالم.. يحمل نصف أوزاره متدينون.. بغضوا الله إلى خلقه.. بسوء صنيعهم.. وسوء كلامهم ”

 لا اله الا الله محمد رسول الله زملائى الصحفيين والإعلاميين والباحثين والكتاب،وكل صاحب رساله في كل مؤسسة صحفية أو فكرية …..أنتم نخبة تصنع السياسة وتحدد المفاهيم.
قول الإمام الغزالي رحمه الله ” إن انتشار الكفر في العالم.. يحمل نصف أوزاره متدينون.. بغضوا الله إلى خلقه.. بسوء صنيعهم.. وسوء كلامهم “
رجاء أدركوا كلمة إسلامي، وتبعاتها الخطيرة على صورة الإسلام.
الإسلام شيء مقدس منزه على الخطأ، والإسلامي صفة للدين لا لأتباعه المسلمين، ليس كل عالم جليل مهما بلغت درجة علمه وصواب رأيه مقدس أو منزه عن الخطأ و ليس كل قيادي سياسي مسلم متدين – مهما بلغ عدد أتباعه ورغبته في تطبيق الإسلام في كل جوانب حركته السياسية – مقدس أو منزه عن الخطأ نعم لدينا علماء دين، وتيارات دينية، ومؤسسات دينية، يقودها مسلمون متدينون، ولكنهم ليسوا إسلاميين بأي حال من الأحوال، فهم بشر مثلنا يسعون لفهم الإسلام وتطبيقه قدر استطاعتهم، فإن أحسنوا فجزاهم الله خيرا، وإن أساءوا فمن أنفسهم ومن الشيطان ولهم منا النصيحة الطيبة المخلصة، أما الإسلام فهو منزل مقدس منزه عن الخطأ، فكيف ألصقناه بأفعال البشر المحدودة الناقصة!!؟؟؟؟ .
هل وصف الصحابة رضوان الله عليهم أنفسهم بالإسلاميين وهم الأجدر بالمعاني والمقاصد؟ هل وصف أتباع الشافعي والمالكي وأبو حنيفة أنفسهم بالإسلاميين!؟ ولماذا لم يفعلوا ذلك!؟
إن حجم الخلط الذي يسببه هذا المصطلح في عقول الناس عامة – وغير المسلمين خاصة – كبير للغاية، وهو مفتاح كبير للإساءة لصورة الإسلام وتشويها بقصد وبغير قصد.
التيارات الدينية في حاجة واضحة إلى منابر إعلامية وفكرية وبحثية تعبر عنها وتوضح صورتها وتشرح مواقفها، فلو كانت هذه التيارات تعبر عن أغلبية ما أو نسبة كبيرة من مجتمع- ليس عليها ان تفرض نفسها و إذا لم تعترف بما يفرزه الواقع من قوى وجماعات ثقافية كانت أو سياسية أو اجتماعية فلا أمل لها في وضع مشروع وطني”، ولا أمل في تكوين التيار الأساسي ولكن حين تبنى التيار للأسلام لابد من وقفة فهم هنا قدوة لغيرهم وقوله تعالى “وقفوهم انهم مسؤولون”بحمل امانة الدين والعمل بها
فالإسلام دين سماوي عظيم وأحد أهم الحضارات البشرية المعاصرة.
والإسلام ليس خصما للعلمانية أو الليبرالية أو الإشتراكية، فهذه إيدلوجيات بشرية، والإسلام أكبر وأسمى من ذلك بكثير.
الإسلام ليس إسما لحزب سياسي أو جمعية خيرية أو شعار يرفع في حملة انتخابية وقبل أن ننخرط في النقاش الدائر حول مشكلة ما، لابد من معرفة حجمها. مع مراعاة التمثيل لدور الدين والأسلام لها اولا ومن ثم التأكد من أن يكون متناغما مع الحجم الحقيقي لأى القضية، مراعاة لترتيب الأولويات ولا يجب ان ننسى أن كل قضية قابلة للنقاش، وأن كل رأي بخصوصها لابد أن يحظى بالاهتمام، والمتابعة

لكن التعبير العفوي عن عدم الرضا حتى لو كان المرء محقا، وبين تقديم نقد حقيقي للسياسات وعرض بدائل مدروسة لها. . فرق كبير بالنتائج سواء بالسلب ام بالايجاب فالإسلام شيء ثمين نحميه في قلوبنا ونطبقه كل لحظة بتواضع وبدون رياء، فإذا أصبنا فمن الله وإذا أخطئنا فمن أنفسنا.
أرجوكم أوقفوا التعريض بالإسلام.
البعض في بلادنا للأسف ضيق “الإسلام” حتى أخرج منه أهله، بدلا من أن يوسعه فيدخل في حماه وظلاله وفكره المسلم وغير المسلم يسارعون إليه لسعته بحثا عن الحلول.
‎”إن أولى دلائل التطرف هي التعصب للرأي تعصبا لا يعترف معه للآخرين بوجود، وجمود الشخص على فهمه جمودا لا يسمح له برؤية واضحة لمصالح الخلق، ولا مقاصد الشرع، ولا ظروف العصر، ولا يفتح نافذة للحوار مع الآخرين، وموزانة ما عنده بما عندهم، والأخذ بما يراه بعد ذلك أنصع برهانا، وأرجح ميزانا.” يوسف القرضاوي.
‎فليس من الإنصاف أن نتهم إنسانا بالتطرف في دينه لمجرد أنه اختار رأيا من الأراء الفقهية المتشددة، ما دام يعتقد أنه الأصوب والأرجح، ويرى أنه ملزم به شرعيا، ومحاسب عليه دينا، وإن كان غيره يرى رأيه مرجوحا أو ضعيفا، لأنه ليس مسئولا إلا عما يراه ويعتقده هو، وإن شدد ذلك على نفسه، بل حسبه أن يرى أن ذلك هو الأفضل والأورع، وإن لم يكن فرضا ولا واجبا، إذ كانت همته لا تقف عن حد الفرائض، وإنما يتقرب إلى الله تعالى بالنوافل حتى يحبه”،
أتمنى أن تدخل التيارات الدينية في عالمنا العربي في حوار داخلي حقيقي تعيد فيه ترتيب أوراقها في فترة مابعد النظم العربية الديكتاتورية، فنحن نريد فهم إيجابي للإسلام يوحد ولا يفرق ويبني أوطانا للجميع، نريد أن نجعل الإسلام الأطار الحاضن والحامي للجميع، نريد إسلام مجتمع وحضارة لا إسلام جماعات وطوائف وتيارات سياسية.
يجب على الأفكار أن تتغير مع تغير الظروف، وما كان ينفع في عهد ما قد لا يصلح لعهد اخر.

دنيا الوطن

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.