www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

هي وانا/محمد الشربيني

0

هي وانا/محمد الشربيني قصص قصيرة ولقطات سريعة

(هي وأنا )
 
1ـ روائح
 
* * *
 
راحت قفـزاته تسرق درجات السلم وكأنه لا يحمل أنبوبة البوتاجاز..
 
رائحة شهية تتدفق من الدور الثالث .. توقف .. هرش رأسه ..
 
ضغط زر جرس الباب ..
 
استنشق الهواء بعمق فسبقته قدماه إلي قاعة الطعام ، وزغرد لسانه وقد زاغت عيناه مع القائمة ..
 
توقف برهة يلتقط أنفاسه ، رائحة البارفان تغـزو المكان ، وتعيـده إلي الوراء ..
 
دارت رأسه وارتفعت نظراته الجريئة مع قميص النوم الوردي لأعلي لتصطدم بيدها الممتدة .. تركزت نظـراته نحوها تسبق الثواني وتقبلها أحاسيسه الجياشة أمام باب الشقة الموارب والصـوت الهامس :
 
خلي الباقي عشانك يا أسطي ..!
 
 
* * ***
 
2ـ مقـامات
 
* * ***
 
تضع يدها علي فمه وهي منزعجة ..
 
ـ أنا الراجل هنا يا ست هانم ..
 
قامت بإطفاء أنوار المنزل عـدا نور الصالة الخارجية فكسا ظله الحائط .. أدارت رأسها وهي تضع الغطاء علي وجهها
 
* * *
*
 
كان ضوء الشمس يغطي المكان
 
نفير السيارة يتصاعد فيرتبك ظل الرجل الواقف بجوار المكتب ، بينما يسارع الساعي إلي فتح الباب وهو ينبه الأستاذ إلي قـدوم الست هانم المديرة ..
 
تنتشر رائحة البارفان الباريسية بالمكان فينكمش الظل ويتسلل الحذاء وما يحمله إلي المكتب الآخر ..
 
* * *
 
 
3ـ تطـور
 
* * *
 
رمقته بنظرات نارية وهو ممدد علي الأريكة ..
 
ـ ما هذه الملابس الغريبة يا شيخ ..؟
 
إعتدل .. تثاءب .. تحرك خلف كرشه ..
 
الغدا كان
 
قاطعته .. لقد تأخرنا علي موعد الجماعة ..
 
إنتفض وراح يصلح من هندامه .. اقترب من المرآة ..
 
شهق .. أعاد وضع النظارة ذات العدسات السميكة علي وجهه ..
 
لم ير شيئا ..!
 
عندما أرهف أذنيه كانت هناك خطوات تبتعد ..!
 
* * *
 
عاد إلي المنزل عصرا .. تحسس نعومة ذقنه الحليقه ..
 
أرسل قبلة في الهواء لزوجته .. أشاحت بيدها ..
 
رفع المرآة لأعلي قليلا .. شعر بالجزع ..
 
كانت العدسات السميكة تملأ المساحة ..
 
* * *
 
كلماتها ما زالت تطن في أذنيه ..
 
ـ العدسات اللاصقة والمضغوطة موضة العصر يا رجل
 
اختار اللون الفيروزي اللامع بعد تردد ..
 
ستكون مفاجأة لأمينة ..
 
استدار للمرآة .. أصابت الدهشة بريق عينيه
 
ـ من هو هذا الرجل الأصلع ..؟
 
* * *
*
 
كان لون الباروكة الذي اختاره فاحم السواد..
 
حرك عضلاته .. أخذ نفسا عميقا ..استدار .. أطلق صفيرا عاليا .. رائحة البارفان الرجالي كانت تملأ المكان .. ابتعد عن المرآة قليلا .. دارت رأسه وعلامات الاستغراب تسبقه وهو يتفحص المرأة الواقفة بجواره ..
مع تحيات الشربيني المهندس
عضو اتحاد كتاب مصر
وعضو اتحاد كتاب الانترنت العرب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.