www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

نحن هنا، أحياء، بيدنا فصل القرار.!/عدنان كنفاني

0

قبل أن ندخل في مناقشة موضوع الساعة الساخن والملحّ حول طرائق تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، والتخلّص من حالة الانقسام التي يعاني منها الشعب الفلسطيني قبل أن تعاني منها الفصائل التي تسببت في هذه الحالة، وأصبح واجب إنهائها أكثر من ملحّ في مسيرة نضال الشعب الفلسطيني، وتداعيات ما يجري اليوم، سواء على الساحة الفلسطينية بشكل عام، أو في موضوعة غزّة والحصار الخانق على الشعب الفلسطيني في غزة، علينا أن نطرح سؤالاً واجباً، على كلا الجانبين المطلوب الإجابة عنه بكل صدق، وبشفافية عالية، وهو: هل القرارات،

نحن هنا، أحياء، بيدنا فصل القرار.!
عدنان كنفاني
 
قبل أن ندخل في مناقشة موضوع الساعة الساخن والملحّ حول طرائق تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، والتخلّص من حالة الانقسام التي يعاني منها الشعب الفلسطيني قبل أن تعاني منها الفصائل التي تسببت في هذه الحالة، وأصبح واجب إنهائها أكثر من ملحّ في مسيرة نضال الشعب الفلسطيني، وتداعيات ما يجري اليوم، سواء على الساحة الفلسطينية بشكل عام، أو في موضوعة غزّة والحصار الخانق على الشعب الفلسطيني في غزة، علينا أن نطرح سؤالاً واجباً، على كلا الجانبين المطلوب الإجابة عنه بكل صدق، وبشفافية عالية، وهو: هل القرارات، والمواقف التي يأخذها كلّ جانب قرارات داخليه وطنية خارجة عن إملاءات خارجية واجبة التنفيذ من أيّ جهة كانت.؟
هنا أجد من الواجب إعلان التحفّظ قبل أن يأتي الجواب، هذا إذا أتانا جواب شاف حول الموضوع.!
وعلى سبيل الافتراض، وحسن النيّة، نقول بأن الأمر لم يخرج عن الاستقلالية الداخلية، ورؤية كل جانب لما يرى، وفرضية الأيدلوجيات الحاضرة، دون تدّخل أي جهة خارجية، سواء كانت عربية أو غير عربية.
أعتقد أن الجواب عن هذا السؤال فيه أكثر من نصف الحلّ، ويمكننا، ونحن شعب عاطفي، أن نحسم كل إشكال بالحوار واللقاءات المفتوحة، وتقبيل اللحى والشوارب، أن نصل إلى قواسم مشتركة، من المفترض أن لا تخرج عن نبض الشارع، وتطلّعات الشعب الفلسطيني المعني الأول والأخير، والمرجع الأول والأخير.
أما على أرض الواقع، ووحشية تمسّك كل طرف بموقف صدامي مع موقف الطرف الآخر، يفرض علينا هذا الحال، أن نسلك سبلاً أخرى ذات جدوى لفرض حلّ يخلّصنا من حالة الانقسام، وتحقيق المصالحة، ونقول بالصوت العالي، أن كفى..
إن أهم الافتراضات الطبيعية وأولها يستوجب الرجوع إلى نبض الشارع الفلسطيني، وحسب ما أرى ويرى كل فلسطيني وعربي ودولي وديمقراطي، علماني أو غير علماني، يقرّ ويعترف بأن الشعب هو مصدر كل تشريع وسلطة، وأن أيّ حكومة، أو فصيل، أو سلطة، من المفترض أن تعمل على إيقاع تطلعات وأمنيات ورغبات الشعب.
وحتى لا يحسب كلامي وطرحي للفكرة متحيّزاً، أو يقف سلفاً مع جهة ضد أخرى، أقول، علينا أن نلجأ إلى حكم الشعب الفلسطيني، واستطلاع رأيه من خلال استفتاء شعبي نزيه وشفاف، وبرقابة صارمة ذاتية وعربية ودولية، شعبياً وفصائلياً، ولو أن للفصائل حسابات مختلفة ومتعددة ومتنوعة تخضع للولاء والمصلحة، وسامحوني إذا أضفت، وللكثرة العددية، وزلم السلطان، ومصادر التمويل.!
لا أعتقد أن مشاركة الفصائل في الاستفتاء يمكن أن تلغي مصداقية الاستفتاء، “كما تعودنا”، وليس فيما نقول عيباً أو سبّة أو إلغاء، وبخاصة إذا علمنا بأن كلّ الفصائل الفلسطينية مجتمعة، بقضّها وقضيضها لا تشكل أكثر من اثنين أو ثلاثة، أو حتى خمسة بالمائة من مجموع الشعب الفلسطيني في الداخل، والضفة، وفي غزّة والشتات، ومن المنطقي والعدل أن يكون لهؤلاء “المستقلون” الـ 95% من الشعب الفلسطيني، صوت ورأي وحضور.
وقبل أي توجّه، يجب أن يتفق الأطراف جميعاً دون استثناء بالتوقيع والالتزام بميثاق شرف مسبق، بقبول نتائج الاستفتاء، مهما كانت تلك النتائج، ما دامت تعبّر عن إرادة الشعب الفلسطيني.
وليكن موضوع الاستفتاء بسيطاً وملخّصاً:
(هل أنت أيها الفلسطيني، في الداخل، وفي الضفة وغزة، وفي الشتات، مع أو ضد برنامج المقاومة.؟)
نعم هكذا بكل سهولة وبساطة، ودون تعقيد، ودون تفصيل، نستطيع أن نرسو على توجّه واحد، ونعمل من منطلق مخلص وواجب على تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني، ونحن ندرك بأن الكلّ، مسؤولين وغير مسؤولين، حاضرين ومغيّّبين، يمينين ويساريين، إسلاميين وعلمانيين، يقول ويدّعي أن التوجّه السياسي الأساس، والأيدلوجي يجب أن يعمل لأجل مصلحة وصالح الشعب الفلسطيني، أليس كذلك.؟
إذن لنعود إلى الشعب، ويكون قرار الشعب هو الفيصل.
إننا نثمّن بكل الفخر والاعتزاز الدور الطليعي للفصائل، كلّ الفصائل، في قيادة نضالات الشعب الفلسطيني، وما لهم جميعاً من تاريخ نضالي وتضحوي طويل.؟
نعم هو كذلك، ولا أحد يستطيع أو يجرؤ على نفي هذه الحقيقة، ولكن، بعض هذه الفصائل ينضوي تحت راية منظمة التحرير، وبعضها خارج دائرة الانضواء، ومنظمة التحرير أصبحت حكراً على السلطة، أو بمعنى آخر على بعض رموز قيادة منظمة فتح، وقد حدث وسألت بعض قياديين في تنظيم مقاوم، له تاريخ نضالي طويل ومجيد، لماذا توافقون على قرارات السلطة سرّاً وعلانية، ولو أنها تتناقض مع توجهاتكم السياسية ومسيرتكم النضالية.؟ أجابني بعد محاولات مراوغة كثيرة، ومن أين يمكننا أن نغطي معاشات ومصاريف تنظيمنا، ورواتب كوادرنا، إذا أعلنا مخالفتنا قرارات المنظمة، أو قرارات وتوجّهات فتح.؟
إنني وأنا أركّز على ضرورة وأهمية الرجوع إلى استفتاء الشعب الفلسطيني، المستقل على وجه الخصوص، أعني “غير المنتمي والمنظّم فصائلياً”، نخرج من شبهات كثيرة في حصر الاستفتاء في دائرة الفصائل، والأسباب كثيرة يعرفها الجميع، وأقلّها التزام كل فرد في فصيل بما تمليه عليه قيادة الفصيل، سلباً كان الإملاء أو إيجاباً، موافقة لقناعاته أو غير ذلك، لأن هناك حساب وعقاب، والأهم من ذلك دوام سيولة الراتب الشهري.!
إذا سلمت النوايا، وكنا حقيقة نسعى إلى لحمة وطنية، وإذا كنا حقيقة نملك قرارنا الداخلي المستقل، لا أجد مغبّة في الرجوع إلى الشعب الفلسطيني، المنظّم فصائلياً، والمستقل، وهو الأكثرية المطلقة، والنبض الحقيقي لمتطلبات وتطلّعات وتوجهات الشعب الفلسطيني.
إن حالة الانقسام، والتشرذم تساهم، وقد ساهمت في تفكيك وحدتنا الوطنية، وتساهم في فتح جبهات جديدة على شعبنا الفلسطيني، وتساهم في تدخّل جهات خارجية، عربية أو غير عربية، شرقية أو غربية، إسلامية أو علمانية، وقد يكون في بعضها، أو في كلّها خروجاً عن إرادة الشعب الفلسطيني.
الكلّ ينادي بقطع الطريق على حالة الانقسام، والكل ينادي بضرورة توطيد اللحمة الوطنية بين أفراد وفصائل الشعب الفلسطيني، والكلّ يشكو من الواقع المتردي الذي وصلنا إليه بسبب الانقسام، والشعب الفلسطيني في كل مكان، وليس في قطاع غزة فقط، هو الذي يدفع الثمن، سواء باستدامة الحصار، أو في الاستلاب، أو في ضعف الشعور بالانتماء.
لقد وصل الحال بنا، جميعاً، إلى درك لا نحسد عليه وطنياً، لكنه يرضي بل ويعتبر حقبة زمنية ذهبية بالنسبة إلى العدو الصهيوني، وبالنسبة أيضاً إلى مؤيدي وحاضني هذا العدو، والمتطلعين إلى مسيرة مفاوضات لم ولن تنتهي، في الوقت الذي تجري فيه على الأرض استلابات خطيرة طالت الأرض والتراث والذاكرة، وكرّست واقعاً جديداً أصبح من المستحيل، أو من الصعب جداً فتح أي حوار يمسّ هذه المستجدات على الأرض، في فلسطين، كلّ فلسطين، وليس في القدس فقط، ولكن في كل مكان ومدينة وقرية وسهل وجبل وبحر وفضاء.
فهل يمكن أن نسمع من كل الأطراف المعنية صوت العقل.؟
 
ـ   ـ   ـ
 
 ************8

الاتجاه المعاكس في حضرةِ النفاق
عدنان كنفاني
 
الناس، كلّ الناس في وطننا العربي الكبير، وصلوا إلى نهاية نفق اليأس من صلاح حال هذه الأمّة التي كانت “خير أمّة أخرجت للناس”، إلا قلّة من المنتفعين، والمقتاتين على فتات موائد السلاطين، والمطبّلين المزمّرين بالأجرة والانتفاع، ما دام مصنع القرارات الوطنية والقومية العربية يقوم في “تل أبيب” وفي عواصم دول غير دولنا، بعيدة وغريبة ومعادية.
ولست بصدد تعداد مواطن البلاء الذي صار يستشري في جسد الأمّة، فهي أكثر من أن تعد وتحصى، وعلى مختلف المستويات والاحتياجات.
لقد بدأت تتسرب من بين أيدينا عوامل الانتماء، وصار الارتماء في أحضان العبث أمراً أسهل ألف مرة من سلوك دروب التقويم والتعليم والاجتهاد والعمل، يتهافت شبابنا على برامج في بعض الفضائيات المشبوهة، تبذل بسخاء منقطع النظير، ولا أحد يعلم من أين يأتي تمويلها السخيّ!! على أمل أن تنقلهم بين عشية وضحاها إلى مراتب السموّ المادي والشهرة، أصبح المغني أو المغنيّة رموزاً وأعلاماً ومنارات، ومصادر معلومات ومراجع، ودلالات تعليم ونقد، وأصبحت الراقصات نجوم الفضائيات تلك، والحاضرات في كل محفل، وفي المقابل تراجع إلى الصفوف الخلفية، بل والتغيبية، المثقف والباحث والمدرّس والمؤرّخ والملتزم، ثم أصبحوا في المنظور العام، مجموعة من الغرائزيين الرجعيين المنغلقين والمتخلّفين عن اللحاق بالركب الحضاري الحداثي.
سكنت الهزائم فينا فأوغلت تقطيعاً في قيمنا الاجتماعية والأخلاقية وحتى الإنسانية، فقدنا حتى احترامنا لذواتنا، فشلنا على مختلف المستويات في تكريس وجودنا وأحقيتنا في الحياة، وأصبح الهاجس الطاغي على حركة حيواتنا يقتصر على “الأنا”، والمادّة، وإلغاء الآخر.
نحطم رموزنا، نحوّل انتصاراتنا، النادرة، إلى هزائم، نسخَرُ من عطاءات الشهداء، نتناسى ألوف الأسرى المعذبين، نشارك في تشديد الحصارات على شعبنا، نقف إلى جانب من يوغل فينا قتلاً وتعذيباً وقهراً وإيلاماً، ونلقي بالتهم والصفات والشبهات على الشرفاء الباذلين من أجل نصرة هذه الأمّة، نلوّثهم بشظايا ما يصدّره إلينا أعداؤنا، حتى نصبح نحن المولّدين.!
أين قوتنا.؟ أين صناعتنا، أين مبتكراتنا، بل أين خيراتنا ومواردنا ومصادرنا.؟
على مدى أكثر من سبعين سنة ونحن لم نزل “مكانك راوح”، بل في تراجع دائم، في الوقت الذي استطاعت فيه بعض الدول، أن تحقق في فترة زمنية قياسية قدرات حقيقة، وقفزات نوعية على كافة المستويات، بعض هذه الدول وصل إلى حدود الاكتفاء ذاتياً تسليحاً وإنتاجاً عسكرياً وصناعات أساسية، ونحن نملك أكثر مما تملك تلك الدول من مقومات.
تعمّقت واتسعت الفجوة بين الحكاّم وطواقمهم من جهة، وبين الشعوب من جهات أخرى.
ثم.. يخرج علينا متأنّق وصولي انتهازي على شاشة فضائية يلومنا “كشعب قطيعيّ وغرائزي، متخلّف وجاهل وغوغائي وانفعالي” لماذا نتعلّق بحبال “تركيا” ولماذا تعلّقنا بحبال “إيران”.؟
ثم يهلّل ويطبّل لحكومات عربية ساهمت علناً وسرّاً في تثبيت الكيان الصهيوني على أرض فلسطين، وفي تشديد الحصار على قطاع غزّة، وفي التحريض للقضاء على المقاومة في جنوب لبنان وفي فلسطين، ولا شك في أن تطبيله وتهليله هذا سيُؤجر عليه بسخاء.
لا أريد أن أخوض في شرح سلوكيات هذا المتأنق في موضوعات أخرى، ونصرته، بل ودفاعه المستميت عن (إسرائيل) في مشروع حربها للقضاء على حزب الله في العام 2006.!
ولا في تهجّمه على سورية القلعة الوحيدة الممانعة الباقية ممسكة بثوابت الأمّة.!
هل يمكن أن يتصوّر هذا وأمثاله موقف الشعوب العربية كيف سيكون لو كان “أردوغان” واحداً من حكّام العرب.؟ أو لو خرج حاكم عربي وقال وفعل ما قاله وفعله “أردوغان”؟
نتوسّل، وندعو الله في كل لحظة أن يخرج من قلب هذه الأمّة، وقادتها المفترضين، مثل أردوغان.! أن تقف حكومة عربية موقف تركيا.!
ألم يسمع ذلك المتأنق المثل الشعبي الذي يقول: (القرعة تتغاوى بشعر بنت أختها)، ونحن أيها الساكن في برج الانتفاع والمصلحة أينما وُجِدَت، قُرعٌ بالثُلُث.! فمن أين تريدنا أن نأتي بشَعرٍ يستر عورة قرعتنا، ما دام حكامنا يحلقون رؤوسنا بشفرات القمع، كلما نبتت في قرعاتنا شعرة.؟
وعندما يفرض عليّ الحال أن أشير إلى ذلك المتأنق الرخيص، أشير من خلاله إلى كل الطاقم، أمثاله، المواكب لحركة السقوط والتنازل، والذل والعار، وأحمّله ورهطه، من حكام مستلبين مأجورين وعملاء، المسؤولية التاريخية التي أوصلتنا إلى هذا الدرك المهين.
نحن نعرف إيران، ونتابع مواقفها المتضاربة هنا وهناك، ونعرف أن المصالح الإيرانية، والتركية، ومصالح أي دولة وكيان، يحتلّ أولويات حركة وسياسة وإستراتيجية كلّ منها، وهذا حقّ لا يمكن لأحد أن يشكك فيه، ونعرف أن علينا أن لا ننتظر ولا نتوقّع من يأتي من الشرق أو من الغرب، من الشمال أو من الجنوب ليحارب عنا، أو ليعيد لنا حقوقنا المهدورة، أو ليضع همومنا ومشاكلنا على سلم أولوياته، وهذا حق أيضاً، فلكل دولة إستراتيجيتها ومصالحها.
ولكن، هل مطلوب منا أن نقول لمن يقف وقفة حق مع قضايانا، قف أنت غريب، وأنت طامع، نواياك مشبوهة، فلا تتدخّل في شؤوننا.؟
هل مطلوب منا أن نلقي بأحمالنا وكرامتنا ووجودنا وتراثنا وتاريخنا وأخلاقنا على ظهور حكامنا وحكوماتنا، وننتظر يوم يبيعونا جمعاً في أسواق النخاسة.؟
وهل مطلوب منا، ومن شبابنا مواصلة المضيّ مهرولين فرحين إلى أعشاش “الستار أكاديمي، والسوبر ستار، ومسابقات ملكات وملوك الجمال واللانجري والطبيخ والبطيخ والأزياء، والكليبات الفاضحة، ومسابقات الثراء الرخيص.؟”.
كلما لاح لنا طيف أمل، من هنا أو من هناك، يغلقون في وجوهنا كل فسحات الأمل، يبتدعون أسباباً وغايات ينشدها الآخر “النصير المفترض” على حساب جهلنا وغرائزنا وتخلفنا وغوغائيتنا.
لو كنا أقوياء، ولو كانت الحكومات العربية المتعاقبة حكومات نظيفة، بعيدة عن الفساد، والارتماء في أحضان الآخرين الغرباء الأعداء، ولو عملت حكوماتنا على بناء قوّة “ونحن نملك كل المقوّمات البشرية والمادية والفنيّة لذلك”، ولو أحسنت بناء الإنسان، كنا رفعنا أعلام دولة الإمارات على الجزر الثلاث، وكنا تمكّنا من حماية العراق من الاحتلال والسقوط والتفتت، وكنا أحسنا حماية أمننا القومي، وحدودنا القومية، الشرقية والغربية، الشمالية والجنوبية، وكنا دعمنا بقوتنا ولحمتنا وحدة السودان، ووحدة اليمن، وكنا أرسينا حالة استقرار ونماء في الصومال، وشددنا عرى الأخوّة بين دول شمال أفريقيا العربية، ولو كنا نملك قوانا الذاتية، وقرارنا الوطني والقومي المستقل، لعاد لواء اسكندرون إلى حضن سورية، وتخلّصنا من الغزو الإحلالي العنصري الصهيوني، وكنا فرضنا احترامنا على كل الدول، ولم نكن بحاجة لتلقّف وانتظار مواقف من دول أخرى تساهم في دعم قضايانا، ولم يكن لهذا المتأنق الوصولي وأمثاله، فرصةً للظهور والاسترزاق على وقع هزائمنا وبؤسنا.
إن الموقف التركي الرسمي الحالي، والمتصاعد، عامل دعم ونصرة، واجبنا أن نستثمره وندعمه ونحرص عليه، فهل مطلوب منا أن نستنكر هذا الموقف، ونبقى مرتهنين إلى حكام باعونا بالرخيص، وألقوا أحمالهم في دوائر الآخرين، وهم يدركون يقيناً أن هؤلاء الآخرين هم أعداء هذه الأمّة، وهم السبب والمسبب في كل سقوط وصلنا إليه.
 
ـ   ـ   ـ
 
 
 
 
 
 
موقع عدنان كنفاني
http://www.adnan-ka.com/
 
 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.