www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

النظريات العبثية: علينا التحرر من أسر الرواية التوراتية! (5)/مصطفى إنشاصي

0


فلسطين أرضاً وموطناً وإقليماً وتاريخاً وحضارة موجودة وقائمة ليس بحدود سايكس – بيكو أو الانتدابية، التي تسمى (فلسطين التاريخية) لتتوافق مع المزاعم الصهيونية بأنها أرض (الشعب اليهودي الدينية والتاريخية)، وتؤكد مطالبه الاعتراف منا بذلك، وسبق عام 2009 أن جعل نتنياهو الاعتراف بذلك شرطاً للعودة للمفاوضات، والآن القانون الذي يناقشه الكونجرس الأمريكي لتحديد من هو اللاجئ الفلسطيني يؤصل لذلك وكل مَن ينكر العلاقة بين (الشعب اليهودي وأرضه التاريخية) إرهابي …!
فلسطين موجودة قبل التاريخ وبعد التاريخ، فلسطين طوال تاريخها حدودها غير مقيدة بمساحة جغرافية محددة، هي حدود إدارية، تتسع وتضيق حسب التقسيم الإداري للدولة أو اﻹمبراطورية التي تحكمها، لذلك من الخطأ أن تكون الكتابة عن فلسطين منطلقة من الرواية التوراتية، ووجودها من عدمه مرتبط بثبوت صحة أو عدم صحة تلك الرواية، فإن ثبت صحتها تاريخيا أو أثرياً ففلسطين في مكانها الصحيح، وإن لم يثبت ففلسطين ليست هنا وابحثوا عنها في مكان آخر!
ليس ذنب فلسطين أن الرواية التوراتية اختلقت فيها تاريخاً وهميهاً خيالياً لليهود لم يثبت صحته، ذلك لا يعني الشك في وجودنا وتاريخنا، إنما يعني أن مزاعم الصهيونية وأنصارها استنادا إلى الرواية التوراتية باطلة، وأن الكشوف الأثارية تؤكد سرقة الرواية التوراتية لتاريخنا ونسبته لليهود كذباً وزوراً، وأن ذلك تثبيتا لوجودنا وحقنا التاريخي الذي يجب ألا يتسلل الشك فيه طرفة عبن!
أما أن كل من هب ودب مش عارف وين الله حاطه، حصل درجة علمية في زمن الجامعات الاستثمارية، أو قرأ له كتاب أو مقالة في زمن الفوضى الخلاقة (النت)، اعتبر نفسه يفهم ومن حقه أن يقول إن كان لنا تاريخ أو ﻻ؟! أو إن كانت يبوس الكنعانية، القدس الحالية، في فلسطين الحالية أو لا؟! لأن كل الحفريات والتنقيبات الأثرية لم تثبت صحة ما زعمه اليهود، وأن بعض علماء الآثار اليهود أصبحوا لا يؤمنون برواية توراتهم، لذلك فلسطين ليست هنا لكنها في الجزيرة العربية أو في غيرها … هذا لا هو علماء ولا عقلاء!
لذلك يجب التحرر من أسر الرواية التوراتية وكل ما يمت لها بصلة لأنها خرافة وأساطير وليست حقيقة ل تاريخاً ولا واقعا، إنما الحقيقة تاريخاً وواقعاً هي:
أن فلسطين موجودة وقائمة قبل كتابة التاريخ وبعده، وأن تاريخ وطننا كله مكتوب سواء أثارياً أو كتابة، وتاريخ الدول والإمبراطوريات التي تعاقبت على فلسطين محفوظ أثارياً وكتابة، ولم ينقطع في مرحلة من المراحل، وكل مَن يقول بغير ذلك مشكوك في نواياه وله علاقة بخدمة مصالح أعداء الأمة، وتوسيع الدائرة الجغرافية للأطماع اليهودية في وطننا، وإيجاد المبررات التاريخية والدينية لها في وطننا كله!
ليس فقط فلسطين التي يجب أن يقرأ ويكتب مستقلاً عن الرواية التوراتية؛ إنما تاريخ وطننا كله، من خلال رؤية تجمع ولا تفرق، تؤكد وحدة القبائل التي سكنته منذ قبل التاريخ أو بعده، جغرافياً وعرقياً وثقافياً ودينياً، وأنها الآن تتشارك المصير الواحد الذي يهدد وجودها من أعداءها، يهوداً كانوا أو نصارى أو غربيين أو غيرهم …

للمتابعة

https://omferas.com/vb/showthread.php?t=69234&p=251434#post251434

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.