www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

ضيف أرمينيا الكبير…بقلم: آرا سوفاليان

0

وصل سيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد والسيدة عقيلته والوفد المرافق إلى يريفان في زيارة تاريخية تستغرق يومين، بدء 17 ولغاية 18 من حزيران الحالي 2009، وكان في استقبالهم رئيس جمهورية أرمينيا السيد سيرج ساركسيان والسيدة عقيلته .

ضيف أرمينيا الكبير…بقلم: آرا  سوفاليان
وصل سيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد والسيدة عقيلته والوفد المرافق إلى يريفان في زيارة تاريخية تستغرق يومين، بدء 17 ولغاية 18 من حزيران الحالي 2009، وكان في استقبالهم رئيس جمهورية أرمينيا السيد سيرج ساركسيان والسيدة عقيلته .
وقد لاحظ سيادة الرئيس بشار الأسد حجم المحبة و المودة من الشعب الأرميني وحفاوة الاستقبال فقال سيادته  ” حين وصلت شعرت أني في بيتي “
نعم يا سيادة الرئيس لأن هناك اليوم مائة ألف سوري من أصل أرمني وصل أهلهم  في العام 1915 إلى سوريا وكان هناك أرمن قد وصلوا قبلهم ولا زالوا يشعرون جميعا منذ أن وصلوا إلى سورياً أنهم في بيتهم.
هذه الزيارة القصيرة أوجدت نظرية اقتصادية جديدة لم يفطن إليها الكثيرون وهي نظرية ربط مناطق البحار الأربعة كمنظومة اقتصادية متحدة ومتكاملة فلقد دعا سيادته  إلى تذليل العقبات السياسية بين تركيا وأرمينيا بما يخدم التجارة المتبادلة بين البلدين من جهة، وسوريا من الجهة الأخرى، موضحا أن الموقع الاستراتيجي لسوريا وأرمينيا يجعلهما ممرات إجبارية لخطوط النفط والغاز بين آسيا وأوروبا.
وأكد سيادته خلال افتتاحه منتدى رجال الأعمال السوريين والأرمن في يريفان إلى جانب الرئيس الأرمني سيرج سركيسيان، على ضرورة إقامة شبكة مواصلات برية بين منطقتي الشـرق الأوسط والخليج العربي من جهة، والقوقاز وآسيا الوسطى من جهة أخرى، داعيا إلى ربط البحار الأربعة  (الخليج العربي بحر العرب، والبحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود).
ولأن الطروحات العظيمة لا يأتي بها إلا العظماء، ويأتون بها مشفوعة بالحلول فلقد دعا سيادته إلى تذليل العقبات السياسية بين أرمينيا وتركيا كمدخل منطقي للبدء بتطبيق هذه النظرية وعلى هامش الزيارة وفي ما يتعلق بتذليل العقبات السياسية بين أرمينيا وتركيا فلقد تم نشر الخبر الآتي.
 دمشق ـ القدس العربي
أكدت مصادر غربية وسورية رفيعة لـ القدس العربي  أن دمشق ستقوم بدور وسيط بين تركيا وأرمينيا لحل الخلاف التاريخي المتعلق بمجازر الأرمن ، وأكدت المصادر أن هذه القضية تشكل واحدة من أبرز نقاط الزيارة التي يقوم بها حالياً الرئيس السوري بشار الأسد إلى أرمينيا وتستمر يومين، وتابعت أن علاقة دمشق القوية بكل من أنقرة ويريفان تمكنها من أداء هذا الدور رغم حساسية الملف وأهميته وعمقه التاريخي، وأن دمشق لمست خلال الأشهر الماضية مرونة واضحة من كلا الدولتين لتبني على أساسها مهمة الوسيط التي توقعت المصادر نجاحها إذا لم تعترضها مفاجآت خارجية تتعلق بمصالح أطراف دولية عديدة لا ترغب في إنهاء هذا الملف العرقي دون أن تسميها.
وهناك الملايين من الأرمن في أرمينيا والمغترب تندرج هذه الأمنية الخيرة بين أمانيهم ولسان حالهم يقول مسعى نبيل وكريم وشجاع و شريف من رئيس نبيل وكريم  وشجاع وشريف والله الموفق من قبل ومن بعد.
ولا بد أن المساعي الخيِّرة ستنجح وأن نجاحها سيؤدي إلى إنجاح الفكرة المستندة للنظرة المتأنية العميقة والفكر الثاقب ولا شك أن نظرية ربط البحار الأربعة ستعود بالخير والفائدة على شعوب المنطقة ، لأنها ستقود إلى تكامل اقتصادي بعد ربط كافة المعابر وفتح الحدود الأرمنية التركية وإقامة خط طيران مدني قصير ومجدي اقتصادياً  بين سورية وأرمينيا وخط آخر بري تستفيد منهما دول المنطقة كافة.
مطالب الأرمن ليست كثيرة وتتلخص في التكاتف ومد اليد للمساهمة في بناء الإنسانية، أما ما حدث فلقد حدث، وأتراك اليوم لا علاقة لهم بما فعله أتراك الأمس، ولا تزر وازرة  وزر أخرى، وهذا شرع الله، أما مقولة الحق فهي للتاريخ والعدالة لا أكثر ولا أقل.
زيارة الإدجميادزين المدينة القدسية
للأرمن كالشعوب الأخرى كراسي رسولية مقدسة تعرف بالكاثوليكوسيات، والكاثوليكوسية  الأم هي في مدينة الإدجميادزين المدينة القدسية القريبة من يريفان وهي لعموم الأرمن  Amenayn Hayots يشرف عليها صاحب القداسة الكاتوليكوس كاريكين الثاني سركيسيان ويتبع لها دير القديس سركيس Sourp Sarkisi Amenayn Hayots Vank القائم في منطقة الباب الشرقي من سور دمشق القديم، ويشرف على هذا الدير سيادة المطران آرماش نالبانديان، وهو رجل دين شاب مخلص وفذ، تفوق في دراسة اللاهوت وبرع في تعلم اللغة الألمانية حيث أنهى تحصيله العلمي العالي في ألمانيا وعاد ليباشر رسالته المقدسة السامية كرجل دين في دير القديس سركيس الذي تتبع له مدرسة أرمنية هي مدرسة التاركمانتشادز، وكان قد تم بناء هذه المدرسة منذ مائة وعشر سنوات وقد ألحقت بالدير الذي تم بناءه في فترة تسبق ذلك، حيث كان يستعمل كنقطة استراحة للحجاج الأرمن الذين كانوا يقصدون الديار المقدسة في حج بيت المقدس، أما هذه المدرسة وأسمها بالعربية مدرسة الرسالة الخاصة فلقد أرفدت بكادر من المدرسين الأكفاء بعضهم جاء من جمهورية أرمينيا  كمعلمة اللغة الأرمنية المخضرمة السيدة فارتوهي توتونجيان والتي لها أيادٍ بيضاء في تعليم اللغة الأرمنية الفصحى لطلاب وطالبات المستوى الثالث كبار، وتنفيذ العطاء الرئاسي المنحة وهو العطاء الذي وهبه سيادة المغفور له الرئيس حافظ الأسد عندما سمح سيادته بتدريس اللغة الأرمنية في عموم مدارس الأرمن، وكذلك المعلمة آراكس توتونجيان الحائزة على شهادة الدراسات العليا في علم النفس من جامعات جمهورية أرمينيا وتتولى تعليم اللغة الأرمنية الفصحى لطلاب وطالبات المستوى الثاني متوسط ، بالإضافة للمعلمة هايكانوش خوروزيان والمعلمة سفيدا غازاريان زوجة طبيب الغدد الصم والسكري الشهير الدكتور غاربيس غازاريان، الأولى تشرف على إدارة قسم الروضة المستوى الأول صغار في مدرسة الرسالة  التاركمانتشادز والمعلمة الثانية تم ندبها للإشراف على إدارة قسم الروضة المستوى الأول صغار في مدرسة الطليعة الساهاكيان (جولابي جولبينكيان) وهي المدرسة الأرمنية الثانية التي تتبع لمطرانية الأرمن الأرثوذكس وهي تحت إدارة طبيب القلبية الدكتور نازار كيرازيان والذي يتولى أيضاً قيادة فرقة الكورال الكنسية في دير القديس سركيس.
أما مدرسة الرسالة فكانت تحت إدارة الدكتور واروجان مصرليان وهو طبيب عيون بارع درس في جمهورية أرمينيا وهي اليوم تحت إدارة المهندس هاكوب ديرفارتانيان الانضباطي المتشدد.
والجدير بالذكر أن الفعاليات المشار إليها تدور في فلك مطرانية الأرمن الأرثوذكس في دمشق والقائم على رعايتها هو سيادة المطران آرماش نالبانديان الذي فضَّل ترك كل شيء والسفر إلى يريفان قبل وصول سيادة الرئيس بشار الأسد  إليها وحرص على استقبال سيادة الرئيس هناك ورافقه في معظم الجولات. 
ولأن الضيف المحتفى به في يريفان هو قائد فذ وشخصية  كبيرة  فلقد دعي سيادته لزيارة مدينة الادجميادزين المقدسة.
 وقد قابل سيادته  كاثوليكوس عموم الأرمن كاريكين الثاني في مدينة الأدجميادزين يرافقه وزير الخارجية الأرميني السيد إدوارد نالبانديان.‏‏
وعرض الرئيس الأسد خلال اللقاء مع قداسة كاثوليكوس عموم الأرمن بحضور عدد من البطاركة لأوضاع السوريين الأرمن وإسهاماتهم في إغناء تراث وثقافة المجتمع السوري حتى أصبحوا جزءا لا يتجزأ من النسيج السوري بتنوعه واندماجه الحضاري.‏‏
من جانبه شكر قداسة كاثوليكوس عموم الأرمن كاريكين الثاني للرئيس الأسد زيارته ووصفها بأنها تاريخية وعبر عن تقديره لاحتضان سورية لأبناء الأرمن الذين وجدوا دائما الرعاية والدعم من قبل الشعب السوري الودود الأمر الذي ساعدهم على الاندماج حتى أصبحوا أحد مكونات المجتمع السوري البناءة.‏‏
وقدم قداسة الكاثوليكوس كاريكين الثاني للرئيس الأسد أرفع وسام للكنيسة الارمنية وهو وسام القديس كريكور المنور Krikor Lousavoritsh مؤسس الكنيسة الأرمنية.‏‏
وبعد اللقاء سجل الرئيس الأسد كلمة في سجل الشرف لكبار الزوار.‏‏
والجدير بالذكر أن هناك كاتوليكوسية ثانية للأرمن لا تقل قداسة و شهرة عن الأولى وهي كاتوليكوسية سيس وهي كاتوليكوسية عريقة في كرسي سيس الرسولي المقدس وقد تم إنشاؤها في مدينة سيس عاصمة مملكة كيليكيا الأرمنية التي كانت تضم في جوانبها ألف كنيسة، ونظراً للظروف المأساوية التي حدثت في العام 1915 فلقد تقرر نقل الكرسي الرسولي من سيس إلى مدينة أنطلياس في لبنان وتم بمشقة بالغة نقل العاديات والنفائس والكتب المقدسة وملابس الأحبار وتيجانهم وصولجاناتهم وصلبانهم وقلاداتهم المرصعة بالأحجار الكريمة وكؤوس القربان المقدسة المذهبة  وآنية المارون وبعض اللوحات الثمينة التي تم إنقاذها  ووضعت في متحف ملحق بكاتوليكوسية أنطلياس.
ويدير شؤون هذه الكاتوليكوسية الكاتوليكوس آرام الأول كيشيشيان القيم على كرسي سيس الرسولي في المنفي وهو كرسي أنطلياس
ولهذه الكاتوليكوسية أنصار واتباع كثر حول العالم وفي لبنان وكافة المدن السورية وعلى الأخص في مدينة حلب حيث يمثل سيادة المطران شاهان سركيسيان كاثوليكوسية أنطلياس ولهم مدارس كثيرة  ومعاهد عليا في حلب، ولهم مدارس في دمشق أهمها مدرسة النظام المياتسيال وتقوم على إدارتها اليوم الدكتورة نورا آريسيان المدرِّسة في قسم التاريخ في جامعة دمشق والشخصية الفذة الآسرة التي تولت الدفاع عن القضية الأرمنية وإظهارها للعلن في كل كتبها والتي شاركت في ندوات كثيرة على الفضائيات تولت فيها بالمجمل الدفاع عن القضية الأرمنية.
وهكذا فلقد أتينا على نهاية مقالة ضيف أرمينيا الكبير راجين أن نكون قد انصفنا الجميع دون أن ننسى أحداً فالكل من أصحاب الولائين ومن محبي الرئيسين والبلدين، فهنيئاً للقائد الفذ الدكتور بشار حافظ الأسد بهذا البحر الهادر من الحب والمحبة، ونرجوا من الله عز وجلّ أن يبارك مسعى الخير، مسعى الصلح ويحقق أمنيات الشعبين التي جسدها سيادته بزيارته وبالنظرة الشاملة والواقعية والطموحة، التي وضعت مصالح الشعبين وفي البلدين وضعتها في المكانة الأولى وليبارك الله كل مساعي الخير وأصحابها.

الصور الملحقة بالمقالة:
الصورة رقم 1 
ضيف أرمينيا الكبير سيادة الرئيس الدكتور بشار حافظ الأسد مع نظيره الأرميني السيد الرئيس سيرج سركيسيان في اجتماع عمل ضم السيدة السورية الأولى والسيدة سركيسيان عقيلة الرئيس الأرميني

الصورة رقم 2
جانب من الاستقبال الجماهيري الحافل لضيف أرمينيا الكبير والسيدة السورية الأولى عقيلة السيد الرئيس.
 

الصورة رقم 3
سيادة الرئيس الدكتور بشار حافظ الأسد يفتتح منتدى رجال الأعمال الأرمن ـ السورين

 
الصورة رقم 4
سيدات ورجال الأعمال الحضور

الصورة رقم 5
صورة من الجوّ للادجميادزين الصرح الرسولي المقدس لكاتوليكوسية عموم الأرمن (الكرسي الأم)

الصورة رقم 6
جانب من اللقاء الذي جمع سيادة الرئيس الدكتور بشار حافظ الأسد بالكاثوليكوس كاريكين الثاني سركيسيان في الصرح الكاتوليكوسي  

الصورة رقم 7
قداسة الكاثوليكوس كاريكين الثاني سركيسيان يمنح سيادة الرئيس بشار حافظ الأسد أرفع وسام للكنيسة الارمنية، وسام القديس كريكور المنور Krikor Lousavoritsh مؤسس الكنيسة الأرمنية.‏‏

الصورة رقم 8
صورة تذكارية في حاضرة الكاتوليكوسية تجمع بين سيادة الرئيس بشار حافظ الأسد وقداسة الكاتوليكوس كاريكين الثاني، ويرى سعادة سفير أرمينيا في دمشق البروفيسور آرشاك بولاديان في الصف الأول جهة اليمين، ويرى سيادة المطران آرماش نالبانديان راعي دير القديس سركيس في دمشق في الصف الثاني والأقرب إلى سيادة الرئيس 

الصورة 9
مدخل دير القديس سركيس لطائفة الأرمن الأرثوذوكس عشية تجديد البيعة لسيادته.

الصورة 10
الوداع الرسمي لسيادته في مطار يريفان الدولي.

Ara Souvalian
ara@scs-net.org

 

 

 

 

 

 

http://www.up75.com/UpLoadImages/2009/06/27/10/0-SVSQBI71-44-12.jpg

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.