تأخذ المفاهيم والمصطلحات حيزاً كبيراً في صراع الأمة مع الآخر اليهودي ـ الغربي
وقد بات ما يُعرف باسم “معركة المفاهيم والمصطلحات” يشكل جزءً مهماً من معركة الآخر معنا
الذي باتت أهدافه وغاياته في وطننا واضحة المعالم، كما أنه لم يعد يُخفي نواياه في استهداف أغلى وأثمن ما تملك الأمة، عقيدتها ودينها وقيمها ومكونات وجودها الأخرى. أضف إلى ذلك أن المتأثرين بالفكر الغربي أو المتبنين للنهج الغربي في جميع فروع الفكر والآداب والعلوم الاجتماعية والإنسانية من أبناء وطننا بعد مرور حوالي قرنين عن بدء حركة الترجمة للإنتاج الفكري الغربي في وطننا، مازال السواد الأعظم منهم لم يعيد النظر في كثير من المصطلحات والمفاهيم التي تمت ترجمتها في مرحلة ما ترجمة خاطئة على الرغم من أنها أحدثت ومازالت تُحدث في الأوساط العلمية والأكاديمية والفكرية وعلى صعيد الأمة والفرد اختلاف واختلال في حقيقة تلك المفاهيم والتعاطي معها! وقد لفت نظري ما كتبه الأستاذ طارق العجماوي في حلقته الأولى من إضاءات فكريةعن خطأ استخدام مصطلح الشرق الأوسط وللفائدة ومزيد من التوضيح لصحة ما ذكر أنشر هذه المقالة.
الجـذور التاريخـية لمصطلح (الشرق الأوسط)
تُعرّف موسوعة السياسة، الشرق الأوسط بأنه: “مصطلح غربي (استعماري) كثر استخدامه إبان الحرب العالمية الثانية وهو يشمل منطقة جغرافية تضم سوريا ولبنان وفلسطين والأردن والعراق والخليج العربي ومصر وتركيا وإيران، وتتوسع لتشمل أفغانستان وقبرص وليبيا أحياناً … كما أن للمصطلح دلالة على مركزية أوروبا في العالم وهو شرق أوسط بالنسبة لموقعها الجغرافي). وقد كان أول من استخدم مصطلح (الشرق الأوسط) هو: “ألفرد تيير ماهان” الضابط والمؤرخ البحري الأمريكي عام 1902، وذلك لتحديد المنطقة الواقعة بين شبه الجزيرة العربية والهند، عند مناقشته للإستراتيجية البحرية البريطانية في مواجهة التحرك الروسي في إيران، ومخطط ألمانيا في إنشاء خط للسكك الحديدية – وقتذاك – يربط بين برلين وبين بغداد “العثمانية” من ناحية أخرى، حيث شمل المصطلح تركيا وإيران وبلدان الخليج العربي. وقد استخدم مصطلح (الشرق الأوسط) منذ ظهوره مع مشارف القرن العشرين في الدوائر الرسمية الغربية ووسائل الإعلام الغربي للدلالة على منطقة جغرافية بعينها من العالم، تسكنها شعوب يربط فيما بينها رباط الدين والعقيدة، مع اختلاف عناصرها القومية وهو في الأصل اصطلاح سياسي أطلق على المنطقة العربية وما جاورها من بلدان مشرق الوطن الإسلامي. وقد شاع استخدامه للدلالة عليها في المخططات الغربية، تجنباً لاستخدام مصطلح الشرق الإسلامي، أو الوطن العربي والإسلامي، حتى لا يستثير الروح الإسلامية في المنطقة ضد الغرب الصليبي، وحتى لا تقوى النزعة الداعية إلى إقامة الجامعة الإسلامية آنذاك. أو كما يرى القوميون العرب، أنه كان لتجنب استخدام مصطلح المنطقة العربية لمحاربة مفهوم القومية العربية ونزع صفة الوحدة عنها. وإذا كانت أمريكا أول من ابتدع هذا المصطلح ليكون له دلالة سياسية وعسكرية، فإن بريطانيا كانت أول من روج هذا المصطلح إعلامياً. حيث كانت صحيفة “التايمز” البريطانية أول من نقل هذا التعبير الجغرافي الجديد، ثم استخدمته بعد ذلك حكومة بريطانيا رسمياً “عند قيام وينستون تشرشل في 1921، بعد الحرب العالمية الأولى، بإنشاء (إدارة الشرق الأوسط) في وزارة (المستعمرات) التي كان يتولاها كي تدير شئون فلسطين وشرق الأردن والعراق، والتي ما لبثت أن امتد اختصاصها إلى مصر”. وفي أثناء الحرب العالمية الثانية وسّع الحلفاء حدود (الشرق الأوسط) ليضم “مجموعة البلدان الواقعة في غرب الهند بآسيا ومنطقة شمال إفريقيا، بما أصبح في النهاية عنواناً على كل البلدان العربية وتركيا وإيران، ثم رقعة الدول المجاورة لها, التي كانت تتسع أو تضيق حسب الظروف. وإن انتهت بضم إثيوبيا “الحبشة” لها”. كما أن الاصطلاح أصبح أثناء الحرب العالمية الثانية وبعدها يستخدم للفصل بين مناطق النفوذ والأطماع والعمليات العسكرية، بين دول الحلفاء، حيث كان الشرق الأقصى منطقة التحركات الأمريكية واهتماماتها الاستراتيجية، و(الشرق الأوسط)ة منطقة التحركات البريطانية – الفرنسية واهتماماتها الاستراتيجية. وقد ظلت هذه الحدود الجغرافية (للشرق الأوسط) شبه ثابتة في السياسة الغربية والعالمية طوال فترة الحرب الباردة، والصراع بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي. وإن ظلت تسعى الولايات المتحدة الأمريكية بالتحديد وبريطانيا والغرب بصفة عامة إلى تغيير نسيج المنطقة وتكوينها العرقي القائم منذ آلاف السنين، وذلك بدمج كيان العدو الصهيوني القائم بالسلب والاغتصاب في قلب الأمة والوطن ليصبح جزءا أصيلاً من نسيج المنطقة.
بعــد الحــرب البــاردة
ولكن بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وانتهاء الحرب الباردة وبعد حرب الخليج الثانية، تمكنت أمريكا من تشكيل تحالف دولي عسكري – سياسي لردع العراق، وفرض الهيمنة الغربية على (الشرق الأوسط) بعد خروجها منتصرة من حربها الباردة، وبعد نجاحها في جمع الأطراف المتصارعة في (الشرق الأوسط) على مائدة المفاوضات فيما يسمى مؤتمر “مدريد للسلام عام 1991″، وبعد نجاح العدو الصهيوني في فرض مشروعه لما يدعيه ” السلام” على منظمة التحرير الفلسطينية وتوقيع اتفاقية أوسلو 1993، ولد وضع جديد يمثل في نظر المخطط الأمريكي تهديداً لمصالح الغرب الأمنية – الإستراتيجية في المنطقة (بترول الخليج وأمن كيان العدو الصهيوني). وهذا الخطر يتمثل في: استقلال الجمهوريات الإسلامية الست “جمهوريات آسيا الوسطى” التي كانت جزءً من الاتحاد السوفيتي سابقاً، ومنها جمهوريتان تحتويان على كميات كبيرة من النفط والغاز الطبيعي، والخوف من انتقال الإسلام “الراديكالي” إليها مما سيؤثر على المصالح الأمنية الإستراتيجية لأمريكا والغرب في المنطقة، حيث يحذر التقرير الاستراتيجي الأمريكي الصادر في أيار/مايو 1995(من خطورة تأثير بعض أنظمة (الشرق الأوسط) على ثمانية جمهوريات مستقلة عن الاتحاد السوفيتي سابقاً بسبب الارتباطات التاريخية والثقافية القوية لها مع (الشرق الأوسط). كما يحذر بشكل خاص من إمكانية حدوث اضطرابات في حالة تصدير الإسلام (الراديكالي) على الطريقة الإيرانية إلى جمهوريات القوقاز وآسيا الوسطى. ويرى أن ذلك قد يؤثر على الجهود الإصلاحية في تلك الجمهوريات ويعقّد العلاقات بينها وبين روسيا. ويقترح التقرير ضرورة أن تتضمن أي سياسة أمريكية الحفاظ على استقلال هذه الجمهوريات.
ولما كانت عملية التغيير الشامل جارية في منطقة (الشرق الأوسط)، كان لا بد من إعادة صياغة وتعريف مصطلح (الشرق الأوسط) جغرافيا وسياسياً واقتصادياً وأمنياً وفق هذه التغييرات والتوجهات الجديدة، ووفقاً للمصالح الأمريكية التي تحاول الانفراد بقيادة النظام العالمي الجديد، وتمهيداً لتنفيذ (مشروع الشرق الأوسط الجديد) في المنطقة، الذي اقترحه وزير خارجية العدو الصهيوني بعد توقيع اتفاق أوسلو، بما يخدم مصالح الغرب والعدو الصهيوني. لذلك ظهرت بعض المفاهيم الجديدة لمصطلح (الشرق الأوسط)، سنعرض لبعضها مع التحليل. يرى “يوسف صايغ” أن الرؤية اليهودية لـ(الشرق الأوسط) تستمد من الجذور التاريخية والتوراتية، التي حددت الأرض من الفرات إلى النيل ميراثاً للشعب اليهودي، فيقول : “تمتد تاريخية المنظور (ونحن نغفل شمال أفريقيا من البحث) في إطار الحركة الصهيونية ودولة (إسرائيل) من الجذور التاريخية (التي تحدد المنطقة من الفرات إلى النيل ميراثاً للشعب اليهودي)، إلى تجسيد المنظور صراحة بعد حرب حزيران/يونيو 1967 بكتاب رسمي أصدرته (إسرائيل) بعنوان (الشرق الأوسط عام 2000). ويستطرد قائلاً : “يمكن ملاحظة ضبابية مفهوم (الشرق الأوسط) مقابل مفهوم الوطن العربي أو المنطقة العربية. فالأول تعبير جغرافي عائم لم تتضح حدوده بعد، فهو يستثني الأقطار العربية في شمال أفريقيا، لكنه يضم بعض الأقطار العربية من مصر والسودان والصومال غرباً، والعراق شرقاً، واليمن جنوباً، وإلى ذلك المدى، فهو يجزئ المنطقة العربية الواحدة بعملية افترائية تعسفية متعمدة…. فالمصطلح يضم إلى جانب البلدان العربية المشرقية و(إسرائيل) القائمة على التراب الفلسطيني بالاغتصاب والاقتلاع والسلب، كلاً من قبرص وتركيا وإيران .. وهي غير عربية – مع أن البيان الختامي لقمة الدار البيضاء لا يذكر البلدان الثالثة الأخيرة بالاسم. ثم إن البعض يوسع المنظور ليشمل أفغانستان كذلك، مع إمكانية امتداده شرقاً من أفغانستان وشمالاً من تركيا. فالمنظور لا يعدو أن يكون تعبير عن بقعة جغرافية غير ثابتة الحدود … وأخيراً ففي جميع الأحوال يشمل المنظور (إسرائيل) – بل إن (إسرائيل) كما يقول مسئولوها هي قلب (الشرق الأوسط) وتلتقي فيها معظم المشاريع والبرامج المنشورة في إطار (الشرق الأوسط) – وهي مقولة جاءت في خطاب الوزير الصهيوني بيريز في قمة الدار البيضاء”. أما (شيمون بيريز) في كتابه الشرق الأوسط الجديد) يحدد خريطة (الشرق الأوسط) “بأنها تمتد من حدود مصر الغربية حتى حدود باكستان الشرقية ومن تركيا وجمهوريات آسيا الوسطى الإسلامية شمالاً حتى المحيط الهندي وشمال السودان جنوباً، وهي منطقة تجمع دولاً عربية وإسلامية وليس فيها خارج هاتين الدائرتين (العروبة والإسلام) سوى (إسرائيل)”. أما “لطفي الخولي” فيخرج (الشرق الأوسط) عن إطاره المألوف، ويضم إليه أجزاء من جنوب أوروبا، اعتماداً على مبادرة “جاني ديميكيليس” وزير خارجية إيطاليا أثناء أزمة الخليج وحربها عام 1991 التي عبر عنها أكثر من مرة، ولقيت تجاوباً ملموساً من اليونان وأسبانيا، ونعني بها عبارته بشأن إقامة مجلس التعاون والأمن بين جميع بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط**، على غرار مجلس التعاون الأمني الأوروبي، الذي تحكمه اتفاقية هلسنكي التي عقدت عام 1975. وهذه المبادرة تخرج (الشرق الأوسط) عن الصورة التقليدية له وهي: الدول العربية وإيران وتركيا و(إسرائيل) وأثيوبيا، لتصبح مساحته الجغرافية تتسع لتضم الدول الأوروبية المتوسطية (اليونان، إيطاليا، أسبانيا، البرتغال، قبرص، مالطا)، باستثناء فرنسا وينقل خط حدود (الشرق الأوسط) إلى شمال البحر المتوسط وجنوب أوروبا.
يمكننا القول بكل يقين: أن مصطلح (الشرق الأوسط) ضاقت مساحته الجغرافية أو اتسعت، فإنه يعني في المفاهيم الغربية الوطن الإسلامي. الذي يمثل مناطق النفوذ للدول الغربية المتنافسة للسيطرة عليه وعلى ثرواته، والمتفقة فيما بينها على أن عقيدة شعوبه المتنوعة الأعراق والأجناس تمثل العدو المركزي للغرب وأطماعه، والبديل الحضاري عن نموذجه الحضاري الذي يحاول فرضه على العالم تحت مسمات عدة، أشهرها: العولمة. وكما كان الغرب يستخدم مصطلح (المسألة الشرقية) قبله للدلالة على أطماعه في ممتلكات الولايات الإسلامية العثمانية، فهو يستخدمه اليوم لنفس المعنى في الوطن كله. فقد وجه أحد النواب في مجلس العموم البريطاني سؤالا للحكومة عن البلاد التي تدخل ضمن مصطلح (الشرق الأدنى)؛ فأجابه وكيل وزارة الخارجية آنذاك قائلاً: “إن تعبير (الشرق الأدنى) الذي لازم السلطنة العثمانية يعتبر الآن في بريطانيا العظمى مما فات أوانه في اللسان الرسمي، ويستعاض عنه الآن بتعبير (الشرق الأوسط). ومجموعة البلاد التي يشار إليها بهذا التعبير تشمل: مصر، العراق، سوريا، لبنان، (إسرائيل)، العربية السعودية، الإمارات، الكويت، البحرين، قطر، مسقط، محمية عدن واليمن. أي ما يعرف بالوطن العربي مع اقتطاع المغرب العربي الكبير منه، ومع إضافة (إسرائيل) بديلاً عن فلسطين”.
دمج وتمزيق
يمكن من المفاهيم السابقة استخلاص بعض الملاحظات:
1- اعتبار العدو الصهيوني جزء أساسي من المنطقة التي يسميها الغرب (الشرق الأوسط) في كل المفاهيم. 2- تقطيع الوطن الإسلامي في المفاهيم المختلفة لما يسمى (الشرق الأوسط) مرة بفصل شمال أفريقيا المسلم منه، ومرة بضمه وفصل الشرق الإسلامي عنه، كما في مبادرة ديميكيليس. 3- أطلق مصطلح (الشرق الأوسط) بداية على بعض الدول العربية والإسلامية التي يمكن أن تشكل وحدة سياسية ذات تجانس ثقافي وحضاري، حتى بعد أن ضمت إليها أثيوبيا وقبرص، فالأولى ذات أغلبية مسلمة وعربية الأصول عرقياً، وإذا ما تم دعم الوجود الإسلامي المقهور فيها يمكن لها أن تأخذ مكانها الطبيعي كجزء من الأمة والوطن. والثانية، تاريخياً كانت جزء من الأراضي الإسلامية، وبها عدد كبير من المسلمين الأتراك يقارب النصف، ويمكن لها بحكم موقعها وتاريخها الانسجام إلى حد كبير مع بقية أجزاء الوطن. أمّا وقد ضُم إليه العدو الصهيوني أخيراً – نظرياً – تمهيداً لضمه فعلياً. ودمجه في نسيج دول ما سيكون (الشرق أوسط الجديد)، أو (النظام الإقليمي الجديد) للمنطقة، فإن المنطقة لا يمكن لها أن تشكّل وحدة سياسية ذات تجانس تاريخي أو فكري أو ثقافي أو حضاري، ولا حتى عرقي، لأن العدو الصهيوني يتناقض تناقضاً جذرياً أيديولوجياً وحضارياً مع شعوب المنطقة، ويختلف عنها في أهدافه وغاياته جذرياً أيضاً، بالإضافة إلى أنه يقوم في قلب الأمة والوطن على حساب حقوق الجماهير الفلسطينية بعد أن اغتصب أرضهم، وشردهم منها، ولا زال يصر على حرمانهم من أبسط حقوقهم. 4 ـ أياً كانت حدود (الشرق الأوسط) الجغرافية فإن الوطن العربي وخاصة مشرقه يشكّل قلب هذا (الشرق الأوسط) وشريانه النابض، والجسر الأرضي الذي يربط شرقه بغربه، وشماله بجنوبه. ولأن المصطلح ليس له ما يبرره في التاريخ، ولم نسمع بأي حركة أنها نادت بوحدة (.الشرق الأوسط) يوماً في التاريخ العربي والإسلامي***، لذلك يفضل عدم استخدام هذا المصطلح في وسائل إعلامنا العربي والإسلامي، أو على ألسنة السياسيين والمثقفين وغيرهم، واستخدام مصطلح يعبر عن حقيقة هوية المنطقة، وما يجمع بين شعوبها من عناصر ومكونات دينية وحضارية، بالإضافة إلى الموقع الجغرافي، والخطر اليهودي – الغربي الذي يتهدد مكونات وجودها العقدية والحضارية. لذلك سأستخدم مصطلح “الوطن ” أو “الوطن العربي والإسلامي” للدلالة على ما يسمونه “الشرق الأوسط) لعله يكون بداية لتقويم المقلوب، والعودة إلى الذات وإدراك أبعاد ومخاطر الاستمرار في استخدام المصطلحات الغربية التي تنطوي على أبعاد خطيرة ضد الأمة والوطن دون الانتباه إلى مخاطرها.
** جذور هذه الدعوة تمتد إلى عشرينات القرن الماضي حيث أطلقت في أوروبا وخاصة فرنسا، وتلقفتها أقلام متغربة في وطننا ودعت إليها وحاولت ترويجها وتنفيذها لفصل أجزاء من الأمة والوطن عن الأمة والوطن، وتلحقها بالغرب من خلال تشكيل تكتل إقليمي جديد بعد سقوط الخلافة الإسلامية العثمانية في إسطنبول عام 1924، وتقطع الطريق على الأصوات الوطنية التي كانت آنذاك تدعو لإعادة جمع شمل المسلمين في خلافة جديدة، وقد كان من أشهر منظري هذه الفكرة في ذلك الوقت (طه حسين)، وقد فشلت هذه الدعوة في حينها.
*** غير هذه الدعوة التي انطلقت بعد حرب الخليج الثانية في مؤتمر مدريد لما يسمى “السلام” عام 1991، وكان صاحبها الرئيس الأمريكي (جورج بوش الأب)، وتلقفتها الأقلام المأجورة والمهزومة في وطننا، وبدأت الترويج لها، والتي تهدف إلى دمج كيان العدو الصهيوني عضوا فاعلاً ومركزياً في مجموع أقطار والوطن.
لمتابعة الحوار حوله: