www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

مختارات منقصائد الشاعر الكبير/زياد بنجر

0

الْعَبْدُ الْفَقِير *** أنا الْعَبْدُ الْفَقِيرُ إِلى إِلهِي

الْعَبْدُ الْفَقِير

***

أنا الْعَبْدُ الْفَقِيرُ إِلى إِلهِي
بَرِئْتُ إِلَيْهِ مِنْ حَوْلِي وَ جَاهِي

وَ أَرْجُوهُ السَّلامَةَ مِنْ سَوَادٍ
يَغِيبُ وَرَاءَ نَاصِعَةِ الْجِبَاهِ

وَ مِنْ طَعْمِ الْمَرارَةِ في ضَمِيرِي
إِذا مَرَّ الزُّلالُ عَلَى شِفاهِي

وَ أَنْ أَخْتَالَ مَزْهُوّاً بِمَكْرِي
وَ قَلْبِيَ دُوْنَ مَكْرِ اللهِ سَاهِ

وَ أَسْأَلُهُ الثَّباتَ عَلَى يَقِيني
إِذا باءُوْا بِشَكٍّ وَ اشْتِباهِ

وَ أَنْ أَجِدَ الْقَناعَةَ فِي كَفافي
وَ سَابِقَةَ الْمَكَارِمِ فِي رَفَاهِي

وَ أَنْ يَزْدَانَ زُخْرُفُهَا أَمَامِي
فَأَحْقِرَها وَ يَنْبِذَهَا اتِّجَاهِي

وَ عَفْواً يَحْتَوِي خَطَئِي وَ عَمْدِي
وَ أَجْراً فِي رُقَادِيَ وَ انْتِبَاهِي

وَ أَنْ يَهْوَى الظَّلامُ سَناءَ غَيْرِي
فَلا يُمْنَى وَقَارِيَ بالدَّوَاهِي

وَ أَنْ يَقَعَ الْعَذابُ إِذا انْبَرَيْنَا
بِحِرْبَاءِ التَّلَوُّنِ وَ التَّمَاهِي

وَ أنْ لا يُرْزَقُ الْمَغْرُورُ فَهْماً
إِذا أَعْرَضْتُ عَنْ صَلَفِ التَّبَاهِي

وَ أَنْ أَحْيَا الرِّضا في أَهْلِ وُدِّي
أَطِعْ يا قَلْبُ وَ اجْتَنِبِ النَّوَاهِي

نُحِبُّ فَيُقْبِلُ الْإصْفَاءُ نَهْراً
وَ تَحْنُو زَهْرَةٌ وَ يَطِيبُ زَاهِ

***

شعر
زياد بنجر

*********

مَضَى الليْلُ

****

مَضَى الليْلُ لَمْ أَغْتَمِضْ لَحْظَةً
أَهذا الَّذي يَدَّعُونَ الأَرَقْ ؟

لَعَمْرِي يَنَامُونَ نَوْمَ الرَّضِيعِ
وَ إنْ حَبَّرُوا قَافِياتِ الْقَلَقْ

تَقَلَّبْتُ فِي غَاسِقٍ وَاقِبٍ
أُعَوِّذُ نَفْسِي بِرَبِّ الْفَلَقْ

أُعَوِّذُها الشَّرَّ مِنْ نَفْسِها
وَ أَسْألُكَ الْعَفْوَ يَا مَنْ خَلَقْ

أَبَالَيْتُ مَا جَفْوَةٌ لِلْحَصِيرِ
إذا بِتُّ أَمْ مَيْعَةٌ فِي سَرَقْ ؟

وَ لَكِنَّ قَلْباً وَ أَحْزَانَهُ
تَجَرَّعَهَا بِانْصِبابِ الْغَسَقْ

أيَا لَيْلُ مَا تَدَّرِي مِنْ فتىً
يَرَى الصَّفْوَ مَنْدُوحَةً لا الرَّهَقْ ؟

يُلاقي الْأَنامَ بِخَفْضِ الْجَناحِ
وَ لكِنْ إذا سِيمَ خَفْضاً سَمَقْ

وَ لا كُنْتُ مَنْ يَزْدَرِي الْآخَرِينَ
وَ مَنْ يَهْضِمُ النَّاسَ مِنْ غَيْرِ حَقْ

وَ ما عِشْتُ لا أَنْسِبُ الْفَضْلَ لِي
وَ لا أَجْحَدُ الْفَضْلَ مَا بِي رَمَقْ

وَ قَدْ أَغْتَدِي بِابْتِسَامِ الصَّدِيقِ
وَ فِي الظَّهْرِ مِنْ إفْكِهِ مَا اخْتَلَقْ

يُغَرِّدُ ما شَاءَ فِي ذَمِّنَا
فَتَذْوِي الْغُصُونُ وَ يَأسَى الْوَرَقْ

وَ كَانَ يَهِيمُ بِجَنَّاتِنا

وَ يَلْثِمُ رَضْرَاضَهَا الْمُدَّهِقْ

أَنا لَسْتُ يَا لَيْلُ بَدْرَ الدُّجَى
وَ لا نَجْمَةً نَازَعَتْهُ الْأَلَقْ

إذا بارِقٌ شَقَّ صَدْرَ الْغَمَامِ
فَلَسْتُ أنَا الصَّارِمَ الْمُمْتَشَقْ

وَ لَمْ أُرْسِلِ الشّهُبَ الرَّاصِدَاتِ
إِذا مَا السَّمَاعُ دَنَا وَ اسْتَرَقْ

وَ مَا النَّهْرُ يُعْرِبُ عَنْ رَوْعَتِي
وَ لا رِئْمُهُ لِاحْتِفَائِي وَدَقْ

أَ يَا لَيْلُ أظْلَمَ وَجْهُ العُبَابِ
فَإمَّا النَّجاةُ وَ إمَّا الْغَرَقْ

فَدَعْنِي أَذُبْ فِي شُجُونِ الغِيابِ
وَ لَا تَلْقَنِي مَا وَرَاءَ الْأُفُقْ

هَتفتُ بِهِ إِذْ يَحُثُّ الْخُطَا
هَلِ الشَّمْسُ مَنْ أَدْرَكَتْهُ احْتَرَقْ ؟

فَصَاحَ رُوَيْدَكَ لَا تَبْتَهِجْ
فَإِنَّ لَنَا كَرَّةً وَ انْطَلَقْ

****

شعر
زياد بنجر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.