شكوك نسائية في السياسة المصرية
د. فايز أبو شمالة
طالما كان اللقاء مع وزيرة الخارجية الأمريكيةيندرج في إطار العيب، وقلة الحياء، والسفالة السياسية، فلماذا حرصتم على النوم فيأحضان أمريكا عشرات السنين؟ ولماذا تحرصون على تقبيل أقدامها، ويستبد بكمالحنين!؟.
لقد ظلت الأنظمة العربية المتهالكة تنفذ سياسةأمريكا، وتخدم إسرائيل جهاراً نهاراً، وظلت تقدم نفسها خياراً وحيداً قادراً علىمحاربة المسلمين، بل وعمدت الأنظمة العربية المتهالكة على محاربة الإسلام، وحذفتبعض آيات القرآن الكريم من المناهج التعليمية، تجاوباً مع طلبات الإدارة الأمريكيةالساعية لمرضاة إسرائيل، كذلك عمدت الأنظمة العربية الساقطة على محاربة المقاومة،والتآمر على القضية الفلسطينية، والمساهمة في حصار قطاع عزة، والتهديد بكسر رجل كلفلسطيني يبحث عن لقمة خبز في سيناء.
فلماذا كل هذه الوطنية الزائدة، والغضب المفتعلعلى لقاء الرئيس المصري محمد مرسي مع وزيرة الخارجية الأمريكية؟ لماذا يتحرك رجالأمريكا اليساريين، ومرتزقة ساويرس البارزين، وعملاء أمريكا التاريخيين، لماذايرتعبون من لقاء الندية الذي تم بين رئيس مصري منتخب، ووزيرة خارجية أمريكيةمنتخبة؟ وهل مثل هذا اللقاء الندي يخالف شرائع اللقاءات التي كانت تجري بين السيدالأمريكي والرئيس العبد؟ هل معنى هذا اللقاء الندي؛ أن الرجل العربي المسلم باعمصر إلى لأمريكا، وأن حزب الحرية والعدالة ينسق خطواته السياسية وفق الموسيقىالأمريكية، وآلات العزف الإسرائيلية؟!
يقول علماء النفس الاجتماعي: إن السارق يتشكك فيذمة كل الناس، والمجرم القاتل يحسب أن مهمة السلاح الوحيدة هي قتل الأبرياء، والذيلا يثق بنفسه يسحب ظنونه السيئة على الآخرين، وإن المرأة التي تعودت أن تخونزوجها، لا تثق في عميق نفسها بوجود امرأة شريفة، وقد يذهب خيالها بعيداً، وهي تحسبأن كل حديث ندي فيه اختلاء، وكل اختلاء يمارس فيه المنكر، وكل منكر يترك من الذنوبالسياسية ما لا يغتفر.
لقد ذهب خيال بعض القوى السياسية في مصر وفيفلسطين أيضاً، ذهب بعيداً، وتخيلوا أن اللقاء جري على نمط لقاءاتهم السرية،وتخيلوا ما كان يدور بينهم وبين أمريكا من مؤامرات خلف الكواليس، وتخيلوا أنفسهمفي الفراش الأمريكي، وهم يطأطئون، ثم يزفزفون لأمريكا، كي يشحذوا السكين على رقبةالعارضة، لقد تخيلوا أنفسهم وهم يحاربون الديمقراطية، ويفتحون السجون، وتخيلواأنفسهم وهم يخونون، ويكذبون، وينهبون، ويخربون في البلد، ليخرجوا على الناس بثوبالوطنية والشعارات الثورية.
لقد أنجبت اللقاءات السرية السابقة بين القياداتالعربية المتعاقبة وبين القيادة الأمريكية، لقد أنجبت كل تلك الوجوه الخبيثة منسياسيين، وإعلاميين، ومنظرين، وفاسدين ومدسوسين، ومشبوهين، وأشرار، وكان الخرابوالفساد والهزائم وتدمير البنية التحتية لمصر وللأمة العربية، هو المعلم البارزللقاءات القادة العبيد مع الأمريكي السيد.
إن اللقاء المصري الأمريكي الذي جرى في شهرشعبان من هذا العام، لهو اللقاء الأول الذي يقوم على الندية، بين رئيس مصر العربيةوبين وزيرة الخارجية الأمريكية.