منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 22
  1. #1

    مركزية القدس والأقصى: فلسفة الإحساس بالمنطق (الحلقة الخامسة)

    مركزية القدس والأقصى: فلسفة الإحساس بالمنطق (الحلقة الخامسة)
    مصطفى إنشاصي
    في السبي البابلي قام اليهود بتحريف عقيدتهم السماوية وتشويهها وإفراغها من بُعدها الإلهي إلا النذر اليسير منه؛ متأثرين بالأفكار والعقائد والفلسفات البشرية التي كانت شائعة بين الشعوب الوثنية في ذلك العصر، وقد كان أكثر الفلسفات التي تأثرت بها اليهودية هي الفلسفة الغنصوية، يقول الدكتور(على سامي النشار):
    "أثرت الغنصوية في اليهودية وسيطرت على فيلسوفها الكبير فيلون ... وإن اليهودية مسخت التعاليم السماوية المقدسة ومزجتها ببعض المفاهيم الوثنية فقد تأثر اليهود بالديانة البابلية القديمة، وقبل سبي بابل لم يكن المعبد اليهودي قد أخذ شكله القائم على التعصب والغدر والخيانة، وحولوا كثير من القيم الخيرة إلى أفكار تحث على التعصب وتؤكد أن المعبد بحاجة إلى إراقة الكثير من دماء القرابين، لكي تنتشي الآلهة العطشى التي لم تكن في حقيقتها إلا ردود الفعل لدي بعض المتعصبين، وإعادة كتابتها بشكل يجعل من بني إسرائيل قوما مفضلين على غيرهم في عروقهم دماء التعصب، في الوقت الذي ينظرون فيه إلى غيرهم من أهل الأرض نظرة وضيعة. وانقلبت التعاليم الدينية الخيرة لدى اليهود إلى مخططات سياسية واقتصادية استخدمت القيم الدينية الخيرة كغطاء لإضفاء نوع من القدسية والشرعية على ما ترتب من جرائم القتل والاستباحة والابتزاز والاغتصاب، وبذلك انقلب الدين اليهودي إلى ما نسميه باليهودية وهي نزعة ميكافيللية قبل أن يوجد ميكافيللي"[1].
    وقد أدرك اليهود منذ بداية عهدهم أنهم قليلي العدد مقارنة مع شعوب الأرض وأضعف منها في القوة والعتاد ولا يستطيعون مواجهتها مواجهة سافرة في ميادين القتال، وأنهم إن أرادوا الانتصار على تلك الشعوب والهيمنة عليها وتسخيرها لخدمتهم وخدمة مخططاتهم ومصالحهم فإنه عليهم كما شوهوا عقيدتهم السماوية أن يشوهوا كل عقيدة دينية سماوية أو أرضية تخالف عقيدتهم أو تشكل قيمها وأخلاقها عقبة ومانع في طريق تحقيق مخططاتهم في استعباد كل بني آدم وتسخيرهم لخدمتهم، لذلك عمدوا إلى تخريب أديان عقائد وأفكار وفلسفات الشعوب الأخرى وطبعها بخرافاتهم العنصرية ونزعة الاستعلاء الشيطانية لتحقيق اختراق حقيقي يمكنهم من تدمير مجتمعاتهم وتوجيههم الوجهة التي تخدم مصالح اليهود. واتخذوا الخداع والغدر والكذب والفتنة وغيرها وسائل مشروعة دينياً وخُلقياً لاختراق تلك الشعوب وتدمير معتقداتها الدينية وهدم قيمها الأخلاقية والاجتماعية، وتحطيم الحياة العائلية والاستقرار الأسري وكل ما دعت إليه الأديان من أخلاق كريمة فيها خير الإنسان. كما لجئوا إلى إثارة الفتن والصراعات والحروب الداخلية ودعم طرف ضد الآخر أو حتى كلا الطرفين ضد بعضهما، وإيقاظ الروح القومية والشعوبية لتقسيم الأمة الواحدة إلى أمم وشعوب وطوائف ومذاهب يسهل عليهم اختراقها والتغلغل فيها وتغذية الفتن بينها لإضعافهم والسيطرة عليهم وتسخيرهم لتحقيق غاياتهم. ولأنهم أحرص الناس على حياة وإن كانت حياة الذل فإنهم لم يعلنوا عن غاياتهم الخبيثة ضد تلك الشعوب ولم يتخذوا المواجهة والصدام وسائل لتحقيقها بقدر ما اتخذوا التملق والمداهنة والنفاق وسائل لخداع تلك الشعوب ولفت نظرها بعيداً عن عمليات الهدم والتدمير والاختراق التي يقومون بها ضدها على جميع الصُعد.
    تأثير اليهودية في الفلسفات الغربية والأديان
    وقد استطاع اليهود أن يطبعوا فكر الغرب منذ زمن الإغريق والرومان بالروح والأفكار اليهودية، وأن يكسبوا الفلسفة الإغريقية والرومانية شخصيتها اليهودية، وتلك الفلسفات هي التي تسيطر على طابع الحياة في الغرب في هذا العصر، فالغرب يعتبر أن مناهجه وفلسفاته المعاصرة هي امتداد لتلك الفلسفات الرومانية والإغريقية المعادية للإسلام وكل الرسالات التوحيدية. ومن المعروف أن الفيلسوف اليهودي فيلون* الذي كان متأثراً كثيراً بالفلسفة الغنصوية قد عاش في عهد اليونان في الإسكندرية، وفي ذلك العهد تم ترجمة التوراة إلى اللغة الإغريقية التي كانت لغة الإمبراطورية وشعوبها حتى تنتشر أفكار التوراة والفلسفة الغنصوية بين تلك الشعوب. يقول أحد الباحثين:
    أما الفلسفة اليونانية والرومانية فقد ثبت أنها تخفي في طياتها شخصية يهودية على أمل إقرار السيادة اليهودية على تلك الشعوب بواسطة تلك المعارف – وهذا حال أوروبا وأمريكا اليوم – ذلك أن "فيلسوفاً يهودياً قد ادّعى مطابقة أفكار بعض فلاسفة اليونان أمثال أفلاطون وسقراط مطابقة تامة لقواعد اليهودية وأوامرها". وزعم حاخام اليهود وفيلسوفهم الشهير (فيلون): "أن النظريات اليونانية مقتبسة من عقائد يهودية وهي نفس ما جاء في دين اليهود ولكن باللغة اليونانية"[2]. كما أن "قسيسا يدعى (أوزيب) نشر في أحد كتبه بعض فصول كتاب (نومي موسى) القائلة بفكرة أخذ فيلسوف اليونان أفلاطون كثيراً من أفكاره عن موسى عليه السلام". وذلك العمل قام به اليهود لأن: "الحاخامين كانوا يضعون خيوطهم لجر المدنية الغربية النصرانية نحو اليهودية"[3].
    وقد استمرت عمليات التدمير والتخريب والاختراق على جميع الأصعدة والمستويات في الدولة الرومانية قبل بعثة المسيح عليه السلام، فالإمبراطور الروماني (فشيشرون) مثل أباطرة كثيرين أبدى قلقه من اليهود وعدم ارتياحه لممارساتهم المختلفة في إمبراطوريته[4].
    كما حاول اليهود قبل اعتناق الدولة الرومانية للنصرانية ضرب النصرانية والقضاء عليها في مهدها بقتل نبي الله عيسى عليه السلام ولكنهم فشلوا، وبعد أن رفعه الله تعالى إلى السماء حاولوا القضاء على تلامذته وأتباعه من خلال تحريض الأباطرة الرومان وحكام ولاياتهم ضد النصارى فلم يستطيعوا. وبعد اعتناق الدولة الرومانية للدين النصراني وجد اليهود أنفسهم ضعفاء ولا يستطيعون مقاومة، خاصة وأن الرومان بدءوا ينظرون إليهم على أنهم قتلة المسيح – حسب اعتقادهم-، لذلك لجئوا إلى مواصلة الجهود اليهودية التي بدأت مع بعث عيسى عليه السلام لتحريف رسالته السماوية وتحويلها إلى ديانة وثنية، تلك الجهود التي بدأها (بطرس)
    أحد الحواريين الذي حاول تهويد دعوة المسيح وقد ذكره المسيح باسمه ولا تزال هناك إشارات في الأناجيل تشير إلى دور بطرس في تهويد النصرانية. فقد جاء في (إنجيل متى 6/23): "فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ:"اذْهَبْ عَنِّي يَاشَيْطَانُ! أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي، لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا للهِ لكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ".
    وقد أكمل الحاخام اليهودي (بولس الرسول) الذي تظاهر باعتناق النصرانية ما بدأه (بطرس)، ونقل رسالة المسيح عليه السلام إلى قلب الإمبراطورية الرومانية (روما) وعمل على تخريبها من الداخل، ونقل إليها الكثير من أفكار الإغريق والرومان والوثنية المنحلة وغيرها من أفكار وفلسفات هدامة كانت شائعة في ذلك العصر، ما أبعدها عن روح التعاليم السماوية التي دعا إليها المسيح وجعلها خليط ومزيج من العقائد التي كانت سائدة في الإمبراطورية الرومانية آنذاك. فبولس هو الذي أدخل فكرة التثليث والقول بإلوهية المسيح وأنه قام من الأموات وصعد ليجلس عن يمين أبيه. كما ابتكر خرافة العشاء الرباني وغفران الذنوب مستمداً ذلك من الفلسفات الإغريقية والوثنية، ونادى بإلوهية الروح القدس، ودعا إلى عدم ضرورة الختان، واخترع قصة الفداء، وهو الذي نقل (المسيحية) من كونها ديناً خاصاً ببني إسرائيل وجعلها دينياً عالمياً، لقد كتب أربعة عشر سفراً تعليمياً من أصل إحدى وعشرين رسالة تشكل مجموعة الرسائل التي تعد مصدراً تشريعياً فيالنصرانية. لذلك هناك شبه إجماع لدى كثير من مؤرخي الفكر الغربي أن (المسيحية) الرسمية، أو (مسيحية بولي) أي بولس التي نشرتها الكنيسة ابتداء من سنة (325م)، ليست هي (المسيحية) التي نزلت على المسيح عليه السلام. يقول المؤرخ الأمريكي (برنتن) : "إن المسيحية الظافرة في مجلس نيقية العقيدة الرسمية في أعظم إمبراطورية في العالم مخالفة كل المخالفة لـ(مسيحية المسيحيين) في الجليل، ولو أن المرء اعتبر العهد الجديد التعبير النهائي عن العقيدة (المسيحية) لخرج من ذلك قطعاً لا بأن (مسيحية) القرن الرابع تختلف عن (المسيحية) الأولى فحسب، بل بأن (مسيحية) القرن الرابع لم تكن (مسيحية) بتاتاً"[5].
    وعندما جاء الإسلام حاول اليهود جهودهم أن يحرفوه كما حرفوا النصرانية وأفرغوها من روحها السماوية وحولوها إلى ديانة وثنية بشرية وضعية مثل بقية الديانات الأرضية البشرية، ولكنهم فشلوا لأن الله تعالى تعهد بحفظ دينه إلى يوم القيامة. قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (الحجر:9). لذلك سعوا إلى تحقيق اختراق داخلي في المجتمع الإسلامي على صعيد الفكر والقيم والسلوك لإضعاف عقيدة المسلمين وتفكيك وحدتهم السياسية والاجتماعية والأسرية، فعمدوا منذ بداية عهد الإسلام إلى اختراق الحركات السياسية وخاصة الباطنية منها لحرفها عن العقيدة الصحيحة وروح الإسلام السمحة، كما حاولوا استغلال معظم الأحداث السياسية في التاريخ الإسلامي لصالح تحقيق اختراقات في الواقع الإسلامي يقربهم من غاياتهم وأهدافهم. وبحكم التسامح الإسلامي مع أتباع الرسالات السماوية السابقة وغيرهم من الديانات التي عاشت في ظل الحكم الإسلامي فإن أحوال اليهود تحسنت كثيراً وتزايد نشاطهم في كل المجالات اقتصادياً وعلمياً وعقلياً وفكرياً، وتمتعوا بالحرية الدينية وشاركوا في الحياة السياسية والثقافية والعلمية فكان منهم المفكر والسياسي والعالم، وارتقوا في المناصب وكان لهم تأثير كبير في جوانب متعددة من حياة عصرهم، وللأسف أنهم استغلوا التسامح الإسلامي في القضاء على الحضارة والحكم الإسلامي، ويختصر الدكتور (عبد اللطيف شرارة) دور اليهود في تدمير الحضارة الإسلامية اليهود بالقول: "لقد كان تحرير اليهود في إطار الحضارة الإسلامية سبيلاً إلى تهديم تلك الحضارة. إنهم أشبه الأشياء ببعض الطفيليات والهوام والدواب التي لا تملك أن تعيش إلا في مناخ خاص من القذارة وسوء الأحوال الاجتماعية[6]"

    ولم تنتهي جهود اليهود في حربهم ضد الإسلام ومحاولات القضاء عليه بإسقاط النظام السياسي الإسلامي (الخلافة الإسلامية العثمانية) عام 1908 إسقاطاً فعليلاً، وعام 1924 تم إسقاط وإلغاء وجودها الاسمي، ولكنها مستمرة لأنهم يخشون من عودة الروح الإسلامية من جديد لأن ذلك سيكون القضاء المبرم على علوهم وفسادهم في الأرض، لذلك هم يحاولون من خلال ما يزعمونه (حوار الأديان السماوية) أن يحققوا ما فشلوا في تحقيقه طوال أربعة عشرة قرن ونيف، ولكن سيكون الفشل حليفهم في النهاية وستعود للأمة وحدتها ونهضتها.



    [1] أنور الجندي، الإسلام والفلسفات القديمة، مرجع سابق، ص42.

    *وفيلون في نظر بعض المتأثرين بالأفكار اليهودية الغربية لم يكن يهودياً متعصباً ولكنه كان متحرراً ومتأثراً بالفلسفة الهيللينية.
    [2] أحمد نوري النعيمي (دكتور)، أثر الأقليات اليهودية في سياسية الدولة العثمانية تجاه فلسطين، جامعة بغداد، 1982،ص15،16.


    [3] أنور الجندي، الإسلام والفلسفات القديمة، دار الاعتصام، القاهرة، ص12،13.

    [4] - الموسوعة الفلسطينية، هيئة الموسوعة الفلسطينية-دمشق، ص.ب 8084، الطبعة الأولى، 1984، المجلد الرابع، ص8.

    [5] أفكار ورجال ص207.

    [6] عبد الوهاب زيتون: يهودية أم صهيونية؟ أحداث ووقائع، دار الأصالة، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى 1411ه ـ 1991م، ص64.

  2. #2
    السلام عليكم:
    أستاذ مصطفى موضوع هام جدا,واستوقفتني عبارة أرجو توضيحها تماما:هناك فرق مابين الاختراق الذي هو مذهب فكري وعقيدة لدى اليهود وبين ان تكون الفلسفة اليونانية والرومانية يهودية الاصل, وبين ان تكون سخرت ووظفت لاجل سياساتهم,أرجو توضيح هذا جيدا لنمضي في النقاش,ولكم الشكر.
    إذا كنتَ لا تقرأ إلا ما تُوافق عليـه فقط، فإنكَ إذاً لن تتعلم أبداً!
    ************
    إحسـاس مخيف جـدا

    أن تكتشف موت لسانك
    عند حاجتك للكلام ..
    وتكتشف موت قلبك
    عند حاجتك للحب والحياة..
    وتكتشف جفاف عينيك عند حاجتك للبكاء ..
    وتكتشف أنك وحدك كأغصان الخريف
    عند حاجتك للآخرين ؟؟

  3. #3
    مشرفة قسم اللغة الغربية
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    884
    أستاذ مصطفى حفظك الله:
    مواضيعك هامة جدا ونكاد نغص في قراءتها لانها تحمل زخما من المعلومات كبير وجديد,و التي لانملك معرفة واسعه عنها وواضح مدى اطلاعك وعمق معرفتك امام تواضع معرفتنا.هل نعتبرها مسودة بحث لانها تحتاج تفصيل أكثر؟
    أدعوك لقراءة موضوعي مع جزيل الشكر:
    http://www.omferas.com/vb/t45044/
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    اللهم أعنا على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك

  4. #4
    "أثرت الغنصوية في اليهودية وسيطرت على فيلسوفها الكبير فيلون ... وإن اليهودية مسخت التعاليم السماوية المقدسة ومزجتها ببعض المفاهيم الوثنية فقد تأثر اليهود بالديانة البابلية القديمة، وقبل سبي بابل لم يكن المعبد اليهودي قد أخذ شكله القائم على التعصب والغدر والخيانة، وحولوا كثير من القيم الخيرة إلى أفكار تحث على التعصب


    ********************
    مااراه انهم سخروها لخدمة أهدافهم الخسيسة وليس تأثرا بها , فمن تاثر لا يؤثر الا بعد التغيير..والإضافة هذا أولا.


    ثانبا هل صحيح أن اليهود راليوم ليس يهود الامس ؟وعلى هذا لم نطالبهم بامور هم خارج دائرة الدين ليطالبوا بها؟هم حركة صهيونية فقط.
    ************|ارجو تفسير هذه لجملة من فضك:
    وقد استطاع اليهود أن يطبعوا فكر الغرب منذ زمن الإغريق والرومان بالروح والأفكار اليهودية،




    التتمة:
    وأن يكسبوا الفلسفة الإغريقية والرومانية شخصيتها اليهودية، وتلك الفلسفات هي التي تسيطر على طابع الحياة في الغرب في هذا العصر


    وهذه تحتاج تفسير:
    يعتبر أن مناهجه وفلسفاته المعاصرة هي امتداد لتلك الفلسفات الرومانية والإغريقية المعادية للإسلام وكل الرسالات التوحيدية.



    لِبُطْرُسَ:"اذْهَبْ عَنِّي يَاشَيْطَانُ! أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي، لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا للهِ لكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ".
    وقد أكمل الحاخام اليهودي (بولس الرسول) الذي تظاهر باعتناق النصرانية ما بدأه (بطرس)، ونقل رسالة المسيح عليه السلام إلى قلب الإمبراطورية الرومانية (روما) وعمل على تخريبها من الداخل، ونقل إليها الكثير من أفكار الإغريق والرومان والوثنية المنحلة وغيرها من أفكار وفلسفات هدامة كانت شائعة في ذلك العصر، ما أبعدها عن روح التعاليم السماوية التي دعا إليها المسيح وجعلها خليط ومزيج من العقائد التي كانت سائدة في الإمبراطورية الرومانية آنذاك
    قول حق مما يجعلنا ندهش لكثرة عبث الفكر اليهودي المنحط في كل الاتجاهات,



    سعوا إلى تحقيق اختراق داخلي في المجتمع الإسلامي على صعيد الفكر والقيم والسلوك لإضعاف عقيدة المسلمين وتفكيك وحدتهم السياسية والاجتماعية والأسرية، فعمدوا منذ بداية عهد الإسلام إلى اختراق الحركات السياسية وخاصة الباطنية منها لحرفها عن العقيدة الصحيحة وروح الإسلام السمحة، كما حاولوا استغلال معظم الأحداث السياسية في التاريخ الإسلامي لصالح تحقيق اختراقات في الواقع الإسلامي يقربهم من غاياتهم وأهدافهم. وبحكم التسامح الإسلامي مع أتباع الرسالات السماوية السابقة وغيرهم من الديانات التي عاشت في ظل الحكم الإسلامي فإن أحوال اليهود تحسنت كثيراً وتزايد نشاطهم في كل المجالات اقتصادياً وعلمياً وعقلياً وفكرياً، وتمتعوا بالحرية الدينية وشاركوا في الحياة السياسية والثقافية والعلمية فكان منهم المفكر والسياسي والعالم، وارتقوا في المناصب وكان لهم تأثير كبير في جوانب متعددة من حياة عصرهم، وللأسف أنهم استغلوا التسامح الإسلامي في القضاء على الحضارة والحكم الإسلامي، ويختصر الدكتور (عبد اللطيف شرارة) دور اليهود في تدمير الحضارة الإسلامية اليهود بالقول: "لقد كان تحرير اليهود في إطار الحضارة الإسلامية سبيلاً إلى تهديم تلك الحضارة. إنهم أشبه الأشياء ببعض الطفيليات والهوام والدواب التي لا تملك أن تعيش إلا في مناخ خاص من القذارة وسوء الأحوال الاجتماعية

    قول حق كذلك,واظن وحسب مبدأ لانهر يرجع للوراء فإن السؤال:كسف تعيد التحام المسلمين بلا فرق اسلامية؟فهل استطعنا محو الحدودلنفلح بإعادة اللحمة؟
    ولي عودة.
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  5. #5
    يهمني رأيك هنا:
    http://www.omferas.com/vb/t49479/
    مع الشكر.
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  6. #6
    موضوع مكثف وهام جدا يكشف النقاب عن دلائل تحتاج من الباحث مزيدا من الشرح التاريخي ولو عبر الهوامش,اؤيد الاخت سارة بعض الشيئ,لكي تحصل على أستاذ مصطفى قراء من جميع المستويات فموضوعك يستحق.
    انتظر حتى تتمة الردود والتعقيبات لأدلي بدلوي.
    شكرا لكم جميعا.
    تعددت يابني قومي مصائبنا فأقفلت بالنبا المفتوح إقفالا
    كنا نعالج جرحا واحد فغدت جراحنا اليوم ألوانا وأشكالا

  7. #7
    تسجيل مرور سريع لموضوع هام فعلا,ولي عودة كما قال الاخ أسامة,وندعوك للمرور بمواضيعنا ولك الشكر.

  8. #8
    أستاذ مصطفى يهمني رايك في هذا الموضوع:
    http://www.omferas.com/vb/t50508/
    ولك الشكر .

  9. #9
    ذكرتني أستاذ مصطفى بالهولوكست الذي استنفذ لمعانه الإعلامي...وبات مبتذلا وقت سالت دماء البشرية بألف هولوكست وهولوكست.
    وهذه الحقائق الواضحة الواردة في النص,كيف يمكننا ان نستثمرها إعلاميا لنلفت النظر لأحقيتنا بأرضنا وتاريخنا الذي شوهوا منه الكثير وماوصل اهم مايجب ان تعرفه الأجيال.؟؟
    مع امنياتي وشكري لجهدك الطيب.

  10. #10
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رغد قصاب مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم:
    أستاذ مصطفى موضوع هام جدا,واستوقفتني عبارة أرجو توضيحها تماما:هناك فرق مابين الاختراق الذي هو مذهب فكري وعقيدة لدى اليهود وبين ان تكون الفلسفة اليونانية والرومانية يهودية الاصل, وبين ان تكون سخرت ووظفت لاجل سياساتهم,أرجو توضيح هذا جيدا لنمضي في النقاش,ولكم الشكر.
    حياكِ الله أخت رغد
    أسعدني مرورك وسؤال مهم وأنتظر أن نمضي في النقاش بعد الإجابة عليه وتوضيح المعنى من الفقرة التي وردت في المقالة:
    أختي الكريمة هناك مسألة غالباً تغيب عن دارسي الفلسفة أو تاريخ الحضارة الغربية منذ زمن الإغريق ولا يكرونها، وقد نستخدمها ولا ينتبه لها الكثير من المثقفين والكتاب وهي خاصة بالغرب، ما قبل وما بعد؟! ما قبل السقراطيين وما بعد السقراطيين! ما قبل (الاستعمار) وما بعد (الاستعمار)! ما قبل الاستشراق وما بعد الاستشراق! ما قبل النهضة الأوروبية وما بعد النهضة الأوروبية! ما قبل الثورة الفرنسية وما بعد الثورة الفرنسية! ما قبل الثورة الصناعيةوما بعد الثورة الصناعية! وغيرها من المراحل التاريخية التي تسبق قبل وتعقب بعد!
    لودققنا في ما قبل سنجد أنه علم وفضل الشرق على الغرب! ولوتأملنا في ما بعد لوجدناه الجحود والنكران الغربي وطغيان الآنا والغربية على كل شيء!
    وإذا ما عدنا إلى سؤالك نعم هناك فرق بين الاختراق وبين أن يكون الاختراق أًصل ووظف وسخر لخدمة أهداف مَنْ قام بعملية الاختراق! ولكن المعروف أن الاختراق لا يتم عبثاً في أي مجال سواء العقائد أو الفكر أوغيرها ولكن يتمبهدف التوظيف والتسخير وذلك ما حدث في الحضارة الغربية منذ زمن الإغريق والرومان. ففي تاريخ الفلسفة الغربية نقرأ ما قبل السقراطيين وما بعدهم! ما قبل سقراط كان طاليس وهيراقليطس وأناغزاغورس وبارمنيدس وأناكسمندروغيرهم من الفلاسفة الذين لم يكن لهم من الإغريق إلا الاسم كانوات يعيشون في مرزبة وهو إقليم يحكمه مرزبان وهو حاكم فارسي تابع للإمبراطورية الفارسية، وكان إقليم مرزبة ملتقى طرق الفلسفات الكبرى لآسيا وكانوا جميعاً لا يفصلون بين التفكير في الإنسان والدراسة الحية للطبيعة، أي علم الوجود وما بعد الوجود (الميتافيزيقيا)! ولكن كانت نقطة التحول في تلك الفلسفة سقراط وتلامذته من بعده وعلى رأسهم فيثاغورس وأفلاطون وغيرهم، الذين انقلبوا على أساتذتهم من الإغريق والشرقيين وابتدعوا اسطورة المعجزة الإغريقية وغيرهم بربري متوحش وانهم هم حملة الحضارة الإنسانية، عقيدة العنصرية والاستعلاء الإغريقية وتبعهم الرومان عليها وأسس الغرب الحديث نظريته عن سيادة الرجل الأبيض حامل الحضارة والمدنية ومعلم البشرية طوال التاريخ ... واختزلوا الفلسفة في الوجودفقط وحولوها إلى فلسفة نظيرة تأملية لا علاقة لها بما بعد الموت! ذلك كان الاختراق اليهودي الذي حدث للفلسفة الإغريقية وطبعها بالطابع اليهودي والذي وظفه وسخره اليهود هو وغيره مما حققوه من اختراقات ليست موضوعنا هنا وسيأتي كر بعضها أيضاً لخدمةأهدافهم ويستغلونها في تسخير الغرب لتحقيق غاياتهم..!
    وهناك البعض من الغربيين الذين تنبهوا لذلك وانتقدوه فالأب كلمنت الاسكندري انتقد المعجزة الإغريقية، وفيلسوف الحضارة الغربية المعاصرة نيتشه كتب: أن الانحطاط بدأ مع سقراط ذلك أنه معه بدأت قطيعة الغرب مع آسيا!

    أرجو أن أكون أوضحت بعضاً مما تضمنته الفقرة الواردة في مقالتي وأنتظر المضي في النقاش للفائدة لي وللقراء
    مع خالص تحياتي

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. مركزية القدس والأقصى: فلسفة الإحساس بالمنطق (الحلقة التاسعة)
    بواسطة مصطفى إنشاصي في المنتدى فرسان الأبحاث الفكرية
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 06-18-2014, 06:50 PM
  2. مركزية القدس والأقصى: فلسفة الإحساس بالمنطق (الحلقة السابعة)
    بواسطة مصطفى إنشاصي في المنتدى فرسان الأبحاث الفكرية
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 06-04-2014, 08:30 PM
  3. مركزية القدس والأقصى: فلسفة الإحساس بالمنطق (الحلقة الرابعة)
    بواسطة مصطفى إنشاصي في المنتدى فرسان الأبحاث الفكرية
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 05-05-2014, 08:34 AM
  4. مركزية القدس والأقصى: فلسفة الإحساس بالمنطق (الحلقة الثالثة)
    بواسطة مصطفى إنشاصي في المنتدى فرسان الأبحاث الفكرية
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 04-17-2014, 12:54 AM
  5. مركزية القدس والأقصى: فلسفة الإحساس بالمنطق (الحلقة الثانية)
    بواسطة مصطفى إنشاصي في المنتدى فرسان الأبحاث الفكرية
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 04-17-2014, 12:47 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •