منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 11
  1. #1

    مركزية القدس والأقصى: فلسفة الإحساس بالمنطق (الحلقة السابعة)

    مركزية القدس والأقصى: فلسفة الإحساس بالمنطق (الحلقة السابعة)
    مصطفى إنشاصي
    بعد أن كتبت الحلقة الماضية عما أحدثته حركة مارتن لوثر التخريبية من تغييرات في المجتمعات الغربية على أن أكمل الحديث عنها في هذه الحلقة وحلقات أخرى، تذكرت حوار شيق وممتع بيني وبين صديق عن بعض المفاهيم الخاطئة المنتشرة لدى كتابنا عن الحركة الصهيونية وعلاقتها بالغرب وأمور أخرى ذات علاقة بالشأن الفلسطيني، وجزء مهم منها بل هو الأهم له علاقة بحديثنا عن حركة لوثر والمذهب البروتستانتي وما أحدثه من انقلاب في الغرب لصالح اليهود، وله علاقة بفلسفة الإحساس بالمنطق التي نحاول من خلالها أن يدرك كل مسلم وعربي وحر العلاقة الوثيقة بين القدس والأقصى وتسخير اليهود للعالم لتحقيق مشروعهم اليهودي الخاص وليس المشروع الغربي، لذلك العدو الصهيوني لا يبالي بمطالب حلفائه الغربيين والأمريكان خاصة؟! وقد سبق لي أن نشرت ذلك الحوار في حلقات في صحيفة "متابعات فلسطينية"، التي تصدر عن مكتب الإخوة في حماس باليمن عام 2004 أو 2005 تقريباً، وقد كان يجمع بيننا تعاون إعلامي في تلك الفترة، رأيت في نشرها هنا استكمالاً لموضوع حديثنا قد يكون فيها فائدة أكثر، خاصة وهي ذات علاقة وطيدة بالموضوع.
    الحركة الصهيونية ..؟!!
    الأسبوع الماضي كنت أنا وصديق قديم حاصل الآن على درجة الدكتوراه في علم الاجتماع نتجاذب أطراف الحديث حول موضوعات متعددة عن الحركة الوطنية الفلسطينية وتاريخها، إلى الحركة الإسلامية في فلسطين وما أحدثته في الواقع الفلسطيني من تغيرات على صعيد الواقع الاجتماعي الفلسطيني والروح النضالية والجهادية في حياة الناس، ثم انتقل الحديث إلى الحركة الصهيونية التي هي بداية ونهاية الحديث عن كيان العدو الصهيوني وحقيقة هوية المشروع الصهيوني بمجموعه، وقد كان رأي: للأسف أن المشكلة التي أوجدت هذا الإرباك في تحديد هوية عدو الأمة المركزي، ترجع إلى ثلاثة أسباب:
    * الأول: أن معظم الكتاب الكرام في وطننا الذين كتبوا وشكلوا لنا تصوراتنا عن الحركة الصهيونية، قد انطلقوا من مسلمات وُضِعت مسبقاً قبل بدء الدراسة والبحث لمعرفة الحركة الصهيونية، في غالبها تم نقلها عن رؤى وتحليلات غربية وقد تكون يهودية في أصلها، أرادت أن توصل لنا رؤية محدودة عن الحركة الصهيونية وقادتها، وتتمحور حول:
    أن الحركة الصهيونية هي حركة علمانية، وهي نتاج الثقافة الاحتلالية الغربية التي سادت الغرب في القرن التاسع عشر، وأنها ليست مشروعاً يهودياً، ولكنها مشروع غربي احتلالي، استغل قادتها العلمانيين الدين اليهودي لتسخير اليهود لخدمة المحتل الغربي.
    * الثاني: بحكم أن كُتّابنا في معظمهم علمانيين يفصلون بين الدين والسياسة والعلم، ويريدون أن يقيموا مجتمعات حديثة على أسس غير دينية بل في كثير من الأوقات تخالف قيم ومعايير مجتمعنا نفسه التي أصولها دينية، وصادقون في ذلك عند تعاملهم مع الإسلام، ويرون في اليهودية أنها (دين) مع تحفظنا على اعتبارها ديناً سماوياً (بعد تحريفها) وليست جنسية، وأن شعارهم الذي يرفعونه هو الدين لله والوطن للجميع.
    وأن جميع أبناء الوطن بغض النظر عن دينهم متساوون في الحقوق والواجبات، وأن اليهودي في أي مكان في العالم هو يهودي ديناً وابن البلد الذي يعيش فيه عرقاً وجنسية، لم يتصوروا بأي حال من الأحوال أن تكون اليهودية كدين جنسية بالنسبة لليهود. وأشهر الذين يدافعون عن هذه الفكرة الخاطئة الأستاذ الدكتور (عبد الوهاب المسيري). لذلك هم قبلوا (بالقومية اليهودية) التي هي (الدين اليهودي) في أصلها على أنها قومية علمانية، ورفضوها (أمة دينية) في الوقت الذي لا ينطبق عليها أي مفهوم من مفاهيم القومية العلمانية. ويبرروا الجوهر الديني اليهودي في الصهيونية بأن الصهاينة استغلوا الدين اليهودي من أجل تسخير اليهود لمشروعهم الذي هو في حقيقة أمره مشروع غربي؟!.
    * الثالث: إن الاختلاف وتباين المنطلقات الأيديولوجية والمشارب الفكرية عند الكتاب في وطننا أدى إلى الاختلاف في فهم حقيقة هوية الحركة الصهيونية.
    - فمنهم من اعتبرها حركة رجعية علمانية الظاهر دينية المضمون والمحتوى، الهدف منها ضرب البيوريتاريا (العمال والفلاحين) والثورة الأممية خدمة للإمبريالية الغربية والبرجوازية والرأسمالية العالمية.
    - ومنهم من اعتبرها حركة علمانية (استعمارية) .. الخ، وأداة في يد الغرب لضرب الحركة القومية العربية وإفشال مشروع الوحدة للأمة العربية، لاستمرار هيمنة الغرب على مقدرات وطننا وثرواته وأنها نتاج الثقافة الغربية.
    - ومنهم من رأى فيها التقاء مشروعين مستقلين التقيا على هدف مشترك، أو تقاطعت مصالحهما عند نقطة معينة هي الأمة والوطن الإسلامي فتم التحالف بينهما. ومن هؤلاء من يرى أن التحالف قائم على أسس سياسية بحته، وآخرين يرون أنه قائم على أسس دينية، والبعض يرى أن التحالف يجمع ما بين الديني والسياسي.
    ذلك التعدد في المنطلقات الفكرية والأيديولوجية هو الذي أوجد التباين في الرؤى، والخلط وسوء الفهم عند أبناء الأمة الذين ينقلون عن هؤلاء الكتاب، دون أن يميزوا بين رؤية وأخرى، فتأتي كتاباتهم متناقضة ولا تحمل رؤية، فهي تارة تجدها تستخدم مصطلحات الإمبريالية والرجعية، وتارة تحمل مصطلحات التحالف المشترك وأنها أداة ومشروع (استعماري ) غربي، .. وتارة .. دون تحديد فهم واحد. وذلك ما يثير مزيداً من الإرباك.
    التجرد والحيادية
    علق صديقي الدكتور على حديثي عن الموضوعية والحيادية والتجرد، بقوله بالنسبة لهذه النقطة، هناك رأيان:
    * الأول: أن التجرد والحيادية شرط ضروري للباحث عندما يتناول دراسة أو بحث أي موضوع، حفاظاً على الموضوعية والأمانة العلمية للنتائج التي سيتوصل إليها.
    * الثاني: أنه ليس شرطاً أن يتجرد الباحث من خلفياته الأيديولوجية والفكرية عند بحث أو دراسة أي موضوع، لأن الإنسان بطبعه يتأثر أو يتمسك بمنطلقاته الفكرية أو الإيديولوجية ويصعب على البعض التجرد منها. واستطرد قائلاً: وإن كان التجرد والحيادية هما الأفضل.
    قلت له: هذا كلام جميل. بالنسبة للرأي الثاني أنا أرى وآخذ به عندما يكون الحديث عن موضوعات وقضايا ذات علاقة بالبعد الذاتي في الصراع، لأنه هنا يجب أن يغلب على الإنسان روح الانتماء لقومه ووطنه وقضاياهما المصرية، وألا يتجرد من مشاعره وأحاسيسه وميوله التي غالباً ما تخضع لعقيدته أو أيديولوجيته أو خلفيته الفكرية والثقافية. لذلك كثيراً ما اعترض في كتاباتي على من يطالبوننا بأن نكون محايدين في استخدام المصطلحات والمفاهيم الخاصة بالمقاومة والانتفاضة والصراع مع الغرب والعدو الصهيوني. لأن ذلك يعني خيانة لأمانة الكلمة والدفاع عن حقوقنا الوطنية والقومية والإسلامية، في مرحلة يغلب عليها طابع محاولة الغرب فرض مفاهيمه ومصطلحاته لكل قيم الحياة والصراع علينا، ويطالبنا بتبنيها باسم الحيادية والموضوعية والتجرد.
    أما بالنسبة للرأي الأول، فهذا ما آخذه على كتابنا ومفكرينا عندما يتحدثون عن الحركة الصهيونية وكيان العدو الصهيوني أو اليهودية كدين و(القومية اليهودية) كقومية علمانية، فهم للأسف بدل أن يتجردوا من خلفياتهم الأيديولوجية والفكرية ويكونوا حياديين ويسموا الأشياء أو النتائج بمسمياتها الحقيقية، أسقطوا مفاهيمهم الأيديولوجية التي يؤمنون بها والتي تحتم عليهم أن يفصلوا بين رؤاهم السياسية ودينهم على اليهودية والحركة الصهيونية، وكانوا عندما يصطدمون بالجوهر الديني للحركة الصهيونية وحقيقة الهوية الدينية لها يجتهدون في إيجاد مبررات تتفق ورؤيتهم لليهودية كدين والصهيونية كحركة علمانية لا علاقة لها بالدين، فلا يجدوا غير:
    أن الصهاينة استغلوا الدين لتحريك يهود العالم خلفهم خدمة للمشروع الغربي؟! وهكذا يصبح هذا التفسير غير موضوعي، ولا علمي، ولا حيادي، وليته كان لصالحنا؟!
    وأضفت: أن أحد مفكرينا الأجلاء (البروفيسور عبد الوهاب المسيري) الذي نحترم ما قدمه من إنتاج علمي، وما جمعه عن الصهيونية واليهودية من كم هائل من المعلومات والأحداث التاريخية، يتحدث عن الأسباب التي دفعته للاهتمام بالصهيونية؟ فيرجع ذلك إلى سؤاله لصديقة يهودية كانت تدرس معه في أمريكا عن جنسيتها؟ فأجابته: يهودية! فاندهش! وقال لها: اليهودية دين وليست جنسية. فقالت له أنت لا تعرف شيء عن اليهودية! (هذا جاء على لسانه في حوار أجراه معه موقع محيط الالكتروني).
    وبدل أن ينطلق من حيث يفهم اليهودي يهوديته ويبحث وينتج لنا رؤية أكثر موضوعية من الرؤية التي قدمها، للأسف انطلق من حيث رؤيته وفهمه هو لليهودية كدين وليس جنسية، ظناً منه أن اليهود مثل العلمانيين عندنا لا يتذكرون الدين وعلاقته بالسياسة أو الحرب إلا عند الحاجة. وبنى اجتهاداته في تفسير البعد الديني لدى اليهود الصهاينة بحسب الأيديولوجية التي يحملها لحظة كتابته، فهوعندما كان شيوعياً ماركسياً كان يرى الحركة الصعيةنية: أنها حركة دينية في مضمونها وجوهرها تقوم على الغيبيات والأساطير الدينية على الرغم من الإطار العلماني الذي هو قشرة خارجية! وعندما تحول عن الاتجاه الشيوعي الماركسي وبقي في إطار الفكر العلماني اصبحت الحركة الصهيونية في نظره: أصبحت قراءته للصهيونية على أنها مشروع (استعماري) استغل الدين لخدمة الغرب المحتل لوطننا! ولكنه عندما تحول إلى الاتجاه الإسلامي، كنا ننتظر منه أن يقدم لنا رؤية وقراءة جديدة للحركة الصهيونية كما فعل الآخرين، إلا أننا لم نلمس أي تغيير في رؤيته وقراءته الأخيرة نهائياً. وقد وقع كثير من إخواننا في الحركة الإسلامية ممن لم يتيسر لهم القراءة المستقلة للحركة الصهيونية في تبني رؤيته، في الوقت الذي يرفعون فيه عنوان للصراع أنه (صراع ديني - حضاري).
    الكيانية الفلسطينية
    فرد صديقي الدكتور معلقاً على موضوع الحيادية والتجرد -بأن قص على تجربته الشخصية مع التجرد والحيادية عندما بدأ الإعداد لكتابة رسالته للدكتوراه، التي كانت عن تاريخ الحركة الوطنية والإسلامية في فلسطين. وقبل أن يبدأ سرد تجربته، قال بألم: لو كنت أعلم قبل انتمائي للثورة الفلسطينية وتضييع كم سنة من عمري ما علمته عندما بدأت البحث لكتابة رسالتي للدكتوراه ما كنت انتميت لها!.
    وواصل حديثه.. يا رجل أنا قبل أن أبدأ الكتابة قضيت سنتين في القراءة لكل ما كُتب منذ بداية السبعينيات من القرن الماضي، في المجلات والصحف الفلسطينية كم هائل من الكتابات والمعلومات، لقد خلصت إلى نتيجة مفادها:
    إنه بالرغم من كل ما قدمته الثورة الفلسطينية من ملاحم بطولية وجهد سياسي، وما قدمته الجماهير الفلسطينية من تضحيات، إلا أنها لم تكن ناضجة النضج الكافي لاستثمار ذلك ولا استثمار الأحداث التي كثيراً ما كانت لصالح هدف التحرير وتحقيق المشروع الوطني الفلسطيني.
    وشاركته الرأي بمداخلة: بأن قيادة منظمة التحرير كانت دائماً تستعجل قطف الثمرة، فتقدم على التنازل على أمل أن يستجيب الطرف الآخر، أو أن يكون للأنظمة العربية موقف حازم رداً على عدم استجابة الطرف الآخر، ولكن كان كل ذلك بدون فائدة، وكان يراكم نتائج سلبية ترتد على مستقبل القضية، ولأن القيادة الفلسطينية كانت لا تمتلك إستراتيجية واضحة المعالم لتحرير فلسطين، ولأنها كانت تفتقد إلى التجربة الناضجة سابقاً قبل الانطلاقة، ولأن الأنظمة العربية من خطابها التعبوي الثوري والتقدمي لم تكن جادة في ذلك الخطاب، وكانت تعلم حدودها جيداً وتدرك قواعد اللعبة.. الخ. كل ذلك أجهض تجربة الثورة الفلسطينية، وحكم عليها بالفشل مسبقاً.
    ثم عاد لمواصلة حديثه .. لكن هذا لا يعني أن الثورة الفلسطينية لم تكن لها إيجابيات أو لم تحقق أي إنجازات؛ بالعكس: لقد كان الشعب الفلسطيني قبل الثورة يسير باتجاه الاندثار والضياع، يسير إلى الانعدام، لقد كان الشتات الفلسطيني في طريقه لينتهي إلى كم عددي هنا وهناك، يضعف ارتباطه بوطنه يوماً بعد يوم وتباعد المسافات بينه وبين بعضه البعض على جميع الأصعدة، والأنظمة العربية تعمل على تغييب الوعي الجمعي الفلسطيني وارتباطه بأرضه، وتواصله كشعب واحد له قضية، تحت شعارات قومية وأممية متعددة.
    لقد كانت القضية والكيانية الفلسطينية برمتها مهددة بالاندثار والضياع، مما كان سيسهل تصفية القضية برمتها من عقود، فكان من أعظم انجازات الثورة الفلسطينية هو الحفاظ على الكيانية الفلسطينية المستقبلية، بل قل: إنها أعادت تشكيل هذه الكيانية من العدم، لقد جعلت كل فلسطيني في أي مكان في العالم يشعر بانتمائه إلى الشعب الفلسطيني إلى الكيان الفلسطيني، وأن الشتات لم يلغي هذا الكيان، وأصبح كل فلسطيني يشعر أن عليه واجب بصورة أو أخرى، عليه أن يؤديه تجاه شعبه الذي هو جزء منه، يكفي هذا الإنجاز للثورة.
    واستدرك قائلاً: خلاصة ما أريد قوله عن التجرد والحيادية أنني لو كنت تأثرت بصدمتي الأولى عندما قرأت وبموقفي الشخصي بعد تجربتي النضالية وعكست ذلك على تجربة الثورة الفلسطينية كنت سحقتها، ولكنني تجردت تماماً من كل مشاعري ومواقفي وخلفياتي الفكرية وكنت حيادي تماماً في كتابتي للرسالة، لدرجة أذهلت الأساتذة المشرفين عليها وهم يتساءلون: ما هو تجاهي الفكري؟ هل هو إسلامي، يساري، وطني؟... الخ. وختم بالقول: لا تطلب من جميع الكتاب أن يكونوا كذلك. ذلك صعب خاصة إذا كانوا يحملون فكراً وأيدلوجية مخالفة لما يكتشفونه في الصهاينة.
    قلت معقباً: لا أختلف معك كثيراً في ذلك ودعني أضيف نقطة مهمة هنا؛ ولأن الحياة والعمل في أي أمة أو مجتمع هو تكاملي بين جميع أفراد المجتمع، نجد أنه في الوقت الذي عملت فيه الثورة الفلسطينية على الحفاظ على الكيانية السياسية والنضالية لمجموع الشتات الفلسطيني وأهملت أو تجاهلت البعد الديني في الصراع، أو دور الدين في الحافظ على ترابط المجتمع الفلسطيني وشده إلى بعضه البعض، ودوره في التعبئة الثورية والجهادية للجماهير الفلسطينية، كانت الحركة الإسلامية الفلسطينية سواء في الأراضي المحتلة عام 1967م أو في الشتات وخاصة في الأراضي المحتلة تقوم بذلك الدور، لتحافظ على البناء الاجتماعي والأخلاق الإسلامية في المجتمع، وتقوم بدور التعبئة الدينية للجماهير في مواجهة عمليات الهدم والتدمير والإفساد للمجتمع والأخلاق التي يقوم بها العدو الصهيوني، حتى إذا ما قاربت التجربة الوطنية على استنفاد دورها، قامت هي بإكمال ذلك الدور ومساعدة الحركة الوطنية التي وقعت تحت الضغوط العربية والدولية وكادت تضيع إنجازاتها العظيمة، لتستعيد التقاط أنفاسها وتعود للمواصلة إلى جانب شقيقتها الحركة الإسلامية.
    وأضيف اليوم: للأسف أن استعجال الإخوة في حماس على قطف الثمار، وفقدانهم للرؤية والتجربة النضالية الناضجة كسابقيهم، والصراع على الكرسي وشرعية التمثيل الفلسطيني، أضاع كل ما تم إنجازه وما كان يجب أن يتم إنجازه بعد تلك التضحيات العظيمة من الجماهير الفلسطينية والأمة في سنوات ثورة/انتفاضة الأقصى! بل - ونقولها بمرارة - أنهم مزقوا وحدتنا الاجتماعية الفلسطينية وزرعوا في واقعنا قيم وممارسة سياسية لم يعهدها مجتمعنا الفلسطيني في تاريخه على قدر ما حدث فيه من خلافات سياسية.

  2. #2
    قرأت نصف المقال وسوف اكمل بعد النقاش معك أستاذ إنشاصي:
    هل معظم المفكرين لهم اهداف ليست كما نراها إعلاميا؟فلم يقتل معظمهم ماداموا يستجيبون لأهداف الصهيونية ؟, هذا أولا, ثانيا الدكتور المسيري اعتمد على بعض مراجع لانعترف بها لذا ففي كتبه بعض مآخذ كما تعرف.فمن أين جاء رغم تقديرنا لجهوده الجليلة مجال تقديرك الكبير؟ لنتبين امره بدقة.
    وانتظرني( كنت قرات الحلقات السابقة وقد استوفت استفهاماتها).

  3. #3
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جريح فلسطين مشاهدة المشاركة
    قرأت نصف المقال وسوف اكمل بعد النقاش معك أستاذ إنشاصي:
    هل معظم المفكرين لهم اهداف ليست كما نراها إعلاميا؟فلم يقتل معظمهم ماداموا يستجيبون لأهداف الصهيونية ؟, هذا أولا, ثانيا الدكتور المسيري اعتمد على بعض مراجع لانعترف بها لذا ففي كتبه بعض مآخذ كما تعرف.فمن أين جاء رغم تقديرنا لجهوده الجليلة مجال تقديرك الكبير؟ لنتبين امره بدقة.
    وانتظرني( كنت قرات الحلقات السابقة وقد استوفت استفهاماتها).
    حياك الله أخي ناجي
    عفواً أخي الكريم أنا لم أقل أن معظم المفكرين لهم أهداف ليست كما نراها! وفي هذه الحلقات كنت دقيق جداً في اختيار مفرداتي لأن الحوار كان مع صديق ولم يكن فيه تناقض بيننا في الروئ وكان حديثنا يكمل بعضه، وأود أن ألفت الانتباه هنا أنني استخدمت مصطلح (كوكتيل) لبعض الكتاب عن مقالاتهم:
    أني لا أقصد بذلك المفكرين والكتاب الذين ينتمون لأيديولوجيات وفكر علماني ولكني هذه تحديداً قصدت بها شخص كان مسئولاً عن إعداد الصحيفة وقتها وكان مثله مثل كثيرين من الإسلاميين غير مطلع على الحركة الصهيونية إطلاع علم وثقافة وقراءة مُركزة ولكنه مثل جماعته وكتابهم الذي وزعوه مركزياً وكان خليط من كل الاتجاهات الفكرية وانتقاء لمقالات أو أجزاء من كتبهم ووضعها في كتيب صغير كرؤية لهم للحركة الصهيونية وكيان العدو الصهيوني، وعند مراجعتهم عنه وعن كتب أخرى كثيرة فيها أخطاء قاتلة عن تاريخ فلسطين لا تتلقى إلا نفس الرد:
    هذا الاختيار مركزي وأمر توزيعها مركزي!
    كم نصحت ذلك الأخ الذي كان ينقل في كل عدد مقالة طويلة للدكتور عبد الوهاب المسيري أو ينقل عن كتبه ويحشي المقال برؤى فكرية متناقضة فتجد في المقال مصطلحات الرؤية الماركسية الشيوعية للحركة الصهيونية، ورؤية القومي، ورؤية العلماني الليبرالي أو الذي بلا فكر ... نصحته ونصحت مرجعيته أن ذلك يسيء للقضية ويشوه الرؤية لدى القراء وقدمت لهم عدة مرات مقاربة ومقارنة لذلك: بأنكم تضعون خبر يوحي بالبعد الديني الأصيل في سياسة العدو الصهيوني في الصفحة الأولة ووسطها وفي الوقت نفسه وضع مثل هكذا مقال ينافي ذلك! وقد وصل الأمر أن عملنا في المكتب تجاه معاكس بيني وبين ذلك الشخص وقيادات الساحة لديهم! الأخ الآن في موقع مسئول عن جهاز ما في وزارة الداخلية في غزة لا داعي لذكر الاسم
    وفي النهاية اضطررت أن أتولى تشريح الصحيفة لعدة أعداد كما كنت أفعل من فترة لأخرى ليقتنع ممثلهم هنا بخطأ ما ويطلب من الشخص المعني الكف عن ما أنفري في التذكير به ولكن دون جدوى. فقد توليت لعدة أعداد كلما صدر العدد أن أنبش الصحيفة كلمة كلمة وخبر حبر ومقالة مقالة وأغير ملامحها باستخدام أقلام متعددة الألوان أعلم فيها على المتناقضات التي فيها إلى أن صدر قرار بوقف نشر مثل تلك المقالات وأن أتولى مراجعة العدد قبل صدوره!
    لذلك أخي الكريم راجع قراءة المقالة لم أقل ذلك ولكن دعني أحاول إعادة توضيح ما قصدت هنا بأسلوب آخر:
    عن نفسي كمسلم أؤمن بأن الصراع بيني وبين الغرب والعدو الصهيوني خاصة (ديني-حضاري) استخدم مصطلحات تؤكد ذلك وأفسر المعلومة أو الحدث واقرأه بما يتناسب ورؤيتي الدينية، ولأني لا أؤمن بالفصل بين الدين والسياسة وشئون الحياة وأن الغرب قد يكون علماني في كل شيء إلا في صراعه مع الإسلام لا يكون كذلك سواء المواطن العادي أو المفكر او السياسي أو رجل الدين إلا ما رحم رببي فإنني لا أسلم بكل معلومة جاءتني من طرفه دون تمحيصها والتدقيق فيها! كما أني في بداية حياتي كما سيأتِ في الحلقة التالية والحديث عن السبب الذي جعلني أتحول إلى تبني الرؤية الإسلامية للصراع والعمل على التأصيل لها ولا تكون مجرد مصطلح أجوف أردده مثل الكثيرين دون دليل، كنت قبلها أردد كما الأخ المذكور مصطلحات متناقضة وأتبنى أفكار المفكرين والكتاب العلمانيين دون تحفظ، ولكنني عندما حدث معي الموقف الذي سيأتي ذكره وبدأت البحث ذهلت أن القراءة لدى كل كاتب وسبب الاختلاف في الرؤية والمصطلحات أن كل كاتب يجتهد في تفسيرها بحسب الخلفية الفكرية والأيديولوجية التي يحملها وأنها في الحقيقة كما فهمتها مختلفة عن ذلك ..
    ذلك المقصد ولم أعني إن كنت فهمت أنت ذلك ان معظم المفكرين لهم أهداف ليست كما نراها إلا إن كنت أقصد تخدم فكرهم كي لا يفسروها كما فهمتها أن بُعدها ديني ويحدث تناقض في قراءتهم بين توجهم العلماني وتفسيرهم الديني للحدث لذلك يفسرونها بما يتناسب وفكرهم وذلك راجع لأنهم صادقون ومنسجمون مع فكرهم وفصلهم لدين عن السياسة، في الوقت الذي من وجهة نظر أن الغرب واليهود لا يفصلون في صراعهم ضدنا بينهما، وسنأتي على ذلك في حوارنا في حلقة قادمة
    إن شاء الله تكون وضحت الفكرة ويكون الشق الثاني من السؤال في غير موضعه
    أما تقديري للدكتور المسيري أخي وإن اختلفنا مع أحد في أمر ما علينا أدباً واحتراماً لجهده أن نقدر له ذلك ونعترف له بقيمته خاصة وأننا اختلفنا مع الدكتور المسيري في رؤيته أو تحليله للأحداث وخاصة بعد أن تحول عن الشيوعية والماركسية لن ما كتبه وقتها نستدل به على رؤيتنا الدينية للحركة الصهيونية، المعنى أن ما جمعه الدكتور المسيري كمعلومات ومعارف عن الصهيونية واليهودية مفيد جداً للباحث خاصة الذي يملك رؤية ليعود إليه كمرجع ولكنه قد يحدث إرباك وعدم وضوح رؤية لدى القارئ العادي لأنه سيجد عن الحدث الواحد كم هائل من المعلومات التي قد تتعارض مع بعضها في الظاهر ما لم يكون القارئ ملم بالعقلية اليهودية وأساليبها في توزيع الأدوار أو الاستفادة من كل الأفكار والأيديولوجيات والأحداث على تناقضاتها لصالحها لأن اليهودية ليست أيديولوجيا أو دين بالمعنى الصحيح والحديث هنا يطول
    فاعترافنا وتقديرنا لجهد الرجل تعبيراً عن أخلاقنا في الاختلاف ولا يتناقض مع اختلافنا معه ولا نقلل من قيمة جهده وإن اختلفنا معه
    تحياتي وبانتظار أن تكمل قراءة الحلقة واستكمال الحوار

  4. #4
    مشرفة قسم اللغة الغربية
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    884
    شكرا لجهدك الكبير أستاذ مصطفى ونقرأ معكم.
    هلا مررت بموضوعي لأسمع رأيك لو سمحت؟.
    ولك شكري وامتناني:
    http://www.omferas.com/vb/showthread...139#post202139
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    اللهم أعنا على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك

  5. #5
    والسلام عليكم من جديد:
    أن الصهاينة استغلوا الدين لتحريك يهود العالم خلفهم خدمة للمشروع الغربي؟!
    السؤال كيف تنطلي على المسلمين ألاعيبهم النتنة؟والمعماه والمخفية اليدين؟.
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  6. #6
    شكرا للرد الموسع أخي الباحث العزيز,لكن لم يتضح معي موقفك من الدكتور المسيري بدقه هذا أولا, ثانيا نعم لانعمم ولكن يجب ألا نمرر أي فكرة ترد من باحث دون تبيان التوجه لديه لنحسن الظن ولانتجاوز بتفكيرنا مالايجب.
    شكرا لك من جديد ومازال الموضوع محط انشغالي حتى لاخشى أن يصيب حسن الظن بهم.

  7. #7
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سارة الحكيم مشاهدة المشاركة
    شكرا لجهدك الكبير أستاذ مصطفى ونقرأ معكم.
    هلا مررت بموضوعي لأسمع رأيك لو سمحت؟.
    ولك شكري وامتناني:
    http://www.omferas.com/vb/showthread...139#post202139
    تحياتي سارة
    تسعدني متابعتك ومشاركتك دمتِ بخير

  8. #8
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريمه الخاني مشاهدة المشاركة
    والسلام عليكم من جديد:

    السؤال كيف تنطلي على المسلمين ألاعيبهم النتنة؟والمعماه والمخفية اليدين؟.

    حياكِ الله أخت أم فراس
    لأن المسلمين يريدون ذلك وكثير منهم يريفضون العودة إلى الحق والتراجع عن خطأ قراءتهم للحركة الصهيونية والمشروع اليهودي لأسباب خاصة بكل منهم حتى بعد أن تكشفت كثير من الحقائق التاريخية عن الهوية الدينية للحركة الصهيونية وحقائق الواقع التي تؤكد ذلك

  9. #9
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جريح فلسطين مشاهدة المشاركة
    شكرا للرد الموسع أخي الباحث العزيز,لكن لم يتضح معي موقفك من الدكتور المسيري بدقه هذا أولا, ثانيا نعم لانعمم ولكن يجب ألا نمرر أي فكرة ترد من باحث دون تبيان التوجه لديه لنحسن الظن ولانتجاوز بتفكيرنا مالايجب.
    شكرا لك من جديد ومازال الموضوع محط انشغالي حتى لاخشى أن يصيب حسن الظن بهم.
    حياك الله أخي جريح فلسطين
    أخي موقفي من الدكتور المسيري واضح ومعلن وهو باختصار:
    أن كثير مما كتبه أيام كان يسارياً شيوعياً ماركسياً أجده قريب من الحقيقة التي أتبناها وكانت كتاباته تلك لها دور في توضيحها لي بداية بحثي عن الحقيقة .. وأختلف معه في موقفه من الحركة الصهيونية بعد تحوله عن الاتجاه اليساري ولا أتفق معه أداة في يد الغرب (الاستعمار) وأن قادتها سخروا اليهود مستغلين الدين اليهودية لخدمة المشروع الغربي ضد والأمة والوطن، وأن كيان العدو الصهيوني يؤدي دور وظيفي للغرب فقط .. أرجو أن يكون قد وضح موقفي جيداً
    أما لا أعمم ولكن أمرر وسأجيب عنه ذلك على أساس أنها موجهة لي أنا لا لغيري؛ ومن حقك أنت وغيرك أن تعرف توجهي وإن كان توجهي واضح لأن أسلوبي مباشر لا مواربة فيه وهو سبب مشاكلي مع السواد الأعظم ممن يحبون المداهنة والمجاملة والتملق:
    أنا مسلم وأفهم الإسلام منهج حياة وآخرة، عقيدةوعبادة وسياسة، أي منهج متكامل شامل منهج حياة يعني من مولدي لمماتي ومن نهوضي من نومي إلى عودتي للنوم ..
    أما إن كنت تقصد لأي المسميات الإسلامية أنتمي؟ لا أنتمي لأي تجاه وما صح عند غيري فهو صحيح عندي، لا أرى في أي تجاه أنه يعمل ويأخذ بالإسلام كله ولكن كلٌ منهم يأخذ بجزئية من الدين وكلهم يكمل بعض .. أقدم حق الله والرسول صلَ الله عليه وعلى آله وسلم على حق الجماعة التي كنت أنتمي إليها وسبب ذلك الاعتراضات سنوات أن كنت أنتمي لمسمى ما لأني كنت أقوم بالواجب الشرعي في علاقاتي مع من يخالفونا في الاتجاه الفكري، وكان رديوما زال:
    أن الذي سأحاسب عليه عند الله تعالى هو حق الإسلام لا حق التنظيم .. وأي أمر تنظيمي يتعارض مع حق الإسلام غير ملزم لي ما دان أداء الواجب الإسلامي نحو الآخرين لا يضر بمصلحة التنظيم .. لذلك لم يسعني أي تنظيم حتى التنظيم الذي شاركت فيه منذ أيام الدراسة الجامعية وسُجنت في الثورة (فتح) مرتين بسببه وكلتا المرتين ربنا الذي سترني من أحكام عالية ولأني كنت ومازلت مستبيع ولا أبالي بأحد ... وقد منحت ذلك التنظيم خيرة سنوات عمري وما أملك وبعد سنجن خمس سنوات في مصر بتهمة إدخال سلاح لدعم الانتفاضة عام 1989 خرجت ليجردني رأس التنظيم وهو الآن في ذمة الله من كل حقوقي وحلم حياتي في أداء الواجب بالطريقة التي أحب أن ألقى الله عليها وإن شاء الله ألآ يحرمني الله تعالى منها ومن كل حقوقي المالية، ولأجد الشرع هو مصيري والحمد لله أننا لم نعطي الدنية في ديننا ولا اهتزت هيبتنا في نفوس الآخرين وحفظنا الله تعالى وأكرمنا بأن حافظنا على كرامتنا وعزة أنفسنا ولم نهن وأو نذل لأحد، وقد كان رد ذلك الأخ على بعض الإخوة كما علمت بعد اغتياله عن السبب: الحركة لا تتسع لاثنان إما أنا أو مصطفى؟! ونفس الكلام قبل حوالي شهرين كنت أتحدث مع صديق ومررنا على تلك الإيام العصيبة فقال لي سألت (فلان) فلان هذا دمر قيادات من التنظيم وطلبة وكلهم أعدهم لفلسطين وشغل الطلبة بعد تخرجهم في السلطة يسأله عن سبب ما فعله ذلك الأخ بي: فقال له: حصيلة ما تجمع لدينا من معلومات أن شخصية مصطفى وتاريخه ووضح موقفه وفكره وعدم قبوله بالمهادنة بسبب تغير المرحلة وأن يعمل سياسة وكثيرين من القواعد مع توجهه تؤهله لقيادة الحركة ..
    أعتذر عن الإطالة في أمور قد يعتبرها البعض خاصة ولم يسبق لي الحديث فيها من قبل أو نشرهاولكن لأجيب على سؤالك وتطمئن وتعرف توجهي إن كان ذلك يهمك كثير وهو يبدو من سؤالك مهم جداً لك، ولأنها في حقيقتها ليست أمور خاصة بل هي عامة لمعرفة بعض من واقع بعض التنظيماتت التي مازال كثيرين مخدوعين بها...
    إن شاء الله أكون أجبت على سؤالك بما يشفي غيليك


  10. #10
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى إنشاصي مشاهدة المشاركة
    حياك الله أخي جريح فلسطين
    أخي موقفي من الدكتور المسيري واضح ومعلن وهو باختصار:
    أن كثير مما كتبه أيام كان يسارياً شيوعياً ماركسياً أجده قريب من الحقيقة التي أتبناها وكانت كتاباته تلك لها دور في توضيحها لي بداية بحثي عن الحقيقة .. وأختلف معه في موقفه من الحركة الصهيونية بعد تحوله عن الاتجاه اليساري ولا أتفق معه أداة في يد الغرب (الاستعمار) وأن قادتها سخروا اليهود مستغلين الدين اليهودية لخدمة المشروع الغربي ضد والأمة والوطن، وأن كيان العدو الصهيوني يؤدي دور وظيفي للغرب فقط .. أرجو أن يكون قد وضح موقفي جيداً
    أما لا أعمم ولكن أمرر وسأجيب عنه ذلك على أساس أنها موجهة لي أنا لا لغيري؛ ومن حقك أنت وغيرك أن تعرف توجهي وإن كان توجهي واضح لأن أسلوبي مباشر لا مواربة فيه وهو سبب مشاكلي مع السواد الأعظم ممن يحبون المداهنة والمجاملة والتملق:
    أنا مسلم وأفهم الإسلام منهج حياة وآخرة، عقيدةوعبادة وسياسة، أي منهج متكامل شامل منهج حياة يعني من مولدي لمماتي ومن نهوضي من نومي إلى عودتي للنوم ..
    أما إن كنت تقصد لأي المسميات الإسلامية أنتمي؟ لا أنتمي لأي تجاه وما صح عند غيري فهو صحيح عندي، لا أرى في أي تجاه أنه يعمل ويأخذ بالإسلام كله ولكن كلٌ منهم يأخذ بجزئية من الدين وكلهم يكمل بعض .. أقدم حق الله والرسول صلَ الله عليه وعلى آله وسلم على حق الجماعة التي كنت أنتمي إليها وسبب ذلك الاعتراضات سنوات أن كنت أنتمي لمسمى ما لأني كنت أقوم بالواجب الشرعي في علاقاتي مع من يخالفونا في الاتجاه الفكري، وكان رديوما زال:
    أن الذي سأحاسب عليه عند الله تعالى هو حق الإسلام لا حق التنظيم .. وأي أمر تنظيمي يتعارض مع حق الإسلام غير ملزم لي ما دان أداء الواجب الإسلامي نحو الآخرين لا يضر بمصلحة التنظيم .. لذلك لم يسعني أي تنظيم حتى التنظيم الذي شاركت فيه منذ أيام الدراسة الجامعية وسُجنت في الثورة (فتح) مرتين بسببه وكلتا المرتين ربنا الذي سترني من أحكام عالية ولأني كنت ومازلت مستبيع ولا أبالي بأحد ... وقد منحت ذلك التنظيم خيرة سنوات عمري وما أملك وبعد سنجن خمس سنوات في مصر بتهمة إدخال سلاح لدعم الانتفاضة عام 1989 خرجت ليجردني رأس التنظيم وهو الآن في ذمة الله من كل حقوقي وحلم حياتي في أداء الواجب بالطريقة التي أحب أن ألقى الله عليها وإن شاء الله ألآ يحرمني الله تعالى منها ومن كل حقوقي المالية، ولأجد الشرع هو مصيري والحمد لله أننا لم نعطي الدنية في ديننا ولا اهتزت هيبتنا في نفوس الآخرين وحفظنا الله تعالى وأكرمنا بأن حافظنا على كرامتنا وعزة أنفسنا ولم نهن وأو نذل لأحد، وقد كان رد ذلك الأخ على بعض الإخوة كما علمت بعد اغتياله عن السبب: الحركة لا تتسع لاثنان إما أنا أو مصطفى؟! ونفس الكلام قبل حوالي شهرين كنت أتحدث مع صديق ومررنا على تلك الإيام العصيبة فقال لي سألت (فلان) فلان هذا دمر قيادات من التنظيم وطلبة وكلهم أعدهم لفلسطين وشغل الطلبة بعد تخرجهم في السلطة يسأله عن سبب ما فعله ذلك الأخ بي: فقال له: حصيلة ما تجمع لدينا من معلومات أن شخصية مصطفى وتاريخه ووضح موقفه وفكره وعدم قبوله بالمهادنة بسبب تغير المرحلة وأن يعمل سياسة وكثيرين من القواعد مع توجهه تؤهله لقيادة الحركة ..
    أعتذر عن الإطالة في أمور قد يعتبرها البعض خاصة ولم يسبق لي الحديث فيها من قبل أو نشرهاولكن لأجيب على سؤالك وتطمئن وتعرف توجهي إن كان ذلك يهمك كثير وهو يبدو من سؤالك مهم جداً لك، ولأنها في حقيقتها ليست أمور خاصة بل هي عامة لمعرفة بعض من واقع بعض التنظيماتت التي مازال كثيرين مخدوعين بها...
    إن شاء الله أكون أجبت على سؤالك بما يشفي غيليك

    يدهشني ماقرأته هنا أستاذ مصطفى ,ويشرفني انني قرات تلك الفقرة المشرفة.
    تحيتي وإخلاصي ومحبتي.
    محمود ابو اسعد
    فلسطين

    احلام بيضاء
    http://nather.maktoobblog.com/

    بائع الصحف
    http://bae3asohf.maktoobblog.com/

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. مركزية القدس والأقصى: فلسفة الإحساس بالمنطق (الحلقة الثامنة)
    بواسطة مصطفى إنشاصي في المنتدى فرسان الأبحاث الفكرية
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 06-07-2014, 06:53 AM
  2. مركزية القدس والأقصى: فلسفة الإحساس بالمنطق (الحلقة الخامسة)
    بواسطة مصطفى إنشاصي في المنتدى فرسان الأبحاث الفكرية
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 05-31-2014, 11:54 AM
  3. مركزية القدس والأقصى: فلسفة الإحساس بالمنطق (الحلقة السادسة)
    بواسطة مصطفى إنشاصي في المنتدى فرسان الأبحاث الفكرية
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 05-19-2014, 07:28 AM
  4. مركزية القدس والأقصى: فلسفة الإحساس بالمنطق (الحلقة الرابعة)
    بواسطة مصطفى إنشاصي في المنتدى فرسان الأبحاث الفكرية
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 05-05-2014, 08:34 AM
  5. مركزية القدس والأقصى: فلسفة الإحساس بالمنطق (الحلقة الثالثة)
    بواسطة مصطفى إنشاصي في المنتدى فرسان الأبحاث الفكرية
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 04-17-2014, 12:54 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •