لا تَـلْعَنِ الدَّهْـر
إنَّ الإلـهَ رحيمٌ فـي خلائقـه = إن هم أطاعوه فيـما خَـطَّ وافتَرَضَـا
لكنه ماحِقٌ فيـمَنْ عصا طلباً = لله في فرضـه والعـهدَ قـدْ نَـقَـضَـا
يا صاحِبِي ما جنى عـبد بوائقه = إلاَّ وقد ذاقـها جَمْرَ اللَّـظَى مَضَـضَا
لو أنَّ أهل القُـرى قد آمنوا بتُقَى = لكان فتحاً لـهم بالحـقِّ قد وَمَضَـا
والرزق ينهال دراً من سَـحابَته =ومِنْ جوى الأرض إنعـاماً بـما فَرَضَـا
واعزو الحـوادث لله الذي حَدَثَتْ = بـه ولا تلعن الدَّهَرَ الذي عَرَضَـا
واقْـبِلْ عليه بَشوشاً طائعاً وَجِـدَاً = عند اللقاءِ تَجِدْ نوراً بَدَى وَمَـضَى
تنسى الطعام وما ينحى مناحِـيَه = ما مِنْ خلائقـه منْ حُبـهِ انْـقَرَضَـا
كما أُمِرْتَ استقِمْ تحظى بِمَكْرُمَةٍ = منكَ الدُّعاءُ مُـجابٌ قالـها وَقَضَـى
واحفظ صلاتك في أوقاتها صِـلَةً = حتى ولو كُنْتَ في حالٍ غَدتْ حَرَضَا
والشعرُ من نوره تبقى ملامِـحُـه = هديـاً يناصره دوماً وما دَحَـضا
والحَقُّ في الشعرِ أنْ ترقى مَـقاصِدُه =بالروحِ قَرْضاً جـميلاً ليسَ مُقـترضا
يذكِّرُ الأممَ الأخلاقَ قِـيمَتَها = فـي تـركِها سَـخَطٌ تَـجْتَرُّه جَـرَضَا
لا تلـعنِ الدَّهْرَ وانظرْ ما جَنَتْهُ يَـدٌ = وارْضَ القضاءَ ولو للجسمِ قَدْ قَرَضَا
هذي روائعُ من شِـعري أسَطِّرُها = تدعوكَ في طاعةٍ تبقى لـمن مَحَـضَـا
ياربِّ فاغفر لنا ما قد مضى وعفا = وارفع ذُنوباً تَـقُضُّ الحُـزنَ والمَـرَضَا
واحفظ إلـهي بما علَّـمتني قِيَمِي = ما أنكر الحُكمَ من راضٍ وما اعْـتَرَضَا
الدكتور ضياء الدين الجماس
ملاحظة :
جاءت هذه القصيدة إلهاماً من الله تعالى كرد على القصيدة المتحدية لأحد الشعراء الذي تحدى أن يأتي شاعر بقافية ضادية بثلاث فتحات متتالية .
وكانت قصيدته جيدة قوامها أحد عشر بيتاً ، لولا أنه اقتفى أثر بعض الشعراء الذين ينسبون الحوادث للزمان أو الدهر .. ومنها قوله مثلاً :
هـذا الزّمـانُ لـه طـبـعٌ يغـيّـره...إن عاهد اليومَ عهدًا؛ منْ غـدٍ نَقَضَـا
ومن الناحية الشرعية لا يجوز نسب الحوادث للزمان أو الدهر ففي الحديث القدسي الشريف : يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر، وأنا الدهر: بيدي الأمر، أقلب الليل والنهار .. أو كما قال عليه الصلاة والسلام .