‏لماذا ترتفع أسعار البضائع في غزة بشكل مجنون؟
كنت أحسب أن اللصوص هم السبب.
وكنت أحسب أن قطّاع الطرق هم الذين يفرضون خاوة على الشاحنات، لترتفع أسعار البضائع!
وكنت أحسب ان التجار يستغلون حاجة الناس، فيرفعون الأسعار.
اليوم فقط عرفت الحقيقة من كبار التجار أنفسهم، وقالوا:
التاجر من غزة لا يستطيع أن يدخل أي شاحنة بضائع محملة بالملابس، أو مواد النظافة، أو المواد الغذائية، إلا بعد التنسيق لهذه الشاحنة!
سألت:
وكيف تمشي الأمور؟
قال التجار:
لا يسمح بدخول أي شاحنة بضائع قبل أن يدفع التاجر الغزاوي مبلغ من 700 ألف شيكل إلى مليون شيكل للجهة التي قامت بالتنسيق له لإدخال شاحنة البضائع!
سألت التجار:
فمن هي الجهات التي تنسق لدخول الشاحنات إلى قطاع غزة؟
أجابني التجار من قطاع غزة قائلين:
هم أطراف مسؤولة من السلطة الفلسطينية، لهم علاقات مع تجار ومسؤولين إسرائيليين، هؤلاء هم الذين يعطون الإذن بدخول الشاحنات المحملة بالبضائع، بعد أن يدفع التاجر مبلغ الخاوة المفروض على الشاحنة.
أمر عجيب ومدهش وغريب، وأقرب إلى الخيال!
وأكاد لا أصدق أن السبب في ارتفاع أسعار البضائع في غزة عشرات المرات عن سعرها الحقيقي، يرجع إلى بعض المسؤولين الذي لهم ارتباطات مع الإسرائيليين، وهم الذين ينسقون لدخول الشاحنات!
إنها المؤامرة المدروسة ضد أهل غزة، إنها مؤامرة لا تقل وحشية عن مؤامرة استهداف أهل غزة بالصواريخ الإسرائيلية.
د . فايز أبوشمالة