الخصام بين الأصدقاء


تعتبر مشاعر الصداقة من أنبل العلاقات الإنسانية،
و قد تُختبر فترة صعبة نتيجة خطأ قد يصدر من أحد الأطراف ،فتنقلب الأمور رأساً على عقب، حتى أن أفضل الأصدقاء يتشاجرون أحياناً .

هذا يعني أن علاقات الصداقة تمر في
" مطبات " و متاعب ،
و ربما خلافات، تأتي من هنا و هناك ، و مواقف تمتحن الإنسان في أشد المواقف
و أصعبها .

هذا يعني أن الخصام قد يحدث لأي سبب كان، وفئة من الأصدقاء اليوم قد تغدو أعداء في الغد.

الجميع يخطئ ،ولا أحد كامل، لذا لا بد من تقدير الأمور بالشكل الصحيح والمسارعة لتوضيح سوء الفهم ،والتعامل مع المواقف بحكمة دون تجني أو ظلم أو تشهير بسمعة الصديق والإساءة له .

غالباً ما ينسى الصديقان اللذان تشاجرا أنهما يحبان ويقدران بعضهما.

هناك من يبقى وفياً،
و مخلصاً لصداقته ،
و يحفظ الود حتى لو غابت الوجوه و هناك من يبتعد لأنه مستاء .

إذا كانت صداقتك حقيقية، سيكون لديك فرصة جيدة لتسوية الخلاف .

كيف يمكن أن يعيدوا الانسجام بينهما ؟
إليك بعض النصائح :

ينصح الأطباء النفسيون بحديث من القلب للقلب.

يجب أن تهدأ أولاً،حيث أنه لا يمكن للأشخاص التفكير بوضوح عندما يكونوافي غاية الانفعال .

ينصح بالابتعاد عن بعضكما البعض، مهما طالت الفترة ؛ سواء كان ذلك لساعات أو أيام أو أسابيع، حتى تهدأ المشاعر الثائرة.
ولكن يجب عليك أولا إعلام صديقك أنك مستاء للغاية في الفترة الحالية بطريقة لا تسمح بمناقشة الأمر ، وأنك تود التحدث لاحقاً.

ابدأ بداية مكشوفة وصريحة، وكن حريصا على الصراحة، والكشف عن كل ما يجري ويدور فيما يتعلق بالمواضيع التي حصلت فيها أخطاء.

قدم أعذارا تعنيها من القلب، فهناك فن الاعتذار بأصول، حيث تكون نابعة من الأعماق، وتشير إلى الندم.

قم بإحداث تغييرات في العلاقة، أي يجب التفكير باستراتيجيات تحول دون تكرار ما حدث، ويجب التركيز على تحسين العلاقة وإعادة الثقة بين الطرفين

دع الأمر يمضي، فإذا أردت لهذه العلاقة أن تنجح، كف عن الحديث بالماضي، ولا تطل الحديث فيما حصل سابقا.

ركز على إعادة بناء الثقة، وهناك طرق قليلة لفعل ذلك، فلا توجد حلول فورية تعيد الثقة، وإنما يتطلب إعادتها صبر وجهد وإثبات الذات والحب والاحترام للطرف الآخر، فإذا أردت فعلا للعلاقة أن تنجح وتتجاوز الأخطاء، كن صبورا وأثبت حبك ولا تتخل عن صديقك .

ومن الطبيعي لكل علاقة أن تواجه تحديات وخلافات، ولكن إطلاق العنان لأنفسنا للتعبير عن مشاعرنا والاعتراف بالخطأ وتغيير الأسلوب، جدير بتجاوز الخلاف مع من نحب وعودة العلاقة لطبيعتها.

الخلافات بين الأصدقاء لا تلغي سنوات العشرة والمحبة والاحترام، فحتى في لحظات الخصام، يجب أن يكون الصديق راقيا أمينا ولا يتمادى في أذاه تجاه من كان سندا وعكازا له في يوم من الأيام وقلبا شاطره الحزن كما الفرح.

حتى لو كان هناك خلاف، فهذا لا يعطي الصديق الحق مطلقا لأن يخون الثقة التي منحت له.

الصداقات في الحياة، مرتبطة بتحسن الصحة الجسدية، وزيادة السعادة.

و تبقى الصداقة علاقة سامية ووفاق روحي ونفسي من الضروري حمايتها والحفاظ عليها من أي أذى .

الأصدقاء “وطن ثان" نلتجئ إليه في كل الأوقات والأحوال،


الكاتبة : ندى فنري
مدربة / مستشارة