-
باحث في علم الاجتماع
الأمة بحاجة لجيل طليعي
الأمة بحاجة لجيل طليعي (عباداً لنا)!
في النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي بدأت تتكشف معالم انحراف م.ت.ف عن النهج الثوري الحقيقي، وتراجع الكفاح المسلح الذي كان خيارها الوحيد، كما بدأت تتسرب معلومات عن الفساد بأشكاله المتنوعة، وبعد خروج الثورة من بيروت ولبنان كله بداية الثمانينات وتشتتها في المنافي وانحسار المد الثوري والكفاح المسلح وتقدم العمل السياسي، وبدأت القيادة تطالب أمريكا والغرب والأنظمة بالوفاء بوعودهم لها بعد أن أوفت هي بالتزاماتها، كما هو حال المقاومة اليوم، مع فارق كبير جداً على صعيد ظروف الشعب المادية والاجتماعية، حيث كان مستوى الشعب الاقتصادي عالٍ جداً، ولم يكن الآن في زمن القيادات الربانية الجشعة التي لا دين ولا خلق إلا المال ...!
ذلك ما أدركه الجيل الأول لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، ذلك الجيل المنسي، الذي تناساه عمداً وقهراً مَن تسلق تلك الحركة الرائدة فكراً وممارسة نتيجة تكرار أخطاء تجارب ثورية سابقة سمحت للانتهازيين الذين لا يعرفون عن الحركة سوى اسمها تسلقها، والإساءة إلى جيلها الأول وتجاهله ...!
ذلك الجيل شكل طليعة الأمة فكراً وممارسة، فكان منتمياً لشعبه وأمته انتماءاً عضوياً، طرح مشروعاً لنهضة الأمة ووحدتها ضد المشروع الصهيو – غربي ينبع من عقيدة الجماهير وتاريخها، من ثقافتها وتراثها، يستجيب لحاجاتها، يعالج مشاكل واقعها، ويعبر عن طموحاتها المستقبلية، فكان مشروعاً طليعياً واعداً، قضى ومضى مع غياب جيله الأول الذي منذ سنوات يقضي إلى ربه بعد معاناة سنوات من الفقر والمرض وهم الذين كانوا ملئ الدنيا حركة ونشاطاً وبذلاً وتضحية و...!
ترجم ذلك الجيل مشروعه المستقى من عقيدة الأمة إلى فكر وعمل وممارسة، من خلال الانخراط في صفوف الشعب والتحامه معه التحاماً عضوياً. فالطليعي هو الذي يعيش وسط الجماهير ولا ينفصل عنها ولا يتكبر أو يستعلي عليها، الذي يقاسمها لحظات الفرح والترح، الشبع والجوع، الأمن والخوف، المعاناة والراحة، يضحي ويتحمل العذابات لأجل حريتها وعيشها الكريم، يبذل روحه ودمه دفاعاً عنها ومطالباً لها بحقوقها، يفعل ذلك وغيره بوعي لا عاطفة أو انفعال أو ارتزاق أو تعصب أعمى لتنظيم أو جماعة. الطليعي هو الذي يتقدم صفوف الجماهير ويقود مسيرتها وهو ملتحم معها، لا قائداً تحمله الجماهير على أكتافها وتعلق صوره وتهتف له، ويعيش في العواصم والفنادق والقصور حياة رغيدة ومرفهة، تحيط به الحراسة ويجري خلفه المرافقون في كل مكان ... مما عليه قيادات تلك القيادات الهزيلة ذات الأسماء الطنانة وهي في حقيقتها أبواق فارغة كطبول جوفاء، يشرف على صناعتها هذا الأمير وذاك الملك و...!
إلى درجة لم يستطيع معها قادة العدو الصهيوني على جميع المستويات إخفاء حالة الرعب التي سببها لهم ذلك التغيير الذي حدث في الواقع الفلسطيني
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى