قال تعالى:
﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾

عندما خلق الله أبا البشرية آدم عليه السلام لم يخلقه وحيداً
بل خلق له من ضلعه زوجة تؤنس وحدته وتقضي على وحشته
وتكثُر من نسله فكانت تلك أول لبنة وضعها الله عز وجل في حياة البشرية لإعمار الأرض بالسعي في مناكبها والوقوف على مظاهر النقص فيها لسدها
لهذا لا يمكن تهميش دور العائلة في حياة الإنسان أبدًا ولا يمكن أن يشعر الإنسان بالاكتمال دون عائلة ينتمي إليها ويأنس إلى أفرادها

في رمضان تجتمع العائلة على مائدة طعام واحدة
ما أجمل اللمة فالمواقف الجميلة كشجرة غرست بالذاكرة وكبرت معنا
وفي كل لحظة ولحظة تلقي ثمرة من ثمارها ليخلق الحب من جديد

العائلة أول انتماء ينتمي له الإنسان و هي مركز الأمان و أثمن ما يملك
يكبر و ينمو و يترعرع بين أحضانها

و هي كالشجرة الحانية التي يجتمع في ظلها الأفراد لذا لا بد لنا من الحفاظ عليها

يبدأ هذا من علاقة الزوجين ببعضهما البعض واحترامهما لبعضهما وحنوّهما على الأبناء وتوعيتهم بحقوقهم وواجباتهم وحرصهما على أن يربيانهم تبعا لما يرضي الله وأن ينفقا عليهم من الرزق الطيب ومتابعة ما يستخدمونه من وسائل اتصال تكنولوجية وتوجيهها لاستخدامها فيما هو مفيد وبعيد عما يهدم الأسر والعلاقات فما أجمل أن تسود عوائلنا قيم الصلاح والمسؤولية والعفاف
وأن يُراعى في حل ما تتعرض له من مشاكل وأزمات بالحكمة والتفهم والروية لنكون خير أمة أخرجت للناس

العائلة من أهم الأشياء في هذا العالم تبقى حينما لا يبقى لك أحد حولك فالإنسان عندما يقع تسنده عائلته
كما إنها الملاذ الآمن
و السكينة و الاستقرار
لا ينفك الإنسان منه مهما حاول أن يبتعد أو تكون له حياته المستقلة

إنه يعيش مع العائلة مختلف جوانب الحياة
من فرح وحزن و تفاؤل
و تشاؤم كما أنه يكون على طبيعته دوما معهم دون خوف من أي شيء
فالعائلة وحدها هي التي ترى جميع تناقضات أفرادها و لا تبوح بها لأنها الستر و الملاذ الأخير حتى إن كبار السن الذين أسسوا عائلات كبيرة ممتدة لا ينسون أبداً تلك العائلة التي تفرق أفرادها و عاش كل منهم حياة مستقلة

لنؤدي ما أوكله الله إلينا من أمانة على خير وجه
فالأسرة مصنع الرجال وبذرة المجتمع الذي إن صلحت صلح وإن ساءت أضحى لا خير فيه.

تذكر أن العائلة هي أساس المجتمعات والسر الإلهي الذي وضعه الله فيها لإحيائها فالأسرة هي نواة المجتمع وليسوا الأفراد متفرقين وهي المسار السليم الذي وضعه الله تعالى لتكاثر ابن آدم ليحدد به غريزته
وهي أداة حفظ النسل من الضياع كما أنّها الحيز الذي تخلق فيه عواطف الأمومة والأبوة بدفئها
فليس أجمل من علاقة الدفء التي تجمع الوالدين بأولادهما
وعلاقات التعاون والمحبّة والبر التي تتجلى في طاعة الأبناء لآبائهم

ففي العائلة يحرص الآباء على تربية أبنائهم تربية سليمة ليصبحوا قادة المستقبل
ويعملوا على تلبية حاجاتهم النفسية والمادية بشتى الطرق
في الحين الذي يجب على الأولاد فيه طاعتهم واحترامهم ومساعدتهم في كل ما يستطيعون
حتى تغدو الأسر متماسكة وتؤدي دورها في المجتمع

حياة العائلة مليئة بالمواقف الجميلة والذكريات التي لا تتكرر
فكل لحظة معهم لها طعم مميز

وحدها العائلة من ترمي لك طوق النجاة كلما شعرت بالغرق
و هي وحدها من تنتظر منك أن تنجو

الطموح يحتاج من يحيط به بسياج الثقة والحب والدعم المنتظر
فعائلتي هي الوحيدة التي تستطيع أن تنفذ هذه المهمة

العائلة جزء لا يتجزأ من يومك بهم تبدأ السعادة وإليهم ينتهي طريق الحب الوحيد

تبقى العائلة حينما لا يبقى أحد حولك

ندى فنري
مدربة / مستشارة